- المشاهدات: 855
- الردود: 3
كانت الأرض بائسة صفراء مقفرة ، حتى الريح الذي مر بين الحجارة الجامدة كان يصفر بطريقة غريبة فيها من الشؤم و الريبة الكثير ، العجوز المسكين كان ينظر بشيئ من الحزن لقطعة الأرض تلك التي إمتلكها لسنوات دون أن يجرأ على وضع قطعة آجر واحدة فوقها فالموقع كان مريبا و بعيدا لحد كبير عن ضوضاء العالم ناهيك عن الإشاعات و القصص المرعبة التي حامت حول ذلك الريف المريب في مدينة دمشق لسنوات طوال ، في يده كان يحمل عقد بيع فتحه و مرر عينيه فوقه ببرود ثم همس قبل يسير مبتعدا :
- كان الله في عون عائلة الأبرش .
بعد أيام حضر العمال إستعداد للبدأ في بناء منزل بطابقين بتصميم عصري حي لم يتوالم و تلك المنطقة الميتة ، حُفرت الحفر و نصبت السقالات وسط ريبة من العمال الذين سمعوا من أهل القرية قصصا عن غرابة ذلك المكان ، العمل كان يتقدم بشكل طبيعي عادي لكن الحوادث المميتة ضربت موقع البناء كصاعقة فعصفت بعدد كبير من البنائين ، كانت حوادث غريبة و غير مفهومة ، سقوط مفاجئ رغم معدات الأمن ، جروح خطيرة من آلات القص ، هناك من العمال حتى من قال أنه شعر بأن هناك شخصا يدفعه عمدا للسقوط رغم أنه كان وحيدا فوق السقالة ، كانت مرحلة بناء صعبة و مزرية ، أخذت معها للقبر ثلاث عشرة شخصا لكن المنزل أضحى مكتمل البناء أخيرا و عائلة الأبرش اللطيفة نقلت أثاثها و حوائجها إستعدادا للإستقرار في مرتعهم الجديد .
صورة للمنزل بعد سنوات من هجره .
لم تلقي العائلة المكونة من ستة أفرادا بالا للإشاعات المتداولة بين الناس حول المنطقة لكن ليلتهم الأولى غيرت نظرتهم تلك إذ إشتكوا بعد إستيقاظهم صباحا من كوابيس مرعبة لم تفارقهم طيلة الليلة كلها ، حاولت العائلة طبعا تفسير الأمر بشكل عادي قائلين أن المبيت في منزل جديد قد يسبب هكذا أمور ، تخمينهم هذا كان صحيحا عموما لكن في حالتهم كان الأمر مختلفا و قد أضحى واضحا أن هناك أمرا مريبا في صبيحة اليوم الثاني حين إنقطع الماء عن البيت بطريقة غريبة رغم أن الجيران القلائل في تلك المنطقة أكدوا لهم حين تم سؤالهم أن الماء موجود ، عائلة الأبرش إختفت بين الظلال بعد تلك الحادثة و لمدة ثلاثة أيام لم يسمع عنهم أحد شيئا ، طبعا الحيرة أصابت جيرانهم القلقين و دفعتهم للذهاب للإطمئنان عليهم لكن المفاجأة كانت أن باب المنزل كان مفتوحا مثله مثل النوافذ التي فتحت على مصراعيها ، بحذر دلف أحد أبناء المنطقة المنزل و قد صرخ بضع مرات لعله يلقى إجابة لكن المكان كان فارغا تماما و كل العلامات تشير إلى أن هروب عائلة الأبرش كان سريعا إذ أن الأثاث كان في مكانه كما أن المنزل عموما كان مرتبا و منظما .
تم إبلاغ الشرطة و حضر الضباط لمعاينة المكان حيث توجهوا مباشرة للمجوهرات ظنا منهم أن البيت قد تعرض للسرقة لكن صندوق المجوهرات كان في مكانه و لم يلمس منه شيئ ، طبعا تم إعتبار عائلة الأبرش مفقودة بعد تفتيش المحيط و تم تعميم خبر الإختفاء لعل أحدا رأى أو سمع شيئا لكن العائلة لم تظهر في أي مكان قط . إتجه المحققون بعد يأسهم لمذكرات إبن العائة الصغير الذي سرد عدة تفاصيل عن إقامته في ذلك المنزل بشكل عفوي حيث كتب :
- الليلة الأولى في المنزل كانت مخيفة بشكل كبير و الليلة الثانية كانت مضحكة أما الليلة الثالثة فقد توقفت أمي عن الكلام و أبي كان يرفض الرد علي ، و بدى كأنه لم يكن يرى أي شخص في البيت .
أغلقت القضية بعد الفشل في إيجاد أي دليل يوصل للعائلة و نشرت المذكرات التي صبت الوقود على نار الخوف فبقي المنزل بعد ذلك مغلقا لمدة عشرين سنة دون أن يقطنه أحد قبل أن يظهر أحد أقارب عائلة الأبرش و يأخذ المنزل كورثة و يبدأ بكرائه لعدد قليل من الأشخاص .
ما الذي دفع العائلة للرحيل فجأة دون أثر ؟
عام 1992 قرر باحثان روسيان في علم المارورائيات المكوث في البيت بغرض دراسته بعد إتفاق مع السفارة الروسية في سوريا لكن رحلتهما قطعت بشكل عنيف بعدما إنتحر الخبير الأول داخل المنزل بينما دخل الثاني في حالة نفسية غير مفهومة جعلته حيا ميتا ، حوادث كهذه تكررت كثيرا مع كل من يدخل البيت ، فهناك من يسمع أصواتا و هناك من يخرج مصدوما كأنه رأى الموت أمامه ، حتى الإمام الذي جاء به أهل القرية لرقية المنزل قال أنه من المستحسن أن يبتعد الجميع عنه لأن " من في الداخل " لن يسمحوا له بالبقاء و لعل آخر حادثة نالت إهتمام العامة كانت حادثة الدكتور الذي قطن في البيت شهرا كاملا حيث يروي أن سبب رحيله كان الأصوات المبالغ فيها و يقصد هنا أن جميع الأصوات البسيطة و العادية كصوت الريح أو المروحة أو سقوط ملعقة مثلا كانت بالنسبة له كزلزال أو إعصار مدمر ، كما روى أيضا أنه حين كان جالسا في مكتبه إنطفأ الضوء فجأة فنهض ليتفقده و وجد أن مفتاح التشغيل قد أغلق و كأن أحدا ما قام بذلك عمدا رغم أنه كان وحده و عندما إستدار ليعاود الجلوس بعدما أنار المكتب كان الكرسي قد إختفى ، يروي الدكتور أيضا أنه هرع لزوجته مصدوما و قد قص عليها ما حصل له فأخبرته أنه متعب فقط و نصحته بأن ينال قسطا من الراحة فأخذ بنصحيتها و إتجه صوب غرفة النوم لكنه عرج قبل ذلك على غرفة إبناءه ليطمئن عليهم فوجد أحدهما مفقودا لتصيبه حالة ذعر تفاقمت بعدما سمع صوت بكاء قادما من الطابق العلوي الذي كان مغلقا منذ سنوت ليهرول بسرعة صوب غرفة مغلقة كان يصدر منها البكاء ، بقوة حاول فتح الباب لكنه شعر كأن هناك أكثر من شخص في الجهة المقابلة يمنعونه من الدخول و بعد جهد جهيد تمكن أخيرا من فتح الباب لكن الغرفة كانت فارغة تماما ، بسرعة هرول مجددا للغرفة ليتفقد إبنه الثاني فوجد كليهما في الغرفة نائمين بطريقة عادية ، الرجل ظن أنه ربما كان يهلوس بسبب الإرهاق لكنه وجد صبيحة اليوم التالي آثار جروح على يدي إبنه ليقرر الرحيل مباشرة و ترك ذلك المكان للأبد .
ختاما :
اليوم يعتبر منزل الأبرش أحد التابوهات في المنطقة ، فلا أحد يريد التحدث عنه و بالتأكيد لا أحد يجرأ على دخوله أو قضاء ليلة فيه ، التفسير المنطقي قد يكون أنه مسكون بالجن لكن هذا ليس مطلقا تماما فلربما هناك أسباب أخرى دفينة خلف الرعب الذي يقبع بين جدرانه .
- كان الله في عون عائلة الأبرش .
بعد أيام حضر العمال إستعداد للبدأ في بناء منزل بطابقين بتصميم عصري حي لم يتوالم و تلك المنطقة الميتة ، حُفرت الحفر و نصبت السقالات وسط ريبة من العمال الذين سمعوا من أهل القرية قصصا عن غرابة ذلك المكان ، العمل كان يتقدم بشكل طبيعي عادي لكن الحوادث المميتة ضربت موقع البناء كصاعقة فعصفت بعدد كبير من البنائين ، كانت حوادث غريبة و غير مفهومة ، سقوط مفاجئ رغم معدات الأمن ، جروح خطيرة من آلات القص ، هناك من العمال حتى من قال أنه شعر بأن هناك شخصا يدفعه عمدا للسقوط رغم أنه كان وحيدا فوق السقالة ، كانت مرحلة بناء صعبة و مزرية ، أخذت معها للقبر ثلاث عشرة شخصا لكن المنزل أضحى مكتمل البناء أخيرا و عائلة الأبرش اللطيفة نقلت أثاثها و حوائجها إستعدادا للإستقرار في مرتعهم الجديد .
صورة للمنزل بعد سنوات من هجره .
لم تلقي العائلة المكونة من ستة أفرادا بالا للإشاعات المتداولة بين الناس حول المنطقة لكن ليلتهم الأولى غيرت نظرتهم تلك إذ إشتكوا بعد إستيقاظهم صباحا من كوابيس مرعبة لم تفارقهم طيلة الليلة كلها ، حاولت العائلة طبعا تفسير الأمر بشكل عادي قائلين أن المبيت في منزل جديد قد يسبب هكذا أمور ، تخمينهم هذا كان صحيحا عموما لكن في حالتهم كان الأمر مختلفا و قد أضحى واضحا أن هناك أمرا مريبا في صبيحة اليوم الثاني حين إنقطع الماء عن البيت بطريقة غريبة رغم أن الجيران القلائل في تلك المنطقة أكدوا لهم حين تم سؤالهم أن الماء موجود ، عائلة الأبرش إختفت بين الظلال بعد تلك الحادثة و لمدة ثلاثة أيام لم يسمع عنهم أحد شيئا ، طبعا الحيرة أصابت جيرانهم القلقين و دفعتهم للذهاب للإطمئنان عليهم لكن المفاجأة كانت أن باب المنزل كان مفتوحا مثله مثل النوافذ التي فتحت على مصراعيها ، بحذر دلف أحد أبناء المنطقة المنزل و قد صرخ بضع مرات لعله يلقى إجابة لكن المكان كان فارغا تماما و كل العلامات تشير إلى أن هروب عائلة الأبرش كان سريعا إذ أن الأثاث كان في مكانه كما أن المنزل عموما كان مرتبا و منظما .
تم إبلاغ الشرطة و حضر الضباط لمعاينة المكان حيث توجهوا مباشرة للمجوهرات ظنا منهم أن البيت قد تعرض للسرقة لكن صندوق المجوهرات كان في مكانه و لم يلمس منه شيئ ، طبعا تم إعتبار عائلة الأبرش مفقودة بعد تفتيش المحيط و تم تعميم خبر الإختفاء لعل أحدا رأى أو سمع شيئا لكن العائلة لم تظهر في أي مكان قط . إتجه المحققون بعد يأسهم لمذكرات إبن العائة الصغير الذي سرد عدة تفاصيل عن إقامته في ذلك المنزل بشكل عفوي حيث كتب :
- الليلة الأولى في المنزل كانت مخيفة بشكل كبير و الليلة الثانية كانت مضحكة أما الليلة الثالثة فقد توقفت أمي عن الكلام و أبي كان يرفض الرد علي ، و بدى كأنه لم يكن يرى أي شخص في البيت .
أغلقت القضية بعد الفشل في إيجاد أي دليل يوصل للعائلة و نشرت المذكرات التي صبت الوقود على نار الخوف فبقي المنزل بعد ذلك مغلقا لمدة عشرين سنة دون أن يقطنه أحد قبل أن يظهر أحد أقارب عائلة الأبرش و يأخذ المنزل كورثة و يبدأ بكرائه لعدد قليل من الأشخاص .
ما الذي دفع العائلة للرحيل فجأة دون أثر ؟
عام 1992 قرر باحثان روسيان في علم المارورائيات المكوث في البيت بغرض دراسته بعد إتفاق مع السفارة الروسية في سوريا لكن رحلتهما قطعت بشكل عنيف بعدما إنتحر الخبير الأول داخل المنزل بينما دخل الثاني في حالة نفسية غير مفهومة جعلته حيا ميتا ، حوادث كهذه تكررت كثيرا مع كل من يدخل البيت ، فهناك من يسمع أصواتا و هناك من يخرج مصدوما كأنه رأى الموت أمامه ، حتى الإمام الذي جاء به أهل القرية لرقية المنزل قال أنه من المستحسن أن يبتعد الجميع عنه لأن " من في الداخل " لن يسمحوا له بالبقاء و لعل آخر حادثة نالت إهتمام العامة كانت حادثة الدكتور الذي قطن في البيت شهرا كاملا حيث يروي أن سبب رحيله كان الأصوات المبالغ فيها و يقصد هنا أن جميع الأصوات البسيطة و العادية كصوت الريح أو المروحة أو سقوط ملعقة مثلا كانت بالنسبة له كزلزال أو إعصار مدمر ، كما روى أيضا أنه حين كان جالسا في مكتبه إنطفأ الضوء فجأة فنهض ليتفقده و وجد أن مفتاح التشغيل قد أغلق و كأن أحدا ما قام بذلك عمدا رغم أنه كان وحده و عندما إستدار ليعاود الجلوس بعدما أنار المكتب كان الكرسي قد إختفى ، يروي الدكتور أيضا أنه هرع لزوجته مصدوما و قد قص عليها ما حصل له فأخبرته أنه متعب فقط و نصحته بأن ينال قسطا من الراحة فأخذ بنصحيتها و إتجه صوب غرفة النوم لكنه عرج قبل ذلك على غرفة إبناءه ليطمئن عليهم فوجد أحدهما مفقودا لتصيبه حالة ذعر تفاقمت بعدما سمع صوت بكاء قادما من الطابق العلوي الذي كان مغلقا منذ سنوت ليهرول بسرعة صوب غرفة مغلقة كان يصدر منها البكاء ، بقوة حاول فتح الباب لكنه شعر كأن هناك أكثر من شخص في الجهة المقابلة يمنعونه من الدخول و بعد جهد جهيد تمكن أخيرا من فتح الباب لكن الغرفة كانت فارغة تماما ، بسرعة هرول مجددا للغرفة ليتفقد إبنه الثاني فوجد كليهما في الغرفة نائمين بطريقة عادية ، الرجل ظن أنه ربما كان يهلوس بسبب الإرهاق لكنه وجد صبيحة اليوم التالي آثار جروح على يدي إبنه ليقرر الرحيل مباشرة و ترك ذلك المكان للأبد .
ختاما :
اليوم يعتبر منزل الأبرش أحد التابوهات في المنطقة ، فلا أحد يريد التحدث عنه و بالتأكيد لا أحد يجرأ على دخوله أو قضاء ليلة فيه ، التفسير المنطقي قد يكون أنه مسكون بالجن لكن هذا ليس مطلقا تماما فلربما هناك أسباب أخرى دفينة خلف الرعب الذي يقبع بين جدرانه .
أحسن النشر ماشاء الله ~
كل التوفيق يارب