- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 691
- الردود: 2
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
هاني بعل العظيم .
(إما أن تقهر عدوّك وإما أن تقبل مصير المقهورين)
------------------------------------- -------------------
- في العام 247 قبل الميلاد رزق القائد القرطاجي( هاميلقار برقة) - ذلك المحارب العظيم الذي قاسى من ويلات الحرب ضد روما - بطفل أطلق عليه (هانى بعل )،
اعتاد هاميلقار على اصطحاب ابنه إلى معبد قرطاج الكبير وهناك كان يقسم أمامه باستمرار بمحاربة روما حتي اخر يوم في حياته .
تشرب الطفل هاني بعل كره الرومان من والده ومما حكاه له ومما رآه بعينيه من أفعال الامبراطورية الرومانية.
نشأ هاني بعل مقاتلا فذا تحت رعاية والده وأصبح قائدا لا يشق له غبار ،
كان حلمه غزو روما والإطاحة بالإمبراطورية الرومانية وإنهاء سيادتها علي جزء كبير من العالم القديم منه منطقة البحر المتوسط تقريبا كلها نظرا لما عانته الشعوب التي حكمتها من عنصرية وتعسف وظلم .
- جاءت فرصة ثمينة لإثارة روما وإشعال فتيل الحرب،
فقد هاجم الأسبان الحلفاء لقرطاج بعض المدن الإسبانية التي تخضع لسلطة روما فقام الجيش الروماني بالهجوم علي الاسبان ،
فقام هاني بعل بمهاجمة المدن الخاضعة لروما لتعلن روما غضبها على قرطاج وطالبتها بتسليم هاني بعل إليها،
لكن قرطاج رفضت ذلك معتبرة بأنه تطاول جديد من روما على السيادة القرطاجية لتندلع الحرب بين الطرفين.
كان المتوقع أن تقوم الجيوش الرومانية بالهجوم علي الأسبان لتأديبهم ثم تعبر البحر المتوسط الذي كان يخضع لروما تماما لغزو قرطاج وعقابها ،ولكن هاني بعل المغامر قرر أن ينقل الحرب الي روما نفسها،فترك أخاه قائدا عسكريا لقرطاج لحمايتها وعبر بجيوشه ناويا غزو روما في عقر دارها .
- فوجئت روما في العام 218 ق.م. بالجيوش القرطاجية مع الحلفاء من شبه جزيرة ايبريا الزاحفة نحوها
كان هاني بعل رجلا واسع الخيال ،يبتكر خطط عسكرية لا يتوقعها العدو ،فقد قرر عبور جبال الألب الوعرة بجيش قوامه حوالي خمسين ألف مقاتل مع بعض الأفيال والخيول ،في الشتاء يكسو الجليد قمم الجبال ويشح الطعام والماء ، وفي أثناء عبوره واجه القبائل التي تسكن الجبال مرات متتالية وكانوا أشد بأسا وضراوة من الحيوانات المتوحشة ،تسببوا في تعطيل مسيرته والكثير من الخسائر في جيشه ولكنه فعلها في النهاية وتجاوز الجبال
-وعلي مدار خمسة عشر عاما استمر زحف هاني بعل إلى روما حتي وصل ايطاليا واحتل بالفعل جزء كبير من شمال البلاد وكان يربض بجنوده في أراضي الامبراطورية الرومانية وعلي مقربة من العاصمة .
-وبدأ كابوس روما يتحقق فقد فوجئ الرومان بهاني بعل يواجههم علي ضفاف نهر تسينو ويلحق بهم هزيمة مذلة بجيشه القوي ،ففرت بقايا الجيش الي روما مهزومة ،وفي روما كان الأمر لا يصدق واتخذ القرار بمواجهة هاني بعل بقوة وايقاف زحفه ولكن .....
-----------------------------------------------------
القائد الحالم الطامح الذي لا يقهر قد تبني مقولة والده
(دع الارض تقاتل عنك )
فتقدم لمواجهة الجيوش الرومانية الجريحة في كرامتها من أثر الهزيمة القريبة ،وفي معركة( كاني) على ضفاف بحيرة (ترازايمين) لاقت الامبراطورية الهزيمة الثانية علي يد هاني بعل ،وكان من نتيجة انتصاره أن تحالف معه و انضم إليه بعض شعوب الغال ودعموه بجيش قوي .
-واصل هاني بعل الزحف نحو روما وقد أصبحت عاصمة الإمبراطورية علي مرمي حجر من جيوشه وللمرة الثالثة يهزم الجيوش الرومانية ويوقع بها خسائر فادحة .
وفي روما كان الوضع يغلي ،الجماهير ثائرة بشدة في وجه مجلس الشيوخ والقادة يقرون بالهزائم المتتالية أمام هاني بعل ولكن ...
قرار واحد خاطئ تتخذه قد يغير مسار حياتك كلها وهذا ما حدث مع هاني بعل
قرار خاطئ واحد غير مصيره ومصير روما وقرطاج وربما العالم القديم كله .
-------------------------------------------------------
- الطريق كانت ممهدة بشدة إن هي إلا أيام قليلة وتقتحم جيوش هاني بعل روما ولكن القائد قرر أن يتروي قليلا ويعطي جنوده فرصة للراحة ،لم يكن هذا رأي قادته الكبار ولكنه علي أي حال اوقف الزحف مؤقتا نحو روما لعدة أسباب منها
-في العام 202ق.م.وبينما كان هاني بعل منهمكاً في حصار روما كان سيبيو يعبر البحر المتوسط سريعا بجيش ضخم ويغزو مملكة قرطاج ،وقد قام بغزو المدن والقري مقتربا من قرطاج .
-ارتد هانى بعل بسرعة إلي شمال افريقيا لمواجهة الرومان ، قبل أن يصلوا الي عاصمته قرطاج
ولكنه كان قد فقد الكثير من جيشه وانضم إليه مقاتلون جدد قليلي الخبرة كما أن الرومان كانوا قد تحالفوا مع بعض القبائل التي رأت في تحالف قرطاج مع القائد سيفاكس (مؤسس مدينة صفاقس ) عدوانا عليها
ادي ذلك لهزيمة هاني بعل وجيشه هزيمة كبيرة في أكتوبر عام 202ق.م.
وعلي اثر الهزيمة قام الرومان الهمج بقتل كل رجال المدينة، وبيع النساء، والأطفال في سوق الرقيق، ومحقوا باقي المدن، وأحرقواالحقول والمزارع والأبنية، وكل ماله أثر للقرطاجيين، بل أنهوا وجود مدينة قرطاج ، وإمبراطورية الفينيقين الغربية تماما .
---------------------------------------------------
-لم تخمد أبدا رغبة هاني بعل في الانتقام من روما ففر إلي سوريا وحرض حاكمها علي قتال روما ولكن الرومان هزموه فذهب هانيبال الي أرمينيا وقاتل مع القوات المتمردة ضد روما .
ولكن الرومان لم يتركوه أبدا فقد وقعوا اتفاقية من ضمن شروطها تسليمه إليهم فقرر أن ينهي حياته وانتحر بالسم عام 183ق.م.
-يعتبر هاني بعل من القادة العسكريين القلائل الذين غيروا مجرى التاريخ والذين يشهد لهم بالعبقرية والعظمة .
تحياتي .
أحمد عبد الرحيم
المصادر :
هاني بعل (محمد أسد الله صفا )
(إما أن تقهر عدوّك وإما أن تقبل مصير المقهورين)
------------------------------------- -------------------
- في العام 247 قبل الميلاد رزق القائد القرطاجي( هاميلقار برقة) - ذلك المحارب العظيم الذي قاسى من ويلات الحرب ضد روما - بطفل أطلق عليه (هانى بعل )،
اعتاد هاميلقار على اصطحاب ابنه إلى معبد قرطاج الكبير وهناك كان يقسم أمامه باستمرار بمحاربة روما حتي اخر يوم في حياته .
تشرب الطفل هاني بعل كره الرومان من والده ومما حكاه له ومما رآه بعينيه من أفعال الامبراطورية الرومانية.
نشأ هاني بعل مقاتلا فذا تحت رعاية والده وأصبح قائدا لا يشق له غبار ،
كان حلمه غزو روما والإطاحة بالإمبراطورية الرومانية وإنهاء سيادتها علي جزء كبير من العالم القديم منه منطقة البحر المتوسط تقريبا كلها نظرا لما عانته الشعوب التي حكمتها من عنصرية وتعسف وظلم .
- جاءت فرصة ثمينة لإثارة روما وإشعال فتيل الحرب،
فقد هاجم الأسبان الحلفاء لقرطاج بعض المدن الإسبانية التي تخضع لسلطة روما فقام الجيش الروماني بالهجوم علي الاسبان ،
فقام هاني بعل بمهاجمة المدن الخاضعة لروما لتعلن روما غضبها على قرطاج وطالبتها بتسليم هاني بعل إليها،
لكن قرطاج رفضت ذلك معتبرة بأنه تطاول جديد من روما على السيادة القرطاجية لتندلع الحرب بين الطرفين.
كان المتوقع أن تقوم الجيوش الرومانية بالهجوم علي الأسبان لتأديبهم ثم تعبر البحر المتوسط الذي كان يخضع لروما تماما لغزو قرطاج وعقابها ،ولكن هاني بعل المغامر قرر أن ينقل الحرب الي روما نفسها،فترك أخاه قائدا عسكريا لقرطاج لحمايتها وعبر بجيوشه ناويا غزو روما في عقر دارها .
- فوجئت روما في العام 218 ق.م. بالجيوش القرطاجية مع الحلفاء من شبه جزيرة ايبريا الزاحفة نحوها
كان هاني بعل رجلا واسع الخيال ،يبتكر خطط عسكرية لا يتوقعها العدو ،فقد قرر عبور جبال الألب الوعرة بجيش قوامه حوالي خمسين ألف مقاتل مع بعض الأفيال والخيول ،في الشتاء يكسو الجليد قمم الجبال ويشح الطعام والماء ، وفي أثناء عبوره واجه القبائل التي تسكن الجبال مرات متتالية وكانوا أشد بأسا وضراوة من الحيوانات المتوحشة ،تسببوا في تعطيل مسيرته والكثير من الخسائر في جيشه ولكنه فعلها في النهاية وتجاوز الجبال
-وعلي مدار خمسة عشر عاما استمر زحف هاني بعل إلى روما حتي وصل ايطاليا واحتل بالفعل جزء كبير من شمال البلاد وكان يربض بجنوده في أراضي الامبراطورية الرومانية وعلي مقربة من العاصمة .
-وبدأ كابوس روما يتحقق فقد فوجئ الرومان بهاني بعل يواجههم علي ضفاف نهر تسينو ويلحق بهم هزيمة مذلة بجيشه القوي ،ففرت بقايا الجيش الي روما مهزومة ،وفي روما كان الأمر لا يصدق واتخذ القرار بمواجهة هاني بعل بقوة وايقاف زحفه ولكن .....
-----------------------------------------------------
القائد الحالم الطامح الذي لا يقهر قد تبني مقولة والده
(دع الارض تقاتل عنك )
فتقدم لمواجهة الجيوش الرومانية الجريحة في كرامتها من أثر الهزيمة القريبة ،وفي معركة( كاني) على ضفاف بحيرة (ترازايمين) لاقت الامبراطورية الهزيمة الثانية علي يد هاني بعل ،وكان من نتيجة انتصاره أن تحالف معه و انضم إليه بعض شعوب الغال ودعموه بجيش قوي .
-واصل هاني بعل الزحف نحو روما وقد أصبحت عاصمة الإمبراطورية علي مرمي حجر من جيوشه وللمرة الثالثة يهزم الجيوش الرومانية ويوقع بها خسائر فادحة .
وفي روما كان الوضع يغلي ،الجماهير ثائرة بشدة في وجه مجلس الشيوخ والقادة يقرون بالهزائم المتتالية أمام هاني بعل ولكن ...
قرار واحد خاطئ تتخذه قد يغير مسار حياتك كلها وهذا ما حدث مع هاني بعل
قرار خاطئ واحد غير مصيره ومصير روما وقرطاج وربما العالم القديم كله .
-------------------------------------------------------
- الطريق كانت ممهدة بشدة إن هي إلا أيام قليلة وتقتحم جيوش هاني بعل روما ولكن القائد قرر أن يتروي قليلا ويعطي جنوده فرصة للراحة ،لم يكن هذا رأي قادته الكبار ولكنه علي أي حال اوقف الزحف مؤقتا نحو روما لعدة أسباب منها
توقف الإمدادات وتخلي بعض الحلفاء عنه وكان هذا خطأ كارثي.
-وفي روما كان القائد (بابليوس كورنيليوس سيبيو) الملقب (سيبيو الافريقي) قد أخذ العبرة من هاني بعل نفسه وقرّر غزو مسقط رأسه قرطاج.-في العام 202ق.م.وبينما كان هاني بعل منهمكاً في حصار روما كان سيبيو يعبر البحر المتوسط سريعا بجيش ضخم ويغزو مملكة قرطاج ،وقد قام بغزو المدن والقري مقتربا من قرطاج .
-ارتد هانى بعل بسرعة إلي شمال افريقيا لمواجهة الرومان ، قبل أن يصلوا الي عاصمته قرطاج
ولكنه كان قد فقد الكثير من جيشه وانضم إليه مقاتلون جدد قليلي الخبرة كما أن الرومان كانوا قد تحالفوا مع بعض القبائل التي رأت في تحالف قرطاج مع القائد سيفاكس (مؤسس مدينة صفاقس ) عدوانا عليها
ادي ذلك لهزيمة هاني بعل وجيشه هزيمة كبيرة في أكتوبر عام 202ق.م.
وعلي اثر الهزيمة قام الرومان الهمج بقتل كل رجال المدينة، وبيع النساء، والأطفال في سوق الرقيق، ومحقوا باقي المدن، وأحرقواالحقول والمزارع والأبنية، وكل ماله أثر للقرطاجيين، بل أنهوا وجود مدينة قرطاج ، وإمبراطورية الفينيقين الغربية تماما .
---------------------------------------------------
-لم تخمد أبدا رغبة هاني بعل في الانتقام من روما ففر إلي سوريا وحرض حاكمها علي قتال روما ولكن الرومان هزموه فذهب هانيبال الي أرمينيا وقاتل مع القوات المتمردة ضد روما .
ولكن الرومان لم يتركوه أبدا فقد وقعوا اتفاقية من ضمن شروطها تسليمه إليهم فقرر أن ينهي حياته وانتحر بالسم عام 183ق.م.
-يعتبر هاني بعل من القادة العسكريين القلائل الذين غيروا مجرى التاريخ والذين يشهد لهم بالعبقرية والعظمة .
تحياتي .
أحمد عبد الرحيم
المصادر :
هاني بعل (محمد أسد الله صفا )
التعديل الأخير بواسطة المشرف: