- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 778
- الردود: 9
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
العالم الآخر
(الحكاية الثالثة)
إنهم يسكنون معنا(2)
تجمدت مكاني بشكل مرعب قلبي يدق بعنف لدرجه إني خفت يسمعه من يقف ورائي.. (الحكاية الثالثة)
إنهم يسكنون معنا(2)
يدي تجمدت وأنا أمسك الطبق وصنبور المياه يعمل كان أكثر ما يمكنني أن أفعله أن حركت عيني بدون أن أحرك شيء لعلي ألمح من خلفي..
أشعر بالكيان الموجود لا شك في ذلك ولكني لا أقدر على النظر إليه..
شعرت إني سأظل واقفه هكذا حتى نهايه العالم..
دارت في عقلي الأفكار..
يا ترى ما هي الخطوه التاليه بالنسبه لي هل سأجد من يغرس مخالبه في رقبتي مثلا أم سأجد نفسي تلبست بالجن أم سيشعل النار في الشقه؟!!!!
كانت كلها أفكار سوداء تتوالى في عقلي وتزاحم بعضها ولكن فجأه هناك من حرك الموقف وقد حركني دون ارادتى..
صرخة.......
نعم صرخه صرخه مخيفه جاءت من غرفه نوم ابنتي الصغيره..
كانت الصرخه كالسكين الذين غرس في قلبي وقد انتزع مني الجمود ودرت بأقصى سرعه وعنف لا يمكن أن أصف لك ماذا حدث؟
ولكن لم يكن هناك شخص ورائي وبالرغم من ذلك فقد شعرت بطيف غريب يختفي في آخر لحظه قد درت فيها..
أقول لك أنني لم أفكر كثيرا وبأقصى سرعه جريت على البنت داخل غرفتها لأجدها جالسه في سريرها واضعه يديها على عينيها وتصرخ وكأنها لا تريد أن ترى ما أمامها..
لا يمكن لك أن تتصور ما هو الشيء البشع الذي رأته هذه الطفله الذي يجعلها تصرخ إلى هذه الدرجة ؟!!
يبدو أنني سأعيش أيام عصيبه.
لقد رويت لزوجي كل ما حدث.
استغرب بالفعل وطلب مني أن أداوم على أذكار الصباح والمساء والقرآن وأن ألتزم بالصلاة
وقد كان هذا ملجأي الوحيد ومع الأيام قد تكرر هذا الموضوع كثيرا حتى أنني سمعته يكرر الآيات من القرآن فى كل وقت.. والموضوع أصبح أنني أسمعه حتى والراديو مغلق.
كانت الشقه قد أصبحت مخيفه فعلا.
مر أسبوع على هذا الحادث أقصد ماحدث لمنى أمامى وفى منزلى..
الغريب أن من هذا الوقت لم تنزل أمها لي ولم اسألهم..
وفي صباح أحد الأيام كان زوجي قد ذهب الى العمل وأنا أستغرق في نومي سمعت جرس الباب استيقظت وفتحت الباب لأجدهم أمامي منى وأمها..
كانت البنت عاديه الشكل ولكنها غريبة بعض الشيء وكانت عينها بارزه وتحتها أسود وكأنها لا تأكل ولا تنام
سلمت أمها علي من على الباب وقد أعطتني زجاجة وقالت لي هذه المياه مقروء عليها قرآن حصني بها شقتك وخاصه غرفه الألعاب وذلك لأنني عندي غرفه فارغه ليس فيها سوى ألعاب الأطفال وكانت تعرف ذلك..
فاستغربت كلامها وسألتها أحصنها من ماذا؟
هل هناك شيء تريدين أن تخبرينى به؟!!
نظرت إلي بحده ثم قالت لا يوجد شيء ولكن من الأفضل لك أن تحصني شقتك.
وسألتني منى هل انت صائمه؟
قلت لها لم أفطر حتى الآن ولكن ربما قد أفطر بعد أن أنام قليلا.
قالت بل صومى اليوم الاثنين.
استغربت طريقتها وقلت بإذن الله.
وفجأه وجدت منى تقول بطريقه فيها تهديد يستحسن لك أن تصومي.
جلست أفكر قليلا في كلامها ولهجتها والماء الذي أعطتني إياه.
وضعت الزجاجه بجانبي ودخلت أشرب كأني أتحداهم في نفسي؛ ودخلت لأكمل نومي.
لا أعلم كم من الوقت قد مر؟
ولكن شعرت إني استيقظ ولا اشعر إن كنت أحلم أم أنى استيقظت فعلا
الغريب أنى لا أستطيع أن أنهض من السرير وكأن هناك من يثبتني فيه.
انتبهت قليلا لأجد أربعه يحيطون
بسريري سيدات يرتدين الأسود ونقاب أسود لم أرى لهم ملامح كانوا يتكلمون عني لا اذكر ماذا قالوا؟
ولكني شعرت برعب فظيع قد أنساني أي شيء كل ما أذكره إني قد كنت في سريري وكأني مربوطه بقوه كاسحه في السرير.
نظرت لهم وأنا في حاله من الشلل التام شلل في التفكير وفي الحركه وفي الكلام.
كل ما أذكره آخر شيء قد قالته إحداهن لهم قالت اتركوها الآن هناك رجل قادم لها رجل لديه ذقن وشنب مثل هذا وقد اقتربت من وجهي قليلا ورفعت النقاب حتى رأيت وجهها..
كان يا خبر...
لقد كان وجه زوجي..
صرخت بأعلى صوت وانتفضت من السرير قلبي يدق بعنف واتنفس بسرعه رهيبه وكأني قد كنت أغرق في الماء.
نظرت في الغرفه لم أجد أي أحد.
سمعت الباب يدق لم يكن موعد زوجي ولكنه عاد ليأخذ شيئا قد نسيه.
بعد ذلك بدأت أعانى من صداع رهيب فى رأسي وخاصة فى صلاتى وأصبحت لدى اضطرابات فى النوم وهذا ماجعلنى عصبية جدا.
وكذلك البنتين أجدهم يصرخون بعنف وتضع الصغيرة يديها على وجهها وكأنها لاتريد أن تري ماهو أمامها والكبيرة كان لديها ستة سنوات تستيقظ مفزوعة من عز النوم وتصرخ وحينما سألتها قالت أري شخص يا أمى فى الحلم ؛
مرعب عينيه حمراوتان ينظر لى بغضب ويحاول ان يأكلنى وأظافره طويلة سوداء ويخرج منها النار دفنت وجهها فى حضنى وهى تبكى بحرقة وقالت بعفويه.. إن رأيتيه يا امى يمكن أن تقفزى من الشرفة من الخوف..
لا أريد ان أراه مرة أخري.
الأحداث كلها حدثت فى يوم تلو الآخر من بعد موقف منى فى شقتى قررت شيئا مهما ويجب أن أقوم به..
لابد أن أفهم مايحدث ومن المؤكد أن منى ووالدتها لهم يد فيما يحدث لنا..
كانوا منغلقين على أنفسهم من بعد ذلك الموقف وانقطعت تماما أخبارهم ولم ينزلوا معنا لصديقتنا الأخري ولم ينزلون لى مرة أخري سألت واحدة صاحبتنا ثالثة ، أحياناً كانت تتجمع معنا.
عرفت منها أن البنت ذهبوا بها لشيوخ ومعالجين بالقرآن وإنها لم تعد تذهب للمدرسة وحالتها متدهورة جدا ولا يعرفون سبب لكنهم شكوا في أكثر من شئ...
البنت كانت متفوقة جداً في الدراسة بشكل ملفت وهذا سبب حسد وأحيانا حقد من بعض زميلاتها وأهاليهم وغير مستبعد أن يكون أحد منهم قد آذاها بعمل مثلا..
وأيضا هم كانوا ساكنين في شقة ملحق على سطح العمارة وأمامهم السطح كله فارغ وكانوا يجلسون فيه كثيرا ، فهى مساحة خلاء واسعة جدا ليس بها احد.
ظلو يضعوا احتمالات كثيرة لكن البنت ظلت مثلما هي وحالتها تزداد سوء يوم بعد يوم.
- في يوم كانوا ينزلون ووجدتهم يدقون علي بابى وتسألني : صائمة أم لا ؟ هل صليتي الضحى أم لا؟ قلت لها: تفضلي أدخلي أنا أريد أن أتكلم معك.
حاولت ترفض لكني كنت مصرة، دخلت هي ومنى على مضض وجلسو وهم غير مرتاحين ومتوترين، حكيت لها ماحدث لي ولبناتي وفوجئت بردها...
كانت تعلم كل شئ بالتفصيل، وأكملت و قالت لى على موضوع الحلم.
ذهلت فعلاً... الشك من ناحيتها والاتهام لها ولبنتها كان واضح في كلامي: لكن كيف عرفتى كل ذلك ؟ وما سببه ؟
لا أفهم شئ أنتي واضح أن لك يد فيما يحدث فزعت من الجملة وردت بسرعة:
معاذ الله إني اتسبب لك في أذى أبدا، استحالة طبعًا لكن شيء خارج عن إرادتي.
- يجب ان افهم..
- نظرت لبنتها قليلا ، البنت كانت عادية ومركزة معنا، كانت تفهم كل ما يحدث ، تكلمت: هناك شخص عمل لمنى عمل سفلي شيطاني تلبست بسببه، وهذا السبب فى حالتها .
قاطعتها: وأنا ما علاقتي بذلك ؟
- البنت تلبست وهي في غرفة اللعب هنا في شقتك، عندما كانت ابنتك تريها غرفة الالعاب .
هكذا بالنسبة لي الأمر أصبح مؤكد مائة في المائة.
الشقة بها جن وهم السبب فيما يحدث لى أنا وبناتي.
وبدأت مرحلة ثانية من المعاناة ...
أشد وأوضح من قبل ذلك ، بدأت عندما وجدت ابنتي الكبيرة تشير على قدمى وهي مستغربة وتقول لى :
ماما...ما الذي حدث فى قدمك لتكون بهذا الشكل؟!!!!
يتبع...
أحمدعبدالرحيم.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: