- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 533
- الردود: 4
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
العالم الآخر.
( الحكاية الثانية
-الذين رأيت- 6)
-------------------------------------
لا يبدو أنه هناك نهاية قريبة لعذاباتي المستمرة مع ذلك الذئب اللعين الذي يستوطن جسدي وقلبي بالتحديد .
وكأنه يحيطني بدروع من حديد ومن بين الدروع ينفث نار ،بينما الذئب في غضب عارم . في ذلك الوقت اتصل الشيخ بوالدي وقال له شيء غريب جداً...
------------------------------------
إن الجني الذي أرسلته علي ابنك ليحاول تخليصه من اللبس قد احترق.. الأمر أكبر كثيرا مني . تعبت ... أحبطت ... لم تعد لدي قوة ولا صبر ... جلست بجوار والدتي واخبرتها أني لم أعد أستطيع التحمل أكثر ، اشفقت علي وحاولت أن تطمأنني بكلام من نوعية ..نحن نحاول ،لا تقنط ، إن شاء الله سوف تشفي .
ولكني كنت قررت شيئاً ، وزاد اصراري علي تنفيذه . دخلت غرفتي ،وقفت وكلي إصرار اغمضت عيني ورأيت الذئب ،نظرت في عينيه وظللت اصرخ بقوة بعنف وقد وفرت كل عروق وجهي ، قررت أن أترك ذلك الذئب المحبوس بداخلي يخرج ،فكرت فيما يمكن أن يحدث لي ، هل سأموت ؟ هذا أكثر راحة لي . فكرت في أهلي وأشفقت عليهم .
كنت فيما سبق أقاوم أن يخرج ذلك الذئب من داخلي ولكن الآن وكأنني فتحت له باب السجن الموجود داخلي وله أن يخرج ،
وقد حدث ... رأيته يخرج ،كما وصفته من قبل ،ضخم ناصع البياض عيناه حمراوين كجمرتين ملتهبتين ، نظراته مثل نظرات القتلة المتسلسين الذين نراهم في الأفلام.
خرج ورأيته ..صرخت صرخة مريعة من هول الموقف ،لم يعد جسدي يتحمل فسقطت أرضا ، هذه المرة لم اسقط في غيبوبة ولكن ..
-----------------------------------
فجأة وجدت نفسي انتقل العالم الآخر .. هذه المرة كنت أطير فوق محيط ،وكل مسافة تقابلني جزيرة ، نزلت علي احدي تلك الجزر ولكن ما حدث لي كان مريعا .. الحرق بالنار ، الضرب بكرباج علي ظهري ، التعذيب ثم الهروب إلي جزيرة أخري . لا يستمر الأمر كله أكثر من نصف ساعة ، اعاود الاستيقاظ ، افتح عيني ، دقائق واجد من سحبني مرة أخري إلي ذلك المكان في العالم الآخر ، هبوط علي جزر في ذلك المحيط ، تعذيب ، هروب ،عودة ، استمر الأمر واحد وعشرين يوماً ،
وفي اليوم التالي 21 قابلته هناك ...
------------------------------------
كنت أطير فوق المحيط وكان يطير أيضاً، صرخت وصرخ بعنف ،غضبه يزيد قوته ، شعرت برعب عندما رأيته ، كان غضبه يزيد قوته ، فجأة وجدت نورا يخرج من جسدي ، دققت كان خارج من قلبي ، وكأنه ضوء الشمس ،فجأة تحول جسدي كله إلي ما يشبه شمس ساطعة، كلما صرخت كلما زاد توهجها أكثر وأكثر ، وظللت كذلك حتي اختفي الذئب وكأنه اخترق داخل نور الشمس المشعة من جسدي . فجأة حدث شيء مذهل ...
-------------------------------------
اختفي كل شيء ، ذهب كل شيء ، لم أعد اذهب الي العالم الآخر ،لم أعد أري الذئب ،لم أعد أحلم بشيء ،لم أعد أري أولئك الذين يتبعون مثل ظلي في كل مكان ، لم أصدق نفسي .
حكيت لوالدتي كل شيء ، شعرت بفرحة عارمة وكأنني شفيت مما أنا فيه ، أما أنا فشعرت بأن بداخلي طاقة رهيبة لفعل كل شيء بعد ثمانية شهور من الالم والعذاب والمعاناة .
جلست افكر في كل ما رأيت وعشت وحدث لي في الفترة الماضية ،اشفقت علي نفسي حتي بكيت ،ثم تذكرت أن كل شيء قد انتهي وقتها قررت أن أفعل أي شيء فاتني في ذلك الوقت أعود لاصدقائي ولحياتي العادية ولدراستي ، أخيراً عدت إنسانا طبيعيا ، أخيراً لم يعد هناك عالم آخر.. ولكن... واه مما بعد تلك الكلمة . باختصار لقد كنت واهم عندما تصورت ذلك ياصديق
---------------------------------
شعرت بسعادة غامرة ، أخيراً عدت إنسانا طبيعياً، سوف أعيش حياة طبيعية ، لم أصدق نفسي في البداية ، نمت ..استيقظت ..سافرت..فعلت كل شيء ، ولا آثار باقية من التجربة العصيبة إلا ذكريات مؤلمة لن تمحي من ذاكرتي للأبد.
مر يوم ، اثنان ، ثلاثة ، وبدأت اقتنع أن الأمر انتهي بالفعل ، ولكن ...
كان وهما تخيلته .
أسبوع واحد فقط مر علي نهاية التجربة ،وذات ليلة كئيبة عاد الأمر .
في تلك الليلة نمت بشكل عادي دون أن أفكر في شيء ، فجأة وجدت نفسي هناك ، ممدا فوق السرير الأسود ...
-----------------------------------
ذهلت ...
عندما رأيته ظننت أني أحلم، ولكن بشكل لا إرادي وجدت نفسي أنزل منه واطفو في الهواء ثم انطلقت في النفق ، هذه المرة أسرع وأعنف من أي مرة سابقة ، وهناك هبطت ،وسط النار ، فترة وعدت هذه المرة حدث أمر غريب غير معتاد .
قبل أن استيقظ شعرت أن شيئاً ارتطم بمؤخرة رأسي بقوة أنساني كل ما رأيت هناك .
تكرر الأمر كثيرا ،السفر مستمر وبسرعة أكبر ودائما ما يكون هناك ضربة علي رأسي أو كف تمسح علي وجهي فأنسي كل شيء ، ما عرفني أن الأمر أصبح أكثر وأعنف هم اهلي...
أخبروني أني اتكلم وأصرخ وآتي بحركات عنيفة أثناء نومي ،وكان هذا جديداً علي .
ورغم ذلك فقد كنت أحياناً أتذكر مواقف أو لمحات مما أري هناك .
أذكر أني رأيت ذات مرة شيء مثل المكتبة بها رفوف مربعة ،هل تعرف ماذا كان يعرض فيها ؟
بشر موتي ، أو لنكن محددين ، ليسوا أجسادا كاملة ، ولكن النصف الأعلي منهم من الصدر حتي الرأس فقط ، ملطخين بالدماء ، اقتربت في رهبة أنظر إلي وجوههم ، لاحظت أنهم جميعا ذوي ملامح غربية ، أوروبيين أو امريكان .
كانوا جميعا ضحايا حوادث ، سيارات أو سقوط منازل أو غيرها ، ولكني لم أعرف هل ماتوا بالفعل أم أنهم سوف يموتون بهذه الطرق .
عندما اقتربت من أول وجه ودققت فيه حدث لي شيئاً غريباً ...
------------------------------------
فجأة وجدت نفسي أعيش حياته ،ليس كلها ولكن فقط موقف الوفاة في حادث، أنا أقطع الشارع عرضيا ،لم انتبه لتلك السيارة القادمة مسرعة جدا ، ولم يستطع السائق التوقف ،الصدمة كانت عنيفة جداً،ثوان وانتهي كل شيء وأصبحت ذلك النصف الموضوع في المكتبة.
وهكذا تكرر الأمر مع الكل ،عشت لحظات مريعة حقا وربما كان من الخير لي أني لا اذكرها جميعاً ، اذكر فقط بشكل عام ما حدث .
- أتذكر الأمور بشكل متقطع ،
اه ..
نسيت أن أخبرك ،لقد عرفت أحد الأربعة الذين كانوا معي منذ البداية ،
خمن من ...
-------------------------------------
الشيطان ...
ماذا؟!
نعم هو الشيطان بنفسه ،هكذا أخبرني ، وحدثني عن نفسه ،لا اذكر ماذا قال لي بالضبط .
ذات مرة وجدت نفسي في مكان عبارة عن نار ملتهبة ، أكاد أجزم أنني كنت في قلب الجحيم ،وقتها فزعت بشدة وظللت أصرخ بكل قوة وعنف واجري باقصي سرعة محاولا الهرب في أي اتجاه ، وجدت أيدي تهزني بعنف ،فتحت عيني لأجد والدي ووالدتي حولي ، استغرقت وقتا حتي أفهم الأمر واستوعب ما حدث معي .
مرة أخري ، حدث مع شيء غريب ،هذه المرة لم أكن نائما ولكن كنت قد ذهبت إلي المسجد لصلاة الفجر ، وصلت المسجد بعد الآذان مباشرة صليت ركعتين و جلست اقرأ في المصحف، فتحت سورة الأعراف و بدأت اقرأ
وعندما وصلت للآية الكريمة :" و نودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنت تعملون"
وجدت نفسى فجأة وقد انتقلت إلي عالم آخر .
كنت في مكان غريب مظلم ، وزحام شديد ، توقفت أنظر حولي بدهشة ، فجأة سمعت صوتا جبارا ينادي علي أسماء أشخاص...
سمعته ينادي إسمي وإسم جدي المتوفي وجدي الحي ووالدي ووالدتي ، عندما انهي مناداة الاسماء ،تعرف ماذا قال ؟
لقد قال ....
قطع .
يتبع ...
احمدعبدالرحيم
التعديل الأخير بواسطة المشرف: