- المشاهدات: 1,250
- الردود: 1
معن بن زائدة كان من أمراء العراق وقد اشتهر بصبره وضبط نفسه حتّى في أصعب المواقف ، ووصل الحالُ بسكّان العراق أن يتحدّوا بعضهم على من يغضب معن .. وكان من بينهم شاعرٌ اشترط أحدهم عليه إن هو أغضبَ معن سيعطيهِ ١٠٠ من البعير .
دخل الأعرابيّ الشّاعر إلى معن ولم يسلّم وقال له:
أتذكرُ إذ لحافكَ جلد شاةٍ
وإذ نعلاكَ من جلدِ البعير؟
فقالَ الأعرابيّ:
فسبحان الذي أعطاك ملكًا
وعلّمك الجلوس على السّرير
فقال معن: "إن الله يعزّ من يشاء، ويذلّ من يشاء".وعلّمك الجلوس على السّرير
ردَّ الأعرابيُّ:
فلست مسلّمًا ماعشتُ دهرًا
على معن بتسليم الأمير
على معن بتسليم الأمير
فقال معن:"السلام سنّة يا أخا العرب."
فقال الأعرابي:
سأرحل عن بلاد أنت فيها
ولو جار الزمان على الفقير
ولو جار الزمان على الفقير
فقال معن: "إن جاورتنا فمرحبًا بالإقامة، وإن جاوزتنا فمصحوبًا بالسلامة!"
فقال الأعرابي:
فجُـدْ لي يابنَ ناقصة بمال
فإني قد عزمت على المسير
فإني قد عزمت على المسير
(اسم أمه زائدة، فجعلها الأعرابي= ناقصة)
فقال معن:" أعطوه ألف دينار تخفف عنه مشاقّ الأسفار!" فأخدها، وقال:
قليلٌ ما أتيت به وإنّي
لأطمع منك في المال الكثير
فثنِّ فقد أتاك الملك عفوًا
بلا رأي و لا عقل منير
لأطمع منك في المال الكثير
فثنِّ فقد أتاك الملك عفوًا
بلا رأي و لا عقل منير
فقال معن: "أعطوه ألفًا ثانية ليكون عنا راضيًا!"
فتقدم الأعرابي إليه مُستغربًا من جوده وقال:
سألت الله أن يبقيك دهرًا
فما لك في البرية من نظيرِ
فمنك الجود و الإفضال حقًا
وفيض يديك كالبحر الغزير
فما لك في البرية من نظيرِ
فمنك الجود و الإفضال حقًا
وفيض يديك كالبحر الغزير
فقال معن: "أعطيناه لهجونا ألفين، فأعطوه لمديحنا أربعة!"
فقال الأعرابي: بأبي أيها الأمير ونفسي، فأنت نسيج وحدك في الحلم، ونادرة دهرك في الجود فقد كنت في صفاتك بين مصدق و مكذب، فلما بلوتك صغر الخُبر الخَبر، وأذهب ضعف الشك قوة اليقين، وما بعثني على مافعلت إلا مائة بعير جُعلت لي على إغضابك.
فقال له الأمير:" لا تثريب عليك! وزاد في إكرامه!"
تخيّلوا أعزائي القرّاء إلى أيّ مدى وصل حلمه ووصلت أناتهُ؟ دخل عليهِ هاجيًا مُستنكرًا إماراته فخرجَ ومعه ٦ آلاف دينار ! وبهكذا اشتهر المثل السّائد "أحلم من معن".