- التعديل الأخير:
- المشاهدات: 189
- الردود: 2
التعديل الأخير:
قصة "بدونهما التيه"
إذا به يباغتني من ظهري محاولا دفعي للوراء.. كانت خطوة واحدة بيني وبين الانتحار. لا أتذكر ولو لمرة أنني قد فكرت في الانتحار.
عن تلك القصاصات المتناثرة عبر أثير الأحداث اليومية الواهية والتي تثير الإزعاج رغم أنها لا شيء نهاية الأمر؛ مجرد قصاصات مزعجة تافهه لا وزن أو قيمة. تلامس الوجه لاسيما الأنف لبرهة تكاد أن تمثل جزء من الثانية، ثم تسقط.
وعلى التوازي في مضمار فلسفة الحياة والشعور الإنساني اللا واعي خاصة؛ إيماننا الكامل بأننا متساوون كأسنان المشط، ورغم ذلك فإن حكمنا على مجريات يتغير تماما وننزعج للغاية عند رؤيتنا لمن لا يستحق يحصل على ما هو يبدو الأفضل والأنسب لنا لا له؛ ومن ثم يتحول ذلك الإيمان بالمساواة والعدالة الكونية كسراب زائف أو كأحد وعود جنة الخلد من أحد الملحدين لا أرض الواقع.
زاد من تعجبي حتى زال التعجب تمامًا من فرط ما رأيت من الأشياء المثيرة للعجب.. نعم أتذكر حينما أثقلت ظهري الديون، في حين رؤيتي لذلك الرجل الذي اشترى بابا خشبيا جديدا لمنزله القديم الذي لم يعد يقطن به، بمبلغ لو تحصلت عليه لسدد ديوني كلها ومن ثم ارتاح بالي وخاطري إلى الأبد.
لا أنكر حينها أنني شعرت بنقمة تبعتها مشاعر سخط جعلتني أترحم على العدالة.. تلك العدالة المجتمعية الغائبة والتي نرفض تمامًا أنَّ هناك ولو واحد بالمائة من الاحتمالات أنَّ ذلك الغياب لربما يكون السبب وراؤه وقوع جريمة قتل ارتكبت في حق العدالة مِن قبل بعض الأوغاد والفاسدين. فلازال الأمل يخبرنا بأنَّ ذلك الغياب هو غياب عادي لا لـ سوءٍ ما قد حدث..
ذلك الغياب الذي أثر على اعتقادي وحتى إيماني بقدرتي على العودة للعمل مجددًا. فكان حالي لماذا نفعل ونفعل ولا شيء يتحرك للأمام. حتى رأيتُ يقين الواقع بأنَّ العدالة موجودة لم يستطع الأوغاد منّا اغتيالها رغم أنَّ الأمر ظاهريًا ليس كذلك..
وفي ذروة آلامي والتي من المفترض أن تكون تلك الفترة هي أكثر الفترات نقم، رأيت أنَّ كل ما أشعر به ما هو إلا وهم؛ لاسيما حين قابلتني الحياة مع مَن هو لا يُعاني من أية مظالم وتوفر له كل سُبل الراحة. فلو كنت أمتلك أقل نسبة مئوية يمتلكها أو يحوزها ذلك الراجل لحللت بها جميع مشاكلي عائدًا إليّ من جديد سلامي الداخلي. فلطالما كانت تلك المُقارنة التي يفعلها عقلي بدون وعي تسبب لي من وقت لآخر وعكة نفسية يحدث إثرها تفاقم في الإحساس بغياب العدالة بل انعدامها أيضًا. إلى أن ظهر الحق عندما توطدت علاقتي بذلك المُنعم ومحيطه اللاهي كثيرًا.
لم أتخيل أنني سأقابل أُناس لا يدركون قيمة السعي ولا يقوون على شيء رغم أنَّ العمر بهم قد بلغ الرشد وما بعده.. لا أتصور حقيقة أن كل رغباتي محققة فهو شعور بارد وساحق للقدرات الإنسانية.
هي تلك الخيبة التي يمكننا إقامة عزاء لها بحيث تصيب أبناء أصحاب الثروات الطائلة، لا شغف ولا هدف ومن ثم لا شيء يستحق العناء..
كان ذلك ما كنت أحاول إيصاله لتلميذتي تلك الفتاة التي أباها قد اشترى ذلك الباب الخشبي القديم كنوع من التغيير في أحد أجزاء منزله الأول. كنت أتساءل هل يبدو لي أن تغيير الباب الخشبي أهم عنده من تغيير عقلية تلك الفتاة التي كفرت بالتعليم وأهميته؟!
والأشد فجعا، نقمة تلك الفتاة على أبيها فرغم أنه انتقل بهم للعيش من منزل بسيط لقصر كبير ويحرص على توفير كل سبل الراحة لها ولإخوتها، واستهتارها بمجهودات والدتها فهناك كمية من السخط لمجرد أنهما ينصحاها وتعتقد أنه ليس من حقهما الانفعال والخوف عليها وعلى مستقبلها وتتعجب من غضبهما لتقرير المدرسة بشأن هروبها من الحصص المدرسية وأسلوبها الرديء في التحدث مع معلميها والكبار بشكل عام، فهي ترى أن أباها لا يقدم شيء يذكر لمجرد أنه لا يرغب في أن يقيم حفل عيد ميلاد لها فهو يخشى كثيرا أن يدللها حتى لا تزيد فسادا واستهتارا بكل ما له قيمة في حياتها.
كل ذلك الكلام الجاحد كنت أسمعه والذهول يعتلي وجهي، ذاهبة بعقلي بعيدا ما بين تذكر أبواي والمقارنات تعتصرني وتزيد من تعجبي..
في حين أن عقلي ذهب باحثا في معرضه المختزن عن صورة غرفة الخادمة في قصرهم والتي مساحتها أكبر من مساحة بعد منازل أهل قريتي المساكين.
كان لفقر أهل قريتي ثواب ومكافأة واضحة رؤي العين في الدنيا لا يستطيع حتى الحاجد والكافر إنكارها؛ فكم نشفق نحن على آبائنا ونتمنى أن نكبر سريعا كي نعينهم ونعوضهم عن كل ما تعرضوا لهم من كد وتعب في تربيتنا ورعايتنا.
لحظة وعدت لتلك اللحظة الحالية البائسة وقد كنت قد أغلقت هاتفي للتو حيث قد واتتني مكالمة من أحد الأشخاص الذين أغرقوني في الديون وتلذذوا في إثقالها بالفوائد -تلك لحظة الانتحار البائسة حينما شدني أبي للوراء؛ محاولا إنقاذي من الوقوع في ذلك الشرك المبين وما قبلها بعدة دقائق.
كل جسمي ينتفض من هول استيعاب أنني قد فكرت في إيذاء نفسي. لم يعد بإمكاني النظر في وجه أبي مرة أخرى خجلا من فعلتي هذه.
وتذكرت حينما كنت ألاحظ ذلك الرجل الثري الذي ابتلي في مستوى أبنائه وجحودهم وهو ينظر لي ولبناته المنعمات ولا يخجلن الجحود ومن ثم تعتلي وجهه نظرات الحسرة ويوصيني أن أحسن تعليمهن ولا مانع لو عدلت لهن بعض السلوكيات ولاسيما أسلوبهن في الحديث مع نقل جزء من لباقتي إليهن.
بعد تلك الذكرى التي تكالبت علي ومعها فيض ذكرياتي مع من أوصلوني حتى للإقدام على تلك الفعلة الجنونية بدأت أهدأ، وعاودت حياتي بشيء من اللا مبالاة كالذي زاد الضرب على جسده حتى فقد الشعور تماما.
إذا به يباغتني من ظهري محاولا دفعي للوراء.. كانت خطوة واحدة بيني وبين الانتحار. لا أتذكر ولو لمرة أنني قد فكرت في الانتحار.
عن تلك القصاصات المتناثرة عبر أثير الأحداث اليومية الواهية والتي تثير الإزعاج رغم أنها لا شيء نهاية الأمر؛ مجرد قصاصات مزعجة تافهه لا وزن أو قيمة. تلامس الوجه لاسيما الأنف لبرهة تكاد أن تمثل جزء من الثانية، ثم تسقط.
وعلى التوازي في مضمار فلسفة الحياة والشعور الإنساني اللا واعي خاصة؛ إيماننا الكامل بأننا متساوون كأسنان المشط، ورغم ذلك فإن حكمنا على مجريات يتغير تماما وننزعج للغاية عند رؤيتنا لمن لا يستحق يحصل على ما هو يبدو الأفضل والأنسب لنا لا له؛ ومن ثم يتحول ذلك الإيمان بالمساواة والعدالة الكونية كسراب زائف أو كأحد وعود جنة الخلد من أحد الملحدين لا أرض الواقع.
زاد من تعجبي حتى زال التعجب تمامًا من فرط ما رأيت من الأشياء المثيرة للعجب.. نعم أتذكر حينما أثقلت ظهري الديون، في حين رؤيتي لذلك الرجل الذي اشترى بابا خشبيا جديدا لمنزله القديم الذي لم يعد يقطن به، بمبلغ لو تحصلت عليه لسدد ديوني كلها ومن ثم ارتاح بالي وخاطري إلى الأبد.
لا أنكر حينها أنني شعرت بنقمة تبعتها مشاعر سخط جعلتني أترحم على العدالة.. تلك العدالة المجتمعية الغائبة والتي نرفض تمامًا أنَّ هناك ولو واحد بالمائة من الاحتمالات أنَّ ذلك الغياب لربما يكون السبب وراؤه وقوع جريمة قتل ارتكبت في حق العدالة مِن قبل بعض الأوغاد والفاسدين. فلازال الأمل يخبرنا بأنَّ ذلك الغياب هو غياب عادي لا لـ سوءٍ ما قد حدث..
ذلك الغياب الذي أثر على اعتقادي وحتى إيماني بقدرتي على العودة للعمل مجددًا. فكان حالي لماذا نفعل ونفعل ولا شيء يتحرك للأمام. حتى رأيتُ يقين الواقع بأنَّ العدالة موجودة لم يستطع الأوغاد منّا اغتيالها رغم أنَّ الأمر ظاهريًا ليس كذلك..
وفي ذروة آلامي والتي من المفترض أن تكون تلك الفترة هي أكثر الفترات نقم، رأيت أنَّ كل ما أشعر به ما هو إلا وهم؛ لاسيما حين قابلتني الحياة مع مَن هو لا يُعاني من أية مظالم وتوفر له كل سُبل الراحة. فلو كنت أمتلك أقل نسبة مئوية يمتلكها أو يحوزها ذلك الراجل لحللت بها جميع مشاكلي عائدًا إليّ من جديد سلامي الداخلي. فلطالما كانت تلك المُقارنة التي يفعلها عقلي بدون وعي تسبب لي من وقت لآخر وعكة نفسية يحدث إثرها تفاقم في الإحساس بغياب العدالة بل انعدامها أيضًا. إلى أن ظهر الحق عندما توطدت علاقتي بذلك المُنعم ومحيطه اللاهي كثيرًا.
لم أتخيل أنني سأقابل أُناس لا يدركون قيمة السعي ولا يقوون على شيء رغم أنَّ العمر بهم قد بلغ الرشد وما بعده.. لا أتصور حقيقة أن كل رغباتي محققة فهو شعور بارد وساحق للقدرات الإنسانية.
هي تلك الخيبة التي يمكننا إقامة عزاء لها بحيث تصيب أبناء أصحاب الثروات الطائلة، لا شغف ولا هدف ومن ثم لا شيء يستحق العناء..
كان ذلك ما كنت أحاول إيصاله لتلميذتي تلك الفتاة التي أباها قد اشترى ذلك الباب الخشبي القديم كنوع من التغيير في أحد أجزاء منزله الأول. كنت أتساءل هل يبدو لي أن تغيير الباب الخشبي أهم عنده من تغيير عقلية تلك الفتاة التي كفرت بالتعليم وأهميته؟!
والأشد فجعا، نقمة تلك الفتاة على أبيها فرغم أنه انتقل بهم للعيش من منزل بسيط لقصر كبير ويحرص على توفير كل سبل الراحة لها ولإخوتها، واستهتارها بمجهودات والدتها فهناك كمية من السخط لمجرد أنهما ينصحاها وتعتقد أنه ليس من حقهما الانفعال والخوف عليها وعلى مستقبلها وتتعجب من غضبهما لتقرير المدرسة بشأن هروبها من الحصص المدرسية وأسلوبها الرديء في التحدث مع معلميها والكبار بشكل عام، فهي ترى أن أباها لا يقدم شيء يذكر لمجرد أنه لا يرغب في أن يقيم حفل عيد ميلاد لها فهو يخشى كثيرا أن يدللها حتى لا تزيد فسادا واستهتارا بكل ما له قيمة في حياتها.
كل ذلك الكلام الجاحد كنت أسمعه والذهول يعتلي وجهي، ذاهبة بعقلي بعيدا ما بين تذكر أبواي والمقارنات تعتصرني وتزيد من تعجبي..
في حين أن عقلي ذهب باحثا في معرضه المختزن عن صورة غرفة الخادمة في قصرهم والتي مساحتها أكبر من مساحة بعد منازل أهل قريتي المساكين.
كان لفقر أهل قريتي ثواب ومكافأة واضحة رؤي العين في الدنيا لا يستطيع حتى الحاجد والكافر إنكارها؛ فكم نشفق نحن على آبائنا ونتمنى أن نكبر سريعا كي نعينهم ونعوضهم عن كل ما تعرضوا لهم من كد وتعب في تربيتنا ورعايتنا.
لحظة وعدت لتلك اللحظة الحالية البائسة وقد كنت قد أغلقت هاتفي للتو حيث قد واتتني مكالمة من أحد الأشخاص الذين أغرقوني في الديون وتلذذوا في إثقالها بالفوائد -تلك لحظة الانتحار البائسة حينما شدني أبي للوراء؛ محاولا إنقاذي من الوقوع في ذلك الشرك المبين وما قبلها بعدة دقائق.
كل جسمي ينتفض من هول استيعاب أنني قد فكرت في إيذاء نفسي. لم يعد بإمكاني النظر في وجه أبي مرة أخرى خجلا من فعلتي هذه.
وتذكرت حينما كنت ألاحظ ذلك الرجل الثري الذي ابتلي في مستوى أبنائه وجحودهم وهو ينظر لي ولبناته المنعمات ولا يخجلن الجحود ومن ثم تعتلي وجهه نظرات الحسرة ويوصيني أن أحسن تعليمهن ولا مانع لو عدلت لهن بعض السلوكيات ولاسيما أسلوبهن في الحديث مع نقل جزء من لباقتي إليهن.
بعد تلك الذكرى التي تكالبت علي ومعها فيض ذكرياتي مع من أوصلوني حتى للإقدام على تلك الفعلة الجنونية بدأت أهدأ، وعاودت حياتي بشيء من اللا مبالاة كالذي زاد الضرب على جسده حتى فقد الشعور تماما.
التعديل الأخير: