- المشاهدات: 144
- الردود: 1
صورة فيليبي و تيرينس.
صباح يوم 14 أكتوبر عام 2003، في نابولي، فلوريدا، تعرض مهاجر مكسيكي يبلغ من العمر 23 عامًا يُدعى فيليبي سانتوس رفقة شقيقه لحادث سيارة بسيط بالقرب من مركز تسوق يسمى جرين تري. الضابط ستيف كالكينز كان أول الواصلين لمكان الحادث و حرر لفيليبي مخالفة بسبب القيادة المتهورة والقيادة بدون رخصة أو تأمين، كما قبض عليه بسبب نقص في الوثائق التي تثبت هويته. في وقت لاحق من ذلك اليوم، إتصل رئيس فيليبي بسجن مقاطعة كولير لدفع الكفالة، ليتم إبلاغه أنه لم يتم حجز فيليبي مطلقًا. عندما سُئل كالكينز عن فيليبي رد بأنه غير رأيه بسبب "طيبة و تهذيب سانتوس" و أوصله إلى محطة وقود سيرك ك (circle k) بالقرب من مكان الإعتقال الأصلي. سبب إنزاله في سيركل ك غير واضح لأن مكان عمل سانتوس كان قريبا و كان يمكن للضابط أن ينزله في مقر عمله بدلا من المحطة تعبيرا عن إمتنانه إضافة إلى أن رئيس العمال كان في طريقه لإصطحاب فيليبي وشقيقه من مكان الحادث.
كاميرات المراقبة أظهرت كالكينز وفيليبي في محطة سيركل ك. وكانت آخر رؤية معروفة لفيليبي سانتوس في ذلك اليوم، في الجزء الخلفي من سيارة الشرطة الخاصة بالضابط ستيفن كالكينز.
بعد ثلاثة أشهر تقريبًا، في مساء يوم 11 يناير 2004، حضر رجل أسود يبلغ من العمر 27 عامًا يُدعى تيرانس ويليامز حفلًا إستضافه أحد زملائه في العمل. لكنه للأسف لم يعد إلى المنزل أبدًا.
زميله في الغرفة وأفضل صديق له، جيسون جونزاليس، إستيقظ على عشرات المكالمات الفائتة من تيرانس و إتصل بوالدته مارسيا مستفسرا عن سبب الإتصالات المتكررة فأبلغته بأنها قلقة مثله لأن تيرينس لم يعد للمنزل.
تم الإبلاغ عن فقدان تيرينس لدى مصالح الشرطة و سرعان ما تعقبت عائلته سيارته الكاديلاك البيضاء موديل 1983 و التي تم قطرها لعرقلة حركة المرور قرب مقبرة نابولي التذكارية. التوقيع على تقرير القطر تم من قبل الضابط ستيف كالكينز.
توجهت مارسيا إلى المقبرة، حيث أخبرها الموظفون أنهم رأوا تيرانس في الكرسي الخلفي من سيارة شرطة الضابط كالكينز. إتصلت مارسيا بقسم شرطة مقاطعة كولير للتحدث إلى كالكينز وسألته عن مكان وجود إبنها لكنه أصر على أنه لم يعتقل أي شخص و لم يتم قطر أي سيارات في ذلك اليوم. يزعم الشهود أنهم رأوا كالكينز يسأل تيرانس عن معلوماته، ويربت عليه ثم يعتقله، ثم يعود بعد حوالي ساعة لنقل سيارة تيرانس من مكان وقوف السيارات في المقبرة إلى الطريق. بعد تقديم تقارير الشهود، غير كالكينز من روايته و قدم تفاصيل جديدة.
في تقريره قال كالكينز أنه إلتقى بتيرينس بعدما لاحظ أنه يعاني من مشكلة في سيارته حوالي الساعة 12:15 رغم أن الشهود قالوا أن كالكينز أوقف تيرينس في حدود الساعة 10:00 صباحا.
كالكينز قال أنه تبع تيرينس إلى موقف بجانب المقبرة و هناك طلب منه تيرينس أن يوصله للعمل لأنه كان متأخرا، تيرينس كان موظفا في محطة سيركل ك تبعد عن المحطة التي تُرك فيها فيليبي بحوالي 4 أميال، بعدما أوصل كالكينز تيرينس للمحطة أخبره الأخير أن جميع الوثائق التي يحتاجها موجودة داخل علبة القفازات في السيارة، بعد عودته للسيارة و تفقدها وجد الضابط كالكينز أن علبة القفازات كانت فارغة فإتصل بمحطة سيركل ك لكن العامل هناك أخبره أنه لا يوجد شخص إسمه تيرينس يعمل هناك، بعد الإنتهاء من المكالمة قاد كالكينز سيارة تيرينس بعيدا عن المقبرة ليتم قطرها. كاميرات المراقبة لم تظهر كالكينز و لا تيرينس في محطة سيركل ك كما أن سجلات الهاتف أظهرت أن كالكينز لم يقم بالإتصال بالمحطة أصلا.
بسبب حادثتين متشابهتين بشكل مخيف وشكويين ضد نفس النائب في غضون ثلاثة أشهر من بعضهما البعض، طلبت الشؤون الداخلية من كالكينز الحضور لإجراء مقابلة في 12 فبراير، بعد شهر واحد فقط من رؤية تيرينس آخر مرة. ووجد التحقيق أكثر من عشرين حالة كانت فيها تصريحاته غير صحيحة ومضللة ومتناقضة، وليس لها أي دافع. تم إخضاعه لاختبار كشف الكذب والذي لم يكن حاسمًا.
في 20 أغسطس، أُنهت الشؤون الداخلية التحقيق و تم فصل ستيف كالكينز بسبب عدم الامتثال للقواعد واللوائح، والكذب، والسلوك غير اللائق لضابط شرطة.
ملاحظات من التحقيق:
تم تسريب تسجيلات صوتية يمكن فيها سماع كالكينز يتحدث عن العثور على سيارة تيرينس، ويصفها بأنها "سيارة منزلية"، مدعيًا أنها مهجورة، ويضحك حول كم سيكون مضحكًا إذا قام بقطر السيارة بينما كان شخص ما في المقبرة حزين على أحد أحبائه. و تسجيل آخر يسمع فيه كالكينز و هو يدعي أنه لا يتذكر تيرينس.
كان مكان وجود كالكينز بعد القبض على فيليبي غير مؤكد ومجهول المصير لمدة ساعتين. و يقول أخ فيليبي أن الظابط كالكينز كان غاضبًا بشكل واضح من إفتقار فيليبي إلى الوثائق.
لا يوجد الكثير من المعلومات عن فيليبي نظرًا لكون عائلته مهاجرين غير شرعيين ورغبتهم في الحفاظ على خصوصية حياتهم قدر الإمكان.
تم تفتيش سيارة كالكينز ولكن لم يتم تفتيش منزله بسبب عدم وجود أدلة مطلوبة لإصدار أمر قضائي لكن بعد إنتقاله إلى آيوا وبيعه لمنزله، أعطى الملاك الجدد مكتب التحقيقات الفيدرالي الإذن بالبحث و عثروا على سلك كهربائي وقطع من أكياس قمامة سوداء مدفونة في فناء منزله، لكن لم يكن هناك أي شيء كبير بما يكفي لإجراء إختبار الحمض النووي.
قامت العديد من الوكالات بالتحقيق مع كالكينز، لكن جميعها لم تجد ما يدينه بما يكفي لتوريطه وتم إعلان وفاة تيرانس وفيليبي في عام 2009.
ملفات التحقيق أظهرت أن كالكينز لم يقم بإخطار مقر القيادة بأنه كان يقوم بإيقاف تيرينس.
أجرى كالكينز تفتيشا على خلفية تيرينس في اليوم الذي إختفى فيه و خلال تلك المكالمات، يمكن سماع تيرينس يتحدث في الخلفية.
لم يرسل كالكينز سجلات إيقاف و قطر سيارة تيرينس إلى جهاز الكمبيوتر الخاص به داخل السيارة، بل أرسلها عبر حسابه الشخصي على إيميل.
صرح كالكينز أنه لم يرتكب أي خطأ و أنها مجرد صدفة سيئة، وعلى الأرجح هرب الرجلان بسبب الخوف من الترحيل (صفة سخرية تطلق على المكسيكيين) أو الخوف من مشاكل إعالة الأطفال (صفة سخرية تطلق على السود في أمريكا).
صورة حديثة للضابط كالكينز.
في عام 2018، تم رفع دعوى قضائية ضد ستيفن كالكينز بتهمة القتل الخطأ من قبل عائلة تيرينس و في 8 ديسمبر 2020 تم الفصل فيها و رفض القاضي القضية. كان على مارسيا ويليامز أن تدفع لكالكينز حوالي 5600 دولار. و كانت هذه آخر مرة ظهر فيها كالكينز بشكل علني.
عرض الممثل الشهير تايلر بيري مكافأة قدرها 100 ألف دولار للحصول على معلومات عن هؤلاء الرجال أو أي معلومات يمكن أن تؤدي إلى إعتقال كالكينز و في عام 2018 رفع المكافأة إلى 200 ألف دولار لكن كالكينز بقي رجلا حرا و حتى اليوم لم تتم محاكمته.
نظرية:
الإعتقاد الأكثر شيوعًا هو نظرية جولة النجوم حيث كان من الممكن أن يكون كالكينز قد دفع فيليبي وتيرانس إلى عمق غابات فلوريدا إيفرجليدز والتخلي عنهما، حيث استسلما للتعرض للظروف الجوية الصعبة أو المجاعة أو الحياة البرية الوحشية، غابات إيفرجليدز هي عبارة عن محمية من الأراضي الرطبة تبلغ مساحتها 1.5 مليون فدان مليئة بالثعابين و التماسيح و غيرها من الوحوش.
حتى هذه اللحظة يبقى مصير فيليبي و تيرينس مجهولا.
المصادر:
Reddit: r/ unsolvedmysteries
يجب تسجيل الدخول لمشاهدة الروابط
