- المشاهدات: 767
- الردود: 1
للوَقتِ أَغلالٌ يُكبّلنا بِها، يَجعَلُنا سُجناءَ لَديْهِ، يَجعلُنا نترنَّحُ يُمنَةً ويُسرَةً ؛مُحاوَلةَ حلِّ وثاقِنا.. ومُحالٌ عليْنا فعلُ الأخيرِ دونَ مَعرِفَةِ كيْفَ نستغلُّ وقتَنا ولماذا سنستغلُّه؟
بدايَةً ، أَصبَحَ الكثيرُ مِنّا يُهملُ استغلالَ وقتِهِ ويَقضي سُويعاتٍ لامَحدودةٍ أمامَ شاشَةِ هاتِفهِ أو أمامَ التّلفازِ دونَ أَدنى مُراعاةٍ لِجَسَدهِ وعَقلِهِ وفِكرِهِ ، فما عُدنا نهتمُّ كثيرًا بتَنمِيَةِ ذاتِنا وإنماءِ فكرِنا وإثراءِ عَقلِنا بِما هُوَ ناجِعٌ حتّى نَطرُدَ وباءَ الجهلِ ، بَلْ نَحنُ بجُلوسِنا المُتواصِلِ دونَ فائدةٍ تُرجى نَسمَحُ لهذا الوباءِ الشَرَسِ أنْ يَفتكَ بنا ، مُتناسينَ كلامَ أشْرَفِ الخلقِ والمُرسَلينَ؛ (اغتَنِم خمسًا قبلَ خمسٍ، شبابَكَ قبلَ هرمِكَ وصحّتَكَ قبلَ سقمِكَ وغناكَ قبلَ فقرِكَ وفراغكَ قبلَ شغلِكَ وحياتَكَ قبلَ موتِكَ).
هكذا نعلَمُ أنَّ المرءَ سيُسأَلُ عَن وقتٍ أضاعَهُ بما لا يُفيدُهُ؛ بسببِ تقاعُسِهِ وكَسَلِهِ ، فالحَياةُ لا تَقتَضي أنْ يُهملَ الإنسانُ وقتًا يستطيعُ الاستِفادَةَ منهُ وتَعزيزَ نفسِهِ ، وهُنا نذكُرُ بيتَ الشِّعرِ لإيليا أبوماضي:
سَبيلُ العزِّ أن تَبني وتُعلي
فلا تَقنعْ بأنَّ سِواكَ يبني
وإن لَم يَستطِعِ المَرءُ بناءَ نفسهِ أوقاتِ فراغهِ؛ فلَن يستطيعَ فعلَ هذا وقتَ زِحامِ حياتِهِ ، لذلكَ عليْنا أن نَزرَعَ ما يُفيدُنا لأنّنا سنجنيهِ لاحقًا ، وكُلُّ الوَقتِ الّذي قضيْناهُ والّذي راحَ هباءً مَنثورًا سيُمسي شوْكًا في حَقلِ حياتِنا.
قَد تسألونني أعزّائي القُرّاء عن أسلوبِ استغلالٍ دائِمِ الوَتيرَةِ، مُمتع ، وَيَصُبُّ السّعادَةَ في قُلوبكم، سأُجيبكُم أنْ عليكم بالقراءةِ الّتي تأخُذُكم في عوالِمَ غيرِ عوالِمِكُم، وتُقصيكم في آخرِ أصقاعِ المَعمورةِ وأنتم في مكانِكُم .