- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 89
- الردود: 2
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
من مذكرات عبدة الشيطان -2 - (بين الواقع والخيال)
****
كانت فتاة.
بدون استئذان سحَبَت كرسي وجلست، وهي تقول:
وأنا أيضاً هنا من قبل الميعاد.
كانت إذًا الشخص الجالس في الظل هناك يراقبني.
قدَّمَت نفسها وهي تمد يدها بالسلام:
- ساندي .
- أهلا بك, أنا عمر .
بنظرة سريعة للفتاة، تفحصتها كانت غامضة غريبة، ترتدي بنطلون أسود وتي شيرت اسود أيضًا، طلاء أظافرها وطلاء الشفاه أسود، لا أعرف هل هو نوع من الغموض أم أنها طقوس خاصة بهم؟!!!
بادرتني بالسؤال :
- ماذا تريد ؟
- أريد أن أتعرف عليكم أكثر.
- هل تريد أن تنضم لنا ؟
- أتعرف عليكم.
- من يدخل وسط مجموعتنا لا يمكن أن يخرج منها ثانية ، لا يوجد حل وسط إما أن تبقى معنا أو تنسى هذه المقابلة ولا ترسل أى رسائل أخرى بعد ذلك للجروب؟
فكرت قليلاً، الإغراء بالدخول وسط مجموعة مماثلة لا يقاوم ،الفضول الذي قتل القط, قلت:
- موافق أبقي معكم .
أخرجت من جيبها ورقة صغيرة غريبة كُتِب عليها رموز لا تفهم ورسوم لكيان بوجه ماعز ونجمة خماسية أشياء أخري وضعتها أمامي
مد يدك!
مددت يدي, فوجئت بتصرفها، أخرجَت قلم ذو سن حاد، غرَسته في وريدي بخفة فانبثق الدم بنقط قليلة، أعطتني القلم وأنا في ذهول وقالت:
اكتب اسمك بالدم علي عقد دخولك وسط الجماعة.
فعلت بتردد وبدهشة ما طلبت، نظرت لي قائلة:
هل لديك أسئلة؟
نعم، انتي حتي لم تسأليني عن أي شئ لتتأكدي من هويتي؟
ابتسمت بسخرية :
نحن نعرف عنك كل شئ ، فأنت لا تخيفنا، لا يمكن لأحد أن يخيفنا..
نحن في حماية السيد الأعظم ،الذي يعرف كل شئ في الكون.
صمت في وجوم وانقباض، تساءلت مع نفسي:
هل تسرعت؟
فكرت قليلًا
ورغم ذلك قلت لها:
تمام، متى سأقابل باقي أفراد الجماعة؟
بلا تردد ردت:
الجمعة القادمة الساعة 12 مساءاً هناك قداس، ستحضره، سيكون في فيلا في المعادي القديمة.
لا تحتاج أن اخبرك طبعاً أنه لا يجب عليك إخبار أحد عن ذلك الموعد ولا تحضر شخص غريب معك وهناك ملبس وشكل معين يجب تنفيذه.
- هل يمكن أن أطلب شئ؟
- ماذا ؟
- اعذرونى هذه المرة من المظهر ومن المشاركة في الطقوس اتركونى فقط أشاهد حتى أندمج معكم واتعود علي الطقوس .
- سوف أسألهم أولاً وأرد عليك على الماسينجر.
انصرفت هي وقمت أنا أفكر في كل ما حدث.
في اليوم التالي جاءتني الرسالة بالموافقة علي طلبي، انتظرت قدوم الموعد وأثناء ذلك ظللت أقرأ وابحث عن كل شيء يخصهم .
اضطررت للكذب علي والدي، قلت لهم أنني سوف أبيت الليلة عند صديق مريض في حلوان.
الساعة الثانية عشر بالضبط كنت علي باب الفيلا.
الشارع علي أطراف المعادي، الفيلا تبدو من الخارج مهجورة، الشارع شبه مظلم والمكان كله مخيف.
بتردد وخوف ضغطت الجرس، فتح لي شاب لا يختلف مظهره كثيراً عن الفتاة التي قابلت في ملابسه السوداء.
دخلت بقدمي إلي عالم مذهل لم اتصور وجوده أبدًا رغم كل ما قرأت عنه.
* الفيلا كانت في مكان معزول، لا يوجد سكان بالقرب منها، بمجرد اقترابي من الباب سمعت صوت موسيقي صاخبة في الداخل، فتح لي الباب شاب يرتدي ملابس سوداء, طويل الشعر, علي رقبته وذراعيه وشوم غريبة، نظر لي قليلاً ثم أفسح الطريق لكي أدخل دون أن يتكلم، قبل أن يغلق الباب نظر إلى الخارج نظرة سريعة لكي يتأكد ألا أحد يتبعني .
أغلق الباب وخطوت خطوات إلي الداخل وأنا في ذهول مما أري حولي..
كنت في عالم آخر لم أتصور وجوده أبدا في هذا المكان.
عشرات الشباب والفتيات، يرتدون جميعًا السواد
جو من الجنون يسود المكان كله، مخدرات ،خمور، انحلال خلقي لا حدود له.
كان هناك صوت مغني عربي يعني أغنية غريبة جداً علي، الألحان الصاخبة الجنونية.
ركزت حتي أفهم معني الكلمات فرغم كونها عربية إلا أن كلماتها غير مفهومة علي الإطلاق، لم أميز إلا كلمتي :
الله والشيطان، استفزني الأمر ركزت أكثر
،التقطت أذناي بعض الكلمات الغريبة...
دمح، ركش، ران، هنج ...
عصرت ذهني لأفهم ما يقصدون.
فجأة فهمت...
اتسعت عيناي ذهولا...
كلمات من القرآن الكريم يقولها المغني الشيطاني ولكنه ينطق الكلمات بالعكس..
شعرت بالدماء تغلي في عروقي مما يحدث، لم أستطع تحمل كل هذه الأجواء والرائحة النفَّاذة والصوت الذي كاد يمزق أذني، بحثت عن الحمام لأغلق علي نفسي الباب قليلاً أفرغ معدتي.
وصلت إلي حمام في آخر الطرقة فتحت الباب ودخلت وأغلقته خلفي حتي أشعر ببعض الهدوء رغم وصول صوت الموسيقي إلي لكن ليس بدرجة أقل بكثير، نظرت لأرى ما أدهشني أكثر ..
ثمة أشياء موجودة هنا...
مصحف ممزق وإنجيل كذلك وصليب مقلوب ومسبحة ألقيت في المرحاض، وقطع من الملابس تلوثت بدماء.
يا لهؤلاء الشياطين وما يفعلون!
فجأة صمت صوت الموسيقي ،خرجت لأرى ما يحدث هناك.
* ذهب الجميع إلي غرفة جانبية واسعة، جدرانها طليت بالأسود وعلي نوافذها وضعت ستائر سوداء، اللون الاسود يسود بطريقة كاسحة، في بعض جوانب الغرفة وضعت شموع سوداء تضيء الغرفة بإضاءة مرعبة
وقف الجميع في نصف دائرة حول المذبح، كان عبارة عن مائدة عليها قماش أسود، أمام المائدة وقف رجل يرتدي ملابس كهنوتية سوداء كلها, وعلي رأسه قلنسوة تغطي رأسه ووجهه أعلاها قرنان، منظره في الأضواء الخافتة يبدو كالشيطان نفسه،
كيف وصل الأمر بتلك الجماعة لإقناع أتباعها بالتضحية بأنفسهم من أجل الشيطان؟
الفتاة ممددة هناك بكامل إرادتها.
لكن مهلا...
أحدهم يمد يديه بشيء إلي الكاهن، لم يكن إلا قط بائس يحاول التملص منه، مد الكاهن يده إلي رقبة القط وذبحه ، ثم ملأ الكأس الكبير بالدم، همدت جثة القط تماماً فألقاه الرجل جانباً، ومد يده أمسك بالكأس، قرأ عليه بعض الكلمات الغريبة، تبدو تعاويذ تمجد الشيطان، ارتشف قطرة من الدم ثم مد يده إلي أقرب الأشخاص إليه...
عادت موسيقي البلاك ميتال الصاخبة تصدع في المكان بينما تناقل الكل الكأس يرتشفون منها الدم حتي فرغت تماماً، ثم اندمج الكل في سب الأديان وتمزيق مصاحف وأناجيل موجودة أمامهم وإطلاق العبارات التي تمجد الشيطان.
بعدها اندمج الكاهن ومن بعده بعض الشباب في انتهاك الفتاة بشكل جنوني.
تراجعت للخلف وأنا أري كل هذا الجنون بينما عقلي يرفض تصديق ما يحدث.
خرجت من الغرفة حتي لا أواصل رؤية ذلك الجنون الذي يجري هناك .
فور خروجي اصطدمت عيناى بشبح لشخص ما..
هناك في طرف الصالة، كان داخل إلي غرفة أخرى، توقف ونظر نحوي نظرة غريبة جعلتني أشعر بالخوف.
لم يكن يرتدي ملابسهم ولكنه كان شيئاً آخر.
هل تلك النظرة الصارمة التي نظرها موجهة إلي عبر الصالة؟
من المؤكد أنه يعلم بوجودي.
اندهشت بشدة عندما رأيته بحق.
الآن أخذ الأمر طابع آخر.
يتبع......
أحمدعبدالرحيم.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: