- المشاهدات: 813
- الردود: 3
تَختلفُ نظرةُ الأهلِ من شخصٍ لآخرَ فمنهم من يتساهلُ كثيرًا ومنهم من يُقحمُ أولادهُ في حالةٍ نفسيَّةٍ تُسيطرُ عليهم مخافةَ نظرةِ المُجتمعِ إليهم، عدا كون هذه السّنة مصيريّة فإنَّ جُلَّ ما يُشارُ إليهِ بقلم التّحديدِ هو معدُّلُ العامِ وليسَ كونك أحرزتَ نجاحًا أو تقدّمًا في مستواكَ الدّراسيّ طوالَ حياتِكَ ، وأغلبُ الجملِ الّتي تسمعها تدورُ حولَ هذه النّواةِ من الأمورِ:
• يجبُ عليْكَ أن تكونَ طبيبًا أو مهندسًا فنحنُ نريدُ الخيرَ لكَ.
• هل ابنُ عمَّكَ أو قريبُكَ الفلانيُّ يتميّزُ عنكَ بشيءٍ؟ هل لهُ عقلٌ ذهبيٌّ ليحصُلَ على معدَّلٍ أعلى منكَ؟
•شغفُكَ تجاهَ شيءٍ أمر والتّخصُّصُ الّذي أريدُ منكَ أن تدخلهُ أمر.
•اتعب في الثّانويَّةِ العامّةِ ستستريحُ بعدها .
لا بُدَّ أنّكَ سمعتَ هذه الجمَلَ من قبلُ بل وحتّى أنَّ بعضها قد تكرَّر عدَّةَ مرّات ، الخوفُ من كلامِ المُجتمع هو سببٌ رئيسيّ للخوفِ فجميعُ من تعرفهم يترقّبونَ فشلكَ أو نجاحكَ أكثر منكَ .. جديرٌ بالذّكرِ أنَّ لا مرحلةَ تهمّهم غيرَ هذه المرحلة حتّى رسوبكَ في تخصّصكَ الجامعيّ ليسَ أمرًا مهمًّا كرسوبكَ في الثّانويَّةِ العامَّةِ كأنّهم يتّبعونَ مقولةَ النّبي يومَ فتح مكّة " من دخل دار أبي سفيان فهو آمن".
جامعتكَ بالنّسبةِ لهم دارُ أبي سفيان ، ولن تأمنَ من ألسنتهم حتّى تدخُلَها.
لا أقصِدُ القولَ أن يَتلكّأَ الإنسانُ ويُهملَ دراستهُ في هذه المرحلة ، إنّما عليهِ أن يدرُسَ باعتدالٍ دونَ مُبالغةٍ أو إهمالٍ ، فيبدأَ وقتَ العامِ الدّراسي بجدٍّ واجتهادٍ دونَ خوفٍ من قيلَ وقال ، أو حتّى رهبةٍ من هذه المرحلةِ الّتي ستمرُّ مرورَ غيرها من السّنواتِ الكِرام .
في النّهاية أقصدُ القولَ أنَّ المُعدَّلَ ليسَ سوى رقمٍ ولا يحدِّدُ نجاحَ الشّخصِ في حياتهِ ، لا حاجةَ لنا لأن نَذكُرَ الأمثلةَ الكثيرةَ لأناسٍ لم يُحالفهم الحَظُّ في حياتهم الدّراسيّة ولكن حالفهم في حياتهم العمليّة ، الأمثلةُ لا تُعدُّ ولا تُحصى، في المرّةِ القادمة الّتي تشعُرُ أنَّ أحدًا ما يبعثُ إليكَ بطاقةٍ سلبيَّةٍ تجاهَ هذه المرحلة واجه الشّخصَ وأجبهُ باحترام أنَّكَ أدرى بالّذي تُريد.