التعديل الأخير:
- المؤلف
- فريال محمود لولك
مونولوج عقلٍ تيه في صَخب الأيام العِجاف التي تَمرُّ بها سوريتي!!
ربما أحجز لكلماتي في الطابور مكاناً، فمن أين أبدأ ياقلم؟
في جعبة العقلِ ذكريات آن لها أن تَخرج على الملأ، لكن حذارِ منها، لأنها مُغمسة بالدم!.
اعتبروا ما سأقوله، مونولجاً على عتبة المسرح لفتاةٍ سورية، ازدحم عقلها بذكرى لا تَحمل سوى أصوات أمهات مكلومات منذ أن بلغ عقلها رشده، أصوات صرخات أطفال تنازع من خواء بطونها، كلمات ونبرات طائفية شربناها عوضاً عن الحليب منذ الطفولة و ريمونتادا سوريالية بين كر وفر لقلب النتائج……
والشعب السوري بين كَفّي الفريقين….ضحية!، فإذا هم فريقان يختصمون، بين مَدٍّ وجزر، يطيح بالشعب الأعزل الذي يترامى معهم من ميلةٍ إلى مَيل، ورغم أن السوريين الحق، لا يمكن لهم أن يصفقوا لموت سوري واحد أياً كان توجهه الطائفي أو الديني، إلا أننا اليوم داخل متاهة، بيادق بين أيدي أشخاصٌ مجهولين، نَتنقل كالذباب الإلكتروني لنلتقط خبراً ما فتبدأ المواجهة على وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة لا تنمّ عن وعي أبداً، بل إنها تَكشف أن الشر متأصل داخل نفوسنا!!.
إن المجرم أياً كان سيُحاسب، إن لم يكن اليوم فـ عند الله تجتمع الخصوم، وهذا الامر لا جدال فيه...!!
القتل لا دين له، وهذا ما لا يمكن للبشرية أن تَعيه، بل إنها تُطلق حُكماً مطلقاً وتتناسى بهذا السفرة التي جمعت مكونات الشعب السوري بمختلف أطيافه، و سبق لنا في الزمان الغابر أن تناولنا عليها لقمة واحدة مفادها أننا سوريون وكيان واحد ولسنا عبارة عن فُتات متفرق!!.
إلى متى سيَعي الشعب أن الحرب ليست حرب دين في الحقيقة؟ متى يتنبه للخطر الأكبر الذي يدق ناقوسه على جغرافية سوريا؟.
يمكنني أن أسمع قهقهات الغرب في رأسي، وهم يحيكون لباساً يتكون من نسيج متلون يساعدهم به الحدّ الذي يُقيمه الشعب السوري بين بعضه البعض، فيتلون الثوب الذي يُحاك بألوان الطوائف والتقسيمات المتفرقة، أشعر بأنهم يأكلون من كتفي لحماً طازجاً طرياً وهم يتقاسمون وليمة سوريا فيما بينهم، ونحن في الداخل نُنكل في بعضنا البعض و نتقاذف الشتائم حاملين بهذا سيناريو تاريخاً انتهى منذ آلاف السنين!!.
إنه الترويض الأنجح في تاريخ الإنسانية، أن تترك السوريون يتقاتلون فيما بينهم، وفي ضوضاء وصَخب هذا التلاهي، يُحاك مستقبلاً يحوّل سوريا لفتات يأكلها الغربان.
آن لنا أن نتكاتف لنبني مجتمع سوي، مجتمع لا يلهث لتأمين قوت يومه، أو يصفق لمجيء الكهرباء، أو حتى يُقيم حفلاً لعودة المياه، فينسى بهذا أن يوظف مهاراته في شيء يطوّر المجتمع ويطوّر به نفسه، لأن وقته بأكمله يُمضيه لاهثاً خلف أقل متطلبات الحياة، وفي زحمة تلك الأولويات المكدسة، تجده آخر الليل يُصارع القلق والاكتئاب من شدة يأسه وخيبته من واقع حاله!!.
فأيّ جيلٍ هذا الذي سيكون؟ جيل معقد، مدمر، هَش، غير قادر على احتواء مشاكله لأنه يعيش في بلدٍ يعيث فساداً في عقله، ويحوله لكائنٍ ساذج أبله، يعتمد التصفيق ليل نهار، يتفوه بـ أبشع الكلمات، يُقيم جبهة على من يختلف عنه، يتراكض نحو أقل متطلبات الحياة، ويُهمل المبدأ والهدف الأساسي الذي خُلق له، وهو السعي والعمل والعبادة!!.
فإني ولله أعلم أن كلماتي تلك متداخلة، ولكنها كما قلت سابقاً عبارة عن أشلاء من الذكريات، التي تزدحم بين تلافيف عقلي، وتهرش رأسي من شدة صخبها، لا أعلم إن بقي مني شيء، أو أنني أصبحت كـ عقلي، عبارة عن أشلاء ألملمها في كل مرة أؤمن بها بأن الشمس ستشرق ذات يوم، لكنها أياماً عِجاف، ولا أعلم إلى متى ستبقى، حتى أنني لا أُدرك إن بَقي للأملِ مكاناً في جعبتي، لأنني أُقسم بأن الشعب قد يأس من شدة اليأس!!.
فـ يالحظنا الأوفر، أن نُولد في هذه الفترة التي انتشلت منا شبابنا عنوة، وتركتنا عُراة بلا جغرافيا.....
دمتم بخير.....
By ferial loulak
ربما أحجز لكلماتي في الطابور مكاناً، فمن أين أبدأ ياقلم؟
في جعبة العقلِ ذكريات آن لها أن تَخرج على الملأ، لكن حذارِ منها، لأنها مُغمسة بالدم!.
اعتبروا ما سأقوله، مونولجاً على عتبة المسرح لفتاةٍ سورية، ازدحم عقلها بذكرى لا تَحمل سوى أصوات أمهات مكلومات منذ أن بلغ عقلها رشده، أصوات صرخات أطفال تنازع من خواء بطونها، كلمات ونبرات طائفية شربناها عوضاً عن الحليب منذ الطفولة و ريمونتادا سوريالية بين كر وفر لقلب النتائج……
والشعب السوري بين كَفّي الفريقين….ضحية!، فإذا هم فريقان يختصمون، بين مَدٍّ وجزر، يطيح بالشعب الأعزل الذي يترامى معهم من ميلةٍ إلى مَيل، ورغم أن السوريين الحق، لا يمكن لهم أن يصفقوا لموت سوري واحد أياً كان توجهه الطائفي أو الديني، إلا أننا اليوم داخل متاهة، بيادق بين أيدي أشخاصٌ مجهولين، نَتنقل كالذباب الإلكتروني لنلتقط خبراً ما فتبدأ المواجهة على وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة لا تنمّ عن وعي أبداً، بل إنها تَكشف أن الشر متأصل داخل نفوسنا!!.
إن المجرم أياً كان سيُحاسب، إن لم يكن اليوم فـ عند الله تجتمع الخصوم، وهذا الامر لا جدال فيه...!!
القتل لا دين له، وهذا ما لا يمكن للبشرية أن تَعيه، بل إنها تُطلق حُكماً مطلقاً وتتناسى بهذا السفرة التي جمعت مكونات الشعب السوري بمختلف أطيافه، و سبق لنا في الزمان الغابر أن تناولنا عليها لقمة واحدة مفادها أننا سوريون وكيان واحد ولسنا عبارة عن فُتات متفرق!!.
إلى متى سيَعي الشعب أن الحرب ليست حرب دين في الحقيقة؟ متى يتنبه للخطر الأكبر الذي يدق ناقوسه على جغرافية سوريا؟.
يمكنني أن أسمع قهقهات الغرب في رأسي، وهم يحيكون لباساً يتكون من نسيج متلون يساعدهم به الحدّ الذي يُقيمه الشعب السوري بين بعضه البعض، فيتلون الثوب الذي يُحاك بألوان الطوائف والتقسيمات المتفرقة، أشعر بأنهم يأكلون من كتفي لحماً طازجاً طرياً وهم يتقاسمون وليمة سوريا فيما بينهم، ونحن في الداخل نُنكل في بعضنا البعض و نتقاذف الشتائم حاملين بهذا سيناريو تاريخاً انتهى منذ آلاف السنين!!.
إنه الترويض الأنجح في تاريخ الإنسانية، أن تترك السوريون يتقاتلون فيما بينهم، وفي ضوضاء وصَخب هذا التلاهي، يُحاك مستقبلاً يحوّل سوريا لفتات يأكلها الغربان.
آن لنا أن نتكاتف لنبني مجتمع سوي، مجتمع لا يلهث لتأمين قوت يومه، أو يصفق لمجيء الكهرباء، أو حتى يُقيم حفلاً لعودة المياه، فينسى بهذا أن يوظف مهاراته في شيء يطوّر المجتمع ويطوّر به نفسه، لأن وقته بأكمله يُمضيه لاهثاً خلف أقل متطلبات الحياة، وفي زحمة تلك الأولويات المكدسة، تجده آخر الليل يُصارع القلق والاكتئاب من شدة يأسه وخيبته من واقع حاله!!.
فأيّ جيلٍ هذا الذي سيكون؟ جيل معقد، مدمر، هَش، غير قادر على احتواء مشاكله لأنه يعيش في بلدٍ يعيث فساداً في عقله، ويحوله لكائنٍ ساذج أبله، يعتمد التصفيق ليل نهار، يتفوه بـ أبشع الكلمات، يُقيم جبهة على من يختلف عنه، يتراكض نحو أقل متطلبات الحياة، ويُهمل المبدأ والهدف الأساسي الذي خُلق له، وهو السعي والعمل والعبادة!!.
فإني ولله أعلم أن كلماتي تلك متداخلة، ولكنها كما قلت سابقاً عبارة عن أشلاء من الذكريات، التي تزدحم بين تلافيف عقلي، وتهرش رأسي من شدة صخبها، لا أعلم إن بقي مني شيء، أو أنني أصبحت كـ عقلي، عبارة عن أشلاء ألملمها في كل مرة أؤمن بها بأن الشمس ستشرق ذات يوم، لكنها أياماً عِجاف، ولا أعلم إلى متى ستبقى، حتى أنني لا أُدرك إن بَقي للأملِ مكاناً في جعبتي، لأنني أُقسم بأن الشعب قد يأس من شدة اليأس!!.
فـ يالحظنا الأوفر، أن نُولد في هذه الفترة التي انتشلت منا شبابنا عنوة، وتركتنا عُراة بلا جغرافيا.....
دمتم بخير.....
يجب أن تكون مسجلا لمشاهدة الفيديو المرفق
By ferial loulak
التعديل الأخير: