e-Dewan.com
  • المشاركة مفتوحة للجميع .. لا تتردد في نشر مقالك في القسم المناسب في منتدى الديوان.

  • اللّٰهُمَّ إِنِّي أَفْتَتِحُ الثَّناءَ بِحَمْدِكَ وَأَنْتَ مُسَدِّدٌ لِلصَّوابِ بِمَنِّكَ، وَأَيْقَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فِي مَوْضِعِ الْعَفْوِ وَالرَّحْمَةِ.

💢 حصري: طائرة إم-25: مشروع السوفييت لتسليح الصوت!

العنوان:
💢 حصري: طائرة إم-25: مشروع السوفييت لتسليح الصوت!

💢 الموضوع يحتوي على محتوى حصري.

مرحبا ً بك في الــديــوان الإلكتروني

أهلا وسهلا بك زائرنا العزيز في الــديــوان الإلكتروني.

انظم إلينا و تمتع بتجربة رائعة, ستجد كل ما تبحث عنه.

التسجيل مجاني بالكامل

تندرج أغلب الطائرات المقاتلة ضمن عدة فئات تقليدية: المقاتلة، والقاذفة، وطائرة الهجوم الأرضي. ولم تكن الطائرة M-25، أو "ثيم 25"، التي صممها مكتب بناء الطائرات السوفييتي مياسيشيف وعلى رأسه المهندس فلاديمير ميخائيلوفيتش مياسيشيف بين عامي 1969 و1972، من هذا النوع. فقد كانت طائرة هجومية مصممة لاستخدام نوع جديد تماماً من الحرب: تدمير الأعداء بقوة الصوت.

البداية:

تبدأ القصة في جنوب غرب روسيا في الأشهر الأخيرة من عام 1968. طائرة ميغ 28 تحلق بسرعة خيالية فوق الأراضي الفارغة تاركة خلفها موجة صوت هائلة عصفت بقطع من التراب والعشب الجاف فتناثرت عاليا في الهواء. خلفت الطائرة ما يشبه إعصارا صغيرا جعل تلك الأنابيب الفولاذية الضيقة المشابهة للأقلام ترتعش فوق تلك الحوامل الخشبية كسارية علم في يوم ممطر. تلك الأنابيب لم تكن موضوعة هناك للزينة بل كانت في الواقع أجهزة استشعار سجلت قوة الموجة الهوائية، وأما الأرض القاحلة فلم تكن لفتة كرم من مزارع مسكين أراد مساعدة جيش بلده، بل كانت أرضا مخصصة للتجارب فائقة السرية.

بعد ستة أشهر، وتحديدا يوم 17 يونيو، يدخل فلاديمير فاسيليفيتش سترومنسكي، مدير معهد الميكانيكا النظرية والتطبيقية إلى مبنى وزارة صناعة الطيران في موسكو وبين يديه مجلد يحمل علامة "سري للغاية". بين طياته تقرير عن التجارب السابقة ومنها تجربة الميغ الأخيرة، إضافة إلى قرار مجلس الوزارة بشأن اقتراح مشروع جديد:

"البدء في تطوير (الموضوع 25): طائرات هجومية أرضية ذات أغراض خاصة بالموجات الصوتية".


FA 18 Hornet breaking sound barrier 7 July 1999 filtered

كسر سرعة الصوت لم يكن أمرا جديدا.. صورة لطائرة إف إيه- 18 هورنيت تكسر سرعة الصوت.


كانت تلك التجارب السابقة والتي هدفت لتجريب القوة التدميرية للطيران الأسرع من الصوت على ارتفاع منخفض، جهدًا مشتركًا بين المعهد والقوات الجوية السوفييتية، بأمر من وزارة الدفاع. لكن سبب القيام بتجارب كتلك يبقى مجهولا، فطائرة الميغ مخصصة للقتال والمناورة، والطيران أسرع من الصوت يعد واحدا من ميزاتها لكنه ليس ميزة أساسية تستوجب تجارب معمقة. لكن قرار مجلس الوزارة كان ساري المفعول ولا رجعة فيه وتم تزويد سترومنسكي بالتمويل والقوى العاملة والاتصالات لمواصلة تطوير "الموضوع 25". على الرغم من أن الحد الأقصى للضغط الذي تولده الطفرة الصوتية لطائرة ميج 21 كان 0.05 كيلوجرام لكل سنتيمتر مربع أو 0.7 رطل لكل بوصة مربعة، وهو ما يكفي لتحطيم زجاج النوافذ، وإحداث أضرار طفيفة أخرى إلا أن النتائج كانت ملموسة ما يعني أن المفهوم موجود ويجب العمل فقط على تضخيمه. ومن هنا يمكننا أن نستنتج أن الاتحاد السوفياتي كان ينوي تسليح موجات الصوت الناتجة عن الطائرات المقاتلة وهو مفهوم ثوري في حد ذاته.

سترومنسكي كان يدري تماما أن طائرة ميج 21 كانت طائرة ديناميكية هوائية للغاية، ومصممة لتكون ذات مقاومة ضئيلة، مما يعني أيضًا قوة صوتية ضئيلة. وللحصول على طفرة أو - قوة بمعنى أبسط - صوتية أعلى وأكثر تدميرا، يجب أن تكون الطائرة أقل ديناميكية بكثير. ويستوجب هذا تغيير شكل الطائرة الذي يعتبر ذا أهمية قصوى. الشكل العادي المميز للطائرات المقاتلة سيكون ديناميكيا بشكل كبير ولجعل موجات الصوت في حد ذاتها سلاحا كان لا بد من تطوير طائرة ذات شكل مستوي وزوايا حادة.


وفقًا لبحث سترومنسكي، فإن التعديلات على هيكل طائرة ميج 21 من شأنها أن تزيد من موجة الصدمة بمقدار 5-6 مرات، مما يدفعها إلى منطقة 5 رطل لكل بوصة مربعة - وهو ما يكفي لإحداث أضرار بالغة كتهديم المباني وقتل الجنود.

لكن الشكل وحده لن يكون كافيا إذ تحتاج الطائرة أيضا لتوليد ذلك الكم من القوة الصوتية إلى قوة دفع هائلة. وعلاوة على ذلك، يجب أن يتحمل هيكل الطائرة كل السحب، والحرارة التي تأتي معه. ما يعني تصميم هيكل بمواد صلبة قد تكون ثقيلة وتزويد الطائرة بمحرك ضخم سيزيد من ثقلها وفي نفس الوقت يقاوم ثقل الهيكل كله.


حل المكتب وإيقاف المشروع:

عام 1960 واجه المشروع نكبة غير متوقعة إذ حل الرئيس السوفياتي آنذاك نيكيتا خروتشوف المكتب على غرار عدد من المكاتب الأخرى في إطار إصلاح حكومي شامل. في الواقع لم يفكر خروتشوف في البداية في حل المكتب لكن سترومنسكي نفسه أقنعه بذلك بعدما شرح معضلة تطوير الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والتي لن تترك مجالا في المستقبل للقاذفات الاستراتيجية ضاربا بذلك أعمال زميله ومؤسس المعهد نفسه مياسيشيف عرض الحائط.


مع حل المكتب، تم تخفيض رتبة رئيسه فلاديمير ميخائيلوفيتش مياسيشيف ليصبح رئيسًا للمعهد المركزي للهيدروديناميكية الهوائية (TsAGI)، وهي منظمة أكاديمية مرموقة ومؤثرة، وكان مياسيشيف يتمتع بالسلطة للقيام بأي شيء تقريبًا، باستثناء الشيء الوحيد الذي أحبه بالفعل - تصميم الطائرات. لكنه رغم ذلك وجد طرقا بديلة تمكنه من مواصلة عمله على الطائرات التجريبية، حتى إنه كان يصمم الطائرات خلال السنوات العديدة التي قضاها في السجن، ولم تتمكن أشياء صغيرة مثل استبدال الطائرات بالصواريخ من إيقافه.

في عام 1967، غادر مياسيشيف المعهد المركزي للهيدروديناميكية الهوائية وأعاد تأسيس مكتبه، الذي بدأ على الفور العمل على عدة أبحاث متطورة وتصميم مفاهيم خاصة بالطائرات الفضائية.


وبحسب أحد موظفي المكتب، كان من المتوقع اندلاع حرب بين مياسيشيف والرجل الذي دمر أحلامه، سترومينسكي. ولكن الأمور لم تسر على هذا النحو. فعندما التقى الرجلان لأول مرة منذ عام 1960 كان النقاش بينهما حضاريا ويعكس ثقافة عالمين بارعين كان لديهما الرغبة في اختراع شيء لا يستطيع عالم غيرهما أن يأتي به فناقشا فكرة طائرة هجومية لا تستخدم الصواريخ ولا القذائف إنما تدمر منشآت ومخابئ العدو بالقوة الصوتية، كما تحدثا عن الصعوبات التي ستواجه المشروع والبحوث اللازمة لإتمامه ووضع الاثنان مخططا أرسلاه إلى الوزارة.


وكان المصممان يتمتعان بموارد معهد سترومينسكي، ومكتب مياسيشيف والمعهد المركزي للهيدروديناميكية الهوائية والقوات الجوية. وعملا بشكل منفصل ـ سترومينسكي في نوفوسيبيرسك، ومياسيشيف في موسكو ـ ولكن العمل سار بسرعة. وبحلول نهاية عام 1970، أجريت جولة أخرى من الاختبارات على ميج 21، وتم وضع العديد من التصاميم المحتملة وكان العمل على نماذج أولية لاختبارها قريبا جدا.

تصميم الطائرة:

كان من المفترض أن يكون جسم الطائرة مسطحًا ومستطيل الشكل، مع مقدمة حادة وقمرة قيادة في المقدمة. وكان من المفترض أن يضم الجزء السفلي من الطائرة "حافة" - نتوءًا يمتد أثناء الهجوم ويزيد من السحب بنسبة 60٪. وكانت هناك "أضلاع" صغيرة تمتد من زوايا "الحافة"، لتعطي الموجة الصوتية تركيزا أكبر عن طريق جعلها محددة.


كانت هناك عدة مقترحات بشأن حجم الطائرة، بأوزان تتراوح بين 20 و165 طنًا. وتم الاتفاق على تطوير طائرة تزن 110 أطنان، وطول جسمها 39 مترًا وباع جناحيها 25 مترًا.


بالنسبة لأجنحتها، تم النظر في العديد من الأشكال بما في ذلك شكل دلتا والشكل التقليدي بالإضافة لمناقشة مكان المحرك الذي اقترح المهندسون أن يكون أولا داخل جسم الطائرة وثانيا تحت الأجنحة وثالثا بين زعانف الذيل. وذهب المهندسون بعد أخذ ورد مع الاقتراح الثالث والذي كان صعبا للغاية بل إنه ربما كان السبب الرئيسي لعدم بناء النموذج الأولي لـما أطلق عليه النموذج M-25. كانت مشكلة عدم توفر المحركات معتادة لمصممي الطائرات السوفييتية، وقد تفاقمت بسبب طبيعة المشروع، فالحكومة السوفياتية كانت عاجزة عن تصميم محركين ضخمين بتكلفة عالية لطائرة تجريبية.


كان الرقم المطلوب الذي كان على الطائرة M-25 الوصول إليه لتحقيق قوة صدمة مدمرة هو 1.4، لكن أقوى محرك كان تحت تصرف المكتب كان المحرك التجريبي Lyulka AL-21F، والذي كان أقل من ذلك. كانت هناك مقترحات لاستخدام معززات الصواريخ لزيادة السرعة لحظة الهجوم (معززات الصواريخ (Boosters) هي أجهزة تستخدم لتوفير قوة دفع إضافية للصواريخ أو المركبات الفضائية في مراحل الإقلاع الأولي. تُستخدم المعززات عادةً عندما تحتاج الصواريخ إلى حمل حمولات ثقيلة أو تجاوز الجاذبية الأرضية للوصول إلى الفضاء وتنفصل عند الوصول للفضاء الخارجي). بدت تلك الفكرة معقولة لكنها لم تطبق بسبب البيروقراطية التي واجهها المهندسون.


167710 64fbc68d5406801671bbaf0310ff3ce4




167714 e2a7cd874039af801e1d7ab3f87b9835

تصميم الطائرة كان معقدا وثوريا.

يتحدث ستانيسلاف جافريلوفيتش سميرنوف، كبير مهندسي مكتب مياسيشيف خلال تلك الفترة. عن المشروع في مقال منشور تناول فيه الديناميكية المؤثرة بين سترومينسكي ومياسيششيف، وصور سميرنوف في مقاله الطائرة M-25 على أنها طائرة رائعة وواعدة ندم جدا لأنها لم تكتمل.

وانتقد سميرنوف، وهو من دعاة السلام، فكرة استخدام التكنولوجيا المتقدمة لأغراض مدمرة حتى أنه رفض لقب "حاصدة الجحيم" الممنوح للطائرة M-25. وعلى الرغم من موقفه المتناقض، إلا أنه كان يميل في حديثه للتجديد والابتكار.

تحدث سميرنوف في مقاله أيضا عن البيروقراطية السوفييتية. ووصف بوضوح الصعوبات التي واجهها المهندسون، والطريقة التي حاول بها الحزب الشيوعي التدخل في أنشطتهم، والشكاوى التي رفعها بعض "الهيروستراتيين" ضد العلماء على أمل ترقيتهم.

ووفقاً لسميرنوف، فإن مشروع إم-25، مثله كمثل العديد من المشاريع الواعدة الأخرى، قد توقف بسبب التسيير السيئ والنظام الفاشل الذي أعطى السلطة لمسؤولين غير أكفاء ومفرطين في الحماس، ما أدى لانتهاء العمل على المشروع عام 1972، بعد أن ساورت الحزب شكوك حول القدرات التدميرية الحقيقية لمثل هذا السلاح، واتُّهِم المهندسون بإهدار المال والوقت في أبحاث عديمة الفائدة.



ربما يكون سميرنوف محقًا بشأن بعض جوانب المشروع ومخطئًا بشأن جوانب أخرى. فهو يزعم أن وزارة صناعة الطيران توصلت إلى فكرة تسليح الطفرة الصوتية (وتعيين سترومينسكي للقيام بهذه المهمة) بعد أن رأت هذه الفكرة في وسائل الإعلام الغربية. يقول سميرنوف أن الأميركيين والفرنسيين حاولوا أيضًا إنشاء طائرات مماثلة وأجروا تجاربهم على طائرات إف-104 وإف-105 وميراج 3 في منتصف الستينيات لكن الواقع هو أن التجارب لم تكن لتسليح الصوت بل لقياسه فقط وقياس تأثيره على جسم الإنسان.


ويعترف سميرنوف بأن بعض الأفكار التي توصل إليها فريقه في أواخر الستينيات كانت ساذجة إلى حد ما في الماضي وتم دحضها في العقود اللاحقة، ولكن عندما يتعلق الأمر بمفهوم الهجوم الأرضي باستخدام القوة الصوتية، فإنه يظل ثابتًا. في ثمانينيات القرن العشرين، تم إرسال العديد من طائرات ميج-21 إلى أفغانستان، سواء للقيام بمهام قصف أو لإبقاء بعض المقاتلات بالقرب منها فقط في حالة قررت باكستان تقديم الدعم العسكري النشط للمقاومة. هناك روايات متعددة عن استخدام طائرات ميج "للحرب النفسية" بالتحليق فوق المواقع الأفغانية بسرعات تفوق سرعة الصوت، على أمل إحداث الفوضى بين المقاتلين الأفغان لكن لا يوجد دليل على أن الصوت قتل أي مقاتل أفغاني.



ختاما:

فكرة تسليح الصوت كانت عبقرية لحد كبير لكن على أرض الواقع كانت صعبة التنفيذ. بالنسبة للسوفيات فإن النتيجة الوحيدة التي حصلوا عليها من الفكرة هي إزعاج بعض المقاتلين الأفغان ورسم بعض الأفكار الأولية. اليوم يعتبر "الموضوع 25" من وجهة نظر استراتيجية سذاجة كبيرة بحكم تطوير أسلحة دفاع جوي متقدمة وحتى أسلحة الليزر لتتبع المقاتلات.



المصادر:

 
⚟ هذا العضو في عطلة / إجازة. قد يتأخر وقت الاستجابة حتى تاريخ 2025/5/15 ⚞
Sally

Sally

★مـشـرف خـاص★
الإشراف
النشاط: 100%
تعليق
يشـهب

يشـهب

✯مــشــرف عـام✯
الإشراف
عضو ذهبي
التدقيق والتقييم
النشاط: 100%
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مرحباً تقي،
مقالة متميزة كالعادة!
القصص المتواترة عن تاريخ السوفيت إبان فترة الحرب العالمية الثانية و ما بعدها غنية و مذهلة لأقصى حد. و قد استطعت ببراعة اسلوبك أن تجعلنا متسعي الأحداق.مشكور على المجهود الطيب. موضوع قيم و مفيد.
دمت بود؛
:e-RC:
يجب عليك تسجيل الدخول أو حساب جديد لمشاهدة المحتوى
 
تعليق
أعلى