- التعديل الأخير:
- المشاهدات: 813
- الردود: 12
التعديل الأخير:
هكذا سقط إيد جين...
في غضون ساعات اكتشف الجريمة ابن الضحية -ضابط الشرطة- عندما وجد المتجر فارغاً، وبقايا دماء على خزانة الدفع، وعندما قام بتحريات أولية قادته إلى اسم شهير كان يتردد في البلدة كشخص مريب: إيد جين.
بعدما شوهد جين في اليوم التالي يحوم حول مسرح جريمته تأكدت شكوك قوية تجاهه، واقتحمت قوة من الشرطة منزله، لتجد ما هو أشبه بقصة خيالية مرعبة، حيث امتلأ منزل القاتل ببقايا النساء المقتولات، منها جلودهن وأنوفهن وأعضائهن التناسلية وشفاههن، والأكثر بشاعة أنه نسج من هذه البقايا قطع أثاث وقفازات وملابس وأقنعة، بجوار أجزاء أخرى في ثلاجته، وأخرى في إناء قرب موقده بانتظار الطهي!
وبعد القبض عليه أصابت قوات الشرطة حالة من الهلع وعدم التصديق لما رأوه، وانهال أحد المحققين عليه بالضرب، حتى فوجئ الجميع بسيل اعترافات من إيد جين، جعل التاريخ يذكر اسمه بمثابة شيطان في هيئة بشرية.
بدأت مأساة إيد جين عندما كان طفلاً يعيش مع أسرته التي تكونت من نقيضين؛ أب مدمن للخمر وأم شديدة التعصب الديني، والتي كانت -بحسب اعترافاته- أحد أهم الأسباب وراء الانحراف النفسي والعقلي له. اعترف جين أن أمه كانت شديدة العدائية تجاه النساء، وكانت دائماً ما تربّي ولديها -إيد وشقيقه- على تحريض دائم بعهر النساء وفسادهن الأخلاقي، وأنهن مخلوقات شَبِقة مُفسدة، ولا يجب أن يعامَلن بشكل طبيعي.
ساهم هذا في تنشئة جين بشكل غير سوي، خاصة عندما سبَّبت له أفكار أمه العزلة الاجتماعية، التي زادت بعد وفاة أبيه، ومحاولة شقيقه التخلص من سلطة الأم شديدة التحكم، ولكن هوس جين بأمه وأفكارها جعله يتآمر معها لقتل أخيه الوحيد، وهو الأمر الذي دُبر ليبدو حريقاً عارضاً في المزرعة. بعدها ازداد انعزاله حتى توفت أمه في أواخر عام 1945، عاش بمفرده في المزرعة نفسها، وبدأ إيد جين يهوي إلى الجنون، وكانت بدايات انحرافه بالانغماس في روايات الرعب الدموي والكتابات الجنسية، ودرس مبادئ التشريح، ثم بدأ في أول طريقه للجريمة بنبش القبور وسرقة جثث النساء لتشويههن والاحتفاظ بتذكارات من أجسادهن.
بعد التحقيقات المطولة، وجدت شرطة الولاية أن التعرف على ضحيتين فقط أمر كاف لاتهامه بالقتل ومحاكمته.
بعد عدة أسابيع فشِلت السلطات في توجيه الاتهامات بشكل رسمي لإيد جين، بعدما قامت بتقييم حالته العقلية أكثر من لجنة، وأقروا بعدم أهليته للمحاكمة، وأودع مصحة عقابية للمرضى العقليين عام 1958، وبعد 10 سنوات أعلنت سلطات الولاية أن إيد جين يمكنه الآن رسمياً أن يحاكم، وحوكم بتهمة قتل واحدة فقط هي ضحيته الأخيرة، لأن الادعاء رأى أن تعدد الضحايا المجهولين قد يفشل القضية.
عام 1968 اعترف جين بالجريمة مباشرة دون أي ضغط، ولكن للسبب نفسه -الجنون وقت ارتكاب الجريمة- لم يُعدم، وأودع بقية حياته في المصحة نفسها مدة 16 عاماً أخرى حتى وفاته عام 1984، بعدما فشلت أكثر من محاولة لاستئناف الحكم وإطلاق سراحه مبكراً.
يجب أن تكون مسجلا لمشاهدة الفيديو المرفق
لم تكن قصة إيد جين مثار ضجة إعلامية فقط وقتها، ولكنها كانت مثار خيال العديد من صناع الفن والأدب، وكانت البداية برواية (المختل) Psycho التي كتبها المؤلف الأمريكي الشهير بكتاباته في عالم الرعب والجريمة (روبرت بلوخ)، وتتمحور حول شاب مختل عقلياً شديد الهوس بأمه، ويقتل النساء. الرواية أثارت انتباه عرّاب أفلام الإثارة (ألفريد هيتشكوك)، الذي سرعان ما خرج للنور الفيلم بالعنوان نفسه Psycho، والذي يحتل حالياً ترتيب 41 بين أعظم 200 فيلم في تاريخ السينما الأمريكية. أوحت جرائم إيد جين الشاذة أيضاً بمسار شخصية قاتل متسلسل في واحد آخر من أفضل أفلام الرعب في السينما الأمريكية، وهو فيلم The Silence of the Lambs، الذي أخرجه جوناثان ديمي، وكتبه كُل من توماس هاريس وتيد تالي، ومثل دور البطولة فيه أنتوني هوبكنز في دور آكل لحوم البشر والسفاح الشهير Hannibal Lecter.
التعديل الأخير:
كل الشكر لك.