- المشاهدات: 982
- الردود: 10
تميز العقدان الأخيران من القرن العشرين و بداية القرن الواحد و العشرين بكثرة حوادث الطيران المؤسفة و التي تتصدرها حادثة الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 بالولايات المتحدة الأمريكية، لكن بعيدا عن التضخيم الإعلامي الذي أحاط بتلك الحادثة تحديدا و بين دهاليز تاريخ بلداننا العربية نجد لغز طائرة الجابرية، أو الطائرة 422 الكويتية، فما قصة هذه الحادثة و ما الذي يجعلها لغزا حتى يومنا هذا؟
البداية:
يوم الخامس من أبريل عام 1988 أقلعت طائرة بوينغ 747 تابعة للخطوط الجوية الكويتية من مطار بانغكوك عاصمة تايلاندا صوب دولة الكويت. الطائرة و التي كان على متنها 111 راكبا بين المسافرين و الطاقم عرفت إقلاعا عاديا و لم تظهر على المسافرين أية بوادر تشير للعنف أو الأذى، لكن الأوضاع تغيرت بسرعة حالما أضحت الطائرة فوق الأجواء العمانية، إذ إقتحم عدد من المسلحين المجهولين بعد تهديد الركاب قمرة القيادة مطالبين القائد بالتوجه نحو الأراضي الإيرانية.
مسار الطائرة بعد الاختطاف:
منصاعا لأوامر المسلحين و خوفا على سلامة الركاب حط القائد الطائرة في مطار مشهد بإيران، أين كشف المسلحون بعد حديث مع الجهات الكويتية المفاوضة عن نواياهم التي كانت الضغط على الحكومة الكويتية للإفراج عن مجموعة سجناء تم إعتقالهم للقيام بأعمال تخريبية مست البنية التحتية لدولة الكويت و كذا إضطلاعهم بتفجيرات إستهدفت سفارتي فرنسا و الولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ الثاني عشر من ديسمبر عام 1983.
صورة للطائرة في مطار مشهد، إضافة لصورتي رهينتين تم الإفراج عنهما.
الخط الزمني للأحداث في مطار مشهد:
- أطلق الخاطفون أثناء توقفهم في مطار مشهد سراح 24 إمرأة من جنسيات مختلفة كما طالبوا السلطات بتزويد الطائرة بطبيب لتفقد حالة الركاب.
- رفض الخاطفون الإفراج عن رهينة كويتية كانت في حالة حرجة.
- خلال عملية التفاوض بين السلطات الكويتية و المسلحين تم الكشف على أن عدد الخاطفين يتراوح بين خمسة و ستة أشخاص، مزودون بقنابل و مسدسات و يحملون جوازات سفر مزورة.
- لم ترضخ السلطات الكويتية ممثلة في الوفد المفاوض لمطالب الخاطفين مما أسفر عن فشل المحادثات.
بعد أربعة أيام من الهبوط في إيران، أقلعت الطائرة مجددا صوب الغرب لكن دون وجهة محددة، حاول المسلحون إرغام القائد على الهبوط في بيروت، لبنان. لكن الحكومة المحلية رفضت ذلك رفضا قاطعا.
مع إزدياد المخاوف من نفاذ الوقود و تحطم الطائرة مخلفة كارثة إنسانية فتحت قبرص مجالها الجوي و مطار لارنكا الذي إستقبل الطائرة. هناك أقدم المسلحون على قتل مواطنين كويتيين بهدف الضغط على سلطات قبرص لتزويد الطائرة بالوقود.
بعد تنفيذ مطالب الخاطفين إرتفعت الطائرة مجددا متجهة نحو الأجواء الجزائرية أين حطت رحالها بمطار هواري بومدين. و هناك بقيت تسعة أيام مسجلة بذلك أطول فترة إختطاف في تاريخ الطيران.
المفاوضات السرية و لغز المسلحين:
تم خلال مكوث الطائرة في الجزائر عقد مجموعة صفقات إضافة لمفاوضات بالغة السرية لم يتم الكشف عنها حتى اليوم بهدف إخلاء سراح الرهائن و إنهاء القضية، و بتاريخ العشرين من أبريل عام 1988 أعلن رسميا عن إنتهاء الأزمة التي خلفت قتيلين و هلعا دوليا كبيرا.
لا يعرف لحد اليوم من هم الخاطفون تحديدا و كل ما توفر عنهم هي معلومات ضئيلة جدا تكاد تكون منعدمة، بعض المصادر البريطانية قالت أن المسلحين قد إختطفوا في السابق طائرة T.W.A في رحلة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى بيروت لكن لم يتم الكشف قط عن أية أسماء.
الراكبون صرحوا أن عدد الخاطفين كان ثمانية أشخاص، و أنهم كانوا يتحدثون العربية. لم يُعرف حقا هل وفّر الركاب السلطات بأي معلومات إضافية تخص مواصفات الخاطفين أو لهجتهم لتزداد القضية غموضا.
لا يُفهم حتى اليوم لماذا تخلى الخاطفون عن مطالبهم رغم إصرارهم الواضح على تنفيذها و يرجح أن الصفقة التي إنعقدت في الجزائر كانت تتضمن إطلاق سراح الرهائن نظير مقابل مالي، مما يدفعنا للتساؤل عما إذا كان الدافع ماديا في المقام الأول.
صورة حديثة للطائرة في مطار فرانكفورت، ألمانيا.
ختاما:
إن اللغز في قضية إختطاف طائرة الجابرية يكمن بشكل رئيسي في المفاوضات السرية التي حدثت في الجزائر و التي دفعت بأفراد مستعدين حتى للقتل للتخلي عن قضيتهم في ظرف أيام قليلة، إضافة للسرية الكبيرة التي أحاطت بهوية الخاطفين و تضارب الآراء حولهم.
ملاحظة:
أصدرت منصة شاهد مؤخرا وثائقيا يتحدث عن الحادثة بالتفصيل كما نشرت أيضا مسلسلا بعنوان " الجابرية: الرحلة 422" وسط معارضة الكويتيين الذين رأوا أن العمل قد أهمل العديد من التفاصيل و نقل وقائعا بشكل خاطئ.
البداية:
يوم الخامس من أبريل عام 1988 أقلعت طائرة بوينغ 747 تابعة للخطوط الجوية الكويتية من مطار بانغكوك عاصمة تايلاندا صوب دولة الكويت. الطائرة و التي كان على متنها 111 راكبا بين المسافرين و الطاقم عرفت إقلاعا عاديا و لم تظهر على المسافرين أية بوادر تشير للعنف أو الأذى، لكن الأوضاع تغيرت بسرعة حالما أضحت الطائرة فوق الأجواء العمانية، إذ إقتحم عدد من المسلحين المجهولين بعد تهديد الركاب قمرة القيادة مطالبين القائد بالتوجه نحو الأراضي الإيرانية.
مسار الطائرة بعد الاختطاف:
منصاعا لأوامر المسلحين و خوفا على سلامة الركاب حط القائد الطائرة في مطار مشهد بإيران، أين كشف المسلحون بعد حديث مع الجهات الكويتية المفاوضة عن نواياهم التي كانت الضغط على الحكومة الكويتية للإفراج عن مجموعة سجناء تم إعتقالهم للقيام بأعمال تخريبية مست البنية التحتية لدولة الكويت و كذا إضطلاعهم بتفجيرات إستهدفت سفارتي فرنسا و الولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ الثاني عشر من ديسمبر عام 1983.
صورة للطائرة في مطار مشهد، إضافة لصورتي رهينتين تم الإفراج عنهما.
الخط الزمني للأحداث في مطار مشهد:
- أطلق الخاطفون أثناء توقفهم في مطار مشهد سراح 24 إمرأة من جنسيات مختلفة كما طالبوا السلطات بتزويد الطائرة بطبيب لتفقد حالة الركاب.
- رفض الخاطفون الإفراج عن رهينة كويتية كانت في حالة حرجة.
- خلال عملية التفاوض بين السلطات الكويتية و المسلحين تم الكشف على أن عدد الخاطفين يتراوح بين خمسة و ستة أشخاص، مزودون بقنابل و مسدسات و يحملون جوازات سفر مزورة.
- لم ترضخ السلطات الكويتية ممثلة في الوفد المفاوض لمطالب الخاطفين مما أسفر عن فشل المحادثات.
بعد أربعة أيام من الهبوط في إيران، أقلعت الطائرة مجددا صوب الغرب لكن دون وجهة محددة، حاول المسلحون إرغام القائد على الهبوط في بيروت، لبنان. لكن الحكومة المحلية رفضت ذلك رفضا قاطعا.
مع إزدياد المخاوف من نفاذ الوقود و تحطم الطائرة مخلفة كارثة إنسانية فتحت قبرص مجالها الجوي و مطار لارنكا الذي إستقبل الطائرة. هناك أقدم المسلحون على قتل مواطنين كويتيين بهدف الضغط على سلطات قبرص لتزويد الطائرة بالوقود.
بعد تنفيذ مطالب الخاطفين إرتفعت الطائرة مجددا متجهة نحو الأجواء الجزائرية أين حطت رحالها بمطار هواري بومدين. و هناك بقيت تسعة أيام مسجلة بذلك أطول فترة إختطاف في تاريخ الطيران.
المفاوضات السرية و لغز المسلحين:
تم خلال مكوث الطائرة في الجزائر عقد مجموعة صفقات إضافة لمفاوضات بالغة السرية لم يتم الكشف عنها حتى اليوم بهدف إخلاء سراح الرهائن و إنهاء القضية، و بتاريخ العشرين من أبريل عام 1988 أعلن رسميا عن إنتهاء الأزمة التي خلفت قتيلين و هلعا دوليا كبيرا.
لا يعرف لحد اليوم من هم الخاطفون تحديدا و كل ما توفر عنهم هي معلومات ضئيلة جدا تكاد تكون منعدمة، بعض المصادر البريطانية قالت أن المسلحين قد إختطفوا في السابق طائرة T.W.A في رحلة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى بيروت لكن لم يتم الكشف قط عن أية أسماء.
الراكبون صرحوا أن عدد الخاطفين كان ثمانية أشخاص، و أنهم كانوا يتحدثون العربية. لم يُعرف حقا هل وفّر الركاب السلطات بأي معلومات إضافية تخص مواصفات الخاطفين أو لهجتهم لتزداد القضية غموضا.
لا يُفهم حتى اليوم لماذا تخلى الخاطفون عن مطالبهم رغم إصرارهم الواضح على تنفيذها و يرجح أن الصفقة التي إنعقدت في الجزائر كانت تتضمن إطلاق سراح الرهائن نظير مقابل مالي، مما يدفعنا للتساؤل عما إذا كان الدافع ماديا في المقام الأول.
صورة حديثة للطائرة في مطار فرانكفورت، ألمانيا.
ختاما:
إن اللغز في قضية إختطاف طائرة الجابرية يكمن بشكل رئيسي في المفاوضات السرية التي حدثت في الجزائر و التي دفعت بأفراد مستعدين حتى للقتل للتخلي عن قضيتهم في ظرف أيام قليلة، إضافة للسرية الكبيرة التي أحاطت بهوية الخاطفين و تضارب الآراء حولهم.
ملاحظة:
أصدرت منصة شاهد مؤخرا وثائقيا يتحدث عن الحادثة بالتفصيل كما نشرت أيضا مسلسلا بعنوان " الجابرية: الرحلة 422" وسط معارضة الكويتيين الذين رأوا أن العمل قد أهمل العديد من التفاصيل و نقل وقائعا بشكل خاطئ.
⚟ هذا العضو في عطلة / إجازة. قد يتأخر وقت الاستجابة حتى تاريخ 2025/5/15 ⚞
تحياتي