- المشاهدات: 3,477
- الردود: 1
- المؤلف
- أيمن العتوم
- معلومات الطبعة
- الإبداع الفكري
اسمُ الكتاب : أرضُ الله
اسمُ الكاتب : أيمن العتوم
هل يَعرِفُ أحدكم أبعاد الاستعمار ؟ إنّها أحداثٌ ومصائبُ تُصعقُ لها الجبال ، ومن هُنا روَت هذه الرّوايةُ قصّةَ شخصٍ من أفريقيا يُدعى عمر بن سيّد ، والدهُ من الأشرافِ والأغنياء، عاشَ سيّدًا على قومهِ وورّثَ أبناءهُ التّواضعَ والعِلم .. وعندما اشتدَّ عودُ بطلِ روايتنا انتقلَ للعيشِ من مدينتهِ "فوتا تور" إلى "توبا" مدينة المُريدينَ الّذين يقصدونَها للتقرّبِ من الله أكثرَ وأكثرَ ، عاشَ حياةَ الزّهد لسنواتٍ طِوالٍ وتعلَّمَ ما يليقُ بعالمٍ ، ثمَّ عادَ إلى مدينتهِ ليتزوّجَ وفي حينِ انتظارِ مولودهِ الأوّل استقصدَ منزلهُ الاستعمارُ الفرنسيّ فقتلوا والدَهُ أمامهُ وجرّوهُ عبدًا ولا يدري ما فُعلَ بزوجتهِ وأمّه وابنهِ القادِم!
عانى في بيتِ العبيدِ الّذي يجعلونَ بهِ 100 شخصٍ أو أكثرَ معًا في غُرفةٍ صخريَّةٍ طولُها وعرضها 8 أذرُعٍ ! وعانى حينَ نقلهِ إلى الولاياتِ المتّحدةِ في قعرِ السّفينةِ حيثُ لا يوجدُ مكانٌ لقضاءِ الحاجةِ فكانوا يتغوّطونَ ويبولونَ على أنفسهم - أجلّكم الله- .. كانَ السّيِّدُ الأبيضُ يتمنّنُ عليهم بحساءٍ يسكبونهُ من فوق يُحرقُ وجوهَهم ولكنّهم ولأجلِ آفةِ الجوعِ كانوا يُسرعونَ نحوهُ ولو حُرقَت ألسِنَتُهم ووجوههم .
وعندما وصلوا إلى المكانِ المقصودِ بدأت عذاباتهم الّتي لا تنتهي ، عملٌ ل 15 ساعةً في اليوم.. بيعٌ لهم كالبهائم ومعاملةٌ شديدةُ القسوةِ إذ كانوا يضربونهم بالسّوطِ ويحرقونَ من يقصّرُ في عملهِ حيًّا ! إنّها محطاتٌ كثيرةٌ في حياة عمر بن سيّد قُصّت بأسلوبٍ مُؤلمٍ وكأنّنا نتعايشُ معه!
التّقييم: 10/10
لاشيءَ أبلغُ قولًا من الحقيقةِ ، إنَّ الحقائقَ هي أنجعُ وسيلةٍ للتّعرِّفِ على معاناةِ الأبطالِ كبطلِ الرّوايةِ، وهذا الكتابُ هوَ أفضلُ كتابٍ قرأتهُ في حياتي ممّا لا شكَّ فيهِ ، حيثُ أنَّ تفاصيلَ التّفاصيل هي من أعطتهُ هذا الرّونقَ الآسر.