التعديل الأخير بواسطة المشرف:
ألف حياة (بين الواقع والخيال) عن تناسخ الأرواح نتحدث-4-
***
شعرنا بالذهول عندما ذكر ستار التاريخ ..
نحن الآن في عام 445348 .
سألته بدهشة:
كيف هذا لا أفهم؟
التاريخ الذي تسير به الأرض الآن هو التاريخ منذ ميلاد المسيح.
وهناك التاريخ الهجري الإسلامي.
أما نحن فعندما حدثين هامين نؤرخ بهما الأيام والسنوات..
العام الذي ذكرت هو منذ وجود أبو البشرية وأول الأنبياء، آدم.
أما التاريخ الآخر فهو قريب جداً من التاريخ الميلادي لأننا نؤرخ بميلاد من تسمونه أنتم
المسلمين النبي يحيى ويسميه المسيحيين يوحنا المعمدان.
هذا هو بالنسبة لنا آخر الأنبياء.
نظرت إلى عم إبراهيم الرجل العجوز غير المتعلم, كان هناك سؤال يدور في ذهني:
كيف تحفظ تلك الأسماء والأحداث الغريبة يا عم ابراهيم.
رد ببساطة:
أحفظها من غرابتها، كانت تلك أول مرة في حياتي أسمع هذا الكلام لذا لم انسه أبداً في حياتي.
عاد الرجل يكمل:
لقد أخذنا عن يحيى النبي التعميد والغسل في مياه النهر والطهارة والنظافة كما كان يفعل دائما.
- أنتم لست مسلمين ولا مسيحيين ولا حتى يهود؟
- لا، إننا موحدين نؤمن بالخالق الواحد لهذا الكون، ولكن الأنبياء عندنا هم آدم وابنه شيث ونوح وإدريس وآخر الأنبياء هو يحيي.
لا يوجد بعده أنبياء ولا قبله إلا من ذكرت لكم.
نحن نؤمن بأن هناك كواكب أخرى يوجد فيها آدم آخر وبشر آخرين، هم إخوتنا، ذات يوم سوف نصعد إليهم في أحد تلك الكواكب، ونعيش معهم هناك في سلام وسعادة، ولذا نحن نقدس الكواكب، القمر والزهرة والمريخ وغيرهم.
إن طائفتي تسمى الصابئة المندائيين.
نحن نخفي معتقداتنا لأننا نتعرض لمضايقات من البعض لهذا لم أرد أن يعرف أحد، لكن أنا أثق فيكما. أعرف أنكما لن تؤذياني.
كان الكلام بالنسبة لنا مذهلاً بحق لا يمكن تصوره،
لكن الشاب لم يؤذينا في شيء ولا وجدنا منه أي ضرر لذا لم نتحدث في الأمر مرة أخرى .
صمت عبد العال طويلاً يحاول استيعاب كل هذا المعلومات التي بالكاد يفهم بعضها، كان هناك ألف سؤال يجول بخاطره، نظر إلى عم ابراهيم بانبهار ولسان حاله يقول :
أنت أيها العجوز الأمي تعرف وتحفظ كل هذه المعلومات الغريبة التي لا تصدق؟
لكن عبد العال ظل يطرح علي عم إبراهيم الأسئلة الهامة, بعد فترة من الصمت سأله:
وماذا تعني تلك الكلمة التي يرددها علي ابني دائما:
ببساطة رد ابراهيم:
تعني "دانانوخت", عندما سألت عنها ستار بعد أن سمعته يكررها وهو ينظر إلي النجوم والقمر، قال لي إن هذا من نسميه نحن النبي إدريس,
كرر عبد العال بلا وعي وهو يشير بيده إلي السماء:
صعد إلي السماء السابعة؟!
عاد بصمته محاولا الفهم ثم سأل السؤال الأهم:
لكن كيف عرف ابني علي بتلك اللغة؟
وما علاقته بأناس يعيشون بعيداً جداً عنا هنا؟
أنا حتى لم أسافر الى العراق ووالدته من البلد كما تعرف أى ليس لها أي علاقة بالعراق ولا غيره.
ولكن عم إبراهيم لم يكن عنده أي جواب علي تساؤلات عبد العال وكان من الواضح أن الأمر قد وصل إلى طريق مسدود.
وشعر عبد العال بخيبة كبيرة وحزن على ابنه.
لكن أملا جديداً ظهر من حيث لا يحتسب.
------------------------------
أسوأ شعور يمكن أن يعتري الإنسان هو عدم الفهم.
هذا ما شعر به عبد العال، لا يفهم ماذا حدث لابنه علي؟! ولا ما علاقته بالعراق ولا بإدريس ولا بتلك الجماعة العراقية التي حتي لا يعرف كيف ينطق اسمها؟!!!!
جلس في حيرة مع زوجته وابنه الأكبر وهم ينظرون إلى الطفل علي وهو يلعب بجوارهم دون أن يبدو عليه أي شيء...
كان فكرهم أنه مريض بشكل ما أو مصاب بمس جان، لكن ما الحل.
بعد صمت وتفكير تحدث الابن الأكبر:
أبي، لا يبدو أن علي مصاب بأي مرض، وليس ملبوس بالجن، الولد عادي جداً، لكن هناك شيء ما غير مفهوم يحدث له.
نظر إليه والده ووالدته دون أن يتكلم أحد, عاد يكمل:
هل تعلمون من سوف أستشير؟
هل تذكرون الأستاذ ظريف مدرس اللغة العربية في المدرسة الابتدائية التي كنت أدرس فيها.
هذا الرجل كنت أراه دائماً يقرأ كثيراً، طوال الوقت الذي ليس لديه حصص كان يمسك كتابا في يده.
كان الكل في المدرسة- طلاب وحتى مدرسين- يلجئون إليه عندما يحتاجون أي معلومة.
ما رأيكم لو شرحت له حالة علي، ربما كان عنده فكرة أو معلومة؟
لم يكن أمامهم إلا القبول، كانوا كالغريق الذي يتعلق بقشة.
- الأستاذ ظريف كان شاباً في الثلاثينات من العمر, يسكن في آخر بلدهم، وقرر محمود أن يقوم بزيارته في المساء...
ذهب معه عبد العال وأمام الأستاذ ظريف حكى الحكاية كلها.
كان عبد العال يتوقع أن يطلب الأستاذ ظريف رؤية علي،
اندهش الأستاذ ظريف بشدة من القصة، سألهم عن التوقيت الذي يحدث فيه هذا الأمر، وعن أي كلام يذكرونه مما قال،
وما ادهشه أكثر قصة عم إبراهيم عن تلك الطائفة العراقية التي تسمى الصابئة المندائيين والتي قرأ عنها الأستاذ ظريف من قبل .
صمت ظريف طويلاً...
وصمت عبد العال ومحمود احتراماً له، كان ينظران يترقب وقلق له ويتمنيان أن يكون عنده حل.
كان ظريف يفكر في شخصية واحدة ..
راغب دميان.
في النهاية قام إلي مكتبة عبارة عن أرفف من خشب مثبتة في حائط الصالة الواسعة التي يجلسون فيها وأحضر كتاباً منها وقدمه لمحمود.
اعترت الدهشة عبد العال ومحمود بينما قال الأستاذ ظريف:
هل تحب القراءة يا محمود؟
بتردد رد محمود:
لم أحاول أن أقرأ كتاب من قبل يا أستاذ ظريف، أنت تعرف المشاغل والوقت.
- إذًا حاول أن تقرأ هذه القصة، هي ليست كبيرة كما ترى، بعدها سوف نتكلم معا ولكني أريد أن آتي إلي بيتكم لشرب الشاي وأتحدث قليلاً مع علي في وجودكم.
نظر محمود إلي الكتاب، كان يسمى:
العنكبوت.
تذكر أنه يعرف الرجل صاحب الصورة عليه، سأل الأستاذ ظريف:
أليس هذا الدكتور مصطفي محمود صاحب برنامج "العلم والإيمان"؟
نعم هو بنفسه.
تدخل عبد العال في النقاش قائلا:
نعم أعرف هذا الدكتور وأحب برنامجه، إنه يقول اشياء غريبة جداً لا نتصور وجودها في العالم .
تحدث الأستاذ ظريف:
جميل جداً أنكم تعرفونه، في الواقع الدكتور مصطفي محمود شخصية عظيمة حقا.
رد محمود:
لكن يا أستاذ ظريف هل هذا الكتاب له علاقة بحالة علي أخى؟
أقرأ القصة أولا ثم نتناقش يا محمود. حاول أن تنتهي منها حتى الغد وبعدها سوف آتي لرؤية علي والكلام معه.
قبل أن يتحدث أحد فجأة جاء صوت طرق عالي على باب بيت الأستاذ ظريف، كان الطرق بطريقة غير عادية أبداً، قام الرجل متوتراً لكي يفتح الباب القريب جداً من الصالة الجالسين فيها.
ما أن فتح الأستاذ ظريف الباب حتى وجد طفل صغير ينهج بشدة من أثر الجري بادره بالسؤال:
هل عم عبد العال موجود؟
بتوتر رد ظريف: نعم موجود.
إذإ أخبره أن أم محمود تقول له : تعالى بسرعة انقذ علي.
ومن الداخل سمع الاثنين الحوار كله وسقطت قلوبهما بين أقدامهم.
- عندما وصل عبد العال بيته هو وابنه محمود وذهب معهم الأستاذ ظريف، كان الثلاثة في حالة من القلق والهلع على الطفل علي وعما حدث له.
إلا أنهم وفي البيت وجدوا الأمور هادئة تماماً، كانت الأم جالسة في الصالة في حالة من الصمت والصدمة بادية على ملامحها.
- أين علي؟
تساءل الأب في هلع بينما كان الطفل نائم بالفعل في حجر والدته.
نظر إليه أبيه بقلق وسألها:
ماذا حدث له ؟
نفس ما يحدث، فجأة وجدته يتحدث بتلك الطريقة الغريبة وهو ينظر إلي السماء وكأنه لا يراني.
ظل يقول كلمات وجمل غريبة جدا وكأنه في عالم آخر.
دقائق علي هذه الحال وأنا في ذهول لا أعرف كيف أتصرف.
في النهاية صمت تماماً، ثم نظر إلي نظرته الطفولية وكأنه كان في عالم آخر وعاد إلى عالمنا, طلب أن يشرب مياه ثم نام في حجري.
- اطمئن عبد العال ومحمود على صحة علي, حاول الأستاذ ظريف أن يستأذن لكنهما أمسكا به (ليأخذ واجبه) و ..
نشرب الشاي معًا حتى يستيقظ وتتحدث معه بنفسك يا أستاذ ظريف.
وفي غرفة الضيوف جلس الثلاثة يتحدثون، قال الأستاذ ظريف:
- هناك أديب مصري يدعى: راجي عنايت، له سلسلة كتب بعنوان "أغرب من الخيال" لدي أغلبها، في أحد تلك الكتب وعنوانه "عجائب بلا تفسير" ذكر الكاتب قصة غريبة سوف أقصها عليكم كما وردت في الكتاب.
يتبع.....
أحمدعبدالرحيم
التعديل الأخير بواسطة المشرف: