- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 673
- الردود: 3
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
عبادات وطقوس غريبة.
السيخ .
----------------------------------------الزمان: أواخر القرن الخامس عشر الميلادي .
المكان: إقليم البنجاب، الهند.
* تخضع الهند الآن ومنها إقليم البنجاب لحكم المغول المسلمين.
أغلبية كبيرة من السكان من الهندوس، هناك حالة عامة من التصوف انتشرت بين شعراء ومثقفي الهند مسلمين وهندوس علي حد سواء، حالة تدعو لنبذ الخلافات بين الأديان والطوائف وتغليب الجانب الروحي للأديان، في تلك الأجواء ولد هو ...
------------------
ناناك مهتا كالو ...
في العام 1469 غرب البنجاب لأسرة هندوسية ثرية، انطوائي ، شارد الذهن علي الدوام ، يبدو مشغولا بشيء ما...كان ناناك يعطي الفقراء الأموال التي يحصل عليها من والده الثري أو من عمله حتي ذاع صيته بينهم، في تلك الفترة تعرف علي صديق مسلم متصوف يدعي (مردانا)
طاف الإثنين معا العديد من إمارات ومناطق الهند المختلفة، كان ناناك يعيب علي الهندوس- رغم كونه هندوسي- عقيدة الشرك وعبادة قرص الشمس وتقديس أشياء أخري.
ويبدو أنه وبتأثير من صديقه المسلم قام بزيارة بعض المدن الإسلامية في العراق مثل بغداد وكربلاء وهناك أقام علاقات مع متصوفين مسلمين ،كما زار مدينة النجف.
أثناء زيارته تلك ذهب إلي مكة والمدينة المنورة كما ذهب إلي القدس .
لم يكن الرجل -كما قد يبدو من زياراته وتصرفاته -يرغب في دخول الإسلام ولكنه كان يفكر في شيء آخر مختلف تماماً...
---------------------------مذهب ديني جديد...
هذا ما وصل إليه تفكير الرجل.السيخية...
هو الإسم الذي اختاره ناناك لمذهبه ذاك ، وكلمة (سيخ) تعني
المتعلم ،
أعلن الرجل أنه مكث في إحدى الغابات ثلاثة أيام حيث اغتسل بمياه النهر المقدسة وتلقى وحيًا بأن:
"الله لا إله إلا هو، الواحد الحق منذ الأزل".
وكانت تلك بداية نشأة (السيخية)
"الله لا إله إلا هو، الواحد الحق منذ الأزل".
وكانت تلك بداية نشأة (السيخية)
* يدعو المذهب الديني السيخي إلي نبذ الطبقية والإقرار بعقيدة تناسخ الأرواح التي أقرتها الهندوسية .
في الواقع فإن تأثير الإسلام في السيخية واضح بشدة سواء من خلال أسماء موجودة بوضوح في كتابهم المقدس مأخوذة من العربية مثل:
( الله وآدم ورحمن وسبحان وعزرائيل ومسجد ومكة وموسى)
أو من خلال توقير بعض الشخصيات الإسلامية الهندية بالتحديد مثل (فريد الدين مسعود) الإمام الصوفي الشهير .( الله وآدم ورحمن وسبحان وعزرائيل ومسجد ومكة وموسى)
* أودع ناناك تعاليمه الدينية كلها في كتاب أسماه (جرانت صاحب) أي (الكتاب المقدس) وقد كتبه في أواخر حياته حين مكث في بيته وتفرغ تماماً لتدوين تعاليمه .
يضم الكتاب مئات الترنيمات الدينية التي كتبها ناناك ليتلوها السيخ في صلواتهم. وفي عمر السبعين قبيل وفاة ناناك عام 1539م،أوصي بالخلافة الروحية والسياسية لتلميذه (أنجاد)، أول من ستحل فيه روح المؤسس، من بين تسعة معلمين - كما حدد العدد بنفسه - وقد استمر التعديل والإضافة في كتاب السيخ المقدس طوال حياتهم حتي وفاة الخليفة التاسع في أوائل القرن الثامن عشر.
* كانت الخلافة الروحية للمعلم( أنجاد )قصيرة وانشغل خلالها بكتابة سيرة وتعاليم ناناك مؤسس السيخية، والتأكيد على وحدانية الإله، مع القول بالحلولية، بمعنى حلول الإله في الكون المخلوق.
وقبل وفاة أنجاد أختار (أمار داس) الذي لازمه طوال سنوات خلافته كخليفة له علي السيخ.
وفي عهد (أمار داس) نشطت حركة التبشير السيخية في أرجاء الهند،فانصم الكثير من الهنود الهندوس علي الأخص إليها وقد كان السيخ يهتمون بإطعام الفقراء ومعاداة عادة حرق النساء الأرامل بعد وفاة أزواجهم.
قبل وفاة أمار داس عام 1574م، عهد بخلافته إلى( رام داس)، زوج ابنته. وقد سار المعلم الرابع على خطى سلفه، كما أنشئ مدينة (أمراتسر) التي تعتبر العاصمة الروحية للسيخ.
* أما عصر المعلم الخامس (أرجان ديف)، نجل رام داس وخليفته، الذي استمر من 1581 إلى 1606، فكان عهد ازدهار للسيخية. ازداد فيه الاهتمام بالتجارة وفرضت الضرائب وأُرسل المئات للدعوة في أفغانستان وآسيا الصغرى. كما لّف (أرجان ديف) عددًا من الكتب تحوي إرشادات ونصائح دينية، وأضاف كثيرًا إلى نصوص المعلم ناناك مثل تعاليم وتراتيل المعلمين الراحلين.
إلا أن الرجل أخطأ بشدة عندما قام بتأييد أحد أمراء المغول في حربه ضد والده الإمبراطور (جهان جير) لذا قام الإمبراطور بسجنه حتى وفاته وقيل أنه أعدمه.
*الآن وصلنا للمعلم السادس ..
وخلفه حفيده والمعلم السابع في السيخية (هار راي) والذي كان رجلاً مسالما ،ولكنه يغضب علي ابنه الأكبر فيعهد -اثناء حياته - بخلافة السيخ لابنه الطفل ذو السنوات الخمس ليصبح المعلم الثامن أو كان من المقدر أن يصلح كذلك إلا أنه يموت في الثامنة من عمره .
والآن جاء وقت المعلم التاسع والأخير في الديانة السيخية كما حدد الأب الروحي لها ناناك بنفسه...
تجه بهادر ...
كان الرجل ذو طموح سياسي كبير، كان يرغب في إنشاء دولة للسيخ فقام ببسط نفوذه علي أجزاء من جنوب وشرق الهند، إلا أن المغول قاموا بهزيمته والقبض عليه وإعدامه عام 1675 لينتهي بذلك المعلمين التسعة الذين هم بمثابة الأئمة للسيخ.
تولي ابنه السلطة وقد امتلأت نفسه حقدا وحنقا علي المغول قاعد أتباعه ودخل في صدامات دامية مع المغول كما فرض الرجل ما سمي ب ( الكافات الخمس ) وهي خمس قواعد تبدأ بحرف الكاف ،ميزت هوية السيخ فيما بعد بشدة وهي
1-كش: عدم قص الشعر مطلقا من كل الجسد وذلك لتمييز أي جاسوس يندس وسط الطائفة.
2. كرا: ارتداء الرجال لسوار حديدي أسوة بالصوفية.
3. كنجا: وضع مشط في شعر الرأس لتصفيفه وقاية من الحشرات.
4. كجا: ارتداء الرجال سراويل قصيرًا، لا يخلع أبدا.
5. كربان: ارتداء حربة أو خنجر للدفاع عن النفس وتعزيز الشجاعة.
علي مدار عقود قامت صراعات دامية بين السيخ والمسلمين قتل فيها عشرات الآلاف من الجانبين بسبب رغبة السيخ في إقامة مملكة خاصة بهم.
وتدخل الإنجليز في الصراع والذين كان لهم السلطة في الهند فيما بعد .في النهاية وفي منتصف القرن التاسع عشر زالت مملكة السيخ.
الآن يصل تعداد السيخ إلي نحو 27 مليون يقيم أغلبهم في إقليم البنجاب وهم أقلية متماسكة ومميزة بين الهنود .
تحياتي .المصدر :
السيخ تاريخهم وعقائدهم ( محمد سعد الطريحي )
أحمدعبدالرحيم
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
