- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 691
- الردود: 9
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
العالم الآخر .
(الحكاية الثانية -
الذين رأيت - 7 والأخيرة)
- ------------------------------------- "
(تلكم الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون ) (الحكاية الثانية -
الذين رأيت - 7 والأخيرة)
- ------------------------------------- "
هذا ما قاله المنادي الذي نادي بصوته الجبار علي إسمي وإسم جدي المتوفي وجدي الحي ووالدي ووالدتي ، بعدها فتح باب عظيم جدا انبثق منه نور أبيض رااائع، نور أضاء كل شيء في المكان ، لا يمكن أن تري ماخلف البوابة إلا إذا عبرتها ، ومن خلال النور،
تقدمنا للدخول ،بمجرد عبور البوابة ، توقفت .. لا استطيع أن أصف لك ما رأيت ..ما شعرت .. لا مصطلحات ،لا ألفاظ ولا لغة في العالم يمكن أن تصف ما رأيت وعشت ما هذا الجمال ... ما هذه السكينة... ما هذه السعادة والبهجة ... لست حتي متأكد من اي مشاعر شعرت في تلك اللحظات ،سوف أكون مجحفا لو استخدمت لغة للوصف ،خطف جمال المكان عقلي وقلبي وسلبني إرادتي.
فقط أخبرك أنني ظللت أبكي وأبكي بحرقة ،رأسي كانت مائلة علي صدري ، كنت أبكي بدموع ساخنة أغرقت وجهي في الحقيقة ، أدركت كم أن هذه الدنيا تافهة ولا تساوي أي شيء .
فجأة سمعت صوت المؤذن ، لا تنسي أنني كنت في المسجد انتظر صلاة الفجر، المؤذن أقام الصلاة ،قمت مسرعا إلي حمام المسجد، غسلت وجهي وعدت أصلي .
-----------------------------------------------
- لم يتوقف والدي عن محاولة علاجي ، هذه المرة شيخ آخر ومعاناة أخري ...
الشيخ فعل مثل الباقيين , القرآن...الرقية ... ولكن لا فائدة ، أعطاني ٢ لتر مياه بملح كتير مع ٤ حبات الملوك و هي حبة مثل الفول السودانى المقشور لكن على أصغر.
حبة الملوك
كأنها حبة من الجحيم تنزل في البطن نار مشتعلة مع لبن بعسل.
كانت تلك مراسم غسيل معدة ،استمرت ٣ أيام والأعراض , إسهال شديد ولا طعام أو شراب إلا القليل جداً ، لكن كالعادة لا جديد .
ثم جاء دور الطبيب النفسي ،الذي اتصل به والدي وحجز عنده ،
جلست أمامه بمفردنا ، حاولت أن أحكي له ما يحدث لي ولكنه استبقني بطريقة سيئة بالكلام ، قررت أن أسمع فقط ،ظل يسألني أسئلة يختبر قواي العقلية ، في النهاية طلب مني رسم مخ ليري إذا كان هناك كهرباء زيادة في مخي والنتيجة أنه قرر أني عاقل جدا وغير مصاب بأي شيء ، فقط -من وجهة نظره- بعض الحساسية الزائدة ، في النهاية قال لي: إذهب ولا تعد إلي مرة أخري .
- بعد الطبيب النفسي ،ذهبت لشيخ آخر،تلميذ للشيخ عبد السلام البالي الشهير
صورة الشيخ عبد السلام البالى
حكيت له ما يحدث لي ،كان رأيه أن ما أنا فيه هو ملكة وميزة من الله تعالي ميزني بها وأن هذة الملكة تحتاج الي عقل قوي جدا وحساسية عالية ، وإلا لكنت جننت أو مت منذ أول أسبوعين .
في النهاية ،لا جديد ،لا علاج ولا توقف عن السفر والرؤي..
ذات مرة سافرت إلي الماضي ..بيت جدي المتوفي ، البيت كان علي شكله القديم قبل أن يتم تجديده،كنت أجلس في الصالة عندما دخل جدي ، كنت أضحك وسعيد بشدة عندما رأيته ، ذهبت إليه ، سألته وأنا في دهشة وسعادة في نفس الوقت : جدي ألم تمت ، كيف عدت الآن؟ نظر إلي وابتسم ووضع كفيه علي جانبي وجهي وقال : اسمع يا بني ، أعلم أنك تحملت وقاسيت كثيرا جدا ،ولكن لقد اقترب الأمر من نهايته ، وأنا سوف أظل معك ولن أتركك وحدك أبداً، ثم ابتسم وفجأة وجدت جسده يضي كله مثل ضوء القمر ،وتركز كل الضوء وأصبح مثل خاتم ،
**** الآن أنتم تعرفون ...
هل أراحتكم المعرفة ؟ لا أعتقد ... علي العكس ... أعتقد أنها زادت الظمأ وقلقلت القلوب وهزت العقول وحيرت الألباب...
ها أنتم الذين تعرفون قشور مما أعرف فماذا عني إذا ؟
أنا الذي رأيت الشيطان والجن ، ولمحت خيال الملائكة ...
أنا الذي رأيت الجنة و النار ...
أنا الذي دفنت في قبر مظلم وتعذبت واصطليت النار ...
أنا الذي رأيت عمتي ووحشة القبر المقبضة تمزقها ...
أنا الذي سافرت عبر الزمان وعبر المكان ...
أنا الذي عبرت النفق المظلم وانسحبت حتي انسحقت عظامي مئات المرات في عالم آخر ...
أنا الذي زرت جدي في قصره الذهبي الفضي ورأيت كيف يتنعم...
أنا الذي نمت ليالي طويلة علي سرير سواد في سواد مقبض كالح ولا أحد يؤنس وحشتي ...
أنا الذي سرت في صحراء مظلمة موحشة وهاجمتني الشياطين والمردة...
أنا الذي شاهدت القبور التي يعذب أصحابها أو ينعمون ...
أنا الذي سكن قلبي ذئب شرس دموي سيطر علي كياني وكاد يفجرني من داخلي ...
أنا الذي قتلت في حادث سيارة وسقط فوقي سقف منزل وطعنت ومت مرات ومرات ميتات عنيفة ،
اغتصبت روحي فيها إغتصابا ،مثلما حدث لأصحابها تماماً...
أنا الذي خضعت لشيوخ ولأطباء نفسيين يجربون في ما يعرفون ويفشلوا ويأتي آخرون ويكرروا نفس الفشل ...
أنا الذي عشت أياما وليالي طويلة بمعزل عن الناس تمزقني الوحدة ، ويعذبني ما أعرف...
أنا الذي تعذبت مرتين في تجربتي القاسية تلك : مرة بعذابي، وأخري عند رؤيتي لحالة أهلي المريعة بسببي ...
أنا الذي يبلغ التاسعة عشر فقط من عمره ولكنني غشت آلاف السنين ...
أنا الذي وحتي الأمس كنت أسافر إلي العوالم الغامضة واختبر الأمور المريعة ...
أنا الذي تمنيت أن أعيش لحظات فقط طبيعي مثل باقي البشر أنعم بحياتي... ورغم كل ذلك ...
رغم كل ذلك لا زلت صامدا ، قويا ، لم انتحر ، وحتي أصبحت لا أشتكي ولا أظهر لأحد ما أنا فيه .
لا تظنوا أن مشاركتي إياكم قصتي لطلب الإستعطاف أو الشفقة ..
اطلاقا ليس الأمر كذلك ..إنما أردت أن اوصلكم رسائل وصلتني ...
أن الجنة عظيمة تستحق أن نسحق أنفسنا عملا من أجلها وإن النار مهولة تستحق أن نسحق أنفسنا عملا للزحزحة بعيدا عنها ...
أن الله قد منحنا قوي روحية هائلة تمكننا من مواجهة كل شرور الدنيا وآثامها ...
وأن المعرفة مسؤولية وعبء وثقل وهم وغم .
فلتنعموا بحياتكم ولتشكروا الله علي مالا تعلمون . أخيراً اطلب منكم ألا تنسوني من دعائكم لله تعالي أن تنتهي تلك التجربة التي تمثل سلسلة متصلة من العذاب الذي لا ينتهي .
لو كان عند أحدكم إقتراح أو فكرة أو معلومة يمكن أن تساعدني فأتمنى ألا يبخل بها علي . تحياتي لكم . السلام . الخامس .
أن الجنة عظيمة تستحق أن نسحق أنفسنا عملا من أجلها وإن النار مهولة تستحق أن نسحق أنفسنا عملا للزحزحة بعيدا عنها ...
أن الله قد منحنا قوي روحية هائلة تمكننا من مواجهة كل شرور الدنيا وآثامها ...
وأن المعرفة مسؤولية وعبء وثقل وهم وغم .
فلتنعموا بحياتكم ولتشكروا الله علي مالا تعلمون . أخيراً اطلب منكم ألا تنسوني من دعائكم لله تعالي أن تنتهي تلك التجربة التي تمثل سلسلة متصلة من العذاب الذي لا ينتهي .
لو كان عند أحدكم إقتراح أو فكرة أو معلومة يمكن أن تساعدني فأتمنى ألا يبخل بها علي . تحياتي لكم . السلام . الخامس .
تمت.
أحمدعبدالرحيم .
التعديل الأخير بواسطة المشرف: