e-Dewan.com

💢 حصري مزاد بيع الزوجات!

العنوان:
💢 حصري مزاد بيع الزوجات!

💢 الموضوع يحتوي على محتوى حصري.

مرحبا ً بك في الــديــوان الإلكتروني

أهلا وسهلا بك زائرنا العزيز في الــديــوان الإلكتروني.

انظم إلينا و تمتع بتجربة رائعة, ستجد كل ما تبحث عنه.

التسجيل مجاني بالكامل

💢 حصري مزاد بيع الزوجات!
تقي الدين

تقي الدين

✯مــشــرف عـام✯
الإشراف
التحرير والتدقيق
قضايا وألغاز
النشاط: 100%
Images

رسمة توضح طريقة سير المزاد.

ساحة تكاد لا تفرق فيها بين الرجل و المرأة من شدة الازدحام، همهمات ضئيلة متفرقة تصدح في الأرجاء، قبعات سوداء عالية و لكنة بريطانية ثقيلة ثقل طبق الفاصولياء و الخبز الخاص بهم. يقف عند منصة خشبية تشبه لحد ما خشبة المسرح لكن العفن أكل منها ما أكل رجل قصير القامة و حاد الصوت يصرخ:
- لدينا إمرأة في المزاد اليوم ... لقد قرر السيد جايمس بيع زوجته!
ترتفع الهمهمات و يتقدم من زاوية خفية رجل طويل حسن الملبس يجر زوجته خلفه حتى جعلها وسط المسرح و علامات الحيرة و الندم بادية على وجهها. يبدأ منظم المزاد بالصراخ بطريقة منظمي المزاد المعروفة حتى لا تكاد تفهم منه شيئا و ما هي إلا دقائق حتى يتوقف و يقول:
- بيعت! و يضرب بقدمه على المنصة حتى تكاد تسقط معلنا انتهاء المزاد فيتفرق الجمع و يأخذ المنظم نقوده فيعطي شيئا منها للزوج ثم ينصرف كل لحاله دون التفكير للحظة في أن الزوجة قد بيعت لتوها!
قد يبدو الأمر غريبا للوهلة الأولى بل و مهينا للمرأة بشكل لا يصدق لكنه حقيقة كانت تحدث في بريطانيا حتى وقت قريب فيما كان يسمى "مزاد الزوجات".


ماهو مزاد بيع الزوجات؟:
في بريطانيا بين القرنين الثامن عشر و التاسع عشر كان الطلاق مكلفا لدرجة لا تصدق، فوجد بعض مواطني الطبقة الوسطى و الفقيرة في مزاد الزوجات مخرجا غير مكلف بل و مربح أحيانا، رغم أن المؤرخين لم يحددوا بدقة كيف بدأت هذه الظاهرة و كيف انتشرت إلا أنهم أكدوا على أنها كانت شائعة و تقام في الأماكن العامة كالأسواق و الحانات و الكارنافالات.


في خمسينيات القرن الثامن عشر، إذا انهار زواجك و رأيت أن الطلاق هو الحل الأمثل فلا خيار أمامك سوى الحصول على قانون خاص من البرلمان - وهو في الأساس استثناء لقانون الطلاق البريطاني الصارم - للطلاق رسميًا. وكانت العملية مكلفة وتستغرق وقتًا طويلاً، لذلك ظهر بيع الزوجات كشكل من أشكال الطلاق المزيف. لم يكن الأمر قانونيًا من الناحية التقنية، لكن الطريقة التي ظهر بها علنًا جعلته صالحًا في نظر الكثيرين خاصة و أن فكرة "الحدث العلني" كانت أشبه بختم يدل على مصداقية و صحة الإجراءات في تلك الفترة عند الكثيرين.


الافتراق دون تقديم أوراق الطلاق بشكل رسمي كان أمرا طبيعيا لكن غيرة بعض الرجال خاصة بعد ارتباط زوجاتهم مرة أخرى دفعتهم في الكثير من الأحيان للقيام بهذه الخطوة الانتقامية كنوع من الإذلال و للحصول على بعض المال مقابل ذلك، الزوجات لم تكن لديهن أي سلطة في تلك الفترة و كان عليهن الإنصياع لأمر الزوج لأنهن لم يتطلقن رسميا.



ومن غرائب الأمور أن المبيعات في ذلك الوقت اتخذت شكل مزادات الماشية، فبعد أن يقرر الرجل بيع زوجته، كان يضع شريطًا أو حبلًا حول رقبتها أو ذراعها أو خصرها ويقودها إلى "السوق" (إما سوق فعلي أو مكان عام آخر). ثم كان يبيعها بالمزاد العلني، غالبًا بعد إعلان فضائلها أمام المتفرجين كسلعة، وبمجرد أن يشتريها رجل آخر، يعتبر الزواج السابق باطلاً ويصبح المشتري الجديد مسؤولاً مالياً عن زوجته الجديدة.



في الغالب كانت هذه المزادات شكلية لأن المشتري يكون عشيق الزوجة الذي يحاول تخليصها من زواجها السابق بهذا الشكل لكن في بعض الحالات كانت هناك حرب مزايدة بين الرجال و هنا يمتنع الزوج عن ابلاغ زوجته و يبيعها دون علم ثم يقدمها للمشتري الجديد فتصبح تحت مسؤوليته و ينصرف إلى حياته كأنه لم يعرفها قط.



و قد يبدو أن المرأة المعروضة في المزاد كانت في وضع سيئ و مذل لكن هذا لم يكن الحال دائما. رغم أنها كانت لا تزال متزوجة من زوجها الأول بموجب القانون، فقد كان يحق له من الناحية الفنية الحصول على جميع ممتلكاتها (في ذلك الوقت، كانت ممتلكات النساء المتزوجات جميعها مملوكة لأزواجهن). ومع ذلك، فإن طبيعة البيع العامة أوضحت للجميع أن البائع (الزوج) قد تنازل عن حقه في ممتلكات زوجته السابقة. كما تتجنب المرأة التهديد الحقيقي المتمثل في رفع دعوى قضائية ضد حبيبها الجديد من قبل زوجها الأول بتهمة “محادثة إجرامية” أو الخيانة كما تسمى اليوم، ما يعني أن ممتلكاتها ستبقى لها و يمكنها أن تعيش مع زوجها الجديد أو عشيقها دون خطر ما يوحي لنا أن الخيانة الزوجية خاصة من طرف المرأة كانت شائعة في تلك الفترة و ربما يعود السبب لتعنيف الرجال لزوجاتهم و بخسهن حقوقهن في كثير من الأحيان.



بشكل عام، كما كتب المؤرخ لورانس ستون، تم تصميم شكل البيع ليبدو شرعيًا إذ قال:
"كان لكل هذه الرمزية المتقنة غرض حقيقي للغاية، وهو محاولة جعل البيع يبدو ملزمًا قانونيًا قدر الإمكان، خاصة فيما يتعلق بأي مسؤولية مالية مستقبلية يتحملها الزوج تجاه الزوجة". حتى أن بعض بائعي الزوجات قاموا بصياغة عقود مفصلة لجعل الطقوس تبدو أشبه بالبيع قدر الإمكان.



ومع ذلك، من الناحية التقنية، لم يحل بيع الزوجات محل الزواج الأساسي، وبدأت الشرطة في نهاية المطاف في فض المبيعات. يعتقد ستون أن هذه الممارسة كانت نادرة للغاية وأنها جذبت المزيد من الاهتمام أكثر مما تستحق بسبب تسويقها على أنها "طقوس غريبة" وحتى اختلاق مبيعات زوجات خيالية في الصحف. في النهاية، يكتب المؤرخ رودريك فيليبس:
"لا يُعرف سوى القليل عن بيع الزوجات حتى نتمكن من استخلاص استنتاجات قاطعة".



لكن ما هو واضح هو أن الحضور والحديث عنه واختراع بيع الزوجات كان أمرًا مسليًا بالفعل. حتى البائع وزوجته كانا يوصفان عادةً بأنهما مبتهجان وسعيدان أثناء البيع. و لنأخذ على سبيل المثال جوزيف طومسون، الذي يُزعم أنه باع زوجته في عام 1832. إذ بدأ الأخير أولا بسرد الصفات السيئة لزوجته، واصفًا إياها بـ "الثعبان المولود" ونصح المشترين بـ "تجنب النساء المرحات مثلما يتجنبون كلبا مسعورا، وأسدا يزأر، ومسدسا محشوا، ومرض الكوليرا ". ثم سرد صفاتها الجيدة، والتي شملت القدرة على حلب الأبقار، والغناء، والعمل كرفيق للشرب. واختتم قائلاً: "لذلك فإنني أقدم هنا بكل ما فيها من كمالات وعيوب، مقابل مبلغ خمسين شلنًا"، مضيفًا لمسة مرحة إلى نهاية زواجه.


ختاما:
انتهت مبيعات الزوجات إلى حد كبير في عام 1857 عندما أصبح الطلاق أسهل. و انتهت بذلك هذه العادة الغريبة التي لا يعرف هل جاءت لفض الزواج أم لإذلال الزوجة أم للإنتقام منها على خيانتها أم للقيام بكل ما سلف معا.


المصادر:
 
أعلى