- المشاهدات: 1,049
- الردود: 4
يجب تسجيل الدخول لمشاهدة الوسائط
ولكن... الأصمعيُّ بريءٌ من قصيدة صوتُ صفير البلبل، فالكثيرُ من الآراءِ تُشيرُ إلى الأخطاء في النّحو والصّرفِ وغيرها.. قالَ عنها كبارُ اللّغويّين "أكبرُ كذبةٍ في تاريخِ اللّغةِ العربيّة " ، إذ لم يكفي اختلاقُها بل تمَّ نسبها إلى شاعرٍ ليسَ شاعرًا بالأصلِ ولم يَقُلها، بل وأقحموها في روايةٍ ليصدّقها النّاسُ ويردّدوها بدهشةٍ.
والقصةُ المُختلقةُ والمكذوبةُ تقول: يُحكى أنَّ الخليفةَ العباسيَّ أبا جعفر المنصور كانَ يحفظُ القصيدةَ من أوّلِ مرَّةٍ يسمعُها فيها ولو بلغَت ألف بيت وكانَ لهُ غلامٌ يحفظها من ثاني مرّة وجارية تحفظُ القصيدةَ من ثالثِ مرّةٍ ، فبذلكَ كانَ يمنعُ الجوائزَ من الشّعراءِ، فقرَّرَ الأصميُّ تأديبَ الخليفةِ فنظمَ هذه الأبيات ودخلَ مُنشدًا إيّاها أمامهُ ، فلم يستطع المنصورُ حفظها فكافأهُ.
قالَ عُلماءُ العروض والنّحو:" القصيدةُ الّتي نُسبت إلى الأصمعيّ هي جرمٌ بحقّهِ، فالقصيدةُ مليئة بالأخطاء النّحويّة واللّغويّة وأخطاء بالأوزان والعروض وغيرها ، فكيفَ يُمكنُ لإمامٍ عظيمٍ بوزنِ الأصمعيّ الّذي كانَ جامعًا لأشعارِ العربِ ،أن يَنظُمَ قصيدةً بهذه الطّريقةِ الرّديئةِ؟ في زمنِ أمّهاتِ الكتبِ وجمعِ الأشعارِ؟"
فقيلَ عنهُ :" عاشَ الأصمعيُّ وكبرَ في مدينةِ البصرةِ جنوبَ العراقِ ، وتتلمذَ على يدِ علمائها كأبي عمرو بن العلاء الّذي كانَ أستاذهُ في علمِ التّجويدِ وفي علومِ الأدبِ والفصاحةِ والبيان.وأخذَ من سكّان الباديةِ فصاحةَ اللّفظِ وبلاغة الكلام حيثُ عادَ إلى العربِ العتاقِ الّذين يملكونَ زمام اللّغةِ وأسرارها وخفاياها، فسمّاهُ الخليفةُ هارون الرّشيد "بشيطانِ الشّعرِ" .وقالَ الأخفشُ"ما رأينا أحدًا أعلم بالشّعرِ من الأصمعيّ" وقالَ أبو الطّيب اللّغويّ" كانَ أتقن القومِ للّغةِ ،وأعلمهم بالشّعرِ وأحضرهم حفظًا". "
وأخيرًا سُئلَ الأصمعيّ مرَّةً:"لماذا تحفظُ الشّعر ولا تقولهُ؟" قالَ "الّذي أريدهُ لا يواتيني والّذي لا يواتيني لا أريدهُ ، أنا كالمُسنِّ أشحذ ولا أقطع". وهكذا عُرفَ الأصمعيُّ جامعًا للشّعرِ لا حافظًا لهُ.
سعيدةٌ أنَّ الموضوع نالَ إعجابكَ