شهر رمضان وقلوب العشاق
خاطرة يتنفس فيها الكاتب للتعبير عن شهر رمضان وفيها جرس الانتباه لإغتنام ليالي الشهر الفضيل.
نسأل الله التوفيق والانتفاع وإليكم الخاطرة: فراق الأحبة من أصعب اللحظات على القلوب ولكنها من وقت لآخر تكون أمر حتمي وضروري وما أن يدب الحزن في الفؤاد على الفراق يبقى الأمل لعودة اللقاء مجددا ولو بعد حين فتعيش القلوب بين ولع الفراق وشوق اللقاء وهذا الحال من المحبة لا يكون بين جنس البشر فحسب بل بين ذوات الحس والمعنى كأن تنشا علاقة بين خاصة من الناس وليسوا بأي الناس هم أهل الصفاء وأهل كمال الإيمان وبين حقبة زمنية شريفة ومثال على ذلك لشرف زمان هذه الأيام العلاقة العظيمة الرفيعة السامية التي تنشا من حب بين ثلة من أهل الإيمان وهذا الشهر الفضيل شهر رمضان شهر الصيام والقيام شهر العرفان والجود والامتنان من الكريم الحنان المنان وما هذه العلاقة والحب إلا من سر توارد وتوارث هذه العلاقة التي كان الحبيب المصطفى يعيشها مع ليالي الشهر من حقائق صيام وقيام وابتهال وامتزاج مع القرآن وسر التنزيل ومدارسة سيدنا الأمين جبريل عليه السلام فما أن تمكنت واستحكمت هذه العلاقة بين هذا الشهر وقلوب العشاق والمحبين فما كان من حالهم طوال العام إلا وهم بين استقبال ستة أشهر من قبل لرمضان وتوديعه خمسة أشهر آخري أنه شهر أوجب على من يعرفه حق المعرفة أن يتعلق بأذياله وحبه فالحمد لله تتجدد علينا نعمة استقبال وصيام هذا الشهر عام بعد عام ففرحنا والله بقدومه هذا العام حق الفرح فأما فرح أمثالنا العوام من الناس ففرحنا كان بأنه بلغنا رمضان ونحن في حظائر إيمان وإسلام فصمنا ما مضى من لياليه وأمسكنا حسا عن المفطرات ومنا من خالط صومه الجرح المعنوي كأن أصابه شيء من محبطات الصوم وكلنا يعرفها فنسأله أن يعفو ويصفح عنا فيما خالط الصوم من شوب كما أنه أنعمنا جلا في علاه بتلاوة كلامه حتى ذوي القلب ألساه ألاه قرأ منه ما تيسر إلى جانب ذكر واستغفار كما إن البعض منا أشتغل قلبه ولبه بالالتفات إلى أطعمة هذا الشهر والتلون في أشكاله وبين عمران الليل بالسهر واللعب فيما لا يفيد وربما يسخط والعياذ بالله فنحن العوام وأهل هذا التخليط لا نشعر معنى أن يرحل ويغادر عنا هذا الشهر ربما لا نحدث أنفسنا بالحسرة على فواته وقرب رحيله لا ادري هل منا من خنقته العبرة إذا تذكر رحيل الشهر أو نزلت على خده الدمعة الحارة على فراقه لاشك وان فينا من نازل قلبه هذا الإحساس والشعور ولكن اشعر بأنس أكبر وأعظم إذا تذكرت خواص الصائمين في رمضان والعلاقة الحميمة التي بينهم وبين الشهر ويهزني حالهم في تذكر أحوال قلوبهم مع فراق هذا الشهر وأن كان لمثلي أنى له أن يصف أحوالهم فأحوالهم سمعناها وقراناها في كتب القوم ورأيناها في بعض أهل الله من أهل الصلاح ممن نحتسبهم عند الله من المقربين لديه فلرمضان وفراقه أحوال في قلوبهم وكيف هم الذين كانوا صيام عن ماسوا الله وكيف وهم مع القرآن في كل نفس من أنفاسهم إن سمعت أن لا حدهم ختمه كاملة في اليوم الواحد من رمضان فلا تتعجب بل أكثر وأكثر كيف وهم الذين تروحوا في التراويح وبقوا معاني للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه كما قال صلى الله عليه وسلم للدعاء حلاوة آخري في رمضان للابتهال سر في رمضان لأعمال البر ذوق وشوق في رمضان وللذكر بأنواعه حال آخر في رمضان الأنفاس كلها رمضانية رحمانية قدسية صمدية علوية هؤلاء الذي وصف حال رمضان معهم أهل الذوق فأعجبني وصفه يوم أن قال إن من الناس من يتألمون لفراق رمضان وأن آخرون يتألم رمضان لفراقهم كما أنه يفرح أيضا بلقائهم ترى لماذا ذلك لأنهم هم الذين عرفوه وجالسوه وقاموا به حق القيام فكيف إذا دنى الرحيل يبكي هو الشهر على فراق هذا الصنف من العبيد كيف وقد أحبهم حب المحب الخالص لله درهم من قوم أحوال غريبة عجيبة إذا تذكرتها تأسفت على حالي ودنو همتي ولكن قلبي يحدثني أن أعقد نية وعزما صادقين على أن أبحث عن علاقتي الحقيقة بهذا الشهر خصوصا وبقية أيام الله عموما فكفانا غفلة ونوم فقد قال أحدهم قم من النوم تسلم من اللوم وتلحق بركب القوم غداً وفي هذا اليوم يا من لم يهز قلبك فراق هذا الشهر أبكي على قسوة قلبك أبكي على غفلتك ويا من خنقته العبرة في وقت النفحات من هذا الشهر تذكر إن الشهر لم يبقى منه إلا القليل فهلا تذكرنا جميعنا وهلا بكينا بكاء الحزين النادم المتأسف لعل الله يجبر الخلل ويعفو عن الزلل ويصلح القلب وينقيه من العلل من يوفق معي بإعادة قراءة هذا التذكر لعل الله يحرك في قلوبنا شيء فإن تحركت القلوب فعلامة أننا على خير والى خير إن شاء الله.
وفقني الله وإياكم لاغتنام ما بقي من الشهر وأن يهيئنا أن ندخل في دوائر خواص المتصلين برمضان فنبقى من حين إنصرافه على شوق اللقاء إلى أن يأتينا في العام القابل يا حي يا قيوم. اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا يا كريم
خاطرة يتنفس فيها الكاتب للتعبير عن شهر رمضان وفيها جرس الانتباه لإغتنام ليالي الشهر الفضيل.
نسأل الله التوفيق والانتفاع وإليكم الخاطرة: فراق الأحبة من أصعب اللحظات على القلوب ولكنها من وقت لآخر تكون أمر حتمي وضروري وما أن يدب الحزن في الفؤاد على الفراق يبقى الأمل لعودة اللقاء مجددا ولو بعد حين فتعيش القلوب بين ولع الفراق وشوق اللقاء وهذا الحال من المحبة لا يكون بين جنس البشر فحسب بل بين ذوات الحس والمعنى كأن تنشا علاقة بين خاصة من الناس وليسوا بأي الناس هم أهل الصفاء وأهل كمال الإيمان وبين حقبة زمنية شريفة ومثال على ذلك لشرف زمان هذه الأيام العلاقة العظيمة الرفيعة السامية التي تنشا من حب بين ثلة من أهل الإيمان وهذا الشهر الفضيل شهر رمضان شهر الصيام والقيام شهر العرفان والجود والامتنان من الكريم الحنان المنان وما هذه العلاقة والحب إلا من سر توارد وتوارث هذه العلاقة التي كان الحبيب المصطفى يعيشها مع ليالي الشهر من حقائق صيام وقيام وابتهال وامتزاج مع القرآن وسر التنزيل ومدارسة سيدنا الأمين جبريل عليه السلام فما أن تمكنت واستحكمت هذه العلاقة بين هذا الشهر وقلوب العشاق والمحبين فما كان من حالهم طوال العام إلا وهم بين استقبال ستة أشهر من قبل لرمضان وتوديعه خمسة أشهر آخري أنه شهر أوجب على من يعرفه حق المعرفة أن يتعلق بأذياله وحبه فالحمد لله تتجدد علينا نعمة استقبال وصيام هذا الشهر عام بعد عام ففرحنا والله بقدومه هذا العام حق الفرح فأما فرح أمثالنا العوام من الناس ففرحنا كان بأنه بلغنا رمضان ونحن في حظائر إيمان وإسلام فصمنا ما مضى من لياليه وأمسكنا حسا عن المفطرات ومنا من خالط صومه الجرح المعنوي كأن أصابه شيء من محبطات الصوم وكلنا يعرفها فنسأله أن يعفو ويصفح عنا فيما خالط الصوم من شوب كما أنه أنعمنا جلا في علاه بتلاوة كلامه حتى ذوي القلب ألساه ألاه قرأ منه ما تيسر إلى جانب ذكر واستغفار كما إن البعض منا أشتغل قلبه ولبه بالالتفات إلى أطعمة هذا الشهر والتلون في أشكاله وبين عمران الليل بالسهر واللعب فيما لا يفيد وربما يسخط والعياذ بالله فنحن العوام وأهل هذا التخليط لا نشعر معنى أن يرحل ويغادر عنا هذا الشهر ربما لا نحدث أنفسنا بالحسرة على فواته وقرب رحيله لا ادري هل منا من خنقته العبرة إذا تذكر رحيل الشهر أو نزلت على خده الدمعة الحارة على فراقه لاشك وان فينا من نازل قلبه هذا الإحساس والشعور ولكن اشعر بأنس أكبر وأعظم إذا تذكرت خواص الصائمين في رمضان والعلاقة الحميمة التي بينهم وبين الشهر ويهزني حالهم في تذكر أحوال قلوبهم مع فراق هذا الشهر وأن كان لمثلي أنى له أن يصف أحوالهم فأحوالهم سمعناها وقراناها في كتب القوم ورأيناها في بعض أهل الله من أهل الصلاح ممن نحتسبهم عند الله من المقربين لديه فلرمضان وفراقه أحوال في قلوبهم وكيف هم الذين كانوا صيام عن ماسوا الله وكيف وهم مع القرآن في كل نفس من أنفاسهم إن سمعت أن لا حدهم ختمه كاملة في اليوم الواحد من رمضان فلا تتعجب بل أكثر وأكثر كيف وهم الذين تروحوا في التراويح وبقوا معاني للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه كما قال صلى الله عليه وسلم للدعاء حلاوة آخري في رمضان للابتهال سر في رمضان لأعمال البر ذوق وشوق في رمضان وللذكر بأنواعه حال آخر في رمضان الأنفاس كلها رمضانية رحمانية قدسية صمدية علوية هؤلاء الذي وصف حال رمضان معهم أهل الذوق فأعجبني وصفه يوم أن قال إن من الناس من يتألمون لفراق رمضان وأن آخرون يتألم رمضان لفراقهم كما أنه يفرح أيضا بلقائهم ترى لماذا ذلك لأنهم هم الذين عرفوه وجالسوه وقاموا به حق القيام فكيف إذا دنى الرحيل يبكي هو الشهر على فراق هذا الصنف من العبيد كيف وقد أحبهم حب المحب الخالص لله درهم من قوم أحوال غريبة عجيبة إذا تذكرتها تأسفت على حالي ودنو همتي ولكن قلبي يحدثني أن أعقد نية وعزما صادقين على أن أبحث عن علاقتي الحقيقة بهذا الشهر خصوصا وبقية أيام الله عموما فكفانا غفلة ونوم فقد قال أحدهم قم من النوم تسلم من اللوم وتلحق بركب القوم غداً وفي هذا اليوم يا من لم يهز قلبك فراق هذا الشهر أبكي على قسوة قلبك أبكي على غفلتك ويا من خنقته العبرة في وقت النفحات من هذا الشهر تذكر إن الشهر لم يبقى منه إلا القليل فهلا تذكرنا جميعنا وهلا بكينا بكاء الحزين النادم المتأسف لعل الله يجبر الخلل ويعفو عن الزلل ويصلح القلب وينقيه من العلل من يوفق معي بإعادة قراءة هذا التذكر لعل الله يحرك في قلوبنا شيء فإن تحركت القلوب فعلامة أننا على خير والى خير إن شاء الله.
وفقني الله وإياكم لاغتنام ما بقي من الشهر وأن يهيئنا أن ندخل في دوائر خواص المتصلين برمضان فنبقى من حين إنصرافه على شوق اللقاء إلى أن يأتينا في العام القابل يا حي يا قيوم. اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا يا كريم