- المشاهدات: 454
- الردود: 1
قُمْصَــانُ الشّعْب
لا تَشْكُ، مَا شَكَتِ الشَّوامِخُ وَالقِمَمْ
أَنْتَ السَّماءُ، وَأَنْتَ سَابِغَةُ الدِّيَمْ
فِيْكَ الْتَقَى النَّاجُونَ مِنْ أَوْجَاعِهِمْ
فَحَضَنْتَهُمْ، وَلَقَدْ يَلَذُّ لَكَ الأَلَمْ
حَلِّقْ، يَجُوبُ الصَّقْرُ فِي عَلْيائِهِ
سُحُبَ المَدَى وَتَمُوْتُ فِي القَاعِ الرِّمَمْ
حَلِّقْ فَمَنْ يَرْثِيْكَ، إِمَّا تَرْتَمِي
فِي حِضْنِهِمْ؟! أَوْ قَائِلٌ لَقَدِ انْهَزَمْ
خَمْسُوْنَ عَاماً، إِنْ تَقُلْ لَمْ يَسْمَعُوا
أَوْ يَفْهَمُوا، وَاليَوْمَ يَسْمَعُكَ الأَصَمْ
أَتُرِيْهُمُ وَجْهًا بَشُوشاً ناعِماً؟!
فَإِذا ابْتَسَمْتَ فَإِنَّ قَلْبَكَ ما ابْتَسَمْ
أَنْتَ السَّماءُ، وَأَنْتَ سَابِغَةُ الدِّيَمْ
فِيْكَ الْتَقَى النَّاجُونَ مِنْ أَوْجَاعِهِمْ
فَحَضَنْتَهُمْ، وَلَقَدْ يَلَذُّ لَكَ الأَلَمْ
حَلِّقْ، يَجُوبُ الصَّقْرُ فِي عَلْيائِهِ
سُحُبَ المَدَى وَتَمُوْتُ فِي القَاعِ الرِّمَمْ
حَلِّقْ فَمَنْ يَرْثِيْكَ، إِمَّا تَرْتَمِي
فِي حِضْنِهِمْ؟! أَوْ قَائِلٌ لَقَدِ انْهَزَمْ
خَمْسُوْنَ عَاماً، إِنْ تَقُلْ لَمْ يَسْمَعُوا
أَوْ يَفْهَمُوا، وَاليَوْمَ يَسْمَعُكَ الأَصَمْ
أَتُرِيْهُمُ وَجْهًا بَشُوشاً ناعِماً؟!
فَإِذا ابْتَسَمْتَ فَإِنَّ قَلْبَكَ ما ابْتَسَمْ
إِنِّي اتَّهَمْتُكَ أَنْ تَظَلَّ مُشارِكاً
فَابْرَأ لِنَفْسِكَ أَنْ تَصِيْرَ المُتَّهَمْ
أَنْتَ البراكِينُ الّتي لا تَنْتَهِي
جَنَباتُها، سَتَظلُّ تَقْذِفُ بِالحِمَمْ
قُلْ: لا عَلَى أَبَدٍ يُعَظِّمْكَ الَّذي
عَوَّدْتَهُ طُولَ الزَّمانِ عَلَى: نَعَمْ
فَابْرَأ لِنَفْسِكَ أَنْ تَصِيْرَ المُتَّهَمْ
أَنْتَ البراكِينُ الّتي لا تَنْتَهِي
جَنَباتُها، سَتَظلُّ تَقْذِفُ بِالحِمَمْ
قُلْ: لا عَلَى أَبَدٍ يُعَظِّمْكَ الَّذي
عَوَّدْتَهُ طُولَ الزَّمانِ عَلَى: نَعَمْ
دَعْ كُلَّ مَنْ دَخَلُوا لِمَلْءِ بُطُوْنِهِمْ
فَلأَنْتَ أَسْمَى أَنْ تُزَيِّفَكَ اللُّقَمْ
الذِّئْبُ شَاءَكَ أَنْ تُساقَ كَنَعْجَةٍ
أَفَكُنْتَ تَرْضَى أَنْ تُساقَ مَعَ الغَنَمْ؟!
هُمْ لا يَخافُونَ الضَّعِيْفَ وَهَلْ تَرَى
أَنَّ القَوِيَّ يَخافُ يَوْماً مِنْ قزَمْ؟!
لَسنا لَهُمْ وَجْهاً، وَلَسْنا عُمْلَةً
بِجُيوبِهِمْ، أَبداً وَلا كُنَّا رَقَمْ
جُرْحٌ بِصَدْرِكَ لَمْ يَزَلْ مُتَفَجِّرًا
وَصِيَاحُهُ مِنْ أَلْفِ عَامٍ مَا انْكَتَمْ
مَا عَادَ فِيْنا يَا (عَلِيُّ) مُحَكِّمًا
أَفَلَسْتَ تَرْجِعُ كَيْ تَكُونَ لَنَا الحَكَمْ؟!
إِنِّي أُعِيْذُكَ (فَالخَوارِجُ) لَمْ تَزَلْ
لِلْيَوْمِ تُقْسِمُ ثُمَّ تَحْنِثُ بِالقَسَمْ
هَلْ أَخْبَرُوكَ إِذاً مَتَى مِيْعادُنا
وَمَتَى (ابْنُ سَابِئَةَ اليَهُودِيُّ) انْتَقَمْ؟!
وَمَتى (مُعاوِيَةٌ) سَيَرْفَعُ مُصْحَفاً؟!
فَيَكُونُ أَمْرُ اللهِ فِي التَّحْكِيْمِ تَمْ
لا تَجْعَلِ الشُّورَى لَهُمْ قُرَشِيَّةً
(لابْنِ الزُّبَيْرِ) يَدٌ كَمَا (لابْنِ الحَكَمْ)
وَبَنُو أُمَيَّةَ حَامِلُو قُمْصانِنَا
حَقَّاً (لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ) انْهَضَمْ
قُمْصَانُ مَنْ تِلْكَ الَّتي لا تَنْتَهِي
حَتَّى يَسِيْلَ لأَجْلِها مِلْيُونُ دَمْ
قُمْصانُ شَعْبِي كُلُّها مَطْلُولَةٌ
حَسْرَى تَنُوحُ خُيُوطُها مُنْذُ القِدَمْ
لُمْ مَنْ يُبَايِعْ ظَالِمِيْكَ وَلا تَلُمْ
مَنْ أَلّهُوهُ مِنْ جِياعِكَ إِنْ ظَلَمْ
أَنا لا أُبرِّئُ وَاحِداً فَجَمِيْعُهُمْ
لَيْلٌ عَلَى صَدْرِ العَدالَةِ قَدْ جَثَمْ
تَارِيْخُنا مِنْ بَعْدِ أَنْ حَكَمَ الهَوَى
وَرَمٌ عَلَى وَرَمٍ يَزِيْدُ، عَلَى وَرَمْ
فَلأَنْتَ أَسْمَى أَنْ تُزَيِّفَكَ اللُّقَمْ
الذِّئْبُ شَاءَكَ أَنْ تُساقَ كَنَعْجَةٍ
أَفَكُنْتَ تَرْضَى أَنْ تُساقَ مَعَ الغَنَمْ؟!
هُمْ لا يَخافُونَ الضَّعِيْفَ وَهَلْ تَرَى
أَنَّ القَوِيَّ يَخافُ يَوْماً مِنْ قزَمْ؟!
لَسنا لَهُمْ وَجْهاً، وَلَسْنا عُمْلَةً
بِجُيوبِهِمْ، أَبداً وَلا كُنَّا رَقَمْ
جُرْحٌ بِصَدْرِكَ لَمْ يَزَلْ مُتَفَجِّرًا
وَصِيَاحُهُ مِنْ أَلْفِ عَامٍ مَا انْكَتَمْ
مَا عَادَ فِيْنا يَا (عَلِيُّ) مُحَكِّمًا
أَفَلَسْتَ تَرْجِعُ كَيْ تَكُونَ لَنَا الحَكَمْ؟!
إِنِّي أُعِيْذُكَ (فَالخَوارِجُ) لَمْ تَزَلْ
لِلْيَوْمِ تُقْسِمُ ثُمَّ تَحْنِثُ بِالقَسَمْ
هَلْ أَخْبَرُوكَ إِذاً مَتَى مِيْعادُنا
وَمَتَى (ابْنُ سَابِئَةَ اليَهُودِيُّ) انْتَقَمْ؟!
وَمَتى (مُعاوِيَةٌ) سَيَرْفَعُ مُصْحَفاً؟!
فَيَكُونُ أَمْرُ اللهِ فِي التَّحْكِيْمِ تَمْ
لا تَجْعَلِ الشُّورَى لَهُمْ قُرَشِيَّةً
(لابْنِ الزُّبَيْرِ) يَدٌ كَمَا (لابْنِ الحَكَمْ)
وَبَنُو أُمَيَّةَ حَامِلُو قُمْصانِنَا
حَقَّاً (لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ) انْهَضَمْ
قُمْصَانُ مَنْ تِلْكَ الَّتي لا تَنْتَهِي
حَتَّى يَسِيْلَ لأَجْلِها مِلْيُونُ دَمْ
قُمْصانُ شَعْبِي كُلُّها مَطْلُولَةٌ
حَسْرَى تَنُوحُ خُيُوطُها مُنْذُ القِدَمْ
لُمْ مَنْ يُبَايِعْ ظَالِمِيْكَ وَلا تَلُمْ
مَنْ أَلّهُوهُ مِنْ جِياعِكَ إِنْ ظَلَمْ
أَنا لا أُبرِّئُ وَاحِداً فَجَمِيْعُهُمْ
لَيْلٌ عَلَى صَدْرِ العَدالَةِ قَدْ جَثَمْ
تَارِيْخُنا مِنْ بَعْدِ أَنْ حَكَمَ الهَوَى
وَرَمٌ عَلَى وَرَمٍ يَزِيْدُ، عَلَى وَرَمْ
للشّاعر : أيمن العتوم