e-Dewan.com
  ⚠️عدد مشاهدات الزوار للمواضيع محدودة
  • المشاركة مفتوحة للجميع .. لا تتردد في نشر مقالك في القسم المناسب في منتدى الديوان.

  • اللّٰهُمَّ إِنِّي أَفْتَتِحُ الثَّناءَ بِحَمْدِكَ وَأَنْتَ مُسَدِّدٌ لِلصَّوابِ بِمَنِّكَ، وَأَيْقَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فِي مَوْضِعِ الْعَفْوِ وَالرَّحْمَةِ.

🔄 منقول: قصة لولا جرادة ما وقع عصفور

العنوان:
🔄 منقول: قصة لولا جرادة ما وقع عصفور

🔄 الموضوع يحتوي على محتوى منقول.

مرحبا ً بك في الــديــوان الإلكتروني

أهلا وسهلا بك زائرنا العزيز في الــديــوان الإلكتروني.

انظم إلينا و تمتع بتجربة رائعة, ستجد كل ما تبحث عنه.

التسجيل مجاني بالكامل

لولا جرادة ما وقع عصفور...
يُحكى أنه كان هناك شيخٌ يُدعى عصفور،
وكانت له زوجة تُدعى جرادة، وكانا يعيشان حياة
فقرٍ وعوز، وفي أحد الأيام أشارت عليه زوجته أن يبحث
له عن عمل، ولما لم يجد ما يعمل بــه، أشارت عليه أن يعمل
نفسه ساحراً ويجلس على الرصيف ويحكي ما شاء له من الكلام
علّه يأتي ببعض النقود في نهاية اليوم ليشتروا بها ما يقتاتون به
وافق عصفور على رأي زوجته وذهب في اليوم التالي إلى المدينة
وجلس على الرصيف وبسط أمامه منديلاً ووضع عليه الرمل وأخذ
يخُطُّ عليه بأصابعه وكأنه يتقن أسرار هذه الصنعة، فتهافت الناس
عليه كلّ يسأله عن حلٍّ لمشكلته، وهو يلقي الكلام على عواهنه
بعفويــة وبساطــة وكيفما أتفـق، ولكنــه كان كثيراً ما يصيب،
وكان يعود في نهاية اليوم وقـــد جمع كثيراً من النقود حتى
تحسّنت حالته، ودام على ذلك فترة مــــن الزمن اكتسب
خلالها شهرة واسعة، واكتسب كذلك جرأة على
العمل في هذا المجال، وحدث في أحد الأيام
أن سطت عصابةٌ من اللصوص على
خزينة الملك وسرقوا منها
صندوقين من المال،
فدعا الملك
وزراءه وتشاوروا في الأمر
وقرروا البحث عن ساحر يضرب الرمل
ويكشف عــــن مكان الصناديق المسروقـــة
ويكشف عـــــن السارقين أيضاً، ولما كان عصفور
قد اكتسب شهرة واسعة فقد وصلت شهرته إلى مسامع
الملك وحاشيته، فأمر بإحضاره وطلب منه الكشف عن مكان
الصندوقين واللصوص. أُسقط في يد عصفور ولم يدر ما يعمل
وطلب مهلة مـــــن الملك ليدبر أموره ويضرب الرمل ويستشير
أعوانه، فأعطاه الملك مهلة أربعين يوماً ... ولما كان عصفور لا
يعرف الحساب ولا العَدّ، فأخذ زوجته إلى السوق واشترى أربعين
حبةً من الرمان ليأكل كل ليلة رمانةً منها فيعرف ما تبقّـــى من
أيام المهلة ... وسمع اللصوص ... الخبر وكانوا أربعين لصاً
وزعيمهم، فخشوا من افتضاح أمرهم وأيقنوا أن عصفور
كاشف عنهم لا محالة وفي الليلة الأولى طلب زعيم
اللصوص أن يذهب أحدهم ... إلى بيت عصفور
ويتجسّس الأخبـــــار ويحاول أن يسمع ما
يقوله عصفور وقبل أن ينام عصفور
طلب من زوجته أن تحضر
رمانة ليأكلوها لانقضاء
أول ليلة
من أيام المهلة، وعندما
أحضرتها قال عصفور هذا أول واحد
من الأربعين وهو يقصد أول يوم من الأربعين
يوماً، ولما سمع اللص ذلك سقط قلبه في جوفه،
وظن أن عصفور قد شعر به وعلم بوجوده، فهرب وعاد
إلى زعيمه وأخبره بما سمع من عصفور .. وكيف شعر به
وعلم بوجوده دون أن يـــراه، وفي الليلة التالية بعثوا لصاً آخر
ليتجسّس أخبار عصفور، وعندما أحضرت زوجة عصفور الرمانة
قال هذا ثاني واحد من الأربعين وحدث مــع الثاني كما حدث مــع الأول،
ودام الحال على ذلك عدة ليال حتى ضج اللصوص من الخوف واقشعرت
أبدانهم ولما لم يرضَ أحدٌ منهم بالذهاب إلى بيت عصفور قرّر الزعيم
الذهاب بنفسه وسماع ما يقوله عصفور، وفــــــي المساء عندما
أحضرت زوجة عصفور له الرمانة أمسك بهـــا وكانت كبيرة
وأكبر واحدة في الرمانات، فقال عصفور هـــذا أكبر واحد
في الأربعين وهو يقصد حبّة الرمان، أما الزعيم فظن
أنه يقصده لأنه أكبر واحد في العصابة وهو
زعيمهم فخاف وعاد إلى أصحابه وقرر
إعادة الصندوقين وتسليم أنفسهم،
وهكذا فعلوا، فسلمهم
عصفور في اليوم
التالي إلى الملك وطلب
منـــه أن يخفّف عقوبتهــم
وطار صيت عصفور بعد ذلك وانتشر
خبره وعمّت شهرتــــه كلّ أرجاء المملكة
وأصبح ساحر القصر بلا منازع، وفي يوم سألته
الملكة وكانت حاملاً وعلى وشك الوضع: هل تعرف
أين ألد يا عصفور فكّر عصفور مليّاً ولما لم يعرف الجواب
قال : لا فوق ولا تحت ... وصعدت الملكة الدرج .. إلى حجرتها
فسابقها الطَّلْق ووضعت قبــــل أن تصل إلى غرفتها ... فقالت صـدق
عصفور فقــد تنبأ لي بذلك وكافأته وأحسنت إليـه أما الوزير فكان يشك
في صدق عصفور ويقول للملك إنه كاذب .. وفي يوم سنحت له الفرصة
أن يمتحن عصفور ويوقع به، وذلك أن جرادة طارت من مكانها ومرّت
أمام شرفة القصر وعلى مرأى من الملك ووزرائه .. فانقض عليها
عصفور ... وابتلعها وكانت كبيرة فوقفت في حلقه ولم يستطع
ابتلاعها فوقع ومات، فكّر الوزير بمكيدة يوقع بها عصفور
فقال للملك إن كان ساحرك ماهراً فدعه يخبرنا كيف مات
هذا العصفور فأمر الملك بإحضاره وسأله الوزير عن
سبب ميتة العصفور .. عرف عصفور بالمكيدة
لأنه كان يعرف كراهية الوزير له، وجعل
يندب حظّه ويلوم زوجته التي
أشارت عليــــه وأوقعته
في هــذا المأزق وقال
وهو يجهش بالبكاء:
«لولا جرادة ما وقع عصفور »
وهو يقصد لولا جرادة زوجته لما وقع
هو في هذا المأزق وظن الملك والوزير أنــه
يقصد لولا الجرادة التي وقفت في حلق العصفور
لما وقع ومات ... ففرح الملك ... لفشل مكيدة
وزيره ... وأمر بمكافأة عصفور على ذلك
ففرح عصفور ... بخلاصه بعد أن
كان لا يصدق بالنجاة
 
أعلى