نافذتنا على العالم .. تعرف على أجزاء العين ووظائفها

العين مرآة الجسم تعكس أمراضاً للعين خاصة وقد تشير أيضاً إلى أمراض جهازية ، مثل السكري وارتفاع الضغط واضطرابات الدرق وغيرها .. وتعتبر العيون من البنى المعقدة تشريحياً و وظيفياً ، حيث تتولى كل عين مهمة التحكم بكمية الضوء الواصلة إليها بصورة مستمرة ، وتعمل على رؤية الأجسام البعيدة والقريبة عبر عدة خطوات تؤدي إلى إنتاج صور مستمرة يتم إرسالها بشكل سريع إلى الدماغ لتحليلها وتفسيرها .

سنتعرف فيما يلي بشيء من التفصيل على أجزاء العين ووظائف كل منها.

"صورة توضيحية لتشريح العين البشرية"

تتوضع كرة العين ضمن تجويف عظمي يعرف ب الحجاج (بالإنجليزية: Orbit) ويحتوي هذا التجويف أيضاً على مجموعة العضلات التي تحرك العين بمختلف الاتجاهات، والأعصاب ،والأوعية الدموية، والغدة الدمعية وطرق الدمع . يأخذ الحجاج شكل هرمي قاعدته في الأمام و ذروته بالخلف ويتشكل من اجتماع مجموعة من عظام الجمجمة والوجه.

تتكون كرة العين من ثلاث طبقات مميزة لكل منها وظائف خاصة وهي بالترتيب من الخارج للداخل : الصلبة ، المشيمية ، الشبكية .

تعتبر الصلبة (بالإنجليزية: Sclera) الغلاف الخارجي لكرة العين وهي عبارة عن طبقة بيضاء قاسية نسبيًا وهي الجزء الأبيض من العين الذي يشاهد عند النظر في المرآة (بياض العين) و تُغطى الصلبة بغشاء رقيق وشفاف يُدعى الملتحمة (بالإنجليزية: Conjunctive)، ويغطي معظم بياض العين والسطح الباطن للأجفان ، ويحتوي على أوعية دموية يمكن رؤيتها على الخلفية البيضاء للصلبة و يساعد هذا الغشاء على حماية بقية الجزء الأمامي من العين والجزء الداخلي من الجفن .

"الصلبة (sclera) هي الجزء الأبيض الخارجي من العين"

يدخل الضوء إلى العين من خلال القرنية (بالإنجليزية: Cornea) ، وهي طبقة شفافة منحنية لا تحتوي على أي أوعية دموية وتتوضع أمام القزحية وبؤبؤ العين والجزء المليء بالسوائل الموجود بينهما . تُعد القرنية بمثابة نافذة شفافة تسمح للضوء بالمرور إلى داخل عينك ، وتساعد أيضًا على انكسار أشعة الضوء بحيث تقع على الشبكية في الجزء الخلفي من كرة العين وبالتالي تلعب القرنية دوراً حيوياً في تحديد مدى جودة الرؤية .

بعد القرنية، يمر الضوء عبر بؤبؤ العين أو الحدقة (بالإنجليزية: Pupil) وهو الجزء الصغير الأسود في منتصف الجزء الملون من العين ، ويحيط بالحدقة حلقة من الألياف العضلية التي تتحكم بحجم الحدقة وكمية الأشعة التي تمر من خلالها للضوء وهذا يأخذنا للحديث عن القزحية وهي المنطقة الدائرية الملونة في العين التي تحيط بالبؤبؤ .

تتحكم القزحية (بالإنجليزية: Iris) بكمية الضوء التي تعبر إلى داخل العين. تسمح قزحية العين لكمية أكبر من الضوء بالعبور من خلال العين عندما يكون الوسط مظلمًا (وذلك من خلال توسيع الحدقة)، في حين تسمح لكمية أقل من الضوء بالعبور عندما يكون الوسط ساطعا بشدة (وذلك من خلال تضييق حجم الحدقة).وهكذا، فإن حدقة العين تتوسع وتتضيق بالتزامن مع تغير كمية الضوء في الوسط المحيط .

"في حالة الرؤية الطبيعية يتكون خيال الجسم المرئي على الشبكية"

تقع عدسة الجسم البلوري (بالإنجليزية: lens) إلى الخلف من القزحية. وتعمل العدسة على تركيز الضوء على الشبكية من خلال تغيير شكلها و تحديداً زيادة أو إنقاص تحدب وجهها الأمامي بحسب بعد الجسم المرئي عن العين ، حيث يتم ذلك عن طريق مجموعة من العضلات الصغيرة التي تسمى العضلات الهدبية في سياق ٱلية فيزيولوجية تسمى المطابقة والتي تصبح من خلالها العدسة أكثر ثخانةً عند التركيز على الأجسام القريبة وأقل ثخانة للتركيز على الأجسام البعيدة.

تحتوي شبكية العين (بالإنجليزية: Retina) على خلايا متخصصة تتحسس الضوء وتسمى المستقبلات الضوئية حيث يرتبط كل مستقبل ضوئي بليف عصبي ، واجتماع هذه الألياف العصبية القادمة من المستقبلات الضوئية معًا يتشكل العصب البصري.

يُطلق على الجزء الأكثر حساسية من شبكية العين اسم اللطخة الصفراء (بالإنجليزية : macula lutea) ، والتي تحتوي على الملايين من المستقبلات الضوئية المتراصة بإحكام (من نوع يسمى المخاريط) مما يجعل الصورة أكثر وضوحًا وتفصيلاً، تمامًا مثل الكاميرا الرقمية عالية الدقة التي تحتوي على عدد أكبر من الميغابيكسلز.

"شبكية العين كما تظهر بفحص قعر العين"

تعمل شبكية العين بمثابة الفيلم في الكاميرا؛ لإنشاء الصورة، فعندما يقع الضوء المركز على الشبكية، تحدث تفاعلات كيميائية في الخلايا المتوضعة على عدة طبقات تنتج عنها تحول الطاقة الضوئية إلى إشارات كهربائية تنقلها ألياف العصب البصري إلى مركز الرؤية الدماغ؛ حيث يحولها الدماغ إلى صورة يمكن التعرف عليها.

يوجد نوعان من المستقبلات الضوئية : المخاريط وهي مسؤولة عن الرؤية المركزية وتمييز التفاصيل ورؤية الألوان وهي مكثفة في البقعة الصفراء كما ذكرنا ، أما العصي -وهي الأكثر عدداّ- تكون مسؤولة عن الرؤية المحيطية والرؤية في الظلام ويزداد عددها باتجاه محيط الشبكية بعكس المخاريط .

العصب البصري (بالإنجليزية: Optic Nerve) حزمة سميكة تتكون من أكثر مليون من الألياف العصبية، وهو مسؤول عن نقل الإشارات العصبية التي تحتوي على المعلومات البصرية من شبكية العين إلى الجزء الخلفي من الدماغ؛ حيث تتم معالجتها وتفسيرها .

"الزرق حالة طبية تنجم عن ارتفاع ضغط العين بفعل تراكم السائل الذي يتدفق داخل العين والمعروف باسم الخلط المائي"

تنقسم كل مقلة عين إلى قسمين، تكون كل منها مليئة السوائل .يساعد الضغط الذي تولده هذه السوائل على ملئ مقلة العين إعطاء العين قوامها المرن وشكلها الكروي .

الغرفة الأمامية تتوضع خلف القرنية مباشرة وأمام القزحية، وتحوي على سائل يسمى الخلط المائي (بالإنجليزية: Aqueous humor) يغذي القرنية والعدسة. في الحالة الطبيعية يجري إفراز السائل و تصريفه بشكل مستمر خارج مقلة العين من خلال شبكة قنوات تتوضع عند نقطة التقاء القزحية بالقرنية وعندما لا يصرف الخلط المائي بشكل صحيح، يرتفع الضغط داخل العين، مما قد يؤدي إلى فقدان الرؤية ، وهي حالة طبية تسمى الجلوكوما.

أما بالنسبة للغرفة الخلفية فهي تمتد من السطح الخلفي للعدسة البلورية إلى شبكية العين وتحتوي على سائل يشبه الهلام يسمى الخلط الزجاجي (بالإنجليزية: vitreous humor) .