- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 671
- الردود: 6
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
علماء عرب اغتالهم الموساد
( جمال حمدان )
كان العام 1928 شاهدا علي ميلاد أعظم علماء الجغرافيا في تاريخ مصر ,
الراحل الدكتور جمال حمدان
الذي ولد في محافظة القليوبية ، وتلقي تعليمه فيها حتي حصل علي شهادة الثانوية العامة ثم التحق بجامعة القاهرة ،كلية الآداب، قسم الجغرافيا .
تخرج منها في عام 1948، وتم تعيينه معيداً بها، ثم أوفدته الجامعة في بعثة إلى بريطانيا سنة 1949، حصل خلالها على الدكتوراه في فلسفة الجغرافيا من “جامعة ريدنج” عام 1953
ثم عاد إليها لينضم إلي هيئة التدريس
وبدأ يظهر نبوغه وتفوقه الشديد ، مما أثار غيرة زملاؤه ،إلا أنه لم يستمر طويلاً في التدريس الجامعي فتقدم باستقالته في العام 1963
وبعدها بدأت المرحلة الأهم في حياته .
-------------------------------------
- تفرغ الدكتور جمال للبحث والتأليف، وكانت فترة التفرغ هذه هي من ولدت الإنجازات العلمية والفكرية العظيمة له.
-كان جمال حمدان من أول من تنبأوا بحتمية تفكك الكتلة الشرقية الشيوعية مبكرًا جدا في العام 1968 وقد تحققت نبوءة الرجل بالفعل في العام 1989 إذ بدأت بتفكك الدول الأوربية وانتهت بتفكك الإتحاد السوفييتي نفسه عام 1991.
في تلك الفترة أنجز الدكتور جمال كتابه العظيم " شخصية مصر "
يعتبر كتاب " شخصية مصر دراسة فى عبقرية المكان " مرجع هام جداً لكل من أراد أن يعرف الطبيعة الجغرافية لمصر وهو بحق يدرس شخصية مصر بشكل متكامل .
يقع الكتاب الموسوعي في ثلاثة أجزاء رئيسية هى :
الجزء الأول: شخصية مصر الطبيعية .
وفيه يعرض الدكتور جمال ما يتعلق بالجيولوجيا والجغرافيا المصرية والصحراوات المصرية التي تمثل النسبة الأكبر في مساحة مصر وقد أفرد الكاتب جزءاً خاصا لوادي النيل.
الجزء الثانى: شخصية مصر البشرية .
وفيه يذكر ملامح التجانس الطبيعي والمادي والحضاري والبشري والعمراني للشخصية المصرية وكذلك الحضارة المصرية من العصر الفرعوني حتى ثورة يوليو ومراحل تطور الحضارة المصرية على مر العصور. كما يعرض الحياة السياسية في مصر وجوانبها الاستراتيجية.
الجزء الثالث: شخصية مصر التكاملية.
يتضمن عرض للجوانب الاقتصادية في الشخصية المصرية والتى كانت الزراعة هي ركيزتها الأولى ثم تطور الصناعة والثروة المعدنية في مصر. كما تتضمن الشخصية التكاملية خريطة المجتمع المصرى والعلاقات المصرية العربية بين الوطنية المصرية والقومية العربية.
أما الكتاب الأخطر في مسيرة الدكتور جمال رحمه الله فهو :
--------------------------------
" اليهود أنثروبولوجياً”
أثبت الدكتور جمال حمدان في هذا الكتاب أن اليهود المعاصرين الذين يدعون أنهم ينتمون إلى فلسطين ليسوا هم أحفاد بني إسرائيل واليهود الذين خرجوا من فلسطين قبل الميلاد، وإنما ينتمي يهود اليوم إلى إمبراطورية (الخزر التترية) التي قامت بين (بحر قزوين والبحر الأسود)، واعتنقت اليهودية في القرن الثامن الميلادي، وهذا ما أكده بعد ذلك (آرثر بونيسلر) مؤلف الكتاب الشهير (القبيلة الثالثة عشرة) الذي صدر عام 1976.
------------------------------------
كان للدكتور جمال نظرته المستقبلية الثاقبة تنبؤات هامة دونها أثناء انقطاعه في خلوته الاختيارية للعلم من أهمها :
-توقعه سعي الغرب لخلق صراع مزعوم بين الحضارات حيث أكد أنه ،بعد سقوط الشيوعية وزوال الاتحاد السوفيتي، أصبح العالم الإسلامي هو المرشح الجديد كعدو الغرب الجديد وهذا ما تحقق حرفيا بعد وفاته .
(ملاحظة هامة توفي الرجل عام 1993)
-كما تنبأ الرجل بانهيار الولايات المتحدة، حيث كتب في بداية التسعينيات :
“أصبح من الواضح تماماً أن العالم كله وأمريكا يتبادلان الحقد والكراهيـة علناً، والعالم الذي لا يخفي كرهه لها ينتظر بفارغ الصبر لحظة الشماتة العظمى فيها حين تسقط وتتدحرج، وعندئذ ستتصرف أمريكا ضد العالم كالحيوان الكاسر الجريح" .
-كان للرجل مقولات هامة تعكس فكره ونظرته منها نذكر :
- " إذا كان اليهود يقولون : لا معني لإسرائيل بدون القدس ..
فإننا نقول : لا معني للعرب بدون فلسطين ".
-"لقد خرج العرب من الصحراء ودخلوا التاريخ بفضل الإسلام، وما كان لهم هذا ولا ذاك بدون الإسلام. لم يكن الإسلام بالنسبة للعرب مجرد رسالة من السماء فقط، ولكنه أيضاً نجدة من السماء".
-كان الدكتور جمال حمدان رحمه الله ، شخصية صعبة التكرار في حياة أي أمة ، ورغم ذلك فقد عاني من تهميش واهمال كبيرين أثناء حياته فاختار أن يحيا حياة رهبانية ، لا أثر فيها لمتاع الدنيا، فقد قضي آخر سنوات حياته في شقة صغيرة متواضعة جداً في حي شعبي - رغم استطاعته أن يحيا حياة مرفهة في أماكن ثرية-
وجاءت وفاته مأساوية
ففي يوم 17 أبريل 1993 وجدت جثة الراحل وقد احترق النصف الأسفل منها في مقر إقامته المتواضع ،بالطبع أريد للحادث أن يظهر كحادث احتراق أدي للوفاة
ولكن المفاجأة فجرها مفتش الصحة بالجيزة د. يوسف الجندي، الذي أثبت في تقريره أن الدكتور جمال لم يمت مختنقاً بالغاز، كما أن الحروق ليست سبباً في وفاته.
بالطبع لكم أن تستنتجوا أن مسودات بعض الكتب التي كان الرجل بصدد الانتهاء من تأليفها قد اختفت تماماً من شقته ،وهذا ما أكده أخيه ومقربون منه.
-أما الأهم والذي ربما كان السبب المباشر في وفاته هو -حسب ما ذكر الصحفي حمادة إمام في كتابه لاحق الذكر -اختفاء مسودة كتاب هام وخطير عن الصهيونية كان يعده الرجل .
علي أي حال ، رحل الرجل عن عالمنا ،وأقفلت قضيته ولم يحل بعد لغز وفاته لينضم إلي سلسلة طويلة من ...
علماء عرب اغتيلوا .
أحمد عبد الرحيم .
المصدر : الموساد ..اغتيال زعماء وعلماء
( حمادة إمام )
( جمال حمدان )
كان العام 1928 شاهدا علي ميلاد أعظم علماء الجغرافيا في تاريخ مصر ,
الراحل الدكتور جمال حمدان
الذي ولد في محافظة القليوبية ، وتلقي تعليمه فيها حتي حصل علي شهادة الثانوية العامة ثم التحق بجامعة القاهرة ،كلية الآداب، قسم الجغرافيا .
تخرج منها في عام 1948، وتم تعيينه معيداً بها، ثم أوفدته الجامعة في بعثة إلى بريطانيا سنة 1949، حصل خلالها على الدكتوراه في فلسفة الجغرافيا من “جامعة ريدنج” عام 1953
ثم عاد إليها لينضم إلي هيئة التدريس
وبدأ يظهر نبوغه وتفوقه الشديد ، مما أثار غيرة زملاؤه ،إلا أنه لم يستمر طويلاً في التدريس الجامعي فتقدم باستقالته في العام 1963
وبعدها بدأت المرحلة الأهم في حياته .
-------------------------------------
- تفرغ الدكتور جمال للبحث والتأليف، وكانت فترة التفرغ هذه هي من ولدت الإنجازات العلمية والفكرية العظيمة له.
-كان جمال حمدان من أول من تنبأوا بحتمية تفكك الكتلة الشرقية الشيوعية مبكرًا جدا في العام 1968 وقد تحققت نبوءة الرجل بالفعل في العام 1989 إذ بدأت بتفكك الدول الأوربية وانتهت بتفكك الإتحاد السوفييتي نفسه عام 1991.
في تلك الفترة أنجز الدكتور جمال كتابه العظيم " شخصية مصر "
يعتبر كتاب " شخصية مصر دراسة فى عبقرية المكان " مرجع هام جداً لكل من أراد أن يعرف الطبيعة الجغرافية لمصر وهو بحق يدرس شخصية مصر بشكل متكامل .
يقع الكتاب الموسوعي في ثلاثة أجزاء رئيسية هى :
الجزء الأول: شخصية مصر الطبيعية .
وفيه يعرض الدكتور جمال ما يتعلق بالجيولوجيا والجغرافيا المصرية والصحراوات المصرية التي تمثل النسبة الأكبر في مساحة مصر وقد أفرد الكاتب جزءاً خاصا لوادي النيل.
الجزء الثانى: شخصية مصر البشرية .
وفيه يذكر ملامح التجانس الطبيعي والمادي والحضاري والبشري والعمراني للشخصية المصرية وكذلك الحضارة المصرية من العصر الفرعوني حتى ثورة يوليو ومراحل تطور الحضارة المصرية على مر العصور. كما يعرض الحياة السياسية في مصر وجوانبها الاستراتيجية.
الجزء الثالث: شخصية مصر التكاملية.
يتضمن عرض للجوانب الاقتصادية في الشخصية المصرية والتى كانت الزراعة هي ركيزتها الأولى ثم تطور الصناعة والثروة المعدنية في مصر. كما تتضمن الشخصية التكاملية خريطة المجتمع المصرى والعلاقات المصرية العربية بين الوطنية المصرية والقومية العربية.
أما الكتاب الأخطر في مسيرة الدكتور جمال رحمه الله فهو :
--------------------------------
" اليهود أنثروبولوجياً”
أثبت الدكتور جمال حمدان في هذا الكتاب أن اليهود المعاصرين الذين يدعون أنهم ينتمون إلى فلسطين ليسوا هم أحفاد بني إسرائيل واليهود الذين خرجوا من فلسطين قبل الميلاد، وإنما ينتمي يهود اليوم إلى إمبراطورية (الخزر التترية) التي قامت بين (بحر قزوين والبحر الأسود)، واعتنقت اليهودية في القرن الثامن الميلادي، وهذا ما أكده بعد ذلك (آرثر بونيسلر) مؤلف الكتاب الشهير (القبيلة الثالثة عشرة) الذي صدر عام 1976.
------------------------------------
كان للدكتور جمال نظرته المستقبلية الثاقبة تنبؤات هامة دونها أثناء انقطاعه في خلوته الاختيارية للعلم من أهمها :
-توقعه سعي الغرب لخلق صراع مزعوم بين الحضارات حيث أكد أنه ،بعد سقوط الشيوعية وزوال الاتحاد السوفيتي، أصبح العالم الإسلامي هو المرشح الجديد كعدو الغرب الجديد وهذا ما تحقق حرفيا بعد وفاته .
(ملاحظة هامة توفي الرجل عام 1993)
-كما تنبأ الرجل بانهيار الولايات المتحدة، حيث كتب في بداية التسعينيات :
“أصبح من الواضح تماماً أن العالم كله وأمريكا يتبادلان الحقد والكراهيـة علناً، والعالم الذي لا يخفي كرهه لها ينتظر بفارغ الصبر لحظة الشماتة العظمى فيها حين تسقط وتتدحرج، وعندئذ ستتصرف أمريكا ضد العالم كالحيوان الكاسر الجريح" .
-كان للرجل مقولات هامة تعكس فكره ونظرته منها نذكر :
- " إذا كان اليهود يقولون : لا معني لإسرائيل بدون القدس ..
فإننا نقول : لا معني للعرب بدون فلسطين ".
-"لقد خرج العرب من الصحراء ودخلوا التاريخ بفضل الإسلام، وما كان لهم هذا ولا ذاك بدون الإسلام. لم يكن الإسلام بالنسبة للعرب مجرد رسالة من السماء فقط، ولكنه أيضاً نجدة من السماء".
-كان الدكتور جمال حمدان رحمه الله ، شخصية صعبة التكرار في حياة أي أمة ، ورغم ذلك فقد عاني من تهميش واهمال كبيرين أثناء حياته فاختار أن يحيا حياة رهبانية ، لا أثر فيها لمتاع الدنيا، فقد قضي آخر سنوات حياته في شقة صغيرة متواضعة جداً في حي شعبي - رغم استطاعته أن يحيا حياة مرفهة في أماكن ثرية-
وجاءت وفاته مأساوية
ففي يوم 17 أبريل 1993 وجدت جثة الراحل وقد احترق النصف الأسفل منها في مقر إقامته المتواضع ،بالطبع أريد للحادث أن يظهر كحادث احتراق أدي للوفاة
ولكن المفاجأة فجرها مفتش الصحة بالجيزة د. يوسف الجندي، الذي أثبت في تقريره أن الدكتور جمال لم يمت مختنقاً بالغاز، كما أن الحروق ليست سبباً في وفاته.
بالطبع لكم أن تستنتجوا أن مسودات بعض الكتب التي كان الرجل بصدد الانتهاء من تأليفها قد اختفت تماماً من شقته ،وهذا ما أكده أخيه ومقربون منه.
-أما الأهم والذي ربما كان السبب المباشر في وفاته هو -حسب ما ذكر الصحفي حمادة إمام في كتابه لاحق الذكر -اختفاء مسودة كتاب هام وخطير عن الصهيونية كان يعده الرجل .
علي أي حال ، رحل الرجل عن عالمنا ،وأقفلت قضيته ولم يحل بعد لغز وفاته لينضم إلي سلسلة طويلة من ...
علماء عرب اغتيلوا .
أحمد عبد الرحيم .
المصدر : الموساد ..اغتيال زعماء وعلماء
( حمادة إمام )
التعديل الأخير بواسطة المشرف: