- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 701
- الردود: 3
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
ديكتاتورة مدغشقر
المكان: إحدى أفقر دول إفريقيا ...مدغشقر .
المكان: إحدى أفقر دول إفريقيا ...مدغشقر .
الزمان : العام 1790 تقريباً.
* عائلة فقيرة ,مثل أغلب عائلات ذلك البلد، تسوق الصدفة البحتة أمامها معلومة خطيرة...
ثمة مؤامرة تحاك ضد الملك لإغتياله، يذهب الأب إلي القصر الملكي، يخبر الملك ويتم إحباط المؤامرة...
*الآن كيف يكافئ الملك تلك الأسرة؟
المال لا يكفي..
لسوف أتبني ابنتكم تلك الصغيرة، ولسوف تكون مثل أبنائي وتعيش في القصر الملكي معهم ...
ياإلهى ...
يا سيدي الملك ،لا تعلم إلي أى درجة أنت تظلم أسرتك وشعبك ..ياإلهى ...
أنت تربي شيطانا رجيماً في قصرك ،
ولكن للأسف ...
الملك لا يعلم ، ولسوف تجري الأقدار كما قدر لها ...
--------------------------------
رانافالونا...
كانت هي ابنة الأسرة الفقيرة التي تبناها الملك, ولدت في عام 1788، والآن هي تعيش في القصر الملكي .
كبرت وهي تعلم أصلها وقصتها، وفي خيالها نمت أحلام كبيرة تتسع لتشمل كل مملكة مدغشقر...
كرست حياتها تماماً لهدف واحد ..الجلوس علي عرش مدغشقر.
مات الملك الأب وتولي السلطة ابنه (راداما الأول), وبطريقة ما تزوجته رانافالونا ،
في الواقع أصبحت إحدي 12 زوجة للملك، لم يعش راداما الأول كثيرا بل مات في سن ال 35 من عمره وهنا سنحت الفرصة للشيطانة..
جاءتها الفرصة التي تنتظرها طوال حياتها،
استعانت بحراسها ورجالها المقربين ودون تردد قتلت غدرا كل من نازعها السلطة من الأسرة الملكية،
وخلال وقت قصير جداً وفي ذهول ممن تبقي من الأسرة المالكة وحتي من الشعب نفسه أصبحت الفتاة الفقيرة ملكة مدغشقر ..
لتصبح أول امرأة تتولى عرش (مملكة إيمرينا) منذ تأسيسها عام 1540
وبدأ عصر من القهر والفقر والرعب والديكتاتورية يسود البلاد...
---------------------
* كانت رانافالونا تشعر بأنها أدني من ملوك البلاد السابقين، كانت تشعر بأنها غير مرحب بها من الشعب..
بسبب الطريقة التي استولت بها علي الحكم، لذا كانت تخشي الخيانة والغدر والإنقلاب عليها وكان هذا دافعا لها لكي تقوم بإجراءات بشعة في حق كل من تشك في ولائه، بل وتتبع أساليب جهنمية في إختبار ولاء الناس لها، كل أساليبها كانت تنتهي بالقتل وبطرق بشعة...
آلاف أحكام الإعدام نفذت في كل بائس ساقه القدر في طريقها وبطرق تراوحت بين تقطيع الأطراف إلي الشطر نصفين إلي الإلقاء في ماء يغلي...
* ولمدة 33 عام كاملة حكمت خلالها رانافالونا مدغشقر تسببت في مقتل مئات الآلاف من سكان البلاد، اتجهت لشن حملات عسكرية عنيفة علي المناطق النائية التي تمردت عليها قتل فيها أعداد كبيرة جداً من الطرفين.
* كما كان عصرها بداية لإنتشار المسيحية في المملكة الوثنية ،كانت تعارض ذلك بشدة فقامت بطرد كل التبشيريين الأجانب من البلاد خلال عام واحد من حكمها ،كما قامت باضطهاد المسيحيين من أهل المملكة وقتل من يقع تحت يديها بأبشع الطرق الممكنة ...
منها أن يتم القائهم من أعلي جرف علي الصخور المدببة .
* إلا أنها قاومت أيضاً الغزو الفرنسي البريطاني لمدغشقر ، وقامت بإعدام 21 بحارا أوروبيا وتعليق رؤسهم علي الحراب علي طول الساحل لإرهاب الغزاة .
*لجأت الملكة الديكتاتورة لإجبار الرجال علي العمل لأوقات طويلة وفي ظروف عصيبة جداً في مشروعات تخصها أدت في النهاية لإنتشار الأوبئة والمجاعات بين السكان مما اسقط عدد هائل من الموتي من الشعب .
* ظل أهل مدغشقر يعانون أشد المعاناة من فقر وأمراض وظلم وقهر وتسلط ..
حتي جاء يوم 16أغسطس عام 1861 فارقت رانافالونا الأولى الحياة عن عمر يناهز 83 سنة بعد أن قضت 33 سنة في سدة الحكم تسببت خلالها في مقتل الملايين.
*وحسب بعض الإحصائيات تراجع عدد سكان مدغشقر إلى النصف خلال ثلاثينيات القرن التاسع عشر، حيث قدّر عدد سكان البلاد بنحو 5 ملايين نسمة سنة 1833 ليتراجع إلى حدود 2,5 مليون نسمة فقط بحلول عام 1839
في النهاية يقبر الطغاة أيا كانت سطوتهم ويبقي الشعب ...
يجب أن تكون مسجلا لمشاهدة الفيديو المرفق
تحياتى..
أحمدعبدالرحيم
التعديل الأخير بواسطة المشرف: