- المشاهدات: 740
- الردود: 2
اسمهُ الحقيقيُّ هو " غيلان بن عقبة العدويّ" ويُعتبرُ من شعراءِ العصرِ الأمويِّ وقد لُقِّبَ ذو الرّمَةِ نسبةً إلى قطعةِ الحبلِ الّتي يحملها دائمًا معهُ وتُدعى الرّمّة.
أمّا معرفتهُ بمعشوقتهِ ميّ فحدثت حينما مرَّ بخباءِ قومٍ "أي خيمتهم " فاستسقاهُم ، فقالت والدةُ ميّ لها "قومي فاسقهِ" ،فجاءتهُ الفتاةُ بالماءِ ولمّا رأت الرّمَّةَ على كتفهِ قالت لهُ ،" اشرَب يا ذا الرّمَّةِ " .. ومنذُ أن قالت لهُ تلكَ الجملةَ وقعَ أسيرًا في حُبّها ، ولقد كانت ميّ جميلةَ المظهرِ لذلكَ فُتِنَ شاعِرنا بها.
بَرّاقَةُ الجيدِ وَاللَبّاتِ واضِحَةٌ
كَأَنَّها ظَبيَةٌ أَفضى بِها لَبَبُ
بَينَ النَهارِ وَبَينَ اللَيلِ مِن عَقَدٍ
عَلى جَوانِبِهِ الأَسباطُ وَالهَدَبُ
عَجزاءُ مَمكورَةٌ خَمصانَةٌ قَلِقٌ
عَنها الوِشاحُ وَتَمَّ الجِسمُ وَالقَصَبُ
زَينُ الثِيابِ وَإِن أَثوابُها اِستُلِبَت
عَلى الحَشِيَّةِ يَوما زانَها السَلَبُ
وهذه أبياتُ قصيدةٍ كتبها لأجلها .كَأَنَّها ظَبيَةٌ أَفضى بِها لَبَبُ
بَينَ النَهارِ وَبَينَ اللَيلِ مِن عَقَدٍ
عَلى جَوانِبِهِ الأَسباطُ وَالهَدَبُ
عَجزاءُ مَمكورَةٌ خَمصانَةٌ قَلِقٌ
عَنها الوِشاحُ وَتَمَّ الجِسمُ وَالقَصَبُ
زَينُ الثِيابِ وَإِن أَثوابُها اِستُلِبَت
عَلى الحَشِيَّةِ يَوما زانَها السَلَبُ
وكأغلبِ شعراءِ العربِ الهائمينَ بالحُبِّ كمجنونِ ليلى مثلًا ؛ لم يظفر شاعرنا بمحبوبتهِ ، بل تزوّجت بغيرهِ .. أمّا هو فلم يعمّر كثيرًا فقد وافتهُ المنيةُ حينَ بلوغهِ الأربعينَ.
ونُقلَ أنَّ رجلًا يُدعى أسيد بن عمرو مرَّ بميّ وهي عجوزٌ وقد فاتَ أوانها وبهتَ جمالُها فقالَ فيها : " مررتُ على ميّ وقد أسنّت فوقفتُ عليها وأنا يومئذ شابٌّ فقلتُ ما أرى ذا الرّمَّةِ إلّا قد ضيّعَ فيكِ قولهُ :
أما أنتِ عن ذكراكِ مية تقصرُ
ولا أنتَ ناسي العهدَ منها فتذكرُ
ولا أنتَ ناسي العهدَ منها فتذكرُ