🔄 منقول: رجل من ذهب بقلم ايمان القدوسى

أحمد سعيد أبوزيد
عضو مٌميز
عـضـو
النشاط: 84%
- إنضم
- 2024/10/4
- المشاركات
- 361
- التفاعل
- 416
- المستوى
- 63
- الأوسـمـة
- 1
- الإقامة
- مصر -قنا -دشنا
- ℗
- 67,995
- الجنس
♂️ ذَكــر
رجل من ذهب/ايمان القدوسى
يدهشني اعتقاد الكثير من الناس أن ( الفانوس السحري ) و ( خاتم سليمان ) هي مجرد أساطير ، النفوذ والسلطة هي المصباح العجيب الذي يحقق لك ما تريد بمجرد أن تلمسه ، والمال يتفوق علي خاتم سليمان في عدد الخدم الذين يمكن شراؤهم به ليقوموا بتنفيذ كل ما تريد حتى القتل .ولدت وفي فمي ملعقة من ذهب كما يقولون ، فقد استطاع والدي تشييد إمبراطورية مالية وصرح اقتصادي ضخم تسانده شبكة علاقات قوية بالنخبة المتنفذة في كل المواقع ، وبالطبع تعلمت وعملت وتزوجت بشكل فاخر أنيق يليق بمكانة الوالد ، وتلك الأحلام التي يستميت الشباب للحصول على الحد الأدنى منها عبر كفاح مرير بالنسبة لي كانت مجرد تحصيل حاصل .ولكن كرة السعادة عندما وصلت لقدمي فعلت ما هو متوقع بالضبط ركلتها بقوة لتذهب بعيدا بعيدا حتى اختفت عن ناظري ، دفعني لذلك شعور جارف بالملل والسأم يغزو حياتي ويحرم علي الإحساس بالمتعة ، أتذكر يوما كنت أقوم بتوزيع لحوم بمناسبة عيد الأضحى ولفتت نظري سيدة فقيرة في منتصف العمر كانت علامات الفرحة علي وجهها لا تصدق ، سألتها فأخذت تصف لي ما ستفعله بقطعة اللحم التي أخذتها فأمرت لها بكيس آخر لأرى المزيد من علامات الفرح الحقيقي وبعد انصرافها ضبطت نفسي أحسدها .ما الذي كان ينقصني ؟ وماذا كنت أريد ؟ أسئلة سخيفة جدا وبلهاء ، لم يكن لدي ما أشكو منه ولكن أيضا لم يكن هناك ما يثير فرحى أو حتى ألمي وحزني ، تمنيت أن أكون فلاحا بسيطا راضيا تحبه زوجته وتساعده ويلتف حوله أولاده ويستمتع بساعة العصارى وهو يشرب الشاي في ( الخص ) علي رأس الغيط مع زوجته وتتردد ضحكاتهما الصافية لتستقر علي فروع شجر التوت ويهتز لسماعها عصافير الحقل الرمادية الخالية من الزينة ، أو أكون صيادا أو راعيا للغنم المهم أن أكون إنسانا حقيقيا .نعم أنا لست إنسانا حقيقيا ، لقد أصبحت معلبا ومحاطا بعشرات الأشياء التي تفصلني عن فطرتي ، لا أستطيع تحمل البرد أو الحر بدون التكييف المركزي ولم أعد قادرا علي الحركة بدون سيارة وحراس وهيلمان ، باختصار كل تفاصيل حياتي صارت معقدة ومصنوعة ، وكذلك كل من حولي ، وكل علاقاتي ، لا يوجد في حياتي شخصا واحدا يحبني لذاتي ، كنت أتذكر أسطورة الرجل الذي تمنى أن يتحول كل ما يلمسه إلي ذهب حتى قضي عليه حبه للذهب . دخلت شبكة العنكبوت ، شبكة رجال الأعمال الكبار ، رأيت الإنسانية تذبح علي موائدهم البراقة وفي نفس الوقت يشربون نخب الصفقات الجديدة ويوقعون عقودا بالملايين ، يتغير الإنسان بتغير سلوكه وتغير المناخ من حوله ، وقد تغيرت أصبحت تمساحا ذو جلد سميك وأسنان متوحشة وقلب تائه ونفس هشه متعبه . حتى قابلتها يوما ، لم تكن أجمل من رأيت ولا أكثرهن توددا ، علي العكس تعاملت معي بشكل عادى واستطاعت ببراعة فائقة أن تخترق جلد التمساح الغليظ وتصل لقلبه الهش ، كان لديها ما افتقدته دوما تعاملت مع الإنسان بداخلي بنجاح ، أصبحت لا أستغني عنها وفعلت الكثير وبذلت أموالي من أجلها ، وباقي القصة تعرفونها جميعا وقرأتم تفاصيلها ، خداع وخيانة وانتقام ، هل كانت شديدة البراعة ؟ أم كنت مغفلا كبيرا ؟ الآن لا يهم فقد وصلت القصة لنهايتها ، والمرأة التي تخيلت أنها ستحرك بحيرة حياتي الراكدة أدخلتني فيلم رعب وكابوس لن ينتهي حتى بموتى فستظل أسرتي وأولادي مطاردون بشبحي بلا ذنب . صعدت بسرعة الصاروخ ولكنه كان صعودا للهاوية ، وامتلكت الأشياء حتى أفقدتني نفسي ، واليوم عدت إنسانا بائسا ضعيفا وسجينا أتطلع فقط لرحمة ربي وأرى الحياة علي حقيقتها كما لم أرها من قبل فقد زالت غشاوة المال وقدراته السحرية عن عيني ولكن للأسف فات الأوان
يدهشني اعتقاد الكثير من الناس أن ( الفانوس السحري ) و ( خاتم سليمان ) هي مجرد أساطير ، النفوذ والسلطة هي المصباح العجيب الذي يحقق لك ما تريد بمجرد أن تلمسه ، والمال يتفوق علي خاتم سليمان في عدد الخدم الذين يمكن شراؤهم به ليقوموا بتنفيذ كل ما تريد حتى القتل .ولدت وفي فمي ملعقة من ذهب كما يقولون ، فقد استطاع والدي تشييد إمبراطورية مالية وصرح اقتصادي ضخم تسانده شبكة علاقات قوية بالنخبة المتنفذة في كل المواقع ، وبالطبع تعلمت وعملت وتزوجت بشكل فاخر أنيق يليق بمكانة الوالد ، وتلك الأحلام التي يستميت الشباب للحصول على الحد الأدنى منها عبر كفاح مرير بالنسبة لي كانت مجرد تحصيل حاصل .ولكن كرة السعادة عندما وصلت لقدمي فعلت ما هو متوقع بالضبط ركلتها بقوة لتذهب بعيدا بعيدا حتى اختفت عن ناظري ، دفعني لذلك شعور جارف بالملل والسأم يغزو حياتي ويحرم علي الإحساس بالمتعة ، أتذكر يوما كنت أقوم بتوزيع لحوم بمناسبة عيد الأضحى ولفتت نظري سيدة فقيرة في منتصف العمر كانت علامات الفرحة علي وجهها لا تصدق ، سألتها فأخذت تصف لي ما ستفعله بقطعة اللحم التي أخذتها فأمرت لها بكيس آخر لأرى المزيد من علامات الفرح الحقيقي وبعد انصرافها ضبطت نفسي أحسدها .ما الذي كان ينقصني ؟ وماذا كنت أريد ؟ أسئلة سخيفة جدا وبلهاء ، لم يكن لدي ما أشكو منه ولكن أيضا لم يكن هناك ما يثير فرحى أو حتى ألمي وحزني ، تمنيت أن أكون فلاحا بسيطا راضيا تحبه زوجته وتساعده ويلتف حوله أولاده ويستمتع بساعة العصارى وهو يشرب الشاي في ( الخص ) علي رأس الغيط مع زوجته وتتردد ضحكاتهما الصافية لتستقر علي فروع شجر التوت ويهتز لسماعها عصافير الحقل الرمادية الخالية من الزينة ، أو أكون صيادا أو راعيا للغنم المهم أن أكون إنسانا حقيقيا .نعم أنا لست إنسانا حقيقيا ، لقد أصبحت معلبا ومحاطا بعشرات الأشياء التي تفصلني عن فطرتي ، لا أستطيع تحمل البرد أو الحر بدون التكييف المركزي ولم أعد قادرا علي الحركة بدون سيارة وحراس وهيلمان ، باختصار كل تفاصيل حياتي صارت معقدة ومصنوعة ، وكذلك كل من حولي ، وكل علاقاتي ، لا يوجد في حياتي شخصا واحدا يحبني لذاتي ، كنت أتذكر أسطورة الرجل الذي تمنى أن يتحول كل ما يلمسه إلي ذهب حتى قضي عليه حبه للذهب . دخلت شبكة العنكبوت ، شبكة رجال الأعمال الكبار ، رأيت الإنسانية تذبح علي موائدهم البراقة وفي نفس الوقت يشربون نخب الصفقات الجديدة ويوقعون عقودا بالملايين ، يتغير الإنسان بتغير سلوكه وتغير المناخ من حوله ، وقد تغيرت أصبحت تمساحا ذو جلد سميك وأسنان متوحشة وقلب تائه ونفس هشه متعبه . حتى قابلتها يوما ، لم تكن أجمل من رأيت ولا أكثرهن توددا ، علي العكس تعاملت معي بشكل عادى واستطاعت ببراعة فائقة أن تخترق جلد التمساح الغليظ وتصل لقلبه الهش ، كان لديها ما افتقدته دوما تعاملت مع الإنسان بداخلي بنجاح ، أصبحت لا أستغني عنها وفعلت الكثير وبذلت أموالي من أجلها ، وباقي القصة تعرفونها جميعا وقرأتم تفاصيلها ، خداع وخيانة وانتقام ، هل كانت شديدة البراعة ؟ أم كنت مغفلا كبيرا ؟ الآن لا يهم فقد وصلت القصة لنهايتها ، والمرأة التي تخيلت أنها ستحرك بحيرة حياتي الراكدة أدخلتني فيلم رعب وكابوس لن ينتهي حتى بموتى فستظل أسرتي وأولادي مطاردون بشبحي بلا ذنب . صعدت بسرعة الصاروخ ولكنه كان صعودا للهاوية ، وامتلكت الأشياء حتى أفقدتني نفسي ، واليوم عدت إنسانا بائسا ضعيفا وسجينا أتطلع فقط لرحمة ربي وأرى الحياة علي حقيقتها كما لم أرها من قبل فقد زالت غشاوة المال وقدراته السحرية عن عيني ولكن للأسف فات الأوان

يشـهب
✯مــشــرف عـام✯
الإشراف
عضو ذهبي
التدقيق والتقييم
النشاط: 100%
- إنضم
- 2021/5/30
- المشاركات
- 1,123
- الحلول
- 1
- التفاعل
- 1,073
- المستوى
- 123
- الأوسـمـة
- 5
- الإقامة
- مــ جمهورية ــصـــ العربية ــر
- ℗
- 351,743
- الجنس
♂️ ذَكــر
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عزيزي أحمد،السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أشكرك على النقل الماتع.. الكاتبة و القاصة أ. إيمان القدوسي.
و قد قرأت الحوار الذي تم معها، و نقلته - أنت- لنا.. فشكراً لك
دمت بود؛


تم نقله للقسم المناسب
يجب عليك تسجيل الدخول أو حساب جديد لمشاهدة المحتوى