- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 554
- الردود: 7
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
العالم الآخر.
(الحكاية الثانية -
الذين رأيت- 3)
........(الحكاية الثانية -
الذين رأيت- 3)
سألته : ألا تري أنه من الغريب أن تشعر بكل هذا الرعب عندما تسمع آيات القرآن الكريم ،حتي لو كانت آيات عذاب ؟!
رد علي بألم : أنت لم تفهمني ، لم أكن فقط أسمعها ولكن ... -
لكن ماذا ؟
- كانت الآيات تطرق أذني وفجأة في وسط كل الخوف والشعور بنار بداخلي وهذا الوضع الغريب الذي أنا فيه وجدت نفسي أري أمام عيني تلك المشاهد .
- أي مشاهد ؟! - مشاهد العذاب التي تتحدث عنها الآيات ، كنت أراها تسير أمام عيني ، فقدت الشعور بوجودي في السيارة والطريق ، لم أعد أري والدي الجالس بجواري ، ولا مشاهد الطريق المعتادة أثناء السفر ، لم يعد لي علاقة بهذا العالم إلا من خلال الآيات التي تصل إلي مسامعي وفي عالم آخر أري مشاهد العذاب والنار والنعيم أيضاً تتمثل أمام أم عيني ، وكأنك تشاهد فيلما او أحداث حقيقية تحدث أمامك.
بالطبع لم أحتمل أبداً كل هذا ،هناك قدرة للجهاز العصبي علي التحمل ، انتهت تماماً تلك القدرة وسقطت في غيبوبة تامة .
-----------------------------------------
- لم أفق إلا في اليوم التالي من غيبوبتي . خلال اليومين التاليين زاد شعوري بالطاقة والكيانات الموجودة حولي ، الأربعة الذين رأيت أول مرة ، أشعر بهم حولي في كل مكان ، ومكان وجودي توجد طاقة هائلة أنا فقط من يشعر بها، الأمر لا يسير علي وتيرة واحدة ولكن شعوري هذا في تزايد وكل وقت يقربني أكثر من العالم الآخر .
في الليل حاولت أن أتحكم في نفسي لكي أنام بشكل طبيعي ، كلما شعرت بالنعاس أشعر بجسدي يخف وتكاد روحي تنفصل عني وتخرج للفضاء ،استيقظ مفزوعا ، ألتقط أنفاسي بصعوبة ،ظللت علي هذا الوضع حتي أصبحت الساعة الثالثة فجرا ، فجأة وجدت نفسي أنام علي سرير من جلد أسود طويل وكل ما حولي يكتسي باللون الأسود.
استيقظت ،نظرت حولي ،قمت من السرير ،هبطت ،فور أن وضعت أقدامي علي الأرض وجدت جسدي يطفو في الفضاء ،ثم يطير وينسحب بهدوء وبطء في ممر أسود طويل في نهايته ضوء أبيض.
-هل قرأت عن تجربة NDE ؟
- قرأت عنها الحلقة التي كتبت في العالم الآخر ليلة رأس السنة ،وقتها فكرت أن ما حدث لي يشبه تماما ما وصفته في الحلقة .
المهم أنني وصلت لنهاية النفق ،وجدت الضوء حاولت أن ألمسه ، مددت يدي بدهشة ، فجأة انجذبت بسرعة مهولة إلي داخله ، كأني دخلت في ثقب دودي أسود ، يندفع جسدي بداخله بسرعة لا يمكن وصفها ،العالم حولي لا ملامح له ، ظل جسدي يندفع ويندفع واخيرا هبط في مكان كله ظلام وسواد ، خمن ما هو هذا المكان ...
-----------------------------------
- القبر . - أي قبر ؟! - قبر عمتي .
كيف عرفت أنه قبرها بالتحديد ؟
- لأني وجدتها هناك ،ويالسوء ما رأيت ! وجدت نفسي وجها لوجه أمامها ،كانت في حالة يرثى لها
..لا أعرف كيف أصف لك حالتها ،ولكن هل تعرف شعور من خسر كل شيء في حياته؟ عبوس ... حزن ... قنوط ... يأس ... ألم ... ،خوف... وحدة... و خسران شديد . المكان كله موحي بالحزن والخوف ، هناك شيء غير طبيعي يحدث هنا .
- سوف أقاطعك ، أود أن أخبرك شيئاً هاما..لا أعرف بالضبط طبيعة التجربة التي مررت بها تلك ولكن سوف أخبرك أمرا ، أنا قرأت كثيرا جدا في تفسير الأحلام وعندي مراجع أهمها كتاب ابن سيرين وابن النابلسي في تفسير الأحلام واستطيع أن أخبرك أن الميت عندما يأتي أهله في المنام فإنه يأتي علي هيئته التي هو عليها...
إن سعيد وإن تعس ، أعتقد أن عمتك تحتاج منك الاهتمام بحالتها تلك التي تصف ، دعاء، صدقات ، عمرة ، أي أعمال خير تصل إليها ، ارجو أن تضع الأمر في حسبانك .
والآن تستطيع أن تكمل .
- حسنا ...ظللت حوالي الساعة في هذا القبر انظر لعمتي وشعوري يزداد بالخوف والحزن الذي يملأ المكان ولكن لم يدر بيننا أي حديث؛ لم اعرف ماذا أفعل من أجلها ..
بالطبع شعرت بحزن يقطعني من داخلي بسبب حالتها تلك.
- فجأة وجدت جسدي يرتفع من المكان وينسحب بقوة مذهلة في نفس النفق بشكل عكسي ، ثم السرير الأسود ،ثم استيقظت في الحقيقة ولك أن تتصور حالتي المذرية هذه المرة اكثر من أي مرة سابقة .
نسيت أن أخبرك شيئا هاما ، عندما كنا في جنازة عمتي ورأتني أمي في هذه الحالة المريعة ، سمعتها تطلب من والدي أن يحضر لي "شيخ" تعرف هؤلاء الشيوخ الذين يعرفون في أمور الجن ، في اليوم التالي كان لي موعد مع الشيخ الذي يخرج الجن -كما يدعون - من أجساد البشر .
----------------------------------
- إذا ، اليوم قصتك مع الشيوخ ؟
- جاء أولهم ، المفروض أنه شيخ يخرج الجن من الأجساد الملبوسة ، وبدأت قصة جديدة مع هؤلاء الشيوخ .
- أرغب بشدة في معرفتها .
-------------------------------------
جاء الشيخ ، قرأ الرقية وظل يردد بعض الآيات القرآنية ، ثم ظل يحادث من يظن أنه جني في جسدي قائلا : ماذا فعل لكم الخامس ؟ اتركوه وأخرجوا من جسده ! أقسمت عليكم بالعهد الذي أخذه عليكم سليمان أن تغادرو هذا الجسد ولا تؤذوه أبدا .
- والنتيجة ؟ - لا نتيجة علي الإطلاق ،لم يبد علي أي شيء ولم يحدث شيء ، وقتها اتصل الشيخ بشيخ آخر وطلب مني أن أضع الهاتف علي أذني وأستمع فقط ، وضعت الهاتف ،سمعت الصوت من هناك يقول: السلام عليكم. ثم يتلو كلمات غريبة مثل الطلاسم غير المفهومة بلهجة سريعة ،هنا حدث شيء غريب جدا ...
تردد صوت في عقلي يرد عليه : وعليكم السلام.
ثم ردد طلاسم مشابهة .
بعدها طلب مني الشيخ أن أشرب مياه قرأ عليها آيات قرآنيه محددة.
ولكن شيئا لم يحدث بعدها أيضا.
علي العكس زادت الرؤي عندي .
لم يؤت ما فعل الشيخ أي نتيجة ، شعور غريب انتابني عندما رأيته ، كان شيئا ما بداخلي يريد أن يبتسم في سخرية لما يحدث ، وكأنه يعرف النتيجة .
- المهم عندما نمت هذه الليلة تكرر ما حدث معي من قبل ، السرير الأسود..النفق المظلم ..الضوء في نهايته .. الإندفاع بقوة مذهلة ..الهبوط في مكان ما وهذه المرة كان ...
. ----------------------------------
أيضاً نفس القبر المظلم الموحش . .. قبر عمتي . نفس الظلام والخوف السائد في المكان ،وكانت هي بنفس العبوس والقنوط والحزن والهم ،هذه المرة لم أر الا وجهها فقط هو ما يظهر لي ،ثمة شيء فيه واضح لم يكن من قبل ,الوجه ممتلأ بالحبوب
( مثل حب الشباب ) وخاصة عند منطقة الأنف ، لم نتبادل أي حديث فقط رأيتها وشعرت بمعاناتها ،ظللت وقتا عندها وعدت كما أتيت .
- في اليوم التالي كان عندي محاضرة لغة إنجليزية ،بمجرد أن دخلت إلي القاعة وجلست، شعرت بدوار عنيف وبرودة شديدة في جسدي وكأن روحي تنفصل عني ثم تعود إلي وقتيا ،حاولت السيطرة علي نفسي قدر المستطاع ، اتصلت بوالدي ليحضر فوراً ،وخرجت انتظره ،وقفت قليلاً حتي رأيت السيارة قادمة من بعيد ولم أشعر بعدها بما حدث لي.
استيقظت لأجد نفسي في المستشفي وهناك الكثير من المحاليل والخراطيم معلقة بجسدي .
بعد خروجي من المستشفي دخلت في مرحلة جديدة من الرؤيا ، أصبحت أري الأربعة بوضوح أكثر من ذي قبل ،ليس هذا فقط ولكن زاد عدد من أراهم حولي جدا بتقدم الوقت ، كما ظهر شيء جديد غريب جداً ومرعب جدا ...
-------------------------------------
ذئب .
- ماذا ؟! كما سمعت بالضبط ،اصبحت أشعر بذئب داخلي ، ذئب أبيض بياض الثلج ،عيناه حمراوين في لون الدم ،نظراته وكأنه تطلق نارا ،مكشر عن أنيابه ،غاضب دائماً، وكأنه محبوس في قفص حديدي ،يرغب في الخروج من سجنه بشدة ، أشعر به داخلي ،داخل قلبي بالتحديد من هذا الوقت أصبح لي القدرة علي الحديث معهم ، أصبحت وكأنني اتلصص علي عالمهم .
فقط أغمض عيني وأنا جالس
و أجد نفسي هناك في عالم آخر .
في تلك الأثناء نمت ذات ليلة وانتقلت إلي هناك ،هذه المرة وجدت نفسي في مكان كله نار ،واقف أنا في مكاني كريشة في مهب الريح أنظر لأري ما هذا البرج الضخم الواقف أمامي ،ولماذا هو غاضب هكذا ،ياللهول !
هذا ليس برج ، إنه كائن أو كيان ضخم مهول غاضب ،لماذا ينظر إلي بتلك الطريقة المرعبة ؟ ماذا يفعل ؟ أنه يقترب من وينظر لأسفل ، إنه يريد أن يقتلني ، اظن هذه هي النهاية , لا مفر ،
------------------------------------فجأة وجدت أمامي خنجرا غريب الشكل ، مثل ناب الأسد ولكنه أضعاف حجمه ، تشجعت بشدة وفي يدي سلاح ،
استيقظت وقتها بعد هذا الموقف ،في اليوم التالي لاحظت شيئا غريبا ،لقد نقص الأربعة الذين يتابعونني واحدا ,وجدتهم في حالة من الغضب الشديد .وأدركت أن أياما عصيبة تنتظرني . قطع
يتبع ...
أحمدعبدالرحيم
التعديل الأخير بواسطة المشرف: