- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 932
- الردود: 2
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
الحشاشون
(فرقة حسن الصباح) (11)
.....................................(فرقة حسن الصباح) (11)
كان سنان رجلًأ عراقيًا من البصرة ممن استجابوا للدعوة الجديدة وقام بزيارة لقلعة ألموت ثم عاد إلى سوريا لنشر الدعوة هناك.
بدأ ظهوره الفعلي كرئيس للطائفة بعد أن أعلن فيه حسن بن محمد القيامة ووضع الشريعة وبعث برسله إلى الإسماعيليين في الجهات الأخرى.
أورد المؤرخ كمال الدين بن العديم أن في العام 572 هجرية, 1177م ميلادية انخرط سكان جبل السماق (الإسماعيلية) في الفسق والفجور وارتكاب الآثام بلا حدود بحجة انتهاء شريعة الإسلام, وأسموا أنفسهم "المتطهرين" وأعلن أحدهم أن سنان هو ربه فأرسل حاكم حلب جيشاً ضدهم فهربوا إلى الجبال وحصنوا أنفسهم أما سنان نفسه فقد حاول التبرأ منهم لعدم مواجهة العقاب بل قام بمهاجمتهم هو نفسه في الجبال بأتباعه .
تتحدث الأخبار عن وجود تلك الجماعات وجماعات أخرى غريبة العقائد في الجبال في تلك الفترة الزمنية .
يذكر أنه من المحتمل أن أخبار تلك الجماعات هي التي أدت إلى ظهور أسطورة "حدائق الفردوس لدى الحشاشين"
قام سنان ببناء قلاع جديدة في سوريا والإستيلاء على قلاع قديمة بالخديعة لترسيخ سلطة الحشاشين.
ويبدو أن الرجل كان صاحب سلطة ونفوذ كبير ولديه جيش وأتباع كثر فقد حكم سنان لمدة ثلاثون عامًا حيث غفل عنه الزمان وخشي الأمراء والملوك في المناطق المجاورة مهاجمته.
لكنه دخل في صدام مع زعامة ألموت نفسها فقد خشي شيوخ الجبل هناك من اغتصابه للسلطة في ألموت نفسها فأرسلوا أكثر من شخص من الفداوية لقتله لكنهم كانوا يقعوا في يده إما يقتلهم أو يقنعهم بأتباعه.
وبهذا نرى أن خلال فترة حكم سنان استقلت جماعة الحشاشين في سوريا عن الجماعة الأم في ألموت بشكل تام خلال فترة زعامته.
بالنظر لكل الكتابات التي تحدثت عن فترة الحشاشين في سوريا لم يكن هناك أي ذكر لزعماء ألموت أو الأئمة النزاريين إنما تشير كل الكتابات لكون سنان هو الزعيم المقدس الأعلى.
قام الحشاشين في سوريا بأكثر من محاولة اغتيال لصلاح الدين بعد اعتلائه السلطة في مصر وظهوره كزعيم موحد للعالم الإسلامي السني.
والبرغم من قيام الحشاشين باغتيال القائد الصليبي كونراد أوف مونتفرات إلا أنه من الواضح أنه فيما بعد أصبح هناك تعاون كبير جدًا بين الحشاشين والصليبيين لدرجة أن
المؤرخ ويليام الصوري
ذكر أنه قد جرت محاولة واقتراح على الحشاشين باعتناق الديانة المسيحية.
وقعت بعض المواجهات بين صلاح الدين وسنان على أثر محاولتي اغتيال وقعتا من قبل الحشاشين لصلاح الدين والواقع أنه كان هناك أسباب عديدة لكراهية سنان لصلاح الدين منها..
إسقاط الخلافة الفاطمية الإسماعيلية في مصر
وكذلك تحالفه مع الزنكيين في سوريا لحرب صلاح الدين
ولكن أهما كان ظهور صلاح الدين كقوة موحدة للإسلام السني في مواجهة الصليبيين والحشاشين.
في العام 1176م تقدم صلاح الدين على رأس جيش لقتال الحشاشين في سوريا إلا إنه وبعد حصار لقلعة مصيف لفترة فك الحصار وتراجع,
اختلف المؤرخين في سبب تراجعه لكن الأغلب أنه عاد مسرعًا لمواجهة الصليبيين الذي هاجموا وادي البقاع.
بينما تذكر المصادر الإسماعيلية للحشاشين أنفسهم أن صلاح الدين قد شعر بالرعب عندما رأى القوى الخارقة للطبيعة التي يتمتع بها سنان فتراجع عن مهاجمته.
المؤكد أنه بعد تلك الواقعة لم يهاجم الحشاشين صلاح الدين مرة أخرى بل أى نوع من التعاون حدث بينهما.
في أبريل عام 1192م ضرب الحشاشين ضربتهم الكبرى باغتيال المركيز كونراد منتفيرات حاكم بيت المقدس.
بعد أن تخفى اثنين منهم في زي رهبان مسيحيين ودخلوا إلى خيمته لكن بعد قتله تم القبض عليهم واعترفوا بمن أرسلهم.
تسجل المصادر الإسلامية وكذلك الغربية أن اعتراف الحشاشين بالإغتيال قد كان بأمر من الملك ريتشارد قلب الأسد ملك انجلترا .
ما يؤيد ذلك هو تلك العداوة التي كانت معروفة بين ريتشارد وكونراد بينما هناك مصادر إسلامية أخرى ذكرت أن الإغتيال كان بطلب من صلاح الدين لسنان بعد أن تحالف الاثنين.
كانت تلك هي آخر عملية كبيرة يأمر بها سنان فقد مات عام 1193م وتبعه في خلافة الجماعة رجل فارسي اسمه نصر وبعدها عادت الجماعة لتبعية ألموت.
تأثر الحشاشين في سوريا بالسياسة الجديدة التي أعلنها جلال الدين حسن في ألموت بالعودة للشريعة الإسلامية وبناء المساجد والإمتناع عن المحرمات وصوم رمضان.
ويبدو أن ذلك الإنقلاب قد أثر بالفعل في عقيدة الحشاشين في سوريا فلم نعد نسمع عن اغتيالات لشخصيات إسلامية بل أصبحوا يحاربوا الصليبيين بالتعاون مع خلفاء صلاح الدين الأيوبي.
ولكن الوضع لم يستمر كثيرًا فقد أصبحوا استنادًا لشهرتهم الواسعة في الإغتيالات يفرضون دية مالية على حكام الإمارات المجاورة من المسلمين والصليبيين وحتى الوافدين من أوربا لزيارة الشرق.
أصبح الحشاشين الآن قوة هامة في سوريا معترف بها من كل من حولها .
الآن اقتربنا من نهاية الحشاشين في سوريا لكن قبل ذلك هناك أحداث مهمة جدًا عن فرقة جديدة خطيرة ظهرت في الشرق الإسلامي
اسمها "فرسان الاسبتالية" أو كما نعرفهم بإسم " فرسان الهيكل"
يتبع....
تحياتى. أحمدعبدالرحيم
التعديل الأخير بواسطة المشرف: