- المشاهدات: 892
- الردود: 7
عن كارولينا:
ولدت كارولينا أولسون عام 1861 في جزيرة أوكنو، جنوب مدينة مونستيراس، بالقرب من جزيرة أولاند، في جنوب السويد. عاشت مع والدتها وأبيها (الذي كان صيادًا) وخمسة من إخوتها في منزل صغير. أوكنو، هي جزيرة غابات صغيرة متصلة اليوم بجسر، وتقع في مكان هادئ في مياه مضيق كالمار في بحر البلطيق. وهي اليوم وجهة صيفية شهيرة لقضاء العطلات المحلية.
تلقت كارولينا تعليمها بشكل رئيسي في المنزل، حيث تعلمت القراءة والكتابة، ولم تلتحق بالمدرسة المحلية حتى سن 14 عامًا. حتى هذه اللحظة، كانت تعمل بشكل أساسي في المنزل، إذ كانت العائلة في أمس الحاجة إليها. كانت المدرسة تبعد عن المنزل حوالي 5 كيلومترات، وهي مسافة كان على كارولينا، التي لم تكن شخصا اجتماعيا بالأساس أن تقطعها كل يوم.
النوم:
يوم 22 فبراير 1876. عادت كارولينا البالغة من العمر 14 عامًا آنذاك للمنزل و هي تشكو من ألم حاد في أسنانها. في تلك المرحلة كانت كارولينا قد تلقت ما يقارب 4 أو 5 أشهر من التعليم الحكومي فقط لكن والدتها المعروفة بإفراطها في حماية أبناءها أصرت على أن ألم الأسنان قد يكون بسبب السحر، و حثت ابنتها على الذهاب إلى السرير. بناءً على أوامر والدتها، ذهبت كارولينا إلى الفراش لأخذ قيلولة قصيرة لكنها بقيت حبيسة تلك الحالة لمدة 32 عاما.
حاولت الأسرة إيقاظها بأكثر من طريقة لكنها لم تكن تظهر أي استجابة وكأنها في حالة غيبوبة. لم تكن الأسرة قادرة على تحمل تكاليف الطبيب أو المستشفى بسبب الوضع المادي الصعب مما اضطرهم لإبقاء كارولينا في البيت و قد تكفلت والدتها برعايتها قد المستطاع. كانت الفتاة تستهلك كوبين من الحليب على الأقل يوميًا. كما تطوع بعض الأطباء المحليون والمتخصصون الطبيون لزيارة الأسرة في عدة مناسبات، لكن لم ينجح أحد منهم في إيقاظ كارولينا. الاعتقاد السائد في تلك الفترة كان أنها تعاني من حالة نفسية، نوع من "الهستيريا". في عام 1892، دخلت كارولينا مستشفى أوسكارسهامن، حيث عولجت بالصدمات الكهربائية. لكنها لم تتفاعل مع العلاج، و بعد شهر واحد في المستشفى تم تسريحها بعد تشخيصها رسميا بمرض "الخرف الشللي"، ولكن يقال أن التشخيص لم يخضع لمعايير طبية مضبوطة. على مر السنين لم تستجب كارولينا لأي نوع من اللمس جسدي أو الوخز.
صورة لكارولينا بعد أيام من إستيقاظها (المصدر: Wikipedia).
لم ير أي شخص كارولينا مستيقظة أو واعية خلال سنوات نومها الطويلة. ومع ذلك عندما توفيت والدتها في عام 1905، دخلت كارولينا في مرحلة حداد شديد. وأفاد شهود عيان من العائلة أنها كانت تبكي بشكل هستيري، لكنها تظل نائمة. تولى والدها الرعاية أولاً بعد وفاة زوجته ولكن بسبب كبر سنه، قام بتعيين خادمة لرعاية كارولينا. عندما توفي أحد إخوتها عام 1907، عانت من نوبة أخرى من البكاء بصوت عالٍ.
وفي مناسبات قليلة، تم اكتشاف كارولينا وهي تزحف على الأرض، ليتم إعادتها إلى السرير مرة أخرى. لم تبدو مستيقظة في أي من هذه المناسبات، ولم تستيقظ بعد ذلك. وفي إحدى المرات، زُعم أن والدها سمع كارولينا وهي تصلي بصوت عالٍ أقرب للصراخ في الصلاة، قبل أن تستأنف نومها المستمر. أبلغت الخادمة بدورها عن اختفاء الحلوى وتنقل الأثاث والملابس بشكل غامض وتبديل مكانها. ومع ذلك، لم تلمس كارولينا أبدًا الطعام الذي يترك بجانب سريرها.
طوال الوقت الذي قضته كارولينا نائمة، ظلت نظيفة وصحية (في الغالب). كانت يتم قص شعرها و أظافرها و تنظيفها بشكل دوري كما كانت حالتها الصحية متوسطة بالنسبة لشخص يتناول كوبين فقط من الحليب كل يوم.
الصحوة:
يوم الثالث من أبريل عام 1908. دخلت خادمة كارولينا غرفتها ووجدتها ملقاة على الأرض، تزحف وتبكي بشكل هستيري. طلبت كارولينا من الخادمة أن تستدعي والدتها فسارعت الخادمة لدعوة اخوتها لتهدئتها و لتخبرهم أنها بعد سنوات استطاعت أن تتواصل مع شخص آخر، لكن كارولينا لم تتعرف على أي واحد منهم. كانت الأخيرة في تلك الفترة نحيفة لحد ما و غير قادرة على التحرك بشكل صحيح وفي حالة من الارتباك. لكنها بعد محاولات حثيثة استيقظت أخيرا بعمر السادسة و الأربعين. كانت حساسة للأضواء وتتحدث بشكل بسيط، وقد مر على نومها 32 عامًا و42 يومًا.
الأطباء والصحفيون وعامة المارة الذين سمعوا عن نائمة أوكنو الأسطورية، قاموا بزيارة منزل عائلة أولسون ليشهدوا المعجزة. قام معلمو كارولينا القدامى أيضًا بزيارتها وخلصوا إلى أنها لا تزال تمتلك القدرة على القراءة والكتابة. لم تكن جيدة جدًا في الرياضيات، كما أن معرفتها العامة بالتاريخ والجغرافيا غير متوفرة. و قيل أنها لم تكن قادرة على الإشارة إلى ستوكهولم على الخريطة لكنها كانت قادرة على تذكر اليوم الذي نامت فيه، لكنها لم تتذكر أي حدث حصل خلال نومها رغم حزنها على وفاة والدتها و أخيها.
وصف الغرباء كارولينا بأنها بدت أصغر سناً إذ بدت وكأنها تبلغ من العمر 30 عامًا أكثر من كونها تبلغ من العمر 46 عامًا في تلك المرحلة.
نظريات:
وفقًا للطبيب النفسي السويدي هارالد فرودرستروم، الذي درس كارولينا لفترة من الوقت في عام 1910، فمن المحتمل أن فترة النوم كانت ناجمة عن ألم الأسنان الذي سبب لها التهابا حادا، لكنه خلص أيضًا إلى أنه لم يكن هناك أي شيء جسدي يحدث يسبب الحالة الشبيهة بالغيبوبة. وافترض في مقال نشر في إحدى صحف ستوكهولم أن كارولينا اعتقدت على الأرجح أنها مريضة للغاية، وأن والدتها، التي ظلت دائمًا بجانبها حتى وفاتها، حرصت على إطعامها والحفاظ على نظافتها ومرتبتها، لكنه رأى أيضا أن النوم لم يكن إلا مسرحية بين كارولينا و أمها لسبب ما، إذ تحدث الطبيب عن حالتها الصحية الجيدة رغم نقص التغذية و عن نظافتها الشخصية و عدم نمو أظافرها و شعرها رغم أن ذلك يمكن تفسيره بأن الخادمة كانت تعتني بها بشكل جيد. كما أن فقدان الحلوى و ضياع بعض الأشياء في المنزل حسب قول الخادمة شخصيا يعطيان نظرة أخرى للقضية. و من جهة أخرى لماذا يتكبد أحدهم كل هذا العناء فقط لتلفيق مسرحية لا يوجد دافع حقيقي خلفها، ضف إلى ذلك عدم تفاعل كارولينا مع اللمس الجسدي أو حتى الصدمات الكهربائية؟ إذا كانت مستيقظة لفترات، لماذا لا تستيقظ فقط و ترتاح من كل ذلك الألم.
قصة كارولينا تبقى حتى اليوم دون تفسير منطقي.
المصادر:
Reddit: r: unsolvedmysteries
ولدت كارولينا أولسون عام 1861 في جزيرة أوكنو، جنوب مدينة مونستيراس، بالقرب من جزيرة أولاند، في جنوب السويد. عاشت مع والدتها وأبيها (الذي كان صيادًا) وخمسة من إخوتها في منزل صغير. أوكنو، هي جزيرة غابات صغيرة متصلة اليوم بجسر، وتقع في مكان هادئ في مياه مضيق كالمار في بحر البلطيق. وهي اليوم وجهة صيفية شهيرة لقضاء العطلات المحلية.
تلقت كارولينا تعليمها بشكل رئيسي في المنزل، حيث تعلمت القراءة والكتابة، ولم تلتحق بالمدرسة المحلية حتى سن 14 عامًا. حتى هذه اللحظة، كانت تعمل بشكل أساسي في المنزل، إذ كانت العائلة في أمس الحاجة إليها. كانت المدرسة تبعد عن المنزل حوالي 5 كيلومترات، وهي مسافة كان على كارولينا، التي لم تكن شخصا اجتماعيا بالأساس أن تقطعها كل يوم.
النوم:
يوم 22 فبراير 1876. عادت كارولينا البالغة من العمر 14 عامًا آنذاك للمنزل و هي تشكو من ألم حاد في أسنانها. في تلك المرحلة كانت كارولينا قد تلقت ما يقارب 4 أو 5 أشهر من التعليم الحكومي فقط لكن والدتها المعروفة بإفراطها في حماية أبناءها أصرت على أن ألم الأسنان قد يكون بسبب السحر، و حثت ابنتها على الذهاب إلى السرير. بناءً على أوامر والدتها، ذهبت كارولينا إلى الفراش لأخذ قيلولة قصيرة لكنها بقيت حبيسة تلك الحالة لمدة 32 عاما.
حاولت الأسرة إيقاظها بأكثر من طريقة لكنها لم تكن تظهر أي استجابة وكأنها في حالة غيبوبة. لم تكن الأسرة قادرة على تحمل تكاليف الطبيب أو المستشفى بسبب الوضع المادي الصعب مما اضطرهم لإبقاء كارولينا في البيت و قد تكفلت والدتها برعايتها قد المستطاع. كانت الفتاة تستهلك كوبين من الحليب على الأقل يوميًا. كما تطوع بعض الأطباء المحليون والمتخصصون الطبيون لزيارة الأسرة في عدة مناسبات، لكن لم ينجح أحد منهم في إيقاظ كارولينا. الاعتقاد السائد في تلك الفترة كان أنها تعاني من حالة نفسية، نوع من "الهستيريا". في عام 1892، دخلت كارولينا مستشفى أوسكارسهامن، حيث عولجت بالصدمات الكهربائية. لكنها لم تتفاعل مع العلاج، و بعد شهر واحد في المستشفى تم تسريحها بعد تشخيصها رسميا بمرض "الخرف الشللي"، ولكن يقال أن التشخيص لم يخضع لمعايير طبية مضبوطة. على مر السنين لم تستجب كارولينا لأي نوع من اللمس جسدي أو الوخز.
صورة لكارولينا بعد أيام من إستيقاظها (المصدر: Wikipedia).
لم ير أي شخص كارولينا مستيقظة أو واعية خلال سنوات نومها الطويلة. ومع ذلك عندما توفيت والدتها في عام 1905، دخلت كارولينا في مرحلة حداد شديد. وأفاد شهود عيان من العائلة أنها كانت تبكي بشكل هستيري، لكنها تظل نائمة. تولى والدها الرعاية أولاً بعد وفاة زوجته ولكن بسبب كبر سنه، قام بتعيين خادمة لرعاية كارولينا. عندما توفي أحد إخوتها عام 1907، عانت من نوبة أخرى من البكاء بصوت عالٍ.
وفي مناسبات قليلة، تم اكتشاف كارولينا وهي تزحف على الأرض، ليتم إعادتها إلى السرير مرة أخرى. لم تبدو مستيقظة في أي من هذه المناسبات، ولم تستيقظ بعد ذلك. وفي إحدى المرات، زُعم أن والدها سمع كارولينا وهي تصلي بصوت عالٍ أقرب للصراخ في الصلاة، قبل أن تستأنف نومها المستمر. أبلغت الخادمة بدورها عن اختفاء الحلوى وتنقل الأثاث والملابس بشكل غامض وتبديل مكانها. ومع ذلك، لم تلمس كارولينا أبدًا الطعام الذي يترك بجانب سريرها.
طوال الوقت الذي قضته كارولينا نائمة، ظلت نظيفة وصحية (في الغالب). كانت يتم قص شعرها و أظافرها و تنظيفها بشكل دوري كما كانت حالتها الصحية متوسطة بالنسبة لشخص يتناول كوبين فقط من الحليب كل يوم.
الصحوة:
يوم الثالث من أبريل عام 1908. دخلت خادمة كارولينا غرفتها ووجدتها ملقاة على الأرض، تزحف وتبكي بشكل هستيري. طلبت كارولينا من الخادمة أن تستدعي والدتها فسارعت الخادمة لدعوة اخوتها لتهدئتها و لتخبرهم أنها بعد سنوات استطاعت أن تتواصل مع شخص آخر، لكن كارولينا لم تتعرف على أي واحد منهم. كانت الأخيرة في تلك الفترة نحيفة لحد ما و غير قادرة على التحرك بشكل صحيح وفي حالة من الارتباك. لكنها بعد محاولات حثيثة استيقظت أخيرا بعمر السادسة و الأربعين. كانت حساسة للأضواء وتتحدث بشكل بسيط، وقد مر على نومها 32 عامًا و42 يومًا.
الأطباء والصحفيون وعامة المارة الذين سمعوا عن نائمة أوكنو الأسطورية، قاموا بزيارة منزل عائلة أولسون ليشهدوا المعجزة. قام معلمو كارولينا القدامى أيضًا بزيارتها وخلصوا إلى أنها لا تزال تمتلك القدرة على القراءة والكتابة. لم تكن جيدة جدًا في الرياضيات، كما أن معرفتها العامة بالتاريخ والجغرافيا غير متوفرة. و قيل أنها لم تكن قادرة على الإشارة إلى ستوكهولم على الخريطة لكنها كانت قادرة على تذكر اليوم الذي نامت فيه، لكنها لم تتذكر أي حدث حصل خلال نومها رغم حزنها على وفاة والدتها و أخيها.
وصف الغرباء كارولينا بأنها بدت أصغر سناً إذ بدت وكأنها تبلغ من العمر 30 عامًا أكثر من كونها تبلغ من العمر 46 عامًا في تلك المرحلة.
نظريات:
وفقًا للطبيب النفسي السويدي هارالد فرودرستروم، الذي درس كارولينا لفترة من الوقت في عام 1910، فمن المحتمل أن فترة النوم كانت ناجمة عن ألم الأسنان الذي سبب لها التهابا حادا، لكنه خلص أيضًا إلى أنه لم يكن هناك أي شيء جسدي يحدث يسبب الحالة الشبيهة بالغيبوبة. وافترض في مقال نشر في إحدى صحف ستوكهولم أن كارولينا اعتقدت على الأرجح أنها مريضة للغاية، وأن والدتها، التي ظلت دائمًا بجانبها حتى وفاتها، حرصت على إطعامها والحفاظ على نظافتها ومرتبتها، لكنه رأى أيضا أن النوم لم يكن إلا مسرحية بين كارولينا و أمها لسبب ما، إذ تحدث الطبيب عن حالتها الصحية الجيدة رغم نقص التغذية و عن نظافتها الشخصية و عدم نمو أظافرها و شعرها رغم أن ذلك يمكن تفسيره بأن الخادمة كانت تعتني بها بشكل جيد. كما أن فقدان الحلوى و ضياع بعض الأشياء في المنزل حسب قول الخادمة شخصيا يعطيان نظرة أخرى للقضية. و من جهة أخرى لماذا يتكبد أحدهم كل هذا العناء فقط لتلفيق مسرحية لا يوجد دافع حقيقي خلفها، ضف إلى ذلك عدم تفاعل كارولينا مع اللمس الجسدي أو حتى الصدمات الكهربائية؟ إذا كانت مستيقظة لفترات، لماذا لا تستيقظ فقط و ترتاح من كل ذلك الألم.
قصة كارولينا تبقى حتى اليوم دون تفسير منطقي.
المصادر:
Reddit: r: unsolvedmysteries