لا ينكر فضل أهل الفضل إلا لئيم

أحمد سعيد أبوزيد
عضو مٌميز
عـضـو
النشاط: 90%
- إنضم
- 2024/10/4
- المشاركات
- 383
- التفاعل
- 450
- المستوى
- 63
- الأوسـمـة
- 1
- الإقامة
- مصر -قنا -دشنا
- ℗
- 70,004
- الجنس
♂️ ذَكــر
لا ينكر فضل اهل الفضل الا لئيم
الحَمدُ
للهِ الذي جَعلَ في كُلِّ زَمانٍ فَترةً مِن الرُّسُلِ بَقايَا مِن أَهلِ
العِلمِ, يَدعونَ مَن َضلَّ إِلى الهُدى, وَيصبِرونَ مِنهم عَلى الأَذَى,
يُحيونَ بِكِتابِ اللهِ المَوتى, وَيُبَصِّرونَ بِنورِ اللهِ أَهلَ العَمى,
فَكَم مِن قَتيلٍ لِإِبليسَ قَد أَحيَوه, وَكَم مِن ضَالٍّ تَائِهٍ قَد
هَدَوه, فَما أَحسَنَ أَثَرهُم عَلى النَّاسِ! وَأقبَحَ أَثرَ النَّاسِ
عَليهِم!». «الرد على الجهمية والزنادقة» ص52 للإمام أحمد -رحمه الله-.
عَن أَبي الدَّرْداءِ -لا ينكر فضل اهل الفضل الا لئيم Radyallah- قال: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ -لا ينكر فضل اهل الفضل الا لئيم Sallahaliah-
يقول: «..وإِنَّ العالمَ لَيَستَغفِرُ لَهُ مَن في السَّمَاواتِ وَمَن في
الأَرضِ, حَتَّى الحِيتانُ في الماءِ, وَفَضلُ العالمِ على العَابِدِ
كَفَضلِ القَمَرِ عَلى سائِرِ الكَواكِبِ..». أخرجه «أبو داود» (3641) و«ابن ماجه» (223) وصححه الألباني في «صحيح الترغيب والترهيب» (70)
قالَ ابنُ القيم-رحمه الله-: «أَمّا تشبيهُ العلماءِ بالنُّجومِ, فإِنَّ النُّجومَ يُهتدَى بها في ظُلماتَ البّرِّ وَالبَحر, وَكذلِكَ العلماءُ, وَالنُّجومُ زينةٌ للسماءِ, فكذلكَ العلماءُ
زينةٌ للأَرضِ, وَهيَ رُجومٌ للشَّياطينِ, حائِلةٌ بينَهم وَبينَ استراقِ
السَّمعِ, لِئَلَّا يُلبِّسوا بِما يَستَرِقونَه مِن الوَحيِ الوارِدِ إِلى
الرُّسلِ من اللهِ عَلى أَيدي مَلائِكَته, وَكذلك العلماءُ رُجومٌ لِشياطينِ الإِنسِ والجنِّ, الذي يُوحِي بَعضُهم إِلى بَعضٍ زُخرفَ القولِ غُروراً, فالعلماءُ
رُجومٌ لهذا الصِّنفِ من الشَّياطينِ, ولَولاهُم لَطُمِست مَعالمُ
الدِّينِ بِتَلبيسِ المُضِلِّين, وَلكنَّ اللهَ -سبحانه- أَقامَهم حُرّاساً
وَحَفظةً لِدينِه, وَرُجوماً لِأَعدائِه وأَعداءِ رُسُلِه, فهذا وَجهُ
تَشبيهِهم بالنُّجومِ».اهـ «مفتاح دار السعادة» (1/260)
قلت: وهؤلاء العلماء
الأجلاء هم الذين يعرفون فضل بعضهم البعض, وكذلك كلُّ موفق بتوفيق الله,
ولا يطعن فيهم إلا مخذول, ولا يبغضهم إلا ساقطٌ مرذول, وكما قيل قديماً:
«لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل». «تاريخ بغداد» (14/151),
و«وفيات الأعيان» (6/179)
لا يعرف الفضلَ لأَهلِ الفضلِ *** إِلا أُولو الفضلِ من أَهلِ العقلِ
هيهاتَ يدري الفضلَ من ليسَ له *** فضلٌ ولو كانَ من أَهلِ النُّبلِ
وهي كلمة حقٍّ -بلا
شك- نراها في هذا الزمان قد كثر قائلوها, وتعدد ناقلوها, ولكن قلَّما وجدت
فاهماً لها, آخذاً بها, إلا على هواه, بحسب ما يهواه, فيطلقها إذا ظهرت
تزكيةٌ لمن يحبه ويواليه, ويكتمها إذا جاء ثناءٌ لشخص يبغضه ويعاديه, ومن
أعجب العجب في هذا الزمان, وانقلاب الموازين في ذي العصر والأوان, استنسار
البغاث, والتعطُّر بالكراث, ومدح الصغار, وذم الكبار, ورفع الجهلاء, ووضع العلماء,
فصار يقبل قول كل جاهل متجاهل, حاقد متحامل, صاحب أغراض وأمراض, مشتهر
بالطعن في الأعراض, لا يعرف له من الآثار, إلا سكوته عن الأشرار, وطعنه في
الأخيار, وفي كل عالم وباحث ذي فضائل جمة, أو صاحب فضل وخير على هذه الأمة.
الله المستعان, وإنا لله في هذا الزمان! قد مضى الأدب وأهلوه, وانقرض الحياء وحاملوه, وقلب الباطل
حقاً, والحق باطلاً, وصار الصغير كبيراً, والكبير صغيراً! فقُبِلَ كلام
الصِّغار الصِّغار, ورُدَّ كلامُ الكِبار الكِبار, ودبَّ داء الأمم في هذه
الأمة, فصار من أبنائها من يرى الحسنات سيئات! والسيئات حسنات!
إذا لم تخشَ عاقبة الليالي *** ولم تستحِ فافعل ما تشاءُ
فلا والله ما في العيش خيرٌ * * * ولا الدّنيا إذا ذهب الحياءُ
يعيش المرءُ ما استحيا بخيرٍ *** ويبقى العود ما بقي اللّحاءُ
قال السَّخاوي -رحمه الله-: «إنما الناس بشيوخهم, فإذا ذهب الشيوخ فمع منالعيش؟».اهـ «فتح المغيث» (2/320)
نعم,
إنما الناس بشيوخهم, كيف لا, وهم من علَّمنا الخير ودلنا عليه, وعرَفْنا
الحق مبكراً على يديه, وكيف لا ندفع الطعن والفرى عن شيوخ نخصهم -والله-
بالدعاء, ونرجو لهم الخير صباح مساء, كيف لا؟ ونحن من شدة محبتنا لهم,
وإفادتنا منهم, وصدورنا عنهم؛ لصقت أسماؤهم بألسنتنا, وعلقت صورهم في
مخيلاتنا, ورسخت علومهم بأذهاننا, فنحن ندعو لهم في صلواتنا, ونتمنى لهم
الخير في خلواتنا وجلواتنا, فقاتل الله من أبغضهم, وبغير الخير ذكرهم,
ووالله لو عرفهم الشانئون لأحبوهم, ولو خبرهم الطاعنون لما سبوهم, فهم زينة
البلاد, هداة العباد, علماء أعلام, يواقيت الشام.
ولكن ما حيلتنا وماذا نقول؟
الحَمدُ
للهِ الذي جَعلَ في كُلِّ زَمانٍ فَترةً مِن الرُّسُلِ بَقايَا مِن أَهلِ
العِلمِ, يَدعونَ مَن َضلَّ إِلى الهُدى, وَيصبِرونَ مِنهم عَلى الأَذَى,
يُحيونَ بِكِتابِ اللهِ المَوتى, وَيُبَصِّرونَ بِنورِ اللهِ أَهلَ العَمى,
فَكَم مِن قَتيلٍ لِإِبليسَ قَد أَحيَوه, وَكَم مِن ضَالٍّ تَائِهٍ قَد
هَدَوه, فَما أَحسَنَ أَثَرهُم عَلى النَّاسِ! وَأقبَحَ أَثرَ النَّاسِ
عَليهِم!». «الرد على الجهمية والزنادقة» ص52 للإمام أحمد -رحمه الله-.
عَن أَبي الدَّرْداءِ -لا ينكر فضل اهل الفضل الا لئيم Radyallah- قال: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ -لا ينكر فضل اهل الفضل الا لئيم Sallahaliah-
يقول: «..وإِنَّ العالمَ لَيَستَغفِرُ لَهُ مَن في السَّمَاواتِ وَمَن في
الأَرضِ, حَتَّى الحِيتانُ في الماءِ, وَفَضلُ العالمِ على العَابِدِ
كَفَضلِ القَمَرِ عَلى سائِرِ الكَواكِبِ..». أخرجه «أبو داود» (3641) و«ابن ماجه» (223) وصححه الألباني في «صحيح الترغيب والترهيب» (70)
قالَ ابنُ القيم-رحمه الله-: «أَمّا تشبيهُ العلماءِ بالنُّجومِ, فإِنَّ النُّجومَ يُهتدَى بها في ظُلماتَ البّرِّ وَالبَحر, وَكذلِكَ العلماءُ, وَالنُّجومُ زينةٌ للسماءِ, فكذلكَ العلماءُ
زينةٌ للأَرضِ, وَهيَ رُجومٌ للشَّياطينِ, حائِلةٌ بينَهم وَبينَ استراقِ
السَّمعِ, لِئَلَّا يُلبِّسوا بِما يَستَرِقونَه مِن الوَحيِ الوارِدِ إِلى
الرُّسلِ من اللهِ عَلى أَيدي مَلائِكَته, وَكذلك العلماءُ رُجومٌ لِشياطينِ الإِنسِ والجنِّ, الذي يُوحِي بَعضُهم إِلى بَعضٍ زُخرفَ القولِ غُروراً, فالعلماءُ
رُجومٌ لهذا الصِّنفِ من الشَّياطينِ, ولَولاهُم لَطُمِست مَعالمُ
الدِّينِ بِتَلبيسِ المُضِلِّين, وَلكنَّ اللهَ -سبحانه- أَقامَهم حُرّاساً
وَحَفظةً لِدينِه, وَرُجوماً لِأَعدائِه وأَعداءِ رُسُلِه, فهذا وَجهُ
تَشبيهِهم بالنُّجومِ».اهـ «مفتاح دار السعادة» (1/260)
قلت: وهؤلاء العلماء
الأجلاء هم الذين يعرفون فضل بعضهم البعض, وكذلك كلُّ موفق بتوفيق الله,
ولا يطعن فيهم إلا مخذول, ولا يبغضهم إلا ساقطٌ مرذول, وكما قيل قديماً:
«لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل». «تاريخ بغداد» (14/151),
و«وفيات الأعيان» (6/179)
لا يعرف الفضلَ لأَهلِ الفضلِ *** إِلا أُولو الفضلِ من أَهلِ العقلِ
هيهاتَ يدري الفضلَ من ليسَ له *** فضلٌ ولو كانَ من أَهلِ النُّبلِ
وهي كلمة حقٍّ -بلا
شك- نراها في هذا الزمان قد كثر قائلوها, وتعدد ناقلوها, ولكن قلَّما وجدت
فاهماً لها, آخذاً بها, إلا على هواه, بحسب ما يهواه, فيطلقها إذا ظهرت
تزكيةٌ لمن يحبه ويواليه, ويكتمها إذا جاء ثناءٌ لشخص يبغضه ويعاديه, ومن
أعجب العجب في هذا الزمان, وانقلاب الموازين في ذي العصر والأوان, استنسار
البغاث, والتعطُّر بالكراث, ومدح الصغار, وذم الكبار, ورفع الجهلاء, ووضع العلماء,
فصار يقبل قول كل جاهل متجاهل, حاقد متحامل, صاحب أغراض وأمراض, مشتهر
بالطعن في الأعراض, لا يعرف له من الآثار, إلا سكوته عن الأشرار, وطعنه في
الأخيار, وفي كل عالم وباحث ذي فضائل جمة, أو صاحب فضل وخير على هذه الأمة.
الله المستعان, وإنا لله في هذا الزمان! قد مضى الأدب وأهلوه, وانقرض الحياء وحاملوه, وقلب الباطل
حقاً, والحق باطلاً, وصار الصغير كبيراً, والكبير صغيراً! فقُبِلَ كلام
الصِّغار الصِّغار, ورُدَّ كلامُ الكِبار الكِبار, ودبَّ داء الأمم في هذه
الأمة, فصار من أبنائها من يرى الحسنات سيئات! والسيئات حسنات!
إذا لم تخشَ عاقبة الليالي *** ولم تستحِ فافعل ما تشاءُ
فلا والله ما في العيش خيرٌ * * * ولا الدّنيا إذا ذهب الحياءُ
يعيش المرءُ ما استحيا بخيرٍ *** ويبقى العود ما بقي اللّحاءُ
قال السَّخاوي -رحمه الله-: «إنما الناس بشيوخهم, فإذا ذهب الشيوخ فمع منالعيش؟».اهـ «فتح المغيث» (2/320)
نعم,
إنما الناس بشيوخهم, كيف لا, وهم من علَّمنا الخير ودلنا عليه, وعرَفْنا
الحق مبكراً على يديه, وكيف لا ندفع الطعن والفرى عن شيوخ نخصهم -والله-
بالدعاء, ونرجو لهم الخير صباح مساء, كيف لا؟ ونحن من شدة محبتنا لهم,
وإفادتنا منهم, وصدورنا عنهم؛ لصقت أسماؤهم بألسنتنا, وعلقت صورهم في
مخيلاتنا, ورسخت علومهم بأذهاننا, فنحن ندعو لهم في صلواتنا, ونتمنى لهم
الخير في خلواتنا وجلواتنا, فقاتل الله من أبغضهم, وبغير الخير ذكرهم,
ووالله لو عرفهم الشانئون لأحبوهم, ولو خبرهم الطاعنون لما سبوهم, فهم زينة
البلاد, هداة العباد, علماء أعلام, يواقيت الشام.
ولكن ما حيلتنا وماذا نقول؟

يشـهب
✯مــشــرف عـام✯
الإشراف
عضو ذهبي
التدقيق والتقييم
النشاط: 100%
- إنضم
- 2021/5/30
- المشاركات
- 1,142
- الحلول
- 1
- التفاعل
- 1,074
- المستوى
- 123
- الأوسـمـة
- 5
- الإقامة
- مــ جمهورية ــصـــ العربية ــر
- ℗
- 358,627
- الجنس
♂️ ذَكــر
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عزيزي أحمد،السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
دائماً ما تُثري المنتدى بمشاركاتك، نحن نقدر ذلك كثيرًا. و هذا شيء يُحسب لك.
لكن فقط ملاحظة صغيرة، هذا الموضوع يبدو أقرب إلى قسم (الشعر و الخواطر)، لذا سيكون من الرائع نشره هناك في المرات القادمة ليصل إلى أكبر عدد ممكن من المهتمين، وليحصل على التفاعل الذي يستحقه.
استمر في إبداعك، ونحن بانتظار المزيد من مواضيعك المميزة!
دمت بود؛


تم نقله للقسم المناسب
يجب عليك تسجيل الدخول أو حساب جديد لمشاهدة المحتوى