- المشاهدات: 48
- الردود: 2
الأجداد: توارثناه عن أجدادنا كالعادات والتقاليد ولا نعرف أصل نشأته
**يصفه الأطباء كدواء للمرضى وفوائده الصحية أكثر من الخبز العادي والأرز
هو علامة مميزة للصعيد، ويعد ماركة مسجلة لا يمكن اقتباسها أو تقليدها، فالعيش الشمسي وقود الحياة لدى الصعايدة، وكما اشتهر صعيد مصر بعدد من العادات والتقاليد التي ميزته عن أي مكان آخر، اشتهر أيضاً بهذا الخبز، ذو الطعم الطازج المميز، والشكل المستدير المرتفع، والقيمة الغذائية العالية التي ساعدت أهالي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] على مقاومة حرارة الشمس القاسية وصعوبة المعيشة، فتميزه لا يقتصر على شكله وطعمه الفاتح للشهية فقط، إنما يمتاز بفوائده الصحية الناتجة عن استخدام القمح في خبزه، وطريقة عمله التي تعتمد على حرارة الشمس، لمدة ساعتين على الأقل.
تعتمد فكرة تسويته في الشمس، على أن حرارتها تقتل أنواعًا كثيرة من البكتريا التي تتواجد أثناء تخمر الخبز، ويعتبر هو الغذاء الرئيسي اليومي على المائدة الصعيدية، فلا تخلو واحدة منه، عكس محافظات الدلتا التي تعتمد على الأرز كوجبة رئيسية.
معرفة أو تحديد وقت نشأة العيش الشمسي، أمر مستحيل، فهو يعد جزءًا من التراث الصعيدي، وكما يقول الأجداد ‘‘لقد ورثنا هذا الخبز عن أجدادنا مثلما ورّثونا الأرض والعادات، كما ورثنا معه طريقة صنعه التي لا يمكن تغييرها أو اختصار وقتها الطويل، لأنها السر وراء قيمته’’.
قبل أن نتطرق للحديث عن طريقة عمل العيش الشمسي، لا بد من ذكر العناصر والمكونات الأساسية لهذا الخبز، والتي يأتي على رأسها القمح، الذي يُعد من أقدم أنواع الحبوب، ولا أحد يعرف مصدره الفعلي، إلا أن بعض الكتب أثبتت أن الصينيين كانوا يحصدونه قبل 3000 عام قبل الميلاد، وكان يُطحن في مصر القديمة، وقد وُجِدت له بعض النقوش في الآثار، مما يُظهر مكانته التي كانت أقرب التوقير والتقديس.
وفوائد العيش الشمسي لن تقل عن فوائد العنصر الأساسي فيه وهو القمح، حيث أ،ه يجدد الدماء في الجسم ويعطيه ما يحتاجه من سعرات حرارية وفيتامينات ومعادن، ويمنع فقر الدم وينقيه، وله دور فعال في تهدئة السعال والزكام، ويساعد على تنظيف المجاري البولية، كما كشفت دراسة أمريكية حديثة عن وجود عنصر طبيعي نشط في حبوب القمح الكاملة، يملك القدرة على قتل خلايا السرطان من خلال خصائصه المضادة للأكسدة والقاتلة للأورام السرطانية، وهو ما لا يتوافر وجوده في المنتجات المعالجة أو المصفاة كالخبز الأبيض.
وأشار الدكتور حسين الصغير، استشاري الحميات بقنا، إلى أن هناك عددًا من الأطباء المصريين توصلوا من خلال أبحاث متعددة تم نشر بعضها، إلى القيمة الغذائية الفعلية للعيش الشمسي المصنوع من القمح، إضافة إلى أننا كأطباء لا نمنع أي مريض، مهما كان نوع المرض، من تناول العيش الشمسي، بل نطلب منه الاعتماد عليه والابتعاد عن أنواع العيش الأخرى، لما لها من تأثير سلبي على الصحة بشكل عام.
مثلما ارتبط العيش الشمسي بالقمح، ارتبط أيضًا بالمرأة الصعيدية، التي أتقنت صنعه وورثت طريقة عمله عن جدّاتها عن ظهر قلب، كما أن الفتاة الصعيدية لا بد أن تتعلم طريقة صنع العيش الشمسي قبل الزفاف، وإلا فلن يكتمل زفافها، لأنه من الضروريات التي لا يمكن الاستغناء عنها أو تعويضها ببديل آخر في البيوت الصعيدية .
العيش الشمسي يُباع في الصعيد، كصنف أساسي داخل محلات البقالة والسوبر ماركت، وعلى الأرصفة بالشوارع الرئيسية .أما عن مكوناته فهي (دقيق قمح، ماء دافئ للعجن، ملعقة كبيرة خميرة، ملح، ردة أو نخالة القمح)، ووجود العامل الأساسي في الخبز، أي الشمس.
وعن طريقة صنع العيش الشمسي، حدثتنا أسماء رضا، ربة منزل، قائلة إنه يمر بست مراحل، تبدأ بعمل عجينة الخميرة في الليلة السابقة ليوم الخبيز، حيث يتم وضع الخميرة في إناء صغير، ويضاف كيلو جرام من الدقيق، وكمية من الماء الدافئ، ويتم العجن، حتى تصبح العجينة سائلة، ثم يُغطى الإناء بغطاء محكم، ويُترك حتى صباح اليوم التالي. وفي الصباح تقوم سيدة قوية البنيان ذات مهارة بعملية العجين.
تستغرق مرحلة العجين ساعة تقريبا، وبعدها يتم ‘‘تقريص’’ أو تقطيع العجين إلي أقراص دائرية صغيرة، مثل شكل برتقالة كبيرة، وتوضع على ’’دورة’’ أو سطح مستدير كالقرص، مرشوشة بالردة، ثم يوضع العيش تحت أشعة الشمس حتى يختمر، ثم تقوم إحدى الفتيات المشاركات في العجين بعملية التجريح بواسطة شوكة نخيل أو إبرة خياطة نظيفة، والتجريح هو عمل خط دائري حول قرص العجين، وفي المنتصف يتم عمل الرقم 11، والخط الدائري هو معتقد فرعوني يرمز للإله ‘‘رع’’، رمز قرص الشمس، بعدها يتم وضع الخبز في الفرن البلدي، وحاليًا تقوم بعض السيدات باستخدام الأفران الصناعية، ليخرج بعدها العيش طازجًا له رائحة شهية وطعم جميل.
كان للعيش الشمسي الصعيدي، نصيب من الاهتمام في الأغاني الشعبية والأمثال المصرية، وخواطر الشعراء، واهتمت به السينما المصرية كواحد من الرموز الصعيدية التي لا يمكن إغفالها، فيقول المثل الشعبي ‘‘مين ياكل عيش السلطان يضرب بسيفه’’، و‘‘الجعان يحلم بسوق العيش’’، و’’اللي يستكتر غموسه ياكل عيش حاف’’، و‘‘شحات وعايز عيش قمح’’، فدور العيش لا يمكن إهداره، حتى أن الخائن يقال عليه ‘‘خان العيش والملح’’.
**يصفه الأطباء كدواء للمرضى وفوائده الصحية أكثر من الخبز العادي والأرز
هو علامة مميزة للصعيد، ويعد ماركة مسجلة لا يمكن اقتباسها أو تقليدها، فالعيش الشمسي وقود الحياة لدى الصعايدة، وكما اشتهر صعيد مصر بعدد من العادات والتقاليد التي ميزته عن أي مكان آخر، اشتهر أيضاً بهذا الخبز، ذو الطعم الطازج المميز، والشكل المستدير المرتفع، والقيمة الغذائية العالية التي ساعدت أهالي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] على مقاومة حرارة الشمس القاسية وصعوبة المعيشة، فتميزه لا يقتصر على شكله وطعمه الفاتح للشهية فقط، إنما يمتاز بفوائده الصحية الناتجة عن استخدام القمح في خبزه، وطريقة عمله التي تعتمد على حرارة الشمس، لمدة ساعتين على الأقل.
تعتمد فكرة تسويته في الشمس، على أن حرارتها تقتل أنواعًا كثيرة من البكتريا التي تتواجد أثناء تخمر الخبز، ويعتبر هو الغذاء الرئيسي اليومي على المائدة الصعيدية، فلا تخلو واحدة منه، عكس محافظات الدلتا التي تعتمد على الأرز كوجبة رئيسية.
معرفة أو تحديد وقت نشأة العيش الشمسي، أمر مستحيل، فهو يعد جزءًا من التراث الصعيدي، وكما يقول الأجداد ‘‘لقد ورثنا هذا الخبز عن أجدادنا مثلما ورّثونا الأرض والعادات، كما ورثنا معه طريقة صنعه التي لا يمكن تغييرها أو اختصار وقتها الطويل، لأنها السر وراء قيمته’’.
قبل أن نتطرق للحديث عن طريقة عمل العيش الشمسي، لا بد من ذكر العناصر والمكونات الأساسية لهذا الخبز، والتي يأتي على رأسها القمح، الذي يُعد من أقدم أنواع الحبوب، ولا أحد يعرف مصدره الفعلي، إلا أن بعض الكتب أثبتت أن الصينيين كانوا يحصدونه قبل 3000 عام قبل الميلاد، وكان يُطحن في مصر القديمة، وقد وُجِدت له بعض النقوش في الآثار، مما يُظهر مكانته التي كانت أقرب التوقير والتقديس.
وفوائد العيش الشمسي لن تقل عن فوائد العنصر الأساسي فيه وهو القمح، حيث أ،ه يجدد الدماء في الجسم ويعطيه ما يحتاجه من سعرات حرارية وفيتامينات ومعادن، ويمنع فقر الدم وينقيه، وله دور فعال في تهدئة السعال والزكام، ويساعد على تنظيف المجاري البولية، كما كشفت دراسة أمريكية حديثة عن وجود عنصر طبيعي نشط في حبوب القمح الكاملة، يملك القدرة على قتل خلايا السرطان من خلال خصائصه المضادة للأكسدة والقاتلة للأورام السرطانية، وهو ما لا يتوافر وجوده في المنتجات المعالجة أو المصفاة كالخبز الأبيض.
وأشار الدكتور حسين الصغير، استشاري الحميات بقنا، إلى أن هناك عددًا من الأطباء المصريين توصلوا من خلال أبحاث متعددة تم نشر بعضها، إلى القيمة الغذائية الفعلية للعيش الشمسي المصنوع من القمح، إضافة إلى أننا كأطباء لا نمنع أي مريض، مهما كان نوع المرض، من تناول العيش الشمسي، بل نطلب منه الاعتماد عليه والابتعاد عن أنواع العيش الأخرى، لما لها من تأثير سلبي على الصحة بشكل عام.
مثلما ارتبط العيش الشمسي بالقمح، ارتبط أيضًا بالمرأة الصعيدية، التي أتقنت صنعه وورثت طريقة عمله عن جدّاتها عن ظهر قلب، كما أن الفتاة الصعيدية لا بد أن تتعلم طريقة صنع العيش الشمسي قبل الزفاف، وإلا فلن يكتمل زفافها، لأنه من الضروريات التي لا يمكن الاستغناء عنها أو تعويضها ببديل آخر في البيوت الصعيدية .
العيش الشمسي يُباع في الصعيد، كصنف أساسي داخل محلات البقالة والسوبر ماركت، وعلى الأرصفة بالشوارع الرئيسية .أما عن مكوناته فهي (دقيق قمح، ماء دافئ للعجن، ملعقة كبيرة خميرة، ملح، ردة أو نخالة القمح)، ووجود العامل الأساسي في الخبز، أي الشمس.
وعن طريقة صنع العيش الشمسي، حدثتنا أسماء رضا، ربة منزل، قائلة إنه يمر بست مراحل، تبدأ بعمل عجينة الخميرة في الليلة السابقة ليوم الخبيز، حيث يتم وضع الخميرة في إناء صغير، ويضاف كيلو جرام من الدقيق، وكمية من الماء الدافئ، ويتم العجن، حتى تصبح العجينة سائلة، ثم يُغطى الإناء بغطاء محكم، ويُترك حتى صباح اليوم التالي. وفي الصباح تقوم سيدة قوية البنيان ذات مهارة بعملية العجين.
تستغرق مرحلة العجين ساعة تقريبا، وبعدها يتم ‘‘تقريص’’ أو تقطيع العجين إلي أقراص دائرية صغيرة، مثل شكل برتقالة كبيرة، وتوضع على ’’دورة’’ أو سطح مستدير كالقرص، مرشوشة بالردة، ثم يوضع العيش تحت أشعة الشمس حتى يختمر، ثم تقوم إحدى الفتيات المشاركات في العجين بعملية التجريح بواسطة شوكة نخيل أو إبرة خياطة نظيفة، والتجريح هو عمل خط دائري حول قرص العجين، وفي المنتصف يتم عمل الرقم 11، والخط الدائري هو معتقد فرعوني يرمز للإله ‘‘رع’’، رمز قرص الشمس، بعدها يتم وضع الخبز في الفرن البلدي، وحاليًا تقوم بعض السيدات باستخدام الأفران الصناعية، ليخرج بعدها العيش طازجًا له رائحة شهية وطعم جميل.
كان للعيش الشمسي الصعيدي، نصيب من الاهتمام في الأغاني الشعبية والأمثال المصرية، وخواطر الشعراء، واهتمت به السينما المصرية كواحد من الرموز الصعيدية التي لا يمكن إغفالها، فيقول المثل الشعبي ‘‘مين ياكل عيش السلطان يضرب بسيفه’’، و‘‘الجعان يحلم بسوق العيش’’، و’’اللي يستكتر غموسه ياكل عيش حاف’’، و‘‘شحات وعايز عيش قمح’’، فدور العيش لا يمكن إهداره، حتى أن الخائن يقال عليه ‘‘خان العيش والملح’’.