e-Dewan.com

💢 حصري لغز بعثة فرانكلين المفقودة

  • ناشر الموضوع تقي الدين
  • تاريخ البدء
  • الردود 0
  • المشاهدات 105

العنوان:
💢 حصري لغز بعثة فرانكلين المفقودة

الموضوع يحتوي على محتوى حصري.

مرحبا ً بك في الــديــوان الإلكتروني

أهلا وسهلا بك زائرنا العزيز في الــديــوان الإلكتروني.

انظم إلينا و تمتع بتجربة رائعة, ستجد كل ما تبحث عنه.

التسجيل مجاني بالكامل

قضايا و ألغاز
  1. ألغاز تاريخية
620px Manproposesgoddisposes

رسمة توضح حال أحد السفن بعد هجرها (المصدر: Wikipedia).​


بين زوايا مكتبه الخشبي المضاء بشموع نصف ذائبة أطلقت ضوءا باهتا، جلس المستشكف البريطاني جون فرانكلين يقلب بين خرائطه و في يده بوصلة مرتبكة أكثر من ارتباكه، بعد لحظات من الصمت دخل عليه

أحد أعوانه بعد طرق الباب و قال برهبة:​
-سيدي إن حظوظنا في الوصول للممر الشمال-غربي الأسطوري شبه منعدمة.
رفع القبطان فرانكلين رأسه من كومة خرائطه و رد:
-هل علقنا في الثلج بعد؟
-لا، رد الشاب. لكن لا مفر من ذلك.
أمر القبطان فرانكلين الشاب بالانصراف ووقف عند نافذة مكتبه يتأمل اسم سفينته EREBUS المنحوت على مقدمتها و كأنه يودعها ثم تمتم قائلا:
-لم أعتقد يوما أن نهايتي ستكون هكذا ... أتمنى أن تنجو سفينة "رعب" المرافقة لي من هذا المأزق و أن تعود بخبري إلى المملكة.
بعد سويعات قليلة لاقت سفينة القبطان فرانكلين قدرها المحتوم و علقت بين براثن الجليد و كانت تلك آخر مرة يقود فيها القبطان فرانكلين بعثة استكشافية اذ توفي الأخير بعد عام و تحديدا سنة 1847 دون أن يعود لبلده الأم ليخلفه بعد ذلك المخضرم فرانسيس كروزيير و الذي اتخذ قرارا بهجر السفن و التوجه جنوبا صوب جزيرة الأمير ويليام، الرجال المئة و الخمسة الذين كانوا على متن البعثة تمت رؤيتهم آخر مرة شمال الجزيرة أين ترك كل من كروزيير و رجله الثاني جايمس فيتزجايمس رسالة تقول اتجهوا جنوبا لنهر باكس فيش يوم السادس و العشرين من أبريل عام 1848.


كانت تلك الملاحظة آخر دليل على وجود تلك البعثة من الأساس إذ انقطعت اخبارها بشكل نهائي، المصادر التاريخية تقول أن البعثة التقت بشعب الإنويت الذين عاشوا قرب جزيرة الملك ويليام و الذين سجلوا بدورهم لقاءهم مع أفراد البعثة شفويا أي عبر القصص و الأحاديث، و تم استرجاع بعض القطع الأثرية التي كانت تزين سفن البعثة و حتى بعض الجثث في منتصف إلى أواخر القرن التاسع عشر بيد أن ذلك لم يكن كافيا تماما لتحديد مصير البعثة كاملة. بعض المؤرخين ذهبوا للقول بأن بأن البعثة حاولت الهرب عبر نهر باكس فيش صوب بحيرة GREAT SLAVE أملا في الحصول على مساعدة من التجار لكن مسعاهم باء بالفشل بسبب عواصف الجليد و توفوا في مكان ما في تلك المنطقة، لكن فرانسيس كروزيير لم يكن بتلك السذاجة إذ كان الأخير يعلم جيدا أن قطعه لمسافة 800 ميل عبر أراض وعرة سيكون أمرا مستحيلا، كما أن شعب الإنويت سجلوا لقاءهم مع البحارة. بافتراض أن بعثتهم هي البعثة الوحيدة التي استطاعت الوصول لتلك المنطقة سالمة.


مؤخرا اقترح بعض المؤرخين بناءا على شهادات شعب الإنويت و التي تم التعمق فيها أن البحارة عادوا للسفن بعد عام 1848 و أبحروا جنوبا و هجروهم بعد وصولهم جنوب غرب جزيرة الملك ويليام، فقط ليموتوا بين عامي 1850 و 1852، مستندين بذلك على تقاليد شعب الإنويت الذين أحيوا ذكرى غرق سفينة أجنبية في منطقة تدعى "يوتيوليك" و التي كانت تبعد مائة و ثمانين كيلومترا عن آخر تسجيل للسفن.

800px John Franklin 1845

جون فرانكلين (المصدر: Wikipedia)

FrancisCrozier

فرانسيس كروزيير (المصدر: Wikipedia)

James Fitzjames

جايمس فيتزجايمس (المصدر: Wikipedia)​


بحلول عام 1870 تقدم رجل من شعب الإنويت يدعى بوتوهاك للإدلاء بشهادته حول البعثة مدعيا أنه آخر رجل رأى السفينة قبل غرقها. في شهادته قال الرجل أن السفينة شوهدت أول مرة في غرانت بوينت و تم الاحتفاظ بها و صنع شعب الإنويت سلما للصعود على متنها و هناك عثروا على آثار أقدام تخص أربع رجال و كلب (رافق البعثة حسب المؤرخين كلب) واكتشفوا أن السفينة كانت مأهولة فغادروا. وعثروا عليها مرة أخرى في الربيع مهجورة فقرروا سرقة ما فيها من مقتنيات وصنعوا ثقبا في بدنها بعد اكتشافهم أن كل الأبواب كانت موصدة وسرقوا ما حملت أيديهم من المتاع كما عثروا بداخلها على رجل ضخم أبيض ميت و قد نهش الدود جسده فهجروها لتغرق بسلام بعد ذوبان الجليد بسبب الثقب.


عام 2014 تم التأكد من أن السفينة في يوتيوليك كانت فعلا سفينة القبطان فرانكلين و عثر على سفينة "رعب" عام 2016 في المياه العميقة حوالي مئة كيلومتر جنوب المكان الذي قيل أن السفن قد هجرت فيه و قد كانت المسافة بين السفينتين حوالي 70 كيلومترا و هي مسافة بعيدة خاصة عند النظر إلا أنهم كانوا جزءا من بعثة واحدة فكيف حصل و أن افترقوا كل هذه المسافة؟


لكن مشكلة التاريخ تكمن في صعوبة إثباته و هذا ما حدث مع قصة بعثة القبطان فرانكلين إذ تضاربت الروايات و حصل خلط كبير في المناطق فجزر الملك ويليام لم تكن معروفة بذلك الاسم في تلك الفترة. و لم يعرف المؤرخون أي سفينة تم الاستيلاء عليها. سفينة "رعب" أم سفينة EREBUS إذ ذكر شعب الإنويت روايات عديدة منها ما حدث في المنطقة التي عثر فيها على سفينة "رعب" و منها ما حصل في المنطقة التي عثر فيها على سفينة EREBUS على بعد ثمانين كيلومترا. أم هل كانت هناك سفينة ثالثة مجهولة اعتقد أنها أحد السفينتين خاصة بالعودة للمسافة البعيدة بينهما.


تلقى المستكشف أموندسن و الذي كان حريصًا على التفاعل مع الإنويت المحليين والتعلم منهم وتكوين علاقات جيدة معهم. قصة سفينة عثر عليها قبالة ساحل كيب كروزير، مهجورة. أبلغ مواطن من يوتيوليك يُدعى أوشنيونسيو المستكشف أموندسن أنه تم العثور على سفينة مهجورة في الجليد من قبل مجموعة من الإنويت الذين كانوا يصطادون (القصة الأولى تقول أن السفينة كانت مأهولة). وهنا تصبح القصة مشوشة هنا، لأنه على ما يبدو شرع المواطن بعد ذلك في تقديم أوصاف للسفينة و التي وجد أنها تتشابه مع أوصاف سفينة Erebus ، على بعد حوالي 80 كم جنوب كيب كروزير. وكانت التفاصيل كما وردت أعلاه في شهادة بوتوهاك. يشير هذا إلى أن هناك دمجا و خلطا في التفاصيل والموقع الدقيق لسفينة Erebus.


تلقى المستكشف وعالم الأنثروبولوجيا راسموسن، في عام 1923، العديد من قصص القبطان فرانكلين من مقابلاته مع الإنويت في المناطق القطبية. كان أحد هذه التقارير تقريرًا آخرا عن سفينة بالقرب من كيب كروزير، وهذه المرة من إنوك يُدعى كاكورتينق إذ قال:

"كان شقيقان يخرجان ذات مرة إلى منطقة الفقمات شمال غرب كيقرتاق (أرض الملك ويليام). كان ذلك في فصل الربيع، في الوقت الذي يذوب فيه الثلج حول فتحات التنفس الخاصة بالفقمات. وبعيدًا على الجليد، رأوا شيئًا أسود، حيوانًا أسودًا كبيرًا. "كتلة لا يمكن أن تكون حيوانًا. نظروا عن كثب ووجدوا أنها كانت سفينة كبيرة. ركضوا إلى المنزل على الفور وأخبروا زملائهم القرويين عنها، وفي اليوم التالي ذهبوا جميعًا إليها. لم يروا أحدًا، السفينة كانت مهجورة، ولذلك قرروا نهب كل ما يمكنهم الاستيلاء عليه، لكن لم يلتق أي منهم برجال بيض، ولم تكن لديهم أي فكرة عن الغرض من استخدام كل الأشياء التي رأوها. "لم يجرؤوا على النزول إلى داخل السفينة نفسها، ولكن سرعان ما أصبحوا أكثر جرأة، بل وغامروا بدخول المنازل التي كانت تحت سطح السفينة. وهناك وجدوا العديد من الرجال الموتى يرقدون في أسرتهم. وفي النهاية خاطروا أيضًا بالنزول إلى الغرفة الواسعة". في منتصف السفينة. كان الظلام هناك. ولكن سرعان ما عثروا على أدوات وقاموا بعمل ثقب للسماح للضوء بالدخول. والأشخاص الحمقى، الذين لم يفهموا أشياء الرجل الأبيض، قاموا بحفر حفرة في الماء وغرقت السفينة. وذهبت إلى القاع بكل الأشياء الثمينة، التي بالكاد أنقذوا شيئًا منها".


عام 2008 نشرت دوروثي إيبر كتابها بعنوان: المعبر: لقاء الإنويت بالمستكشفين، و الذي تحدثت فيه عن التقاليد الخاصة بشعب الإنويت و لقاءاتهم مع المستكشفين و قصصهم، بين هذه القصص ذكر الإنويت قصة رجال مخيفين لم يكونوا من المنطقة، وجوههم سوداء و لثة أسنانهم غير موجودة، يسيرون كالمجانين و يحملون في أيديهم لحما بشريا، و قد تحولت هذه القصة من ما يمكن أن يكون حقيقة تاريخية إلى قصص ما قبل النوم لإخافة الأطفال، فلا يمكن إثبات صحتها من عدمها.

Img 1711180131260

خريطة توضح بعض المناطق المهمة في البعثة حسب الروايات التاريخية (المصدر: Reddit)

الروايات العديدة و المتضاربة جعلت قصة بعثة القبطان فرانكلين تبقى لغزا محيرا، فلا يعرف هل نجى البحارة أم ماتوا، و هل كانت هناك سفينة ثالثة نهبها شعب الإنويت، و إن كانت كذلك فأين إختفت سفينة "رعب"؟ أسئلة تبقى دون إجابة حتى هذه اللحظة.


المصادر:
Reddit: r/ unsolvedmysteries

 
أعلى