- المشاهدات: 1,092
- الردود: 2
6 أسرى فلسطينيين أطاحوا بمجدِ الاحتلال -المكذوب- أمام الدّول الإنقليزيّة ، جعلوا من هذا اللاكيانِ سُخرية تتصدّرُ عناوين الجرائد وأغلفة الكتب .. حملوا سلاحهم وحفروا حفرةً دقيقةً تقودهم إلى الهروبِ من المنفى الّذي أطاحوه بهم .. إنَّ هؤلاء الأسرى هُم : "زكريا الزبيدي ،مناضل يعقوب نفيعات، ومحمد قاسم العارضة، ويعقوب محمود قادري، وأيهم فؤاد كممجي، ومحمود عبد الله العارضة " .
هؤلاء هم القدوةُ الّذين نستلهمُ منهم الأملَ والبُشرى .. يلبثُ الجنينُ في بطنِ والدته 9 شهورٍ حتّى يخرُج ليتغنّى بهذه الحياة ، وهم أنضجوا طريقهم وشقّوه ليلَ نهار في تسعةِ أشهُرٍ بلا كلل ولا ملل ، كانَ حلمهم يكبُرُ أمامهم وولادتهم تقتربُ رويدًا رويدًا مع كلِّ صخرةٍ يكسرونها وحَفرٍ يُهلِكُ أجسادهم المتطلّعةَ إلى الحريّةِ ، فكأنّهم يومَ شرعوا بالحفر لانت لهم الصّخورُ كما لانت لنبيّ الله والصّحابة يوم حفر خندقِ المدينة .
لم تَطُل فرحةُ أربعةٍ منهم ، فقد وجدهم الاحتلالُ بعد يوميْن ، ولكنَّ القوَّةَ لم تكُن تكمنُ في إيجادهم ، إنّما القوّةُ هي الهروبُ من سجنٍ شديدِ الحراسة كسجن "جلبوع" -جعله الله جنّةً على كلِّ أسيرٍ وقبّحهُ الله على كلِّ محتلٍّ أثيم - . قالَ أحدُ الأسرى بعد الإمساكِ به ، " تذوّقتُ صبرَ البلاد بعد 22 عامًا من اعتقالي " ، والصّبر هي فاكهة تكثُر في بلاد الشّام طلعُها شوكيٌّ .
إذا الشّعبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ | فــلا بــدّ أن يســتجيب القــدرْ | |
ولا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي | وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر | |
وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ | تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر | |
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ | مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر |