- المشاهدات: 514
- الردود: 1
إنَّ الحُموضَ والقواعد حولَنا في كُلِّ مكان، فحموضةُ المعدةِ مثالٌ على الحمضِ القويّ ، والمنظّفاتُ مثالٌ على القواعدِ ، ولكن تتفاوتُ قوَّةُ كلٍّ من الحمضِ والقاعدة ، فكيفَ يتمُّ قياس قوّتهما؟ تتفاوتُ بمقدارِ تأيّنها في الماء ، فالأحماضُ والقواعد القويّة تتأيّنُ كليًّا والأحماضُ والقواعدُ الضّعيفةُ تتأيّنُ جزئيًّا.
تطوَّرَ مفهومُ الحمض والقاعدة عبرَ الزّمن فظهرت عدّة تعريفات لهما ، وأوَّلُ التّعريفاتِ هو مفهومُ أرهينيوس حيثُ قال أنَّ الحمضَ مادّةٌ تُنتجُ أيّون الهيدروجين عند إذابتها في الماء والقاعدة هي مادّة تنتج أيّون الهيدروكسيد عند إذابتها في الماء... ولكن ظهرت نقاطُ ضعفٍ في مفهومِ أرهينيوس ومنها:
• عدم قدرته على تفسير السّلوك القاعدي لقواعد لا تحتوي على أيّون الهيدروكسيد، مثل الأمونيا.
• عجزه عن تفسير الخواص الحمضيّة والقاعديّة لمحاليل بعض الأملاح مثل كلوريد الأمونيوم و نتريت الصّوديوم.
ظهرَ بعدَ أرهينيوس مفهوم كل من برونستد ولوري اللّذان عرّفا الحمض كمانِح لأيّون الهيدروجين والقاعدة كمُستقبل لأيّون الهيدروجين إلّا أنَّ تعريفهما لم يطُل كثيرًا حيث أنّهما لم يفسّرا كيف يرتبط الهيدروجين بالقاعدة ولم يستطيعا تفسير السّلوك الحمضي أو القاعدي في بعضِ التّفاعلات الّتي لا تتضمّن انتقالًا لأيّون الهيدروجين.
وفي ختامِ رحلة البحث عن مفهوم صحيح للقاعدة والحمض جاءَ لويس بثقةٍ وغيّرَ جميع المفاهيم ليعرّف الحمضَ على أنّهُ مادَّةٌ تستطيعُ استقبالَ زوجٍ أو أكثر من الإلكتروناتِ الغير رابطة لاحتوائها على أفلاك فارغة، أمّا القاعدة فهي مادّة تمنح زوجًا أو أكثر من الإلكترونات الغير رابطة .
استطاع لويس تفسير السّلوك الحمضي لأيّونات الفلزّات الانتقاليّة في تفاعلاتها وتمكّن من إثبات نفسهِ بجدارة ليصل إلى المفهوم الحقيقي .