التعديل الأخير بواسطة المشرف:
من مذكرات عبدة الشيطان. (بين الواقع والخيال)
حادث تفجير وقع في كنيسة ليلة أحد الأعياد القبطية وأدى إلي اغتيال عدد كبير من المصريين المسيحيين وبعض المسلمين حراس الكنيسة وبعض المارة في الشارع بالصدفة.
ظللت أتصفح الفيس بوك وأقلب الصفحات التي تنشر أخبار متنوعة عن الضحايا وحكايات مؤلمة جداً وصور.
في مثل هذه الأحوال تزيد بشدة درجة الاحتقان الطائفي، وتكون صفحات السوشيال ميديا أرضًا خصبة للمتطرفين.
وسط هذا الكم من المنشورات، منشور واحد لفت انتباهي بشدة.
كان المنشور عبارة عن (سكرين شوت) من منشور في صفحة ما, وكان المكتوب ...
" الليلة سوف تسيل دماء المصلين في قلب المعبد، وتتطاير الأشلاء فوق المذبح، ولسوف يكون الأمر حقيقياً جدًا،
موعدنا عند منتصف الليل...
قال هو"
الشخص الذي نشر السكرين شوت، حدد بخط وقت المنشور, كان الساعة السادسة صباحًا, أي قبل الحادث ب 18 ساعة كاملة.
ذُهلت من المنشور، وعندما قرأت اسم المجموعة مصدر المنشور زادت دهشتي.
يبدو الاسم غامض جدًا.
- نزلت بسرعة أقرأ التعليقات علي المنشور، كانت كثيرة جداً تتراوح بين رفض وسخرية واتهام بالتزوير في الوقت مع وجود فئة مصدقة ومصدومة من الخبر.
تركت التعليقات وذهبت أبحث عن المجموعة، وبالفعل وجدتها...
اسمها:
Underground
وتضع صورة لشيطان أسود ذو جناحين وسط نيران ملتهبة، ترددت قليلاً ثم أرسلت طلب انضمام، فكرت...
وانتظرت الرد علي طلبي.
لم أنتظر كثيراً، نصف ساعة فقط. كنت ما زلت أقلب في صفحات الفيس بوك بحثًا عن أخبار الحادث، عندما جاءني الإشعار بقبولي في المجموعة، علي الفور توجهت إليها أطالع منشوراتهم.
آخر منشور كان هو السابق، أعدت قراءته ثم تصفحت باقي المنشورات، كلها تمجيد في الشيطان وحديث عن مُلك الشيطان القادم علي الأرض مع ذكر أعداد لعبدة الشيطان في مختلف دول العالم.
ذهلت بالفعل من جراءة صاحب أو أصحاب المجموعة فيما ينشرون، لا أعرف لماذا لم أميل لكونها منشورات تافهة للشهرة فقط, شعرت أن الأمر أكبر من ذلك.
فكرت في مراسلة المجموعة، بالفعل ارسلت رسالة للمجموعة...
- أريد أن أتعرف عليكم أكثر .
- أهلا بك في ملكوت السيد العظيم.
-من أنت؟
- أنا خادم سيدي.
سؤال ....
أولاً وقبل أي حديث بيننا ، كيف عرفتم موعد تفجير الكنيسة؟
- السيد الأعظم هو من يعرف، السيد لا يخفي عليه شيء.
قشعريرة باردة سرت في جسدي عندما قرأت الجملة الأخيرة، يبدو أنني دخلت معقل الشيطان بحق.
"إنه أنا الخادم رقم أربعة,
اخلع نعليك!
فإنك في صومعة المقدس.
فيها أسفار قيمة.
وبعض مما أوحي إليّ من سيدكم ومُسيطر عليّ حيواتكم.
مهما تنكرون.
مهما تنكرون.
تقربوا له قبل الموعد. "
* كان هذا أحد منشورات المجموعة، ظللت أتصفحها وأنا في دهشة شديدة مما أقرأ...
من الواضح أن مؤسس المجموعة يسعى لنشر فكر عبادة الشيطان دون خشية أحد علي الإطلاق، من المؤكد أنهم أخذوا حذرهم تمامًا ووضعوا في حسبانهم كل شيء وخاصة المراقبة الأمنية لهم وخاصة بعد نشر آخر منشور الذي حدد موعد العملية الإرهابية.
الفضول يقتلني لمعرفة هوية وأفكار ومصدر معلومات هؤلاء الناس لذا فكرت في فكرة مجنونة ...
لماذا لا أحاول الانضمام لهم ؟
هل أجرؤ؟
هناك مخاطر لا يمكن تصور مداها ولكن...
كما يقال: "الفضول قتل القط"
اختمرت الفكرة في رأسي, قررت شيئاً قبل التنفيذ.
يجب أن أقرأ وأُطالع عنهم بقدر ما يمكن، وبالفعل وبسرعة ذهبت إلي جوجل لأبحث وأعرف عنهم ما يمكن...
كان لهم كتاب فيه تعليماتهم يدعي "الإنجيل الأسود" وكان بعض ما جاء فيه :
"اقتل ما رغبت في ذلك، امنع البقرة من إدرار اللبن، أجعل الآخرين غير قادرين على الإنجاب، أقتل الأجنة في بطون أمهاتهم، اشربوا دم الصغار واصنعوا منه حساء، اخبزوا في الأفران لحومهم، اصنعوا من عظامهم أدوات للتعذيب".
أهم الوصايا العشر:
• لا تتزوج ولا تنجب وانغمس في اللذة..
• اتبع الشيطان فهو لن يأمرك إلا بما يؤكد ذاتك ويجعل وجودك وجوداً حيوياً.
• أطلق العنان لأهوائك وانغمس في اللذة.
• الشيطان يمثل الحكمة والحيوية غير المشوهة، التي لا خداع فيها للنفس، ولا أفكار فيها زائفة سرابية الهدف.
• أفكار الشيطان محسوسة ملموسة ومشاهدة، ولها مذاق، وتفعل في النفس والجسم فعل الترياق، والعمل بها فيه الشفاء لكل أمراض النفس والوقاية منها.
• لا ينبغي أن تتورط في الحب، فالحب ضعف وتخاذل وتهافت، فأزهق الحب في نفسك لتكون كاملًا.
• أظهر أنك لست في حاجة لأحد وأن سعادتك من ذاتك لا يعطيها لك أحد، وليس لأحد أن يمن بها عليك، وفى الحب يكون التفريط في حقوقك فلا تحب، وانتزع حقوقك من الآخرين.
• من يضربك على خدك فاضربه بيديك على جسمه كله.
• لا تحب جارك وإنما عامله كأحد الناس العاديين.
• لا تتزوج، لا تنجب، فتتخلص من أن تكون وسيلة بيولوجية للحياة وللاستمرار فيها، وتكون لنفسك فقط.
(هذه الأفكار مأخوذة بالنص من كتابهم المسمى: "الإنجيل الأسود")
ما هذا الجنون الذي أقرأ؟
كيف يمكن أن يؤمن شخص بمثل تلك الأفكار الجنونية العبثية.
هذه الأفكار قد تتماشى مع العقلية الغربية غير المتدينة أكثر.
قرأت أيضاً عن القداس الأسود وعن القداس الأحمر وعن كل ما يخصهم تقريباً، كل ذلك زادني إصراراً علي دخول تلك المجموعة وسبر أغوارها.
عدت أراسل الصفحة، كان يرد علي نفس الشخص، أوضحت له أنني أرغب في الانضمام للمجموعة.
بالطبع لم يكن الأمر سهلاً، بعد الكثير من الأسئلة وطلب المعلومات والاشتراطات.
طلب مني أن أنتظر وقت حتي يتم الموافقة علي.
بالطبع كانوا يجمعون عني المعلومات حتي يتأكدوا أنني لست مدسوس عليهم من الأمن.
في النهاية جاءتني رسالة تطلب مني التوجه إلي عنوان ما.
وقتها دق قلبي بعنف, لقد أصبحت علي أعتاب الانضمام إلى المجموعة الشيطانية الغريبة.
* توجهت إلي العنوان الذي حدده، كان مقهى من مقاهي وسط القاهرة، في باب اللوق بالتحديد، وكان الوقت مساء، المقهى غريب، خلف كارافان خشبي يعزل مَنْ بالداخل عن أعين المارة في الشارع جلست، الإضاءة هادئة جداً، شعرت ببعض الخوف والانقباض، ثمة زجاجات من البيرة موضوعة على بعض المناضد.
هناك رجل وامرأة يجلسان في عزلة يتهامسان، ثمة إثنين آخرين يجلسان في مائدة أخري، رجل يجلس وحيداً علي مائدة, ظهره للجدار, يُدخن وينظر إلي فراغ الغرفة، شكله يدل علي أنه شارد في عالم آخر، هناك مائدة في ركن لم أتبين جيداً الجالس أمامها، جرسون واقف خلف بار وخلفه توجد زجاجات كثيرة مختلفة لأنواع من الخمور.
التليفزيون مفتوح علي قناة أغاني لكن بصوت منخفض جداً،
شعرت بالقلق، ماذا يمكن ان أتناول في مثل هذا المكان؟
توجه الجرسون نحوي، طلبت قهوة وأنا متردد، ذهب بدون كلام وعاد بها بعد دقائق قليلة، نظرت في ساعتي، مر ثلث ساعة علي الموعد ولم يصل أحد، أمسكت التليفون فتحت الماسينجر وأرسلت لهم:
أين أنت؟ أنا موجود منذ ثلث ساعة.
كان هو أيضاً فاتح الماسينجر، وصلت الرسالة فوراً، دقيقة ولم يأت رد، بدأت أكتب رسالة أخري ولكني شعرت بشخص واقف أمامي، نظرت إليه...
يتبع.
أحمدعبدالرحيم.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: