تلك العبارة خلدها التاريخ على لسان ملك إشبيلية المعتمد بن عباد، عندما اجتمع ملوك 22 دويلة في الأندلس أول مرة، حيث كانوا يدفعون الجزية لألفونسو السادس، وكانت الفكرة التي جاءت خلفها تلك العبارة، هي أن يستنجد ملوك الطوائف من المرابطين في المغرب بقيادة يوسف بن تاشفين؛ لإنقاذ المسلمين في الأندلس من سطوة الصليبيين.
بعد معارضة خفيفة لذلك المقترح تم التأييد، وأرسلت الرسالة، لأنهم يعلمون أن ألفونسو كان يعلم قوة وصلابة المرابطين بقيادة يوسف بن تاشفين.
وصلت الرسالة الى ابن تاشفين، فهبّ ملبيا نداء الاستغاثة، فاعترضته عاصفة شديدة عند مضيق جبل طارق، فوكل أمر استمرار حملته لله بدعوات خالصة، أذعنت الرياح لها فهدأت.
وصل المرابطون ليقودوا جيشا مكونا من 30 ألفا، في معركة تاريخية شهيرة تسمى «الزلاقة» نسبة للمكان التي وقعت فيه.
وكالعادة، استنفر الفاتيكان الكاثوليك، ووعدهم بصكوك الغفران ومفاتيح قصورهم في الجنة، حتى تجمع لهم ضِعف عدد المسلمين.
وقف ألفونسو مفاخرا بعتاده وعدته مناديا في جنده: «بهذا الجيش أقاتل الجن والإنس، وأقاتل ملائكة السماء، وأقاتل محمدا وصحبه»!!
وكان يوم الخميس، حيث طلب ألفونسو من ابن تاشفين أن يؤجل المعركة إلى يوم الإثنين، في خدعة لم تنطل على جيش المسلمين.
فجر الجمعة، استيقظ الجند على تكبيرات ابن تاشفين، الذي وصلته رؤيا خير ونصر، أمرهم بعدها بصلاة الليل وقراءة سورة الأنفال.
وكعادة الصليبين، فقد هجموا فجر الجمعة، ظنا منهم أنهم قد خدعوا جيش المسلمين، لكنهم تفاجأوا بمن ينتظرهم، حيث تروي كتب التاريخ، أنه لم ينج من الستين ألفا سوى 100 مقاتل فقط، من بينهم ألفونسو الذي قطعت ساقه في المعركة، ليهرب به جنوده إلى قشتالة حيث هلك هناك بعدها بسنة.