- المشاهدات: 522
- الردود: 1
قصيدة : في ذمة الله ما ألقَى وما أجد
للشاعر الكبير / محمد مهدي الجواهري
توفى الجواهرى فى سوريا بتاريخ 27 يوليو 1997 وبقى جثمانه ثلاثة أيام على الحدود العراقية السورية؛ إذ لم يسمح النظام السابق بدفنه فى العراق، دُفن فى مقبرة الغرباء فى السيدة زينب فى دمشق وكتب على قبره "يرقد هنا بعيدًا عن دجلة الخير".
للشاعر الكبير / محمد مهدي الجواهري
توفى الجواهرى فى سوريا بتاريخ 27 يوليو 1997 وبقى جثمانه ثلاثة أيام على الحدود العراقية السورية؛ إذ لم يسمح النظام السابق بدفنه فى العراق، دُفن فى مقبرة الغرباء فى السيدة زينب فى دمشق وكتب على قبره "يرقد هنا بعيدًا عن دجلة الخير".
فى ذِمَّةِ اللهِ ما ألقَى وما أجِدُ
أهذِهِ صَخرةٌ أمْ هذِه كبِدُ
قدْ يقتُلُ الحُزنُ مَنْ أحبابهُ بَعُدوا
عنه فكيفَ بمنْ أحبابُهُ فُقِدوا
تَجرى على رِسْلِها الدُنيا ويتبَعُها
رأى بتعليلِ مَجراها ومُعتقَد
أعيا الفلاسفةَ الأحرارَ جهلُهمُ
ماذا يخِّبى لهمْ فى دَفَّتيهِ غد
طالَ التَمحْلُ واعتاصتْ حُلولُهم
ولا تزالُ على ما كانتِ العُقَد
ليتَ الحياةَ وليت الموتَ مرَحمَةٌ
فلا الشبابُ ابنُ عشرينٍ ولا لبَد
ولا الفتاةُ بريعانِ الصِبا قُصفَتْ
ولا العجوزُ على الكّفينِ تَعتمِد
وليتَ أنَّ النسورَ استُنزفَتْ نَصفاً
أعمارُهنَّ ولم يُخصصْ بها أحد
حُييَّتِ » أُمَّ فُراتٍ » إنَّ والدة
بمثلِ ما انجبَتْ تُكنى بما تَلِد
تحيَّةً لم أجِدْ من بثِّ لاعِجِها
بُدّاً، وإنْ قامَ سدّاً بيننا اللَحد
بالرُوح رُدِّى عليها إنّها صِلةٌ
بينَ المحِبينَ ناذا ينفعُ الجَسد
عزَّتْ دموعى لو لمْ تَبعثى شَجَناً
رَجعت مِنه لحرِّ الدمع أبترِد
خَلعتُ ثوبَ اصطِبارٍ كانَ يَستُرنُي
وبانَ كِذبُ ادِعائى أنَّنى جَلِد
بكَيتُ حتَّى بكا من ليسَ يعرِفُني
ونُحتُ حتَّى حكانى طائرٌ غَرِد
كما تَفجَّرَ عَيناً ثرَّةً حجَرٌ
قاسٍ تفَجَّرَ دمعاً قلبى الصَلد
إنّا إلى اللهِ ! قولٌ يَستريحُ بهِ
ويَستوى فيهِ مَن دانوا ومَن جَحدوا
مُدَّى إلى يَداً تُمْدَدْ إليكِ يدُ
لابُدَّ فى العيشِ أو فى الموتِ نتَّحِد
كُنَّا كشِقَّينِ وافى واحداً قدَرٌ
وأمرُ ثانيهما مِن أمرِهِ صَدَد
ناجيتُ قَبرَكِ استوحى غياهِبَهُ
عن ْحالِ ضيفٍ عليهُ مُعجَلا يفد
وردَّدَتْ قفرةٌ فى القلبِ قاحِلةٌ
صَدى الذى يَبتغى وِرْداً فلا يجِد
ولَفَّنى شَبَحٌ ما كانَ أشبَههُ
بجَعْدِ شَعركِ حولَ الوجهِ يَنعْقد
ألقيتُ رأسى فى طيَّاتِه فَزِعاً
نظير صُنْعِى إذ آسى وأُفتأد
أيّامَ إنْ صناقَ صَدرى أستريحُ إلى
صَدرٍ هو الدهرُ ما وفى وما يَعِد