- المشاهدات: 155
- الردود: 6
ولدت سيغريد ميلر ستيفنسون لوالديها بيتر وباربرا ستيفنسون يوم 24 من جانفي عام 1952، في مقاطعة ألميندا، ولاية كاليفورنيا. كانت سيغريد أول مولود في العائلة قبل أن تلتحق بها أختها الصغرى سيلفيا. كان بيتر خبير فيزياء نووية وملازما سابقا في البحرية ومحبا للفن والموسيقى وهو شغف نقله لابنته سيغريد التي تعلمت العزف على الغيتار في سن صغيرة ما دفعها للغوص أكثر في مجال الموسيقى خصوصا والفن عموما واستطاعت لاحقا العزف على البيانو الذي أصبح المفضل لها بين الآلات الموسيقية. استطاعت سيغريد صقل موهبتها في البيانو أكثر بأخذها لدروس خاصة وكانت مطلوبة في مدرستها للعزف في الحفلات والمسرحيات، ورغم شعبيتها إلا أنها كانت منعزلة وفضلت قضاء وقتها في الكتابة والرسم طيلة المرحلة الثانوية التي تخرجت منها عام 1970.
كانت سيغريد مولعة بالفن والموسيقى.
حياتها الجامعية:
بعد الثانوية التحقت سيغريد بجامعة كاليفورينا للحصول على شهادة في الموسيقى والتعليم لكن شغفها بدأ بالانحراف بعد حصولها على عمل جانبي كمعلمة موسيقى للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وجدت سيغريد نفسها سعيدة ولم تهتم كثيرا بالجامعة رغم ضغط والديها المستمر، زملاؤها قالوا أنها لم تكن مهتمة بالدروس كثيرا لكنها كانت تعزف على البيانو كلما سنحت لها الفرصة. تخرجت من الجامعة عام 1947 بعمر 22 عاما. بعد تخرجها أخذت بعض الوقت للسفر والراحة قبل أن تقرر العودة مرة أخرى للجامعة للحصول على درجة الماتسر في الموسيقى، وقد قررت الانضمام عام 1976 لجامعة ترينتون في نيوجيرسي بحكم برنامج تدريسهم المميز وهناك تفوقت سيغريد بشكل واضح على أقرانها كما كونت علاقة طيبة مع الأساتذة والعاملين باستثناء زميلتها في غرفة السكن الجامعي التي اشتكت من ثقة سيغريد المفرطة في الغرباء ما يشكل خطرا على كليهما.
اعتادت سيغريد على قضاء الكثير من الوقت في قاعة "كيندل" وهو مبنى شيد داخل الحرم الجامعي عام 1932، ويضم مسرحين بحجمين مختلفين ومكاتب وقاعات دراسة، والأهم أن المسرح الصغير كان مزينا ببيانو قديم كانت سيغريد تتسلل للمبنى بعد إغلاقه خصيصا لأجله وقيل أنها كانت تعزف على البيانو حتى تغط في النوم وقد قبض عليها الأمن الجامعي أكثر من مرة داخل المبنى بعد ساعات الاغلاق إذ كانت تترك دراجتها الخضراء قرب المدخل ما كان يؤدي لكشفها كل مرة.
بعد أن أنهت عامها الأول سافرت سيغريد لبعض المناطق القريبة من الجامعة واستطاعت جمع مال كاف عن طريق بيع يعض رسوماتها لاستئجار شقة صغيرة تشاركتها مع أحد الأساتذة قبل أن تنتقل عام 1977 لشقة منفصلة استأجرتها من عامل مطافئ، كما حصلت على وظيفة في مدرسة قريبة واستقرت فيها لمدة قصيرة قبل أن تنطلق في رحلة سير وتخييم صوب كندا وصولا لمقاطعة إسكتلندا الجديدة ثم العودة مرة أخرى لنيو جيرسي أين تفاجأت بعدم شغور شقتها ما دفعها للعودة للمبيت في المسرح من جديد.
كان من المقرر أن تدب الحياة في الجامعة بعد انتهاء العطلة يوم 7 من سبتمبر لكن الأسابيع الأولى كانت بطيئة من حيث عدد الحضور، إذ تراوح عدد الطلبة بين 50 و100 طالب فقط من أصل 5000، وقد تضائل العدد مع اقتراب عيد العمال لكن مسرح قاعة كيندل كان نشطا لحد ما إذ استعمله الطلبة لتمثيل بعض المسرحيات خلال تلك الفترة وتمت دعوة سيغريد لحضور مسرحية يوم 3 من سبتمبر وكان عدد الحضور 30 شخصا وقيل أن سيغريد لبت الدعوة واحتفلت مع الممثلين بعد نهاية العرض في قبو المسرح أين ذكرت أنها كانت تنام هناك حتى تجد مكانا جديدا. سيغريد ذكرت في مذكراتها لذلك اليوم أنها كانت منزعجة لأن الحفلة استمرت لوقت طويل وأنها قد تتأخر في الاستيقاظ ما قد يؤدي لإيقاعها في مشاكل عديدة.
الجريمة:
شوهدت سيغريد في اليوم التالي بعد الظهر، بعد أن رصدها أحد معارفها في دار سينما على بعد حوالي 15 ميلاً من جامعة ترينتون ستيت. لم يتم التحقق مطلقًا من دار السينما هذه، ومع ذلك، كانت تلك آخر مشاهدة مؤكدة. في الساعة 11:30 مساءً من يوم الأحد، كان حارس الأمن توماس كوكوتاجيلو يقوم بجولته المعتادة حول الحرم الجامعي، وعندما اقترب من المدخل الجنوبي لقاعة كيندال، رأى مشهدًا مألوفًا: دراجة خضراء متوقفة في حامل الدراجات خارج الأبواب. لفت هذا انتباه توماس حيث كان من المفترض أن يكون المبنى خاليًا تمامًا في ذلك الوقت من الليل، لذلك شق توماس طريقه إلى المدخل الأمامي، على افتراض أنه سيصادف طالبًا متسللًا بالداخل وسيضطر لمرافقته للخروج. كان المدخل الأمامي مغلقًا ما دفع توماس لفتح الباب بمفتاحه الخاص ثم شق طريقه داخل المبنى المظلم. كانت جميع الأضواء مطفأة باستثناء الأضواء الحمراء لعلامات مخارج الطوارئ التي أضاءت الممر، وتذكر أنه شعر بشعور غريب للغاية أثناء سيره في تلك الممرات الفارغة نحو مدخل المسرح الرئيسي. عندما اقترب من المسرح، رأى توماس ما بدا أنه قطعة قماش بيضاء ملقاة في منتصف المسرح بجوار البيانو، محاطة ببرك من الدماء. صعد توماس إلى المسرح، وباستخدام مصباحه اليدوي، استطاع أن يرى أنه تحت الملاءة كان هناك جسد بشري عارٍ. أخرج سلاحه خوفًا من أن القاتل لا يزال بالداخل واستدعى الدعم من زملائه والشرطة. بعد وصول جميع الأطراف لوحظ أن الجثة كانت لامرأة، وقد تعرضت للضرب على رأسها، وكان الضرر الذي لحق بوجهها واسع النطاق لدرجة أنهم لم يتمكنوا من التعرف عليها على الفور من خلال ملامحها وحدها. كان رأس المرأة مغطى بقميصها الملطخ بالدماء، وافترضت الشرطة أن القاتل قام بذلك لكتم صراخها. وذكرت بعض التقارير أن معصميها كانا مقيدان أيضا.
غطت الدماء جزءا معتبرا من مسرح الجريمة، من الأرضيات إلى البيانو والنوتات الموسيقية، وكان هناك أثر للدماء من البيانو إلى حيث تركت الجثة في منتصف المسرح، وكأنها سُحِبَت إلى ذلك المكان. كانت باطن أقدام المرأة ملطخة بالدماء ومغطاة بالطين.
التحقيق:
في مكان الحادث، جمعت الشرطة بعض المتعلقات الشخصية للضحية، ومن خلال هذا، تمكنوا من تحديد هويتها على أنها سيجريد ستيفنسون. وجدوا حقيبة ظهرها التي تحتوي على مذكراتها ودفتر الرسم وكمية كبيرة من الملابس. كما عثروا داخل حقيبة الظهر على محفظتها التي تحتوي على بطاقة هوية باسمها، و7 دولارات نقدًا، وحفنة من شيكات السفر، وعلبة فاصوليا. نظرًا لوجود الأموال والشيكات السياحية في مكان الحادث، تم استبعاد السرقة كدافع للجريمة. تم إحضار الدكتور ستانلي أوستن، المشرف على برنامج الدراسات العليا للموسيقى، كتأكيد ثانٍ على أن المرأة التي كانت ملقاة ميتة على المسرح كانت في الواقع سيغريد ستيفنسون، ولم يتمكن من تحديد هويتها إلا من شعرها، حيث كان الضرر الذي لحق بوجهها شديدًا للغاية.
لم يتم تحديد أداة القتل قط، لكنها وصفت بأنها أداة حادة، مفقودة من مكان الحادث، وتكهن المسؤولون عن التحقيق بأنها ربما كانت قطعة الخشب الثقيلة التي كانت موضوعة تحت البيانو لموازنتها، وهذا لأنها كانت مفقودة. افترض المحققون مبدئيا أن سيغريد كانت تعزف على البيانو عندما تسلل المهاجم من خلفها، مما أثار دهشتها وأدخلها في حالة صدمة جعلتها عاجزة عن الدفاع عن نفسها. لم يترك الجاني أي دليل في مكان الحادث، لا بصمات أصابع أو آثار أقدام أو حتى ألياف أو شعر.
حددت الشرطة هوية سيغريد من خلال متعلقاتها.
قرأت الشرطة كل مدخلات مذكرات سيغريد، ورغم أنها أقرت بأنها شاملة ومكتوبة بشكل جيد، إلا أنها لم تقدم أي أدلة حول هوية القاتل. لجأ المحققون أيضا إلى أعضاء هيئة التدريس والموظفين لمعرفة ما إذا كان لديهم أي معلومات حول الجريمة أو الدافع خلفها، وأخبرهم الدكتور ستانلي أوستن بمعلومة مهمة للغاية وهي أن القماش الأبيض الذي كان يغطي سيغريد كان غطاء بيانو لكنه لم يكن ينتمي إلى البيانو الذي كانت سيغريد تعزف عليه تلك الليلة. بل إنه لم يكن ينتمي إلى ذلك المبنى على الإطلاق. كان البيانو الذي كانت تعزف عليه سيغريد قديمًا ولا قيمة له في الأساس، لذلك لم يشعروا بالحاجة إلى تغطيته، ومع ذلك، كان للبيانو الذي يقع في قاعة براي هول في الجانب الآخر من الحرم الجامعي غطاء من القماش الأبيض، وأكد الدكتور أوستن أن الغطاء الموجود على جسد سيغريد هو الغطاء الموجود في قاعة براي هول. تقدم أحد أعضاء هيئة التدريس الآخرين ليصرح بأنه رأى الغطاء الأبيض على بيانو قاعة براي هول قبل أسبوع واحد فقط. على عكس قاعة كيندال، كانت قاعة براي هول أحدث ولديها أقفال تعمل، ومن أجل الدخول إلى قاعة الحفلات الموسيقية حيث كان الغطاء ثم العودة للقاعة التي كانت فيها سيغريد، كان المرء يحتاج إلى ثلاثة مفاتيح بالضبط للدخول. مفتاح واحد لدخول قاعة براي، ومفتاح آخر لدخول قاعة الحفلات الموسيقية، ومفتاح أخير لدخول قاعة كيندال أين وقعت الجريمة. لم تكن هناك نوافذ في قاعة براي يمكن لأي شخص كسرها ودخول المبنى.
كان السؤال هو من لديه المفاتيح الثلاثة للدخول واستعادة غطاء البيانو؟ ولماذا؟ افترضت الشرطة أن القاتل استعاد غطاء البيانو لاستخدامه في إزالة جثة سيغريد، لكنه غير رأيه.
كان لدى الدكتور أوستن مفتاحان فقط، وكان لدى عمال النظافة أيضًا مفتاحان فقط. كان الأشخاص الوحيدون الذين بحوزتهم المفاتيح الثلاثة هم ضباط شرطة الحرم الجامعي البالغ عددهم 12 وضباط الأمن السبعة. كان الدكتور أوستين مصرًا على أنه لا يمكن لأحد دخول قاعة براي بدون مفتاح، وصرح للسلطات:
"صدقوني، لو كانت هناك أي وسيلة تمكن أي شخص من الوصول إلى قاعة الحفلات الموسيقية والبيانو، لكانت سيجريد قد وجدتها."
المشتبه بهم:
أصبح حراس أمن الحرم الجامعي تحت مجهر السلطات لسببين. الأول هو أنهم كانوا الوحيدين الذين لديهم المفاتيح الثلاثة من أجل الحصول على غطاء البيانو، والثاني، لأن العلامات حول معصمي سيجريد بدا أنها ربما كانت من الأصفاد. خلف ظهر سيغريد كانت هناك بقعتان بعرض الذراع خالية من الدم، رأى بعض المحققين أن ذلك ربما كان بسبب تقييدها بالأصفاد عن طريق وضع يديها خلف ظهرها وهي طريقة التقييد المتبعة لدى حراس الأمن. أمرت شرطة بلدة إيوينج جميع أفراد شرطة الحرم الجامعي وأمنه، وكذلك جميع الضباط من بلدة إيوينج أنفسهم، بتسليم أصفادهم وهراواتهم للاختبار، لمعرفة ما إذا كان يمكن العثور على أي دليل مثل الدم. واكتشفوا وجود دماء على زوج واحد من الأصفاد من أحد الضباط، لكن تم تحديد أنها من حادثة اعتقال قبل مقتل سيغريد. خضع العديد من الضباط لاختبارات كشف الكذب، وكانت نتائج قِلة منهم غير حاسمة، بينما كانت نتائج البقية صادقة. شارك الضابطان اللذان كانا في الخدمة في ترينتون ليلة القتل في اختبارات كشف الكذب، وقد اجتاز كلاهما الاختبار. ومع ذلك، كان أحد الضباط في الخدمة في ذلك اليوم يتحدث إلى زميل آخر في غرفة تبديل الملابس في مركز الشرطة وأخبره أنه قتل سيغريد. اعتقد الضابط الذي قيل له ذلك أن زميله كان يمزح، ولكن بعد انتهاء مناوبته، تقدم للمحققين في القضية وأبلغهم عما سمعه من زميله الذي ادعى تورطه في القتل، والذي كانت له حوادث سابقة متعلقة بالشرب المفرط والتحرش. عند التحقيق معه، ذكر الضابط أنه لم يقابل سيغريد أو يتحدث معها من قبل، ولم يضغطوا عليه أكثر من ذلك.
بينما بدأت الشرطة تحقيقاتها، تم نقل جثة سيغريد إلى مكتب مقاطعة ميرسر الطبي للتشريح. وهناك اكتشفوا مدى جروحها. عانت الأخيرة من جروح متعددة في الوجه وفروة الرأس، وكسر في الجمجمة. وفي المجموع، كان لدى سيغريد 15 جرحًا عميقًا في فروة الرأس، وكان سبب وفاتها جلطات دموية بسبب النزيف المفرط. بالإضافة إلى ذلك، كانت سيغريد تعاني من كسر ضلعين، وكسر في الأنف، وكدمات على صدرها ومرفقيها. قام الطبيب بأخذ مسحة مهبلية من سيغريد، والتي أظهرت وجود خلايا منوية، وهذا يشير إلى أنها على الأرجح تعرضت لاعتداء جنسي. وقدر وقت وفاتها بين 7:30 إلى 10 مساءً.
يتبع...
كانت سيغريد مولعة بالفن والموسيقى.
حياتها الجامعية:
بعد الثانوية التحقت سيغريد بجامعة كاليفورينا للحصول على شهادة في الموسيقى والتعليم لكن شغفها بدأ بالانحراف بعد حصولها على عمل جانبي كمعلمة موسيقى للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وجدت سيغريد نفسها سعيدة ولم تهتم كثيرا بالجامعة رغم ضغط والديها المستمر، زملاؤها قالوا أنها لم تكن مهتمة بالدروس كثيرا لكنها كانت تعزف على البيانو كلما سنحت لها الفرصة. تخرجت من الجامعة عام 1947 بعمر 22 عاما. بعد تخرجها أخذت بعض الوقت للسفر والراحة قبل أن تقرر العودة مرة أخرى للجامعة للحصول على درجة الماتسر في الموسيقى، وقد قررت الانضمام عام 1976 لجامعة ترينتون في نيوجيرسي بحكم برنامج تدريسهم المميز وهناك تفوقت سيغريد بشكل واضح على أقرانها كما كونت علاقة طيبة مع الأساتذة والعاملين باستثناء زميلتها في غرفة السكن الجامعي التي اشتكت من ثقة سيغريد المفرطة في الغرباء ما يشكل خطرا على كليهما.
اعتادت سيغريد على قضاء الكثير من الوقت في قاعة "كيندل" وهو مبنى شيد داخل الحرم الجامعي عام 1932، ويضم مسرحين بحجمين مختلفين ومكاتب وقاعات دراسة، والأهم أن المسرح الصغير كان مزينا ببيانو قديم كانت سيغريد تتسلل للمبنى بعد إغلاقه خصيصا لأجله وقيل أنها كانت تعزف على البيانو حتى تغط في النوم وقد قبض عليها الأمن الجامعي أكثر من مرة داخل المبنى بعد ساعات الاغلاق إذ كانت تترك دراجتها الخضراء قرب المدخل ما كان يؤدي لكشفها كل مرة.
بعد أن أنهت عامها الأول سافرت سيغريد لبعض المناطق القريبة من الجامعة واستطاعت جمع مال كاف عن طريق بيع يعض رسوماتها لاستئجار شقة صغيرة تشاركتها مع أحد الأساتذة قبل أن تنتقل عام 1977 لشقة منفصلة استأجرتها من عامل مطافئ، كما حصلت على وظيفة في مدرسة قريبة واستقرت فيها لمدة قصيرة قبل أن تنطلق في رحلة سير وتخييم صوب كندا وصولا لمقاطعة إسكتلندا الجديدة ثم العودة مرة أخرى لنيو جيرسي أين تفاجأت بعدم شغور شقتها ما دفعها للعودة للمبيت في المسرح من جديد.
كان من المقرر أن تدب الحياة في الجامعة بعد انتهاء العطلة يوم 7 من سبتمبر لكن الأسابيع الأولى كانت بطيئة من حيث عدد الحضور، إذ تراوح عدد الطلبة بين 50 و100 طالب فقط من أصل 5000، وقد تضائل العدد مع اقتراب عيد العمال لكن مسرح قاعة كيندل كان نشطا لحد ما إذ استعمله الطلبة لتمثيل بعض المسرحيات خلال تلك الفترة وتمت دعوة سيغريد لحضور مسرحية يوم 3 من سبتمبر وكان عدد الحضور 30 شخصا وقيل أن سيغريد لبت الدعوة واحتفلت مع الممثلين بعد نهاية العرض في قبو المسرح أين ذكرت أنها كانت تنام هناك حتى تجد مكانا جديدا. سيغريد ذكرت في مذكراتها لذلك اليوم أنها كانت منزعجة لأن الحفلة استمرت لوقت طويل وأنها قد تتأخر في الاستيقاظ ما قد يؤدي لإيقاعها في مشاكل عديدة.
الجريمة:
شوهدت سيغريد في اليوم التالي بعد الظهر، بعد أن رصدها أحد معارفها في دار سينما على بعد حوالي 15 ميلاً من جامعة ترينتون ستيت. لم يتم التحقق مطلقًا من دار السينما هذه، ومع ذلك، كانت تلك آخر مشاهدة مؤكدة. في الساعة 11:30 مساءً من يوم الأحد، كان حارس الأمن توماس كوكوتاجيلو يقوم بجولته المعتادة حول الحرم الجامعي، وعندما اقترب من المدخل الجنوبي لقاعة كيندال، رأى مشهدًا مألوفًا: دراجة خضراء متوقفة في حامل الدراجات خارج الأبواب. لفت هذا انتباه توماس حيث كان من المفترض أن يكون المبنى خاليًا تمامًا في ذلك الوقت من الليل، لذلك شق توماس طريقه إلى المدخل الأمامي، على افتراض أنه سيصادف طالبًا متسللًا بالداخل وسيضطر لمرافقته للخروج. كان المدخل الأمامي مغلقًا ما دفع توماس لفتح الباب بمفتاحه الخاص ثم شق طريقه داخل المبنى المظلم. كانت جميع الأضواء مطفأة باستثناء الأضواء الحمراء لعلامات مخارج الطوارئ التي أضاءت الممر، وتذكر أنه شعر بشعور غريب للغاية أثناء سيره في تلك الممرات الفارغة نحو مدخل المسرح الرئيسي. عندما اقترب من المسرح، رأى توماس ما بدا أنه قطعة قماش بيضاء ملقاة في منتصف المسرح بجوار البيانو، محاطة ببرك من الدماء. صعد توماس إلى المسرح، وباستخدام مصباحه اليدوي، استطاع أن يرى أنه تحت الملاءة كان هناك جسد بشري عارٍ. أخرج سلاحه خوفًا من أن القاتل لا يزال بالداخل واستدعى الدعم من زملائه والشرطة. بعد وصول جميع الأطراف لوحظ أن الجثة كانت لامرأة، وقد تعرضت للضرب على رأسها، وكان الضرر الذي لحق بوجهها واسع النطاق لدرجة أنهم لم يتمكنوا من التعرف عليها على الفور من خلال ملامحها وحدها. كان رأس المرأة مغطى بقميصها الملطخ بالدماء، وافترضت الشرطة أن القاتل قام بذلك لكتم صراخها. وذكرت بعض التقارير أن معصميها كانا مقيدان أيضا.
غطت الدماء جزءا معتبرا من مسرح الجريمة، من الأرضيات إلى البيانو والنوتات الموسيقية، وكان هناك أثر للدماء من البيانو إلى حيث تركت الجثة في منتصف المسرح، وكأنها سُحِبَت إلى ذلك المكان. كانت باطن أقدام المرأة ملطخة بالدماء ومغطاة بالطين.
التحقيق:
في مكان الحادث، جمعت الشرطة بعض المتعلقات الشخصية للضحية، ومن خلال هذا، تمكنوا من تحديد هويتها على أنها سيجريد ستيفنسون. وجدوا حقيبة ظهرها التي تحتوي على مذكراتها ودفتر الرسم وكمية كبيرة من الملابس. كما عثروا داخل حقيبة الظهر على محفظتها التي تحتوي على بطاقة هوية باسمها، و7 دولارات نقدًا، وحفنة من شيكات السفر، وعلبة فاصوليا. نظرًا لوجود الأموال والشيكات السياحية في مكان الحادث، تم استبعاد السرقة كدافع للجريمة. تم إحضار الدكتور ستانلي أوستن، المشرف على برنامج الدراسات العليا للموسيقى، كتأكيد ثانٍ على أن المرأة التي كانت ملقاة ميتة على المسرح كانت في الواقع سيغريد ستيفنسون، ولم يتمكن من تحديد هويتها إلا من شعرها، حيث كان الضرر الذي لحق بوجهها شديدًا للغاية.
لم يتم تحديد أداة القتل قط، لكنها وصفت بأنها أداة حادة، مفقودة من مكان الحادث، وتكهن المسؤولون عن التحقيق بأنها ربما كانت قطعة الخشب الثقيلة التي كانت موضوعة تحت البيانو لموازنتها، وهذا لأنها كانت مفقودة. افترض المحققون مبدئيا أن سيغريد كانت تعزف على البيانو عندما تسلل المهاجم من خلفها، مما أثار دهشتها وأدخلها في حالة صدمة جعلتها عاجزة عن الدفاع عن نفسها. لم يترك الجاني أي دليل في مكان الحادث، لا بصمات أصابع أو آثار أقدام أو حتى ألياف أو شعر.
حددت الشرطة هوية سيغريد من خلال متعلقاتها.
قرأت الشرطة كل مدخلات مذكرات سيغريد، ورغم أنها أقرت بأنها شاملة ومكتوبة بشكل جيد، إلا أنها لم تقدم أي أدلة حول هوية القاتل. لجأ المحققون أيضا إلى أعضاء هيئة التدريس والموظفين لمعرفة ما إذا كان لديهم أي معلومات حول الجريمة أو الدافع خلفها، وأخبرهم الدكتور ستانلي أوستن بمعلومة مهمة للغاية وهي أن القماش الأبيض الذي كان يغطي سيغريد كان غطاء بيانو لكنه لم يكن ينتمي إلى البيانو الذي كانت سيغريد تعزف عليه تلك الليلة. بل إنه لم يكن ينتمي إلى ذلك المبنى على الإطلاق. كان البيانو الذي كانت تعزف عليه سيغريد قديمًا ولا قيمة له في الأساس، لذلك لم يشعروا بالحاجة إلى تغطيته، ومع ذلك، كان للبيانو الذي يقع في قاعة براي هول في الجانب الآخر من الحرم الجامعي غطاء من القماش الأبيض، وأكد الدكتور أوستن أن الغطاء الموجود على جسد سيغريد هو الغطاء الموجود في قاعة براي هول. تقدم أحد أعضاء هيئة التدريس الآخرين ليصرح بأنه رأى الغطاء الأبيض على بيانو قاعة براي هول قبل أسبوع واحد فقط. على عكس قاعة كيندال، كانت قاعة براي هول أحدث ولديها أقفال تعمل، ومن أجل الدخول إلى قاعة الحفلات الموسيقية حيث كان الغطاء ثم العودة للقاعة التي كانت فيها سيغريد، كان المرء يحتاج إلى ثلاثة مفاتيح بالضبط للدخول. مفتاح واحد لدخول قاعة براي، ومفتاح آخر لدخول قاعة الحفلات الموسيقية، ومفتاح أخير لدخول قاعة كيندال أين وقعت الجريمة. لم تكن هناك نوافذ في قاعة براي يمكن لأي شخص كسرها ودخول المبنى.
كان السؤال هو من لديه المفاتيح الثلاثة للدخول واستعادة غطاء البيانو؟ ولماذا؟ افترضت الشرطة أن القاتل استعاد غطاء البيانو لاستخدامه في إزالة جثة سيغريد، لكنه غير رأيه.
كان لدى الدكتور أوستن مفتاحان فقط، وكان لدى عمال النظافة أيضًا مفتاحان فقط. كان الأشخاص الوحيدون الذين بحوزتهم المفاتيح الثلاثة هم ضباط شرطة الحرم الجامعي البالغ عددهم 12 وضباط الأمن السبعة. كان الدكتور أوستين مصرًا على أنه لا يمكن لأحد دخول قاعة براي بدون مفتاح، وصرح للسلطات:
"صدقوني، لو كانت هناك أي وسيلة تمكن أي شخص من الوصول إلى قاعة الحفلات الموسيقية والبيانو، لكانت سيجريد قد وجدتها."
المشتبه بهم:
أصبح حراس أمن الحرم الجامعي تحت مجهر السلطات لسببين. الأول هو أنهم كانوا الوحيدين الذين لديهم المفاتيح الثلاثة من أجل الحصول على غطاء البيانو، والثاني، لأن العلامات حول معصمي سيجريد بدا أنها ربما كانت من الأصفاد. خلف ظهر سيغريد كانت هناك بقعتان بعرض الذراع خالية من الدم، رأى بعض المحققين أن ذلك ربما كان بسبب تقييدها بالأصفاد عن طريق وضع يديها خلف ظهرها وهي طريقة التقييد المتبعة لدى حراس الأمن. أمرت شرطة بلدة إيوينج جميع أفراد شرطة الحرم الجامعي وأمنه، وكذلك جميع الضباط من بلدة إيوينج أنفسهم، بتسليم أصفادهم وهراواتهم للاختبار، لمعرفة ما إذا كان يمكن العثور على أي دليل مثل الدم. واكتشفوا وجود دماء على زوج واحد من الأصفاد من أحد الضباط، لكن تم تحديد أنها من حادثة اعتقال قبل مقتل سيغريد. خضع العديد من الضباط لاختبارات كشف الكذب، وكانت نتائج قِلة منهم غير حاسمة، بينما كانت نتائج البقية صادقة. شارك الضابطان اللذان كانا في الخدمة في ترينتون ليلة القتل في اختبارات كشف الكذب، وقد اجتاز كلاهما الاختبار. ومع ذلك، كان أحد الضباط في الخدمة في ذلك اليوم يتحدث إلى زميل آخر في غرفة تبديل الملابس في مركز الشرطة وأخبره أنه قتل سيغريد. اعتقد الضابط الذي قيل له ذلك أن زميله كان يمزح، ولكن بعد انتهاء مناوبته، تقدم للمحققين في القضية وأبلغهم عما سمعه من زميله الذي ادعى تورطه في القتل، والذي كانت له حوادث سابقة متعلقة بالشرب المفرط والتحرش. عند التحقيق معه، ذكر الضابط أنه لم يقابل سيغريد أو يتحدث معها من قبل، ولم يضغطوا عليه أكثر من ذلك.
بينما بدأت الشرطة تحقيقاتها، تم نقل جثة سيغريد إلى مكتب مقاطعة ميرسر الطبي للتشريح. وهناك اكتشفوا مدى جروحها. عانت الأخيرة من جروح متعددة في الوجه وفروة الرأس، وكسر في الجمجمة. وفي المجموع، كان لدى سيغريد 15 جرحًا عميقًا في فروة الرأس، وكان سبب وفاتها جلطات دموية بسبب النزيف المفرط. بالإضافة إلى ذلك، كانت سيغريد تعاني من كسر ضلعين، وكسر في الأنف، وكدمات على صدرها ومرفقيها. قام الطبيب بأخذ مسحة مهبلية من سيغريد، والتي أظهرت وجود خلايا منوية، وهذا يشير إلى أنها على الأرجح تعرضت لاعتداء جنسي. وقدر وقت وفاتها بين 7:30 إلى 10 مساءً.
يتبع...
⚟ هذا العضو في عطلة / إجازة. قد يتأخر وقت الاستجابة حتى تاريخ 2025/5/15 ⚞