- المشاهدات: 284
- الردود: 4
تعتبر حادثة وفاة دانكن ماكفيرسن واحدة من أكثر حوادث الوفاة غرابة نظرا للغموض الذي أحاط بها. وفاة دانكن قد تبدو طبيعية للكثير بالنظر للمعطيات لكنها بالتأكيد تبقى واحدة من القضايا المحيرة التي لازالت تتأرجح بين كفتي الحادث العرضي وأمر أعمق من ذلك.
شبابه وبداية حياته المهنية:
ولد دانكن بمدينة ساسكاتون، أكبر مدن ولاية ساسكاتشوان. كندا والتحق بنادي ساسكاتون بلايدز التابع لرابطة الهوكي الشرقية في كندا وهناك بدأ مسيرته كمدافع قبل أن ينضم عام 1984 لفريق نيويورك آيلاندرز الناشط في رابطة الهوكي الأمريكية للمحترفين لكن مسيرته كانت مضطربة بسبب كثرة الإصابات ولم يلعب في المستوى العالي قط.
صورة دانكن أسابيع قبل وفاته (المصدر: ويكيبيديا)
الاختفاء:
صيف عام 1989. سافر دانكن لأوروبا لينعش حظوظه في البقاء في لعبة الهوكي لكن كمدرب بعدما وجد فرصة عمل كمدرب- لاعب لفريق في منطقة داندي. أسكتلندا. خطط دانكن لزيارة بعض مدن أوروبا الوسطى أولا والقيام بجولة سياحية ولقاء بعض الأصدقاء هناك قبل الالتحاق بفريقه الجديد والاجتماع مع رئيسه رون ديكسون الذي كان دانكن غير مرتاح للقاءه والعمل معه.
كان من المقرر أن يصل لداندي يوم الثاني عشر من أغسطس لكنه لم يصل هناك ما دفع عائلته للسفر لأوروبا في محاولة لتتبع خطواته ومعرفة سبب اختفاءه. بعد ستة أسابيع عثر على سيارة استعارها دانكن من صديق له مركونة قرب منتجع للتزلج في منطقة جبال الألب بالنمسا وهناك استأجر لوح تزلج. آخر ظهور له كان حديثه مع موظف في المنتجع يوم التاسع من أغسطس. الموظف قال أنه رأى ماكفيرسن يحمل لوح تزلجه ربما للقيام بجولة أخيرة قبل الرحيل. الافتراض الأكثر منطقية لتفسير اختفاء ماكفيرسن كان تعرضه لحادث تزلج خطير أدى لكسر وإصابات في مناطق حيوية ما منعه من التحرك والوصول لطلب المساعدة لكن رغم البحث لم يتم العثور على دانكن في منطقة التزلج التابعة للمنتجع.
عام 2003 وبعد 14 عاما من اختفاء دانكن. عثر موظف يعمل لصالح منتجع ستوباي غلاسييه على قفاز وسط كومة جليد نصف ذائبة في أحد أطراف منطقة التزلج وبعد الفحص اتضح أنها جثة متجمدة تم لاحقا التأكد من أنها جثة دانكن ماكفيرسن.
نظريات:
وفقا لجون ليك، صاحب كتاب وقت طويل: سر في جبال الألب، فإن تشريح الجثة كشف أن جسد دانكن قد تعرض لضربة قوية لكن الغريب في الأمر هو أن أطراف دانكن (يديه، ذراعيه، وأقدامه) كانت مبتورة وهو ما لا يتماشى بتاتا مع حادثة مثل تلك. الافتراض الذي وضعه جون كان قد جمع بين حادثة تحطم أدت لإصابات خطيرة منعت دانكن من الحركة وسائق كاسحة جليد لم يلاحظ دانكن مستلقيا ينتظر المساعدة خاصة بالنظر لدرجة الضباب العالية في تلك المنطقة ما أدى لدهسه وقلته على الفور. لكن الغريب في هذه النظرية هو أن دانكن وبعد تعرضه للحادث فإنه كان على الأرجح يستطيع الصراخ لطلب المساعدة لذا فإن وجود سائق كاسحة الجليد قربه كان ليكون بمثابة بصيص أمل بالنسبة له فكيف لم يره أو يسمع صراخه إذا ما افترضنا أن ماكفيرسن قد صرخ فعلا.
صورة توضح الاصابات التي لحقت بجسد دانكن (المصدر: coldalongtime.com)
الأمر الثاني هو هروب سائق كاسحة الجليد من مكان الحادث. بالعودة للمعطيات المتوفرة سنجد أن موقع حادثة دانكن كان داخل أسوار المنتجع ما يعني بالضرورة أن سائق الكاسحة سيكون موظفا لصالح المنتجع ذاته، فمن سيقود كاسحة جليد في منطقة كتلك إلا إذا كان هدفه تمهيد الطريق المتزلجين. الآن السؤال هو: كيف استطاع السائق إخفاء جريمته؟ علما أن عملية دهس بشعة كتلك ستخلف قدرا هائلا من الدماء والفوضى على الكاسحة. كيف استطاع الموظف أن يعود بالكاسحة لمقر المنتجع وتنظيفها دون أن يثير أي شكوك. ثم كيف استطاع أن يكتم سرا كذلك والطبيعة البشرية تفرض عليه الشعور بالذنب فيخنقه تأنيب الضمير. وفي حالات عديدة كهذه يتقدم الجاني بعد مدة لأنه لا يستطيع العيش مع الذنب ويرى في الاعتراف مخرجا من همه.
الأمر الآخر هو الوقت الطويل بين الاختفاء والعثور على الجثة ما يثير شبهات إضافية. ففترة 14 عاما ليست بالقصيرة والجليد حول تلك المنطقة يذوب كل عام وعمال المنتجع يقومون بدوريات في منطقة التزلج بشكل دوري فكيف أغفلوا جثة دانكن خاصة وأن قضيته كانت حديث الساعة ما يعني أن انتباههم سيكون مضاعفا حفاظا على سمعة المنتجع في المقام الأول وأملا في العثور على دانكن.
طبعا أي نظرية ترجح أن وفاة دانكن هي جريمة مدبرة ستكون رنجة حمراء وهذا لأنه لا يوجد دافع منطقي خلف قتل لاعب هوكي مغمور بمسيرة متواضعة وحياة اجتماعية عادية لكن هذا لا ينفي وجود غموض كبير يحيط بوفاته. القضايا الباردة لا ترتبط دوما بجريمة متقنة نفذها قاتل سادي بل قد تكون بسيطة بساطة عملية دهس وهرب قام بها موظف عادي يعمل بدوام يومي.
ختاما:
تم تصنيف حادثة دانكن على أنها وفاة عرضية لكنها تبقى قضية غريبة، ليس فقط بسبب طريقة وفاته لكن أيضا بسبب مسلسل الأحداث الذي سبق الوفاة، القضية نالت شهرة واسعة لأن موت لاعب هوكي كندي مغمور في النمسا يبدو أمرا محيرا وغير مفهوم ويطرح بعض التساؤلات.
المصادر:
شبابه وبداية حياته المهنية:
ولد دانكن بمدينة ساسكاتون، أكبر مدن ولاية ساسكاتشوان. كندا والتحق بنادي ساسكاتون بلايدز التابع لرابطة الهوكي الشرقية في كندا وهناك بدأ مسيرته كمدافع قبل أن ينضم عام 1984 لفريق نيويورك آيلاندرز الناشط في رابطة الهوكي الأمريكية للمحترفين لكن مسيرته كانت مضطربة بسبب كثرة الإصابات ولم يلعب في المستوى العالي قط.
صورة دانكن أسابيع قبل وفاته (المصدر: ويكيبيديا)
صيف عام 1989. سافر دانكن لأوروبا لينعش حظوظه في البقاء في لعبة الهوكي لكن كمدرب بعدما وجد فرصة عمل كمدرب- لاعب لفريق في منطقة داندي. أسكتلندا. خطط دانكن لزيارة بعض مدن أوروبا الوسطى أولا والقيام بجولة سياحية ولقاء بعض الأصدقاء هناك قبل الالتحاق بفريقه الجديد والاجتماع مع رئيسه رون ديكسون الذي كان دانكن غير مرتاح للقاءه والعمل معه.
كان من المقرر أن يصل لداندي يوم الثاني عشر من أغسطس لكنه لم يصل هناك ما دفع عائلته للسفر لأوروبا في محاولة لتتبع خطواته ومعرفة سبب اختفاءه. بعد ستة أسابيع عثر على سيارة استعارها دانكن من صديق له مركونة قرب منتجع للتزلج في منطقة جبال الألب بالنمسا وهناك استأجر لوح تزلج. آخر ظهور له كان حديثه مع موظف في المنتجع يوم التاسع من أغسطس. الموظف قال أنه رأى ماكفيرسن يحمل لوح تزلجه ربما للقيام بجولة أخيرة قبل الرحيل. الافتراض الأكثر منطقية لتفسير اختفاء ماكفيرسن كان تعرضه لحادث تزلج خطير أدى لكسر وإصابات في مناطق حيوية ما منعه من التحرك والوصول لطلب المساعدة لكن رغم البحث لم يتم العثور على دانكن في منطقة التزلج التابعة للمنتجع.
عام 2003 وبعد 14 عاما من اختفاء دانكن. عثر موظف يعمل لصالح منتجع ستوباي غلاسييه على قفاز وسط كومة جليد نصف ذائبة في أحد أطراف منطقة التزلج وبعد الفحص اتضح أنها جثة متجمدة تم لاحقا التأكد من أنها جثة دانكن ماكفيرسن.
نظريات:
وفقا لجون ليك، صاحب كتاب وقت طويل: سر في جبال الألب، فإن تشريح الجثة كشف أن جسد دانكن قد تعرض لضربة قوية لكن الغريب في الأمر هو أن أطراف دانكن (يديه، ذراعيه، وأقدامه) كانت مبتورة وهو ما لا يتماشى بتاتا مع حادثة مثل تلك. الافتراض الذي وضعه جون كان قد جمع بين حادثة تحطم أدت لإصابات خطيرة منعت دانكن من الحركة وسائق كاسحة جليد لم يلاحظ دانكن مستلقيا ينتظر المساعدة خاصة بالنظر لدرجة الضباب العالية في تلك المنطقة ما أدى لدهسه وقلته على الفور. لكن الغريب في هذه النظرية هو أن دانكن وبعد تعرضه للحادث فإنه كان على الأرجح يستطيع الصراخ لطلب المساعدة لذا فإن وجود سائق كاسحة الجليد قربه كان ليكون بمثابة بصيص أمل بالنسبة له فكيف لم يره أو يسمع صراخه إذا ما افترضنا أن ماكفيرسن قد صرخ فعلا.
صورة توضح الاصابات التي لحقت بجسد دانكن (المصدر: coldalongtime.com)
الأمر الآخر هو الوقت الطويل بين الاختفاء والعثور على الجثة ما يثير شبهات إضافية. ففترة 14 عاما ليست بالقصيرة والجليد حول تلك المنطقة يذوب كل عام وعمال المنتجع يقومون بدوريات في منطقة التزلج بشكل دوري فكيف أغفلوا جثة دانكن خاصة وأن قضيته كانت حديث الساعة ما يعني أن انتباههم سيكون مضاعفا حفاظا على سمعة المنتجع في المقام الأول وأملا في العثور على دانكن.
طبعا أي نظرية ترجح أن وفاة دانكن هي جريمة مدبرة ستكون رنجة حمراء وهذا لأنه لا يوجد دافع منطقي خلف قتل لاعب هوكي مغمور بمسيرة متواضعة وحياة اجتماعية عادية لكن هذا لا ينفي وجود غموض كبير يحيط بوفاته. القضايا الباردة لا ترتبط دوما بجريمة متقنة نفذها قاتل سادي بل قد تكون بسيطة بساطة عملية دهس وهرب قام بها موظف عادي يعمل بدوام يومي.
ختاما:
تم تصنيف حادثة دانكن على أنها وفاة عرضية لكنها تبقى قضية غريبة، ليس فقط بسبب طريقة وفاته لكن أيضا بسبب مسلسل الأحداث الذي سبق الوفاة، القضية نالت شهرة واسعة لأن موت لاعب هوكي كندي مغمور في النمسا يبدو أمرا محيرا وغير مفهوم ويطرح بعض التساؤلات.
المصادر:
يجب تسجيل الدخول لمشاهدة الروابط
يجب تسجيل الدخول لمشاهدة الروابط