• المشاركة مفتوحة للجميع .. لا تتردد في نشر مقالك في القسم المناسب في منتدى الديوان.

  • اللّٰهُمَّ إِنِّي أَفْتَتِحُ الثَّناءَ بِحَمْدِكَ وَأَنْتَ مُسَدِّدٌ لِلصَّوابِ بِمَنِّكَ، وَأَيْقَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فِي مَوْضِعِ الْعَفْوِ وَالرَّحْمَةِ.

💢 حصري: كَيف تخرج نَفسك من نَفسك؟

💢 الموضوع يحتوي على محتوى حصري.

مرحبا ً بك في الــديــوان الإلكتروني

أهلا وسهلا بك زائرنا العزيز في الــديــوان الإلكتروني.

انظم إلينا و تمتع بتجربة رائعة, ستجد كل ما تبحث عنه.

التسجيل مجاني بالكامل

💢 حصري: كَيف تخرج نَفسك من نَفسك؟

ferial loulak

★مـشـرف خـاص★
الإشراف
النشاط: 68%
التعديل الأخير:

فقدان السيطرة على النفس​

في عام 2021 من تاريخ عُمري الذي يَمضي، كانت نَفسي تميل للعدوانية وتُنقبّ عن كُلّ ما يَجلِدُها، كل هذا الأمر حدث بعد أن تراكم على قلبي الكثير، وفشلت في الكثير من المواضع، وشعرت بأن البوصلة الخاصة بي للتحكم في ذاتي قد سُرقت مني دون أن أدري.

تأتي حالة فقدان السيطرة على النفس، عندما يبدأ الإنسان بمراكمة المواجع ومحاولة التعامل على أنه قد تجاوزها ولكنه في حقيقة الأمر لا يتجاوز إنما يُراكم!!.
مما يجعله فريسة سهلة لنفسه الضعيفة، تلك التي تُخبره أنه لا داعي لحياته!!
وتنساق للعواطف المبالغ بها نحو كل تفصيل، وتضيف على رصيد أفكاره أفكاراً أخرى لتنهش تلافيف عقله، فـ تبدأ بعرض جميع السلبيات أمامه، و تحوله لإنسان سلبي لا يمكن له أن يرى أي شيء إيجابي!!.
ولكن ما الحل في تلك الحالة؟

الأمر بسيط للغاية..... والجواب يكمن في محاولة التعرف على المرأة التي تَميل للعاطفة بشكلٍ كبير، مما يجعلها عرضة للاكتئاب من فرط التأثر والحساسية، ولكن هذا الأمر لا يمكن له الجزم أن المرأة تميل لمطالب نفسها وشعورها الذاتي فقط وتنساق لها حتى تصبح رهينتها، ولكنه يشبه إلى حدٍ ما طبيعة النفس تلك التي تستعرض لك الدراما كوين بأبهى حلّتها، وتُضاعف لك كل حدث في ذهنك فتجعله سوداوياً للغاية.

لذا فقد كان الحل ببساطة....... اتصال هاتفي فقط!!.
[[

السيطرة على النفس​

هذه هي الحقيقة، وصلني هاتف من أخي، أخبرني به ألا أجعل نفسي من تتحكم بي، بل أن أوظف عقلي لدراسة التفاصيل وتحليلها وتركيبها حتى أتحكم بها، أي أن يصبح عقلي هو المتحكم الرئيسي بكل شيء، فأقوم بهذا على قياس كل تفصيل بشكل منطقي وعقلاني بغياب تام للعاطفة التي من شأنها تدميري، ومع غياب تام لمتطلبات نفسي وما يرضيها، إنما أعزو كل فشل إلى أن السبب يعود لكذا وكذا، وليس لأنني فاشلة، أو لأن الله كتب لي العذاب وتلك الترهات التي كان ينطق بها لساني!!.

كُنت أشد عضدي بأخي هذا، فـ اتبعت نصيحته وكأنها سحر نزل إلى روحي ليطهرها من كل شيء، بالمناسبة، مشاكلي كانت ساذجة حقاً لا اعتقد أنني الوحيدة التي كانت تعاني منها، لكن تلك المشاكل ومع تراكمها وكثرتها بين فقر، ومشاكل اسرية، ونبذ، ونزوح، وصواريخ، ورعب، وعلاقات مبنية على المصالح استنزفتني، موت أخي، ومشاكل أخرى لا يمكنني البوح بها مهما حييت، وكل ما إلى ذلك، لم تكن هي المسبب الرئيسي لحالي، إنما الانعكاس الذي برز عنها، إذ بدأت بمحاولة معالجة أزمة النفس تلك بأن أحاول الظهور، بسبب التهميش الذي أودى بي لأني أشعر بإنني "صفر على الشمال" كما يقال، هذه الرغبة في الوصول لشيء، والنجاح بشيء، لمعالجة شعور الإنكار بشيء يخالفه، جعلني أعاني أكثر في بلدٍ يحتكر حتى التنفس على أولاده، يُقيم الحد على المبدعين فيتركهم على قارعة الطريق لا يعرفون مصيرهم!!.

وبسبب رغبتي في الظهور، والنجاح بمجال أشغفه حباً، وفشلي من عدم القدرة على الوصول، أُصبت بالإكتئاب، ذاك الذي يأمر عقلك بأن تَزهق روحك، صوتٌ غريب يرافقك وهو ينادي...... هيا افعليها...... خلصي روحك من كل هذا العذاب!!.

وبعد ذاك الاتصال، تغير كل شيء!!.
صليت.... وناديت الله، ورغم أنني أمضيت فترة اكتئابي مسبقاً وأنا أناديه، إلا أن تلك اليد الأخرى التي أرسلها الله لي "أخي" أيضاً اننشلتني من السواد إلى البياض.
اذكر تماماً أنني بحثت عن شبكة للإنترنت حتى أتعلم اللغة الانجليزية في المنزل، لا بأس إن كانت الشبكة على جانب النافذة والبرد القارس يقتصّ من جسدي، ثم عزمت الامر على البحث عن مكان أوظف به شغفي، لا بأس أيضاً أن أبدأ بمتابعة فيديوهات على الإنترنت حتى وإن كانت مدة كل درس لا تتعدى العشرون دقيقة ولكن بفعل الشبكة البطيئة كنت استهلك ساعة ونص كاملة حتى استطيع مشاهدته بالكامل!!.

قلت لنفسي لا بأس، فـ عقلي هو الآمر الآن، ويقول لي، ابحثي عن الحلول بدلاً من لوم الظروف!!.
بدأت بقراءة القرآن ليل نهار، أكملت أيامي بملاعبة صغيرتي، تعلمت اللغة فوصلت لمستوى متوسط لابأس به، بنيت معرض أعمال جيد في الكتابة ووظفته في مواقع الخدمات المصغرة، تلك كانت خطوتي الأولى، بدأت أتعلم كيفية تلوين الصوت للتعليق الصوتي، وجدت أنني بحاجة إلى أدوات كثيرة، لكني لم أتذمر، قلت لا بأس، ابدئي خطوة بخطوة....... وهذا كله، بدأت بحصد ثماره بعد سنتين بالتمام والكمال، رغم أن الحياة عصفت بنا كثيراً بين نزوح ولجوء ثم عودة وهروب وكل هذا، لكنني ايقنت أن الله معنا، فَمن يمنعنا؟.

وها أنا ذا، نلت من الحلم جزءاً يسد عطشي للنجاح والتمكن مما أحبه، واسمي على محركات بحث غوغل رغم أنه ليس قوياً بالدرجة التي ترضيني، لكنها بادرة خير أشاء أنا منها القليل حتى يمنحني الكثير من السعادة فيكفيني لصعود السلم خطوة بخطوة!!.

علاج النفس​

نصل في نهاية غربلة الكلمات تلك، أو اعتبروها مونولجاً على عتبة المسرح لفتاةٍ سورية، أنقل به تجربتي لكيفية علاج الروح والنفس من شوائب الآسى أو حالة الحزن، حيث يمكنني تلخيص الأمر كما يلي:

الصلاة ثم الصلاة، واجعل القرآن رفيق دربك.
الإيمان بالنفس وبقدرتها حتى وإن لم تحصد ثمار محاولاتك، فإنك لم تفشل في كلا الحالتين، لأنك إن فشلت فقد تعلمت أن الأمر ليس من نصيبك أو أنك أخطأت في مكانٍ ما، وإن أعدت المحاولة وفشلت فإنها كذلك الأمر قد تكون نتيجة لتدلك على ضرورة تغيير مخططاتك، لذا فأنت رابح ولست خاسر في أي حالة!.
لا تلوم أي أحد على أي شيء يحدث معك، لا الظروف، ولا المكان، ولا الناس، لأن الله خلقك وميّزك بالعقل الذي يعطيك فرصة التمييز بين الصح والخطأ، وبدورك عليك تحمل مسؤولية أي تصرف قمت به بنفسك فلا لوم على شيء سوى نفسك وطريقتك في التصرف!.
انظر لمن هم حولك، أطفال غزة يموتون، البلاد العربية تتكالب عليها دول الخارج لتحقق أمانيها المكتوبة في نصوصهم، آلاف اللاجئين يجوبون البلاد ويضربون عرض الحائط من القهر الذي يلاقوه والعنصرية، وأنا في ركنٍ ما حزنت على حالء لأنني سئمت القتل والقذائف والخوف والصواريخ والتهجير والنزوح والفقر "هذا بالنسبة لي" ولكنني لا زلت أحيا فَلِم التذمر؟، أما بالنسبة لك، ابدأ بقياس حجم مآسيك مع هذا العالم، ستكتشف أنها لا تُقارن، ورغم أن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها، ولكنك ما إن أعطيت حزنك حقاً بالاستمرار، سيقتلك وبهذا ستضيع في زحمة اليأس.
املأ وقتك بكل شيء مفيد، لا تدع فرصة للفراغ بحياتك لأن الفراغ في حالة الحزن يجعلك رهن أفكار عفلك السوداوية.
عزز منجزاتك، واقرأ واسعى، وساعد الآخرين واحصل على جرعة كبيرة من الايجابية من ضحكات أصدقاءك، حاول على قدر الإمكان أن تزرع تلك البسمة على وجوههم وبهذا ستُعالج نفسك تلقائياً.
لا بأس بالحزن قليلاً لكن لا تنسى أن تضع حبلاً على عنق حزنك، حتى لا يَفلت منك فينسال منك بكثرة ويجعلك تمضي أياماً وشهوراً بالحزن،هذا يعني، احزن لكن بحدود لا تبالغ يا أخي!!.



في الختام، كما قلت سابقاً هذا إما مونولجاً أو مذكرات إنسان، يمكن لكم أن تسمّوها كيفما تريدون، لكنها في نهاية الأمر نقلاً حصرياً لواقع تجربة شخصية، اتمنى أن تُفيد من يكون أسير نفسه وأسير شهواته أو أسير أحزان ذاته وهشاشتها.

دمتم بخير.......
 
التعديل الأخير:
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد…