• المشاركة مفتوحة للجميع .. لا تتردد في نشر مقالك في القسم المناسب في منتدى الديوان.

  • اللّٰهُمَّ إِنِّي أَفْتَتِحُ الثَّناءَ بِحَمْدِكَ وَأَنْتَ مُسَدِّدٌ لِلصَّوابِ بِمَنِّكَ، وَأَيْقَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فِي مَوْضِعِ الْعَفْوِ وَالرَّحْمَةِ.
💢 الموضوع يحتوي على محتوى حصري.

مرحبا ً بك في الــديــوان الإلكتروني

أهلا وسهلا بك زائرنا العزيز في الــديــوان الإلكتروني.

انظم إلينا و تمتع بتجربة رائعة, ستجد كل ما تبحث عنه.

التسجيل مجاني بالكامل

رعب وغموض
  1. رعب النفسي
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

ألف حياة (بين الواقع والخيال) عن تناسخ الأرواح نتحدث -3-

***
*فيما بعد حكى أخي لنا كل شيء, وأيد عبد العال كلامه.

في صمت ووجوم ودون كثير من الكلام توجه الثلاثة إلى شرق النيل حيث المقابر..

كان الوقت ما زال عصراً والشمس ساطعة في السماء تلهب الرمال بحرارتها، ولكنها بالنسبة لحسن كانت تمثل أعلى درجات الأمان..

كل ما كان يجول بخاطره أنه من المؤكد أن شيئاً لن يحدث في "عز الضهر" كما أن معه رجلين هذه المرة.

مروا علي بيته، أحضروا أدوات الحفر، ومضوا نحو القبر المنشود.

وهناك ورغم كل شيء حوله إلا أن حسن شعر بالخوف يدب في قلبه.

تعاون الثلاثة على إزالة الرمال التي توجد فوق باب القبر، استغرقا بعض الوقت، في النهاية ظهر الباب المغلق بعناية.

ارتفعت دقات القلوب بشدة وبعنف حتى ظن كل منهم أن الآخر يسمع دقات قبله.

لقد جاءت اللحظة الحاسمة، بالنسبة لحسن التربي، إما أن يكتشفوا سرًا رهيبًا في القبر وإما أن يكتشف أنه كان واهمًا في كل هذا.

ورغم اللوم والتأنيب الذي يتوقع أن يتلقاه لو اتضح أنه واهم فإن حسن كان في قرارة نفسه يتمنى ألا يجد شيء غير عادي في القبر..

مد يده لكي يفتح الباب بهدوء وحذر، وقد تصاعدت أنفاسه بعنف بينما كان قلبه ينتفض بين ضلوعه، لم تكن الحفرة التي أمام باب القبر تتسع إلا لشخص واحد، يقف أمام الباب، وكان بالطبع هو حسن ...

بينما كان الإثنين في الأعلى ينظران إليه بقلق وترقب.

فتح حسن الباب، وفجأة أطلق صرخة فزع رهيبة،

لابد أنها أسمعت الموتى أنفسهم في القبور عندما رأى ما أمامه.


--------------------------

لم يتوقع حسن التربي ولا تصور في أسوأ كوابيسه علي الإطلاق أن يحدث معه ما حدث الآن...

بمجرد أن فتح باب المقبرة حتي وجد جثة تسقط فوقه.

جثة ثقيلة كانت تستند إلى الباب وعندما فتحه ووقعت عيناه عليه، شعر بفزع لدرجة زلزلت كيانه وخاصة أنه لم يكن خلفه مكان للهروب، كان في حفرة أمام الباب.

أطلق صرخة فزع هائلة هزت المقابر كلها، وفي نفس الوقت اتسعت عيون الاثنين فوقه ذهولًا، علي الفور نزل إليه سالم أخو زوجة عبد العال.

لقد كانت الجثة جثة والده، لم تكن قد تحللت بعد، كانت جثة طازجة مكفنة في الكفن الأبيض.

وعلي وجهها أبشع أمارات الفزع.

قفز حسن التربي لأعلى وجلس هناك يلتقط أنفاسه كأنه كان يختنق في أعماق الرمال.


مضى وقت حتي هدأ الثلاثة وفكروا جيدًا وقرروا ما سوف يتم فعله.

كان سالم يشعر بمرارة وحزن أقسى وأكثر بمراحل مما شعر به أمس عندما مات والده.


لم يكن الرجل العجوز قد مات وقتها إذًا.

لو كانوا يعلمون لأدركوا أنها كانت غيبوبة سكر تلك التي جعلته يبدو كالميت، وما حدث أن الرجل قد دفن حيًا..

يا إلهي الرحيم!

كيف كان شعوره عندما استيقظ ليجد نفسه في قبر مغلق؟

كيف قضى الليلة في هذا القبر مع الأموات؟

العلامات البادية علي وجهه تنبأ بما عانى وقاسى في تلك الليلة المشؤومة.

لم يكن وهمًا إذًا ذلك الذي سمعه حسن التربي.

وبكل مرارة وألم وحزن يقطع الأوصال، تعاون الثلاثة وأعادوا دفن الرجل.

وتعاهدوا علي عدم الكلام في الموضوع.

لكن عبد العال أخبر زوجته عندما ألحت في السؤال.


لكن ما علاقة ابني علي بأبي؟

سألت زوجة عبد العال وهي تنظر له بقلق، ثم أكملت:

ماذا قال الشيخ فتاح؟

تردد عبد العال قليلاً، مما زاد من قلقها:

لقد قال.. قال إن علي قد تملكته روح جده؟

ماذا يعني هذا وما هذا الكلام الغريب الذي يتحدث به؟

تنهد عبد العال بعمق وكأنه يزيح كابوساً عن كاهله وهو يقول:

لقد قال إن جده كان "مخاوي جن" وأن هذا الجن لسبب ما يظهر لعلي ويجعله يتحدث بتلك الطريقة وجعل روح جده تتملكه.

لم تفهم الأم معنى الكلام، ولا سبب ما حدث, ولكن عقلها حلل لها الموضوع كله بأن علي لبسه جن أو أنه سوف يموت مثل جده.

ويبدو أنها سوف تعيش أياماً قاسية بحق.

-----------------------------------

- كان عبد العال يحب عم ابراهيم حقًا, الرجل كان صديقاً لوالده وهو يعتبره في مكانة والده، عندما جلس معه في هذا المساء علي الكنبة الخشبية أمام البيت وهما يشربان الشاي الثقيل، وجد لديه رغبة أن يحكي له عن موضوع ابنه علي.

اندهش الرجل العجوز من القصة بالفعل, لم يكن لديه أي تفسير إلا الجن واللبس.


لكن الرجل كان له رأي في الشيخ فتاح، إنه رجل آفاق ولا يعتد بكلامه.

من باب الفضول سأل عم إبراهيم:

لكن ألا تعرف أو تتذكر أي كلمة من كلام علي الغريب.

صمت عبد العال قليلاً وحاول أن يتذكر ثم قال:

نعم كان هناك كلمة كررها من مرة، كلمة ....


دنانخ أو دينانخ..

نظر إليه عم ابراهيم وقد اتسعت عيناه دهشة وقال:

تقصد أنه كان يقول :"دانانوخت".

انتقلت الدهشة والذهول إلى عبد العال وهتف بصوت خرج رغماً عنه مرتفعًا:

نعم نعم، هذا ما كان يقول بالفعل .

لكن هل تعرف ما معنى هذه الكلمة؟

ببطء قال إبراهيم :

نعم أعرف.


-------------------------------

نظر عبد العال إلى عم ابراهيم وقد انعقد لسانه من الدهشة، كيف عرف العجوز الذي لا يجيد الكتابة ولا القراءة تلك الكلمة الغريبة وكيف نطقها كما نطقها علي ابنه الصغير بالضبط تماماً رغم أنه لم يكن موجود معهم...

بعد قليل سأله:


كيف عرفت الكلمة الغريبة؟

تحدث الرجل ببساطة:

الغريب هو أن ابنك الطفل ينطقها بل بالضبط كما ينطقونها هم؟

- هم من يا عم إبراهيم؟

تنهد الرجل تنهيدة طويلة ثم بدأ يتحدث...

سوف أحكي لك حكاية غريبة لكن المرحوم والدك كان شاهدًا عليها..


أنا ووالدك كنا في العراق لفترة طويلة، حتي خمسة عشر عاماً مضت كما تعلم.

اشتغلنا هناك وكان يتم معاملتنا أحسن معاملة

,كنا كبار السن ولسنا شباب ورغم ذلك كنا سعداء، كانت أيام جميلة حقًا...

كنا نعمل في مزرعة دواجن هناك كبيرة جداً وكان معنا مصريين وعراقيين ومن جنسيات أخرى، كان بينهم شخص واحد ملفت للانتباه...

عراقي...


اسمه ستار، شاب في العشرينات من عمره، كان شاباً متدينا، يتوضأ ويصلي ولكن بطريقة غريبة جداً لم نعتدها أبداً.

قبل معرفة هذا العراقي لم أكن أعرف أية ديانات إلا المسلمين والمسيحيين واليهود.

- لكن في العراق قابلنا أشخاص من بلاد وديانات وعبادات لا تصدق أنها موجودة.

انتبه عبد العال الذي شدته القصة بشدة وتذكر أن والده حكى له بعض الأشياء المماثلة لكنه أراد الآن الاستيضاح، سأل:

- كيف يا عم ابراهيم، احكي لي؟

- قابلنا هناك أشخاص يعبدون تماثيل وناس ليس لهم ديانة وناس يقولون أنهم- استغفر الله العظيم- لا يؤمنون بالله وهناك من يعبدون البقر وغيرهم،

لكن ستار هذا كان مختلف عن الكل.

كان ينزل بملابسه في الفرات ويغتسل هناك، كان يرتدي دائماً الملابس البيضاء، عندما يصلي كانت صلاته مختلفة عن كل الصلوات لكنه كان يحاول إخفاء كل ذلك.

كان يردد كلمات غريبة لا نعرف لها معنى، رغم أن طول فترة إقامتنا في العراق جعلتنا نجيد اللهجة العراقية ونعرف كلماتها.

ومن ضمن تلك الكلمات التي كان يرددها كثيراً كلمة "دانانوخت" تلك التي لا أعرف كيف وصلت لابنك الطفل الصغير ونطقها بتلك الطريقة وكلمات أخرى كثيرة غريبة.

أكثر من مرة نسأله لكنه يتهرب من الإجابة، رغم أنه كان يتحدث عن أسرته وقبيلته وكيف أنهم يعملون في صناعة وتجارة الذهب في الأهواز، لكنه اختلف مع عمه وتركهم وجاء يعمل هنا.

* ذات ليلة جاء ستار يرتدي ملابسًا بيضاء كالعادة ولكنها جديدة ومهندمة وقد حمل معه بعض اللفائف, فتحها أمامنا، كانت طعام فاخر وحلوى قدمه لنا.

سألناه عن سبب هذا الكرم والتبذير فقال إن اليوم هو رأس السنة.


نظرنا لبعضنا بدهشة- أنا ووالدك-

لم يكن رأس السنة لا الهجرية ولا الميلادية، سألناه عن أي سنة يتحدث..

قال:

لم أكن أرغب في الحديث.


هذا الموضوع يسبب الكثير من المشاكل لكن أثق بكما، سوف أخبركما عن أشياء عني لكني أريد منكما وعد ألا تتحدثا مع أحد ولا حتي معي في هذا الموضوع.

بدهشة أكدنا له ذلك انا ووالدك، بدء يتحدث:

أنا لست مسلماً ولا مسيحياً ولا يهوديا.

ولكني من ديانة مختلفة تماماً.

لم يرد أحد منا فعاود هو الكلام:

بالمناسبة هل تعرفون في أي عام نحن؟


نحن في عام 1970. هذا بتقويمكم ولكن في تقويمنا نحن في العام 445348 .

ولك أن تتصور شعورنا عندما سمعنا الرقم.

يتبع.....

أحمدعبدالرحيم.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد…