- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 841
- الردود: 7
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- تصنيف الجاسوسية
- جاسوسية عربية إسرائيلية
إيلي كوهين , جاسوس الموساد في سوريا
---------------------------------------
اسمه إلياهو بن شاؤل كوهين..
وشهرته إيلي كوهين.
ولد في الإسكندرية عام 1924.
يهودي مصري من أصول سورية بالتحديد من حلب التي هاجر منها جده إلى مصر.
* عام 1944 ,انضم إلى منظمة " الشباب اليهودي الصهيوني" كان شاب متحمس جدا للصهيونية ويدعو اليهود المصريين للإنضمام للمنظمة وفي سنة 1949 سافر والديه وإخوته الثلاثة إلى إسرائيل, لكنه لم يسافر معهم لأن كان له دور آخر في مصر، دور خطير.
* إيلي كوهين كان عضو في شبكة جاسوسية وتخريب أقامها ضابط الموساد الشهير في مصر "ابراهام دار" الذي كان يسمي نفسه وقتها " جون دارلنح"
كانت أهداف الشبكة مساعدة اليهود علي مغادرة مصر وتهريب أموالهم والتجسس على الدولة المصرية بعد قيام ثورة يوليو 1952 وتخريب العلاقات الأمريكية مع مصر .
* قامت الشبكة بالفعل ببعض التفجيرات في المركز الثقافي الأمريكي وفي سينمات ولكنها سقطت في يد السلطات عام 1954 في فضيحة كبرى أطلق عليها فضيحة لافون أو عملية سوزانا.
لم يثبت التحقيق شيء على إيلي كوهين فتم الإفراج عنه عام 1955، وسافر إلى إسرائيل بشكل نهائي عام 1957.
وهناك كانت المخابرات الإسرائيلية ترغب في الاستفادة منه و من خبراته السابقة في مصر لذا بدأ تدريبه بشكل احترافي و كان هناك رغبة في البداية في إعادته إلى مصر ولكنه كان معروفاً لدى أجهزة الأمن المصرية ولذا تقرر تغيير وجة عمله وإرساله إلى دمشق.
لم يكن هناك صعوبة في تدريبه على الكلام باللهجة السورية فهو يجيد العربية باللهجة المصرية كما قام الموساد بإعداد قصة محبوكة باسم وهوية جديدة لإيلي كوهين.
* كامل أمين ثابت، مسلم، سوري، سافرت عائلته إلى مصر ثم هاجر عمه إلى الأرجنتين عام 1946 وما لبث أن لحق به كامل وأسرته عام 1947 وهناك مات أبوه عام 1952 بعدها بستة أشهر توفيت والدته وبقي كامل لوحده يعمل بتجارة الأقمشة.
بدأت المخابرات الإسرائيلية تدريبات مكثفة لعميلها جرت في اتجاهين...
الأول تدريب على الكتابة بالحبر السري وأجهزة الإرسال والاستقبال وكيفية تجميع المعلومات .
والثاني دورة ثقافية ودينية مكثفة في معالم والشخصيات الهامة في سوريا وأهم الأحداث وبعض التواريخ مع حفظ آيات من القرآن الكريم ومعرفة شعائر الدين الإسلامي .
كانت هناك مشكلة أخرى فلا يمكن أن يكون كامل أمين ثابت مقيم في الأرجنتين منذ سنوات ولا يجيد الإسبانية لذا تم تعليمه اللغة الاسبانية.
وأصبح العميل جاهز تماماً لبداية النشاط.
* ويوم 3 فبراير 1961 تحرك إيلي كوهين نحو الأرجنتين عبر أوروبا وهناك استقبله عملاء الموساد وبدأوا يساعدونه في بناء شخصية ومكانة في الأرجنتين ولمدة عام كامل اختلط إيلي كوهين بالسوريين والعرب هناك وظهرت شخصيته على أنه رجل أعمال ناجح.
عربي سوري متحمس ومتعصب للوطن وشديد الإهتمام بكل ما يخصه.
تم دعوته في كثير من الندوات والإحتفالات التي تقيمها الجالية السورية في الأرجنتين وهناك تعرف بشخصيات هامة في المجتمع السوري وخاصة بعض الدبلوماسيين.
وفي النادي العربي في "بوينس ايرس" أقام إيلي كوهين صداقات مع الكثير هناك ومنهم "عبد اللطيف الخشن" رئيس تحرير جريدة "العالم العربي" التي تصدر باللغة العربية هناك ومن خلاله تعرف أيضا على المزيد من رجال الأعمال والشخصيات السورية الهامة في الأرجنتين.
* أخبر إيلي كوهين صديقه الصحفي برغبته في القيام بجولة في العالم العربي ومن ضمنه وطنه الأم سوريا للترويج لشركته السياحية فزوده الخشن برسالة إلى إبنه في دمشق يوصيه بالاهتمام بصديقه "كامل أمين ثابت"
ويبدو أن النصف الأول من خطة الموساد قد نجح نجاحاً باهرا حتى الآن فقد تم زرع عمليهم بنجاح كبير دون أدنى ذرة من الشك في المجتمع السوري في المهجر.
وقبل أن يبدأ تنفيذ الجزء الأهم من الخطة كان لابد من العودة إلى تل أبيب للتزود بما يجب.
-------------------------------------------
الزمان: يناير 1961.
المكان: تل أبيب.
عاد إيلي كوهين إلى هناك بناءًا على طلب من الموساد لإعادة تدريبه وتحضيره للإنتقال إلى دمشق.
وهذا ما تم بالفعل.
في يناير 1962 عاد إيلي كوهين إلى أوربا هذه المرة وليس إلى الأرجنتين.
هناك قابل شخص سوري يدعى ماجد شيخ الأرض وهو عميل لجهاز المخابرات الأمريكية CIA في مدينة جنوة الإيطالية.
في هذا اللقاء سلم عملاء الموساد لماجد شيخ الأرض سيارة أوبل تم اخفاء أجهزة ومعدات تجسس بها كانت تخص إيلي كوهين لإدخالها إلى سوريا.
* وبالفعل ركب الإثنين باخرة أبحرت من ميناء جنوة إلى مرفأ بيروت وهناك قام ماجد بالإتصال بصديقه "نصر الدين وانلي " موظف الأمن العام لكي يساعده في إدخال السيارة إلى سوريا وهذا ما حدث بالفعل..
وحسن جاء يوم 10/1/1962 كان إيلي كوهين داخل سوريا بالفعل في شخصيته الجديدة..
كامل أمين ثابت.
وكان أول ما فعله أن ذهب إلى منزل صديقه الصحفي السوري وسلم رسالته إلى إبنه كمال الخشن الذي اهتم به وبدأ إيلي كوهين يتردد على منزله.
خلال هذا الوقت تعرف على جار كمال الخشن وهو معذي زهر الدين ابن شقيق قائد الجيش السوري عبد الكريم زهر الدين.
وبسرعة جداً ثبت إيلي كوهين نفسه في سوريا وتعرف على شخصيات هامة في دمشق والسؤال الآن:
ما هي المهمة الرئيسية التي كان إيلي كوهين موكل بتنفيذها في سوريا؟
* قبل الإجابة عن السؤال دعونا نعود بالتاريخ سنوات بالتحديد إلى بداية سنوات الأربعينات.
كما سوف نعود إلى أوربا وبالتحديد ألمانيا النازية...
وهناك سوف نتعرف عليه هو ..
أدولف إيخمان...
ولد في العام 1906 غرب ألمانيا ، في العام 1932 إنضم للحزب النازي ثم التحق بالشرطة السرية الجستابو وبسرعة أصبح من كبارة قادة الجهاز والمسؤول عن ملف اليهود فيه.
يعتبره اليهود منظم مشروع "الحل النهائي" لإبادة اليهود في أوروبا والذي تم بمقتضاه تجميع يهود الدول الأوربية التي سقطت تحت الحكم النازي ( المجر، فرنسا، سلوفاكيا،هولندا، بلجيكا،اليونان) في معسكرات الإعتقال في بولندا وخاصة المعتقل الرهيب "أوشفيتس"
وذلك بدءاً من العام 1942.
- كان إيخمان قد قام بزيارة فلسطين ومصر عام 1937 وقابل بعض زعماء الصهيونية كما قابل زعماء عرب من فلسطين وكانت أفكاره والتي تتناسب مع أفكار الحزب النازي الألماني بعدم ترحيل اليهود إلى فلسطين.
بالنسبة لليهود في العالم وخاصة الصهاينة, يعتبر إيخمان العدو الثاني لهم بعد هتلر الذي انتحر في العام 1945 .
كان إيخمان قد هرب من ألمانيا عقب سقوطها في يد الحلفاء وانتحار هتلر وبالتالي لم يتم محاكمته في محاكمات نورمبرج الشهيرة التي أقامها الحلفاء لزعماء النازية الذين سقطوا أسرى.
- اختفى إيخمان تماماً لكن المخابرات الإسرائيلية والأمريكية والفرنسية والإنجليزية ظلت تبحث عنه في كل بقاع الأرض حتى تم التعرف على مكان وجوده في الأرجنتين عام 1960 وتم ترحيله في عملية مخابراتية تصلح لفيلم خيالي لا يصدق ( سوف يتم تخصيص مقال لطريقة القبض عن إيخمان وترحيله بالتفصيل)
- لنعود إلى سوريا وإلى أوائل العام 1962 حين كان إيلي كوهين موجود في سوريا وكانت تجري محاكمة إيخمان في اسرائيل.
لكن السؤال الآن ما هي علاقة إيلي كوهين بأدولف إيخمان المقبوض عليه بالفعل وتجري محاكمته بالفعل؟
-----------------------
ألويس برونر...
الملقب بالصياد النازي.
أحد أهم المطلوبين الهاربين من النظام النازي.
الذراع اليمنى لأدولف إيخمان، ومساعده الأهم.
اختفى برونر فور انتهاء الحرب العالمية الثانية وهزيمة ألمانيا.
تتهمه فرنسا وإسرائيل بنقل ما يقرب من 130.000 يهودي فرنسي إلى معسكرات الإعتقال في بولندا، وإعدامهم بما سمي ب...
" عربات الغاز المتنقلة"
وهي عبارة عن عربات نقل يخرج منها غاز سام ينفث لداخل العربة ويؤدي لقتل كل من بداخلها بالغازات السامة.
المعروف عن برونر أنه كان يكره الفرنسيين بنفس درجة كراهيته لليهود.
في العام 1953 وصل في رحلة هروبه إلى مصر وهناك عمل فترة في تدريب ثوار جزائريين على حمل السلاح ضد الإحتلال الفرنسي.
بعد ذلك انتقل برونر إلى دمشق.
بطريقة ما عرفت المخابرات الإسرائيلية بوجوده في سوريا وكانت مهمة إيلي كوهين الأولى هي التوصل لمكانه هناك.
لقد كانت اسرائيل تعتبره عدوها الأول المطلوب القبض عليه الآن بعد أن تمكنوا من القبض على إيخمان وتتم في ذلك الوقت محاكمته في اسرائيل بالتالي كانوا يرغبون في القيام بعملية لاختطافه ونقله إلى أسائيل لمحاكمته هناك.
*كان مكان برونر غير مؤكد فقد سافر بين دمشق والقاهرة ولكن المؤكد أنه كان يعمل على مساعدة ثوار الجزائر.
لمدة ستة أشهر في دمشق لم يستطع إيلي كوهين أن يتعرف على مكان وجود برونر مما دعى الموساد لاستدعائه إلى تل أبيب وهناك عرض عليهم العلاقات التي أقامها مع أشخاص في دمشق فطلب منه الموساد العودة إلى دمشق وتقوية علاقاته مع أربعة منهم بالتحديد..
معذي زهر الدين،
كمال الخشن،
جورج سيف، المذيع في إذاعة موجهة للمغتربين في أمريكا اللاتينية.
وهيثم القطب الموظف في المصرف المركزي السوري وصاحب المنزل الذي استأجره إيلي كوهين في دمشق.
* وبالفعل عاد كوهين إلى دمشق بمهمة مختلفة ومزيد من التدريبات اللازمة .
كانت المهمة تتلخص في الحصول على المعلومات عن الوضع السياسي والعسكري والإقتصادي في الداخل السوري،
وهذ ما حدث بالفعل من خلال أصدقائه هولاء والذين كانوا شخصيات نافذة في المجتمع السوري وخاصة معذي زهر الدين الذي أصبح قائداً للحرس القومي في إدلب.
* بعد شهرين فقط من عودته إلى دمشق ، أعلن إيلي كوهين أنه سوف يقوم بتصفية كل أعماله في الأرجنتين لأنه ينوي الإقامة في الوطن وخدمته .
وهذا ما حدث ...
وعلى مدار ثلاثة سنوات ظلت المخابرات الإسرائيلية تتلقى منه بمعدل رسالتين أسبوعياً تحملان كم كبير من المعلومات الهامة والخطيرة وخاصة العسكرية منها عن وضع الجيش السوري وتسليحه.
تمكن إيلي كوهين من إقامة شبكة قوية من العلاقات مع ضباط في الجيش السوري موظفين هامين في الدولة وأعضاء كبار في حزب البعث السوري الحاكم.
كان إيلي كوهين يقوم دائماً بزيارات لأصدقائه في أماكن عملهم وخاصة العسكرية منها ويسأل بشكل يبدو عفوي ويستفسر عن خطط الجيش في حالة نشوب حرب مع إسرائيل كما كان يسأل أسئلة فنية عن طائرات الميج والسوخوي والدبابات والأجهزة التي وصلت حديثاً من الإتحاد السوفيتي.
بالطبع كانت تلك المعلومات تصل إلى إسرائيل أولاً
بأول ومعها قوائم بأسماء وتحركات الضباط السوريين بين مختلف المواقع.
* في سبتمبر من العام 1962 قام أحد أصدقائه من الضباط المهمين باصطحابه في جولة في مرتفعات الجولان وهناك تمكن إيلي كوهين من تصوير التحصينات الدفاعية من خلال كاميرا دقيقة في ساعة يده المتطورة والتي كانت نتاج تعاون بين المخابرات الأمريكية والموساد .
كما تمكن كوهين من الحصول على تفصيلات وافرة عن الخطط الدفاعية السورية في منطقة القنيطرة.
وكان من أخطر التقارير التي أرسلها إيلي كوهين إلى إسرائيل هو تفاصيل الخطة السورية التي أعدت بمعرفة الخبراء الروس لاجتياح الجزء الشمالي من إسرائيل في حالة قيام حرب بين الطرفين.
كان إيلي كوهين عميلاً في قمة النشاط، كون شبكة من الصداقات والعلاقات في سوريا مع مسؤولين في مختلف المواقع وكان الرجل كريمًا بشدة في انفاق المال على أصدقائه بدون حساب وخاصة أولئك المنتمين لحزب البعث السوري الحاكم حتى اكتسب مكانة عظيمة بينهم وبدأت تلميحات ترشح كامل أمين ثابت أو إيلي كوهين لرئاسة حزب البعث بعضها وصل بترشيحه لرئاسة الوزراء نفسها .
ملاحظة : لم تتمكن اسرائيل من القبض على برونر على الإطلاق رغم أنها توصلت لمكان وجوده فيما بعد في دمشق وقد حاولت في مرتين اغتياله بواسطة طرود متفجرة ولكنها فشلت، في النهاية مات الرجل في دمشق ودفن فيها.
----------------------------------------
* في العام 1965 بدأ السوريون يلاحظون شيئا غريباً جدا يحدث .
( فقط للتنويه ما سوف نتعرض له الآن هو الرواية الرسمية السورية لسقوط الجاسوس.)
* الكثير من القرارات الهامة التي تتخذها الحكومة السورية تتم إذاعتها في إذاعة اسرائيل الناطقة باللغة العربية.
اتجه التفكير لوجود جاسوس قريب من مركز صنع القرار في سوريا وبدأ البحث عنه بالفعل.
لاحظ مسؤلى المخابرات وجود موجة لاسلكية غير معروفة بالنسبة لهم.
تصادف ذلك مع حدوث تشويش على الإتصالات في السفارة الهندية تسبب في تقدم السفارة باحتجاج رسمي لوزارة الخارجية السورية.
وبدأ التحرك سريعاً، أحضرت المخابرات السورية أجهزة رصد حديثة جداً من ألمانيا الغربية يمكنها تحديد مصدر البث بدقة وهذا ما حدث بالفعل.
تم تحديد العمارة السكنية التي يتم الإرسال منها وبالفعل قامت عملاء المخابرات السورية بالإقامة في إحدى شقق العمارة وبدأ استخدام الجهاز لمسح كل الشقق في سرية من الخارج حتى توصل العملاء لمصدر الإرسال .
وبالفعل تم اقتحام الشقة وكان صاحبها بداخلها يقوم بإرسال رسالته إلى اسرائيل.
كان هو كامل أمين ثابت وبتفتيش الشقة عثر رجال المخابرات السورية على أجهزة الإرسال والاستقبال ومعدات التجسس.
وفي مقر المخابرات السورية بدأ التحقيق مع الجاسوس وبدأت تتكشف حقيقة شخصيته وفي اسرائيل بدأ الإعلام يضخم بشدة من مكانة الرجل في سوريا حتى أنهم ادعوا انه كان على معرفة بالفريق أمين حافظ.
يوم 18 مايو 1965 كان إيلي كوهين معلقًا على حبل المشنقة في ميدان المرجة بدمشق.
تم التحقيق مع أصدقاء ومعارف إيلي كوهين المقربين وكانوا 40 شخص ، 10 نساء 30 رجل .
حصل منهم 33 على براءة بينما تراوحت الأحكام على الباقين بالسجن .
حصل معذي زهر الدين على حكم بالسجن 5 سنوات بينما تم الحكم على ماجد شيخ الأرض بالسجن ل 10 سنوات
------------------
الآن دعونا نتعرف على الرواية المصرية عن اكتشاف الجاسوس...
- ملاحظة الجزء القادم هو جزء من مقال نشرته اليوم السابع عن الموضوع دون تدخل مني...
(بحسب كتاب "دماء على أبواب المو*ساد: اغتيالات علماء العرب" للدكتور يوسف حسن يوسف، فإن القبض على إيلى كوهين جاء بالصدفة البحتة، وحدث هذا من خلال العميل المصرى فى إسرائيل رفعت الجمال/ رأفت الهجان، والذى شاهده ذات مرة فى سهرة عائلية حضرها مسئولون فى الموساد عرفوه به، وأنه رجل أعمال إسرائيلى فى أمريكا، يغدق على إسرائيل بالتبرعات المالية، وعندما كان "الجمال" فى زيارة لطبيبة شابة صديقته من أصل مغربى اسمها ليلى، بمنزلها شاهد صورة لإيلى مع امرأة جميلة وطفلين، فسألها عنه فأجابت بأنه إيلى كوهين زوج شقيقتها ناديا، وهو باحث فى وزارة الدفاع وموفد للعمل فى بعض السفارات الإسرائيلية فى الخارج.
ظل الشك يساور "الجمال" حول ذلك الرجل إلى أن شاهد صورته عام 1965، حيث كان فى رحلة عمل للاتفاق على أفواج سياحية فى روما وفق تعليمات المخابرات المصرية،
وفى الشركة السياحية وجد بعض المجلات والجرائد ووقعت عيناه على صورة إيلى كوهين، فقرأ المكتوب أسفلها وكانت عبارة عن "الفريق أول على عامر والوفد المرافق له بصحبة القادة العسكريين فى سوريا، والعضو القيادى فى حزب البعث العربى الاشتراكى كامل أمين ثابت".
وبالطبع كان كامل هو إيلى كوهين الذى التقاه من قبل فى إسرائيل، وتجمعت الخيوط فى عقل "الجمال" فحصل على نسخة من الجريدة اللبنانية من محل بيع الصحف بالفندق وفى المساء التقى مع محمد نسيم رجل المهام الصعبة فى المخابرات وأبلغه بما حدث، وما كان من ضابط المخابرات إلا أن أبلغ القادة وتم تبليغ المعلومات للرئيس جمال عبد الناصر الذى تأكد من المعلومات، وعليه سافر ضابط المخابرات حسين تمراز إلى سوريا لعرض المعلومات على الفريق أمين الحافظ، وبعدها تم القبض على "كوهين" وسط دهشة المجتمع السورى، الذى لم يكن يتصور أن يكون ذلك الرجل الذى يدعى الوطنية هو عميل لصالح الكيان الصهيونى.)
هناك رواية ثالثة مختلفة صدرت عن جهات اسرائيلة تقول بأن إيلي كوهين وتم القبض عليه بسبب وجود عميل داخل إسرائيل متعاون مع المخابرات السورية عرف موضوعه.
--------
والمهم أنه وبعد أربع سنوات من التجسس تم إعدام الجاسوس وتعليق جثته في ميدان عام ،
يذكر أن اسرائيل وبعد القبض عليه حاولت الضغط بشدة على سوريا عبر جهات دولية لمنع إعدامه وبعد إعدامه ظلت تضغط للحصول على جثمانه ولكن سوريا رفضت.
تمت
المصادر:
المجموعة 73 مؤرخين.
اليوم السابع.
بي بي سي عربي.
أر تي عربي.
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
أعتقد أنه الى جانب اثارة المشاهد فان المبالغة في الوثائقيات وكل ما ينشر يعود الى الاعتماد الكلي على الرواية الاسرائيلية التي هدفها من كل هذا تضخيم النجاح الذي حققه الموساد وكنوع ربما من الحرب النفسية ..
وكما قلت تبقى أغلب الحقائق الغامضة لا يمكن تأكيدها او نفيها
شكراً على ترشيح البرنامج الوثائقي .. سيكون أيضا في قائمة مشاهدتي القريبة
تحياتي ومودتي