زوجتى إمرأة عصرية

[أحمد سعيد أبوزيد]

زوجتى امرأة عصرية


زوجتي امرأة عصرية!!
بقلم أ / حســـــين
حـرفـــوش


يفرح
صاحبنا ويطرب بما
أكتب من الشعر الرومانسي. ويسألني دائما في إلحاح: لمن تكتبه؟!
ثم يتابع:
إياك أن تكذب وتقول إنك تكتبه في زوجتك!! إن المرأة في أشعارك..
حلم
جميل.. وطيف رقيق.. ومرفأ تأوي إليه زوارقك الحياري فتستريح.. وعين
رمشها
نخيل.. وشعر ظله ظليل.. ووجه مبتسم يدفعك إلي التفاؤل.. ولسان
كلماته
شهد.. . وصمته وعد.. أنا واثق أن تلك المرأة انتهت من الوجود.. ولما
رآني
مصدوما من كلماته.. تابع يقول: لا أعني شيئا.. أنا أناقش قضية عامة..

فما
رأيك في المرأة العصرية؟!! كم أكره هذا المصطلح !! فقلت هذه وجهة
نظرك!!..
ثم تابع: انظر بدعوي عصرية المرأة.. قلبوا كل الأمور وغيروا كل
شيء..
فزجوا بالمرأة بدعوي العصرية في كل ميدان ومجال.. وارتضت هي ذلك بل
رحبت
به.. ومن شدة انفعالها وتفاعلها مع واقع العصر الجديد اختفت تلك
اللمسة
الأنثوية الرقيقة التي حباها الله بها، غابت رومانسيتها الحالمة التي
تمثل
قوة الدفع التي تجابه بها الأسرة واقع الحياة، مما جعلنا نعيش في
جوانب
كثيرة من حياتنا الأسرية كمعيشة نزلاء الفنادق لا يحركهم لقول كلمة
حلوة
إلا مجاملة الجوار. فالبشاشة باهتة والمشاعر باردة والمجاملة
دافعها
الحياء الاجتماعي الكاذب، وليس الحب الواجب.
فقلت:
يبدو أنك تعاني
معاناة شديدة، إن لم يكن عليك حرج فحدثني لعلي أساعدك، أو
أكتب قصيدة في معاناة
أمثالك. فقال: سأحكي لك موقفا واحدا، في بدايته لا
بد من توضـيــح ألا وهو أن
تلك العصرية لم يقف ضررها عند تغيير الملامح أو
الأحاسيس .. بل تعداها الى
الأفكار ..وإليك دليلا ..وهو أنها ضاعفت ما في
زوجتي من خصالها السيئة وأولها
الشك بحجة أن الشك يؤدي إلي اليقين و(هذا
من بديهيات الإدارة التي تعمل فيها).

فمثلا
أردت ذات مرة أن أعيد جلسات السمر والحوار التي ندرت وخاصة بعد
ترقيتها في
وظيفـتها فأتعبت نفسي، وجيبي، وأحضرت ما أحضرت من المطعم المجاور.
وقلت
لها محاولا فتح حوار: ما رأيك في الأكل؟ وانتظرت.. شكرا يا حبيبي..
أو
قبلة علي جبيني.. أشعر من خلالها بما في القلب من دفء المحبة
وحلاوة
الوصال إلا أنني فوجئت بقولها: (الـمهم رأيك أنت)! (أنا عارفة قصدك
إيه)!
تريد أن تقارن بين أكلي وأكل المطاعم فتشعرني بفشلي وعجزي! الرسالة
وصلت
(يا باشا)! ثم تابعت بكل ما يبين الظلم الواقع عليها وعدم تقديرها
كامرأة
عصرية. تساهم في النهضة العصرية. واتهمتني بأنني من أعداء المرأة
العصرية
وأنني لست رجلا عصريا.
فأسرعت
بغلق الشبابيك خشية أن تسمعنا
واحدة من جمعية المرأة العصرية أو واحدة من
جمعية حقوق الإنسان العصرية أو محام
من محكمة الأسرة العصرية. وساعتها
سأضيع ويضيع أولادي من بعدي!! وبعد جهد جهيد
أوضحت سلامة نيتي وقصدي. ولما
رأيتها هدأت استبشرت بتكملة الأمسية. فقلت: ما
رأيك في كوب شاي؟! فقالت:
(اشربه إنت!!) أنا عندي (دوام بدري!!) وإذا استيقظ
الصغير فأكله في
الثلاجة!! وما هي إلا لحظات حتي راحت في نوم عميق أعلن عنه
غطيطها. فنظرت
إليها وأنا أضرب كفا بكف خارجا من الغرفة مسرعا لأفض شجارا نشب
بين الصغار
ولساني يقول بعد آهـــة طـويــلة: زوجتي امرأة عصرية!!!!.. أما قلبي
فيقول
لها ما يخاف لساني أن يصرح به........ وإلاّ (رحت في داهية!!) فوجدت
لسان
حالي يقول دون شعور مني ... يارب إنْ كانت العصرية هكذا فلا تجعل
زوجتي
امرأة عصرية أبــــدا....
thumb_upأعجبنيthumb_downلم يعجبني
personالثلاثاء يناير 17, 2012 11:08 am
من طرف سعيدالعارف الضبع
انا اكره كلمة عصرية لانه كلمة ملوثة ولا تعنى الحقيقة

فالمرأة العصرية فى وقتنا الحالى هى المرأة التى تعمل

ولا سلطان لاحد عليها وتفعل ما تشاء وقتما تشاء وتتعامل

مع زوجها وكأنه عدو لا يجب ان تُشعره بنقصها تحت

اى ظرف . شكرا ام شروق على الموضوع القيم وكل

الشكر لكاتب الموضوع الاستاذ حسين حرفوش