- المشاهدات: 704
- الردود: 4
هي الفصحى
أطلّـــت علينا بوجـــــهٍ أغرّْ
بطيب المعاني وأحلى الصّورْ
فزاد الضيـاءُ بليـــلِ الدّياجي
ورانَ البهـاءُ بهـــــا وانتشرْ
فليست بـذاتٍ وجنسٍ وليست
كباقي الخلائــقِ تُرمى بشرّْ
فمن كلِّ حسنٍ حوى وجههـا
ففاقـت بهذي الصّفاتِ القمرْ
ربيبةُ ذكْــــــرٍ حكيمٍ تسامى
مـــــن اللهِ أعجزَ كـلَّ البشرْ
فمن حرفِ ضادٍ تسمّت وجلّت
وبالشعرِ غنّى الهوى والوتـرْ
كشهرِ الصيامِ لها الفضلُ حصراً
تبـــذّ اللغــاتِ بنيـلِ الوَطَــرْ
ففيها الجمـــالُ بسحرٍ توشّى
وفيها المعاني تضــــمُّ العبرْ
فكــــــم آيـةٍ شرّفتها مقاماً
وكم من حديـــثٍ بها قد ذُكِرْ
وفيها تغنّى ذوو الشّعرِ سحراً
وكم من أديــبٍ سما واشتهرْ
وكم من خطيـــبٍ سبانا بقولٍ
وشدّ الحشودَ... وصالَ وكـرّْ
وكم من نفيسِ التّراثِ مصونٍ
بهــا كانَ يُحفـــظُ إذْ يُستطرْ
وكم جسّدت بوحَ نجوى الحنايا
وكم مــن ضميرٍ هفا واستعرْ
هي الخلدُ قد خلّدتهـا المثاني
وزانَ الحروفَ جـــلالُ السّورْ
فهل مـــــن أبــيٍّ بها يعتني
وأيــن الذي قـــد شدا وادّكرْ
فيا عرْبُ هبّوا وقوموا سراعاً
وذودوا الجرادَ وصدّوا الخطرْ
فمـــن يرتضي أن تُبـادَ ذليلٌ
وما كــــــان إبنـاً عريباً أبـرّْ
هي الأمُّ والفخـرُ فيهــا مرادٌ
يجلّي العقـولَ ويجلــو البصرْ
ستبقى على الدّهرِ رمزاً عصيّاً
بآيـــــــاتِ ربّي تصـانُ الدّررْ
أطلّـت علينـــــا كفجْــر بهيٍّ
فأشرقَ فجرٌ... وناغى الزّهَرْ
ماأجملك يالغتي!