- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 409
- الردود: 5
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
أسطورة أرض الميعاد ..
لماذافلسطين؟!!!!!
--------------------------------------------- لماذافلسطين؟!!!!!
لعل أهمية تيودور هرتزل في تاريخ الصـهـيونية العالمية أنه استطاع أن يحول الصـهـيونية من مجرد فكرة في عقول كثير من اليهود الأوروبيين إلى واقع ومنظمة صـهيونية لها وجود واقعي تمثل يهود أوروبا أمام الأوربيين وفيما بعد تجلس لتوقع علي وعد بلفور .
وقد تقدم هرتزل بطلبه للسلطات الأوربية : "امنحونا قطعة من الأرض تصلح وطنًا قوميًا لليهود في هذا العالم (بعيداً عن أوروبا ) ونحن سوف نقوم بالباقي " وعرض أن تقوم الجمعية اليهودية بالعمل مع السلطة الشرعية في تلك الأرض
(الدولة العثمانية بالنسبة لفلسطين أو الحكومة الأرجنتينية بالنسبة للأرجنتين أو السلطة في أوغندا أو أي مكان يمنحه الأوروبيين لليهود في العالم )
علي إقامة الوطن اليهودي تحت إشراف القوي الأوربية المتحكم الفعلي في تلك المناطق .
وإذا تأملنا ما أراد هرتزل فعله فسوف نرى أنه احتفظ بالأشكال القديمة للفكر اليهودي
(عقيدة الخروج وأسطورة الشعب والعــودة)
ولكنه أعطاها مضموناً جديداً ،فليس ضروريا العـودة للأرض المقدسة المهم التجمع في أرض تجمع اليهود كوطن واحد.
أثناء جهود هرتزل المتواصلة لتفعيل مسألة الوطن القومي سعى لمقابلة الثري الألماني "هيرش" وكذلك "روتشليد" للتوسط لدى إمبراطور ألمانيا ولتمويل عملية هجرة.
- لم يكن يريد لها أن تتم كأنها هروب ولكن أراد أن تسن قوانيين لها وتتم بموافقة ودعم السلطات الأوربية - ولكن الإثنان قابلا الأمر بفتور ولم يتحمسا له فمن الذي سيمول عملية هجرة 150 ألف شحاذ يهودي علي حد قول روتشليد - إلى فلسطين أو الأرجنتين وبالنسبة لفلسطين هناك الكثير من المحاذير منها إثارة العداوة لدى الدولة العثمانية وكذلك بعض الجمعيات المسيحية.
بالطبع كانت علاقة هيرش أو روتشليد بدول وسلطات أوروبا لذا كانت نظرتهما شاملة.
والمتتبع لتاريخ هرتزل يجد أنه علماني غير متمسك باليهودية ولم يكن يعنيه إلا إقامة وطن يضم بني جلدته في أي مكان في العالم لا يهم، ولا ارتباط له فعلي بأرض فلسطين ، إلا أنه ومع كثرة وتزايد المشاكل التي واجهته وواجهة حركته مع كل الأطراف ومنها حتي اليهود الغربيين الأثرياء المندمجين في مجتمعاتهم والذين رفضوا في البداية فكرة ترك دولهم ، أمام هذا لم يكن أمامه إلا اللعب علي وتر العـودة إلى أرض الميعاد
...أرض فلسطين التي مثلت منبع اليهود وأول مملكة لهم في تاريخهم -علي حد قوله - وبدأ يوجه بشدة لهذا الهدف.
استبعدت الصـهـيونية العالمية وهرتزل كل الخيارات الأخري عدا فلسطين ،وكان للقوى الغربية المستعمرة ميلا أيضاً لتوطين اليهود وخاصة الغربيين في فلسطين حتي يكونوا كياناً عميلا لهم وسط العالم الإسـ،ـلامي ويكون اليهود هناك امتدادا للأوروبيين المستعمرين واستكمالا لهم .
الآن وصلنا لمؤتمر بازل عام 1897 وفيه انتخب هرتزل أول رئيس للمنظمة الصـهـيونية العالمية وبلور أهداف الصـهـيونية العالمية باستمالة إحدى القوى الغربية الكبرى لتبني المشروع الصيهوني وكذلك دعوة الأثرياء اليهود لتمويل مشروعات في أراضي فلسطين وتمويل جمعيات أوربية تساعد اليهود علي الهجرة إلى فلسطين وفي المؤتمر ظهر (الشيكل ) العملة الإسرائيلية الموجودة حالياً.
في العام 1917 أصدر وزير خارجية المملكة المتحدة "بلفور" وعده الشهير بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين ،وكان الوعد ينبع من قناعات بإمكانية إقامة دولة يهودية تدين بالولاء للأوروبيين في هذا المكان وتخدم مصالحهم.
ويذكر أن السلطات الألمانية بعد فترة قصيرة من وعد بلفور أصدرت أيضاً قانوا لليهود يشبه كثيرا جداً وعد بلفور .
وهكذا أصبح اليهود رسمياً في أوروبا مسموح لهم بالهجرة وإقامة مستعمرات وجمع تبرعات وإقامة مشروعات في فلسطين بمباركة وسماح من السلطات الإنجليزية المحتلة لأراضي فلسطين وبتفاهم وتعاون من السلطات الأوربية .
---------------------------
الأمر يحمل العديد من التداخلات والتفاصيل حاولت ايجازه بشدة ولمن أراد الفهم والعلم به بتوسع فليراجع موسوعة اليهود واليهودية والصـهـيونية.
---------------------------------------
تحياتي . احمدعبدالرحيم.
المصدر : موسوعة اليهود واليهودية والصـهـيونية الدكتور عبد الوهاب المسيري.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: