- المشاهدات: 685
- الردود: 8
الحقائق المذكورة في المقال تستند للمصادر المذكورة أدناه، و قد تحتمل الصحة و الخطأ كأي حقيقة تاريخية أخرى.
بعد الطوفان العظيم رست سفينة سيدنا نوح على جبل الجودي (حدود تركيا حاليا) و إنتشر الأقوام الذين ركبوها في الأرض يبتغون فضلا من ربهم، يسعون للرزق و العمل و العيش. يافث بن نوح كان من بين القوم الناجين و قيل أنه إستقر في منطقة أذربيجان حاليا. فجر الله عزوجل ليافث عينا عظيمة غرس قربها إبن نبي الله شجرة صنوبر إشتد عودها مع مرور الأعوام حتى أضحت شجرة شامخة عانقت أوراقها نسيم السماء.
تعاقبت الأقوام على تلك المنطقة فعاشت أجيال و رحلت أجيال أخرى و ظلت شجرة يافث بن نوح واقفة محافظة على خضرتها و جمالها. لكن تلك الأرض الطاهرة عرفت إستقرار قوم مفسدين دمويين يروى أنهم أول نسل للفايكينغ، كان هؤلاء القوم مقسمين على 12 قبيلة يعيشون على ضفاف نهر يجري ماءه العذب قرب الشجرة العظيمة.
رأى القوم المفسدون في تلك الشجرة رمزا للأهمية و القدسية بحكم جمالها و ضخامتها فإعتبروها ينبوعا للحياة و مصدرا لخصوبة الأرض و الرزق الوفير. عين إبليس كانت حاضرة و رأت في أساطير هؤلاء القوم فرصة لوسوسة عظيمة يغوي بها أقواما بعد أقوام.
تغيرت نظرة القوم لتلك الشجرة من تقديس باطن إلى تقديس ظاهر للعلن، فحفروا لها مجرى من العين العظيمة ليسقيها، و حرموا على أي كائن الشرب أو الإقتراب من ذلك المجرى و إلا يذبح و ينكل به، قدّم القوم المفتونون بروايات إبليس قرابين للشجرة و جعلوا لها عيدا سنويا تقديرا لها و إجلالا.
و لم يتوقف الإجلال عند هذا الحد، فجعل إبليس القوم يرقصون للشجرة و يغنون لها بترانيم مختلفة، و يقدمون لها ذبائح بشرية من أطفال رضع و نساء فتحول التقديس لعبادة كاملة لها أحكامها و طقوسها الخاصة بها.
طال كفر القوم و تمادوا في جهلهم و طغيانهم فأرسل الله لهم نبيا قيل أنه شعيب عليه السلام و قيل أنه حنظلة بن صفوان يبين لهم الحق من الباطل و يدعوهم لعبادة الله وحده لكنهم رفضوا الدعوة و آثروا تقديس الشجرة العظيمة فلم يجد النبي خيارا غير مناجاة ربه فدعى الله طالبا أن تتيبس الشجرة و تموت أغصانها فتصبح خشبا لا روح فيه لعلهم يهتدون.
إستيقظ القوم الكافرون بعد أيام على مشهد مخيف، إذ ماتت شجرتهم و أصبحت مجرد أغصان خاوية، إفترض دجالوا القوم أن النبي كان ساحرا سحر الشجرة و حبس عنهم خيرها و خضرتها، و خمن آخرون أن الشجرة العظيمة يبست نفسها عمدا حتى يموت نبي الله، فإتفقوا على قتله.
عذب القوم النبي المبعوث و رموه في بئر حفروه قرب الشجرة، و قدموا لها القرابين و ذبحوا لها ما ذبحوا من الأطفال و النساء و الرجال حتى قيل أنهم سقوها بالدماء طمعا في عودتها للحياة لكن الله عزوجل أعد لهم عذابا عظيما فأرسل لهم ريحا صرصرا و عواصف حمراء هواءها ساخن، و قذف عليهم من السماء جمرا محترقا و جعل الأرض تحت أقدامهم تغلي حتى ذابوا من شدة الحر و إنتهت حكاية القوم الظالمين الذين ذكروا في القرآن، في سورة ق، و كان إسمهم أصحاب الرس إذ يقول الله تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم:
﴿ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ * وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ * وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ﴾ [ق: 12 - 14].
قصة أصحاب الرس تبقى عبرة لمن إعتبر، لكن أولئك الذين لم يعتبروا بنوا عليها أساسا وثنيا جديدا، إذ تروي المصادر و المراجع التاريخية المختلفة أن قبائل الفايكينغ و القوط المنحدرين من سلالة أصحاب الرس كانوا يؤمنون بآلهة الميثولوجيا النوردية التي تعطي لكل ظاهرة طبيعية إلها، فالرعد له إله و البحر له إله ...الخ.
الأساطير النوردية تؤمن أيضا بوجود شجرة عظيمة تسمى إغدراسيل تعتبر محور الكون و شريان الحياة، و هذه الشجرة مربوطة بينبوع يسمى هفيرغيلمير. قصة تشبه لحد كبير قصة شجرة أصحاب الرس.
لوحة لشجرة إغدراسيل بريشة الرسام فريريك ويلهيم هاين.
كان الفايكينغ يقدسون أشجار الصنوبر تيمنا بالشجرة إغدراسيل و يزينون بها معابدهم إذ آمنوا بأنها تطرد الأرواح، كما كانوا يقيمون لها إحتفالية سنوية تدعى يول YULE حيث يقدمون لشجرة الصنوبر الأسطورية طفلا من أبنائهم قربانا لها و ربطوها بإله الثور، إله الغابات.
بعد الحملات التبشيرية المسيحية إعتنق العديد من الوثنيين الديانة المسيحية، لكنهم لم يقطعوا عادة التزيين بأشجار الصنوبر و تزيين أشجار الصنوبر في حد ذاتها و حتى تقديم القرابين و تقول المصادر أن قسا يدعى بونيفاس وصله خبر قبيلة مازالت تقدم القرابين البشرية للشجرة فسارع لهم و أوقفهم قبل ذبح الفتى و خطب فيهم عن المسيحية فإعتنقوها و إنتهوا عن الأضاحي لكنهم أبقوا عادة تزيين الأشجار التي رفضتها الكنيسة لكن القس بونيفاس سمح لهم بذلك شرط أن يتم تزيين الشجرة بتمائم تعبر عن الديانة المسيحية كالنجمة و المسيح عليه السلام ...الخ و كانت هذه العادة منتشرة فقط في المنطقة الجرمانية (ألمانيا حاليا و ما جاورها) لكن توسعت رقعتها بعد ذلك لتمس جل مناطق أوروبا ثم العالم المسيحي ككل لتنتقل جيلا بعد جيل حتى تصل لنا اليوم بإسم شجرة "الكريسماس" أو شجرة الميلاد التي يحتفل بها المسيحيون حول العالم و وصلت حتى للمسلمين الذين لا يدرون أن أصلها عبادة وثنية أصلها فتنة شيطانية عصفت بحضارة كاملة.
المصادر:
بعد الطوفان العظيم رست سفينة سيدنا نوح على جبل الجودي (حدود تركيا حاليا) و إنتشر الأقوام الذين ركبوها في الأرض يبتغون فضلا من ربهم، يسعون للرزق و العمل و العيش. يافث بن نوح كان من بين القوم الناجين و قيل أنه إستقر في منطقة أذربيجان حاليا. فجر الله عزوجل ليافث عينا عظيمة غرس قربها إبن نبي الله شجرة صنوبر إشتد عودها مع مرور الأعوام حتى أضحت شجرة شامخة عانقت أوراقها نسيم السماء.
تعاقبت الأقوام على تلك المنطقة فعاشت أجيال و رحلت أجيال أخرى و ظلت شجرة يافث بن نوح واقفة محافظة على خضرتها و جمالها. لكن تلك الأرض الطاهرة عرفت إستقرار قوم مفسدين دمويين يروى أنهم أول نسل للفايكينغ، كان هؤلاء القوم مقسمين على 12 قبيلة يعيشون على ضفاف نهر يجري ماءه العذب قرب الشجرة العظيمة.
رأى القوم المفسدون في تلك الشجرة رمزا للأهمية و القدسية بحكم جمالها و ضخامتها فإعتبروها ينبوعا للحياة و مصدرا لخصوبة الأرض و الرزق الوفير. عين إبليس كانت حاضرة و رأت في أساطير هؤلاء القوم فرصة لوسوسة عظيمة يغوي بها أقواما بعد أقوام.
تغيرت نظرة القوم لتلك الشجرة من تقديس باطن إلى تقديس ظاهر للعلن، فحفروا لها مجرى من العين العظيمة ليسقيها، و حرموا على أي كائن الشرب أو الإقتراب من ذلك المجرى و إلا يذبح و ينكل به، قدّم القوم المفتونون بروايات إبليس قرابين للشجرة و جعلوا لها عيدا سنويا تقديرا لها و إجلالا.
و لم يتوقف الإجلال عند هذا الحد، فجعل إبليس القوم يرقصون للشجرة و يغنون لها بترانيم مختلفة، و يقدمون لها ذبائح بشرية من أطفال رضع و نساء فتحول التقديس لعبادة كاملة لها أحكامها و طقوسها الخاصة بها.
طال كفر القوم و تمادوا في جهلهم و طغيانهم فأرسل الله لهم نبيا قيل أنه شعيب عليه السلام و قيل أنه حنظلة بن صفوان يبين لهم الحق من الباطل و يدعوهم لعبادة الله وحده لكنهم رفضوا الدعوة و آثروا تقديس الشجرة العظيمة فلم يجد النبي خيارا غير مناجاة ربه فدعى الله طالبا أن تتيبس الشجرة و تموت أغصانها فتصبح خشبا لا روح فيه لعلهم يهتدون.
إستيقظ القوم الكافرون بعد أيام على مشهد مخيف، إذ ماتت شجرتهم و أصبحت مجرد أغصان خاوية، إفترض دجالوا القوم أن النبي كان ساحرا سحر الشجرة و حبس عنهم خيرها و خضرتها، و خمن آخرون أن الشجرة العظيمة يبست نفسها عمدا حتى يموت نبي الله، فإتفقوا على قتله.
عذب القوم النبي المبعوث و رموه في بئر حفروه قرب الشجرة، و قدموا لها القرابين و ذبحوا لها ما ذبحوا من الأطفال و النساء و الرجال حتى قيل أنهم سقوها بالدماء طمعا في عودتها للحياة لكن الله عزوجل أعد لهم عذابا عظيما فأرسل لهم ريحا صرصرا و عواصف حمراء هواءها ساخن، و قذف عليهم من السماء جمرا محترقا و جعل الأرض تحت أقدامهم تغلي حتى ذابوا من شدة الحر و إنتهت حكاية القوم الظالمين الذين ذكروا في القرآن، في سورة ق، و كان إسمهم أصحاب الرس إذ يقول الله تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم:
﴿ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ * وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ * وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ﴾ [ق: 12 - 14].
قصة أصحاب الرس تبقى عبرة لمن إعتبر، لكن أولئك الذين لم يعتبروا بنوا عليها أساسا وثنيا جديدا، إذ تروي المصادر و المراجع التاريخية المختلفة أن قبائل الفايكينغ و القوط المنحدرين من سلالة أصحاب الرس كانوا يؤمنون بآلهة الميثولوجيا النوردية التي تعطي لكل ظاهرة طبيعية إلها، فالرعد له إله و البحر له إله ...الخ.
الأساطير النوردية تؤمن أيضا بوجود شجرة عظيمة تسمى إغدراسيل تعتبر محور الكون و شريان الحياة، و هذه الشجرة مربوطة بينبوع يسمى هفيرغيلمير. قصة تشبه لحد كبير قصة شجرة أصحاب الرس.
لوحة لشجرة إغدراسيل بريشة الرسام فريريك ويلهيم هاين.
كان الفايكينغ يقدسون أشجار الصنوبر تيمنا بالشجرة إغدراسيل و يزينون بها معابدهم إذ آمنوا بأنها تطرد الأرواح، كما كانوا يقيمون لها إحتفالية سنوية تدعى يول YULE حيث يقدمون لشجرة الصنوبر الأسطورية طفلا من أبنائهم قربانا لها و ربطوها بإله الثور، إله الغابات.
بعد الحملات التبشيرية المسيحية إعتنق العديد من الوثنيين الديانة المسيحية، لكنهم لم يقطعوا عادة التزيين بأشجار الصنوبر و تزيين أشجار الصنوبر في حد ذاتها و حتى تقديم القرابين و تقول المصادر أن قسا يدعى بونيفاس وصله خبر قبيلة مازالت تقدم القرابين البشرية للشجرة فسارع لهم و أوقفهم قبل ذبح الفتى و خطب فيهم عن المسيحية فإعتنقوها و إنتهوا عن الأضاحي لكنهم أبقوا عادة تزيين الأشجار التي رفضتها الكنيسة لكن القس بونيفاس سمح لهم بذلك شرط أن يتم تزيين الشجرة بتمائم تعبر عن الديانة المسيحية كالنجمة و المسيح عليه السلام ...الخ و كانت هذه العادة منتشرة فقط في المنطقة الجرمانية (ألمانيا حاليا و ما جاورها) لكن توسعت رقعتها بعد ذلك لتمس جل مناطق أوروبا ثم العالم المسيحي ككل لتنتقل جيلا بعد جيل حتى تصل لنا اليوم بإسم شجرة "الكريسماس" أو شجرة الميلاد التي يحتفل بها المسيحيون حول العالم و وصلت حتى للمسلمين الذين لا يدرون أن أصلها عبادة وثنية أصلها فتنة شيطانية عصفت بحضارة كاملة.
المصادر:
يجب تسجيل الدخول لمشاهدة الروابط
يجب تسجيل الدخول لمشاهدة الروابط
يجب تسجيل الدخول لمشاهدة الروابط
يجب تسجيل الدخول لمشاهدة الروابط