قصة عقولنا مسجونة
يُحْكَىْ أنَّ رجُلاً خرج يوماً ليعمل في الحقل كما كان يفعل كلّ يوم ... ودَّع زوجته وأولاده وخرج يحمل فأسه...
لكنَّ الرجل الذي اعتاد أن يعود لبيته مع غروب الشمس لم يعد... وعبثاً حاول النّاس أن يعثروا له على طريق....
لكن بعد
عشرين عاماً سمعت زوجته طرقاتٍ على الباب عرفت منها أنّ الغائب قد عاد...
فتحت الباب فوجدت شيخاً يحمل معوله وفي عينيه رأت رجلها الذي غاب عنها
عقدين من الزمان ...
دخل الرجل بيته الذي غاب عنه سنين طويلة...
وألقى بجسده المتعب على أوّل كرسيٍّ أمامه.... جلست زوجته على ركبتيها
أمامه ، ووضعت ذراعيها حول عنقه ثمّ همست في أذنه : أين كنت ؟
ثمّ قال ...
تذكرين يوم خرجت من البيت متوجّهاً إلى الحقل كما كنت أفعل كلّ يوم ... في
ذلك اليوم رأيت رجلاً واقفاً في الطريق وكأنّه يبحث عن شيء، أو ينتظر قدوم
أحد ، فلمّا رآني اقترب منّي ، ثمّ همس في أذني تماتم ما فهمت منها شيئاً ،
فقلت له : ماذا تقول؟
ضحك الرجل ضحكةً عالية ورأيت الشرّ يتطاير من
عينيه ، ثمّ قال : هذه تعويذة سحرٍ أسود ألقيت بها في أعماق روحك ، وأنت
اليوم عبدٌ لي ما بقيتَ حيّاً ، وإن خالفتَ لي أمراً تخطّفتك مردة الجانّ
فمزّقت جسدك وألقت بروحك في قاع بحر العذاب المظلم حيث تبقى في عذابك ما
بقي ملك الجانّ جالساً على عرشه...
ثمّ سار بي الرجل إلى بلادٍ
بعيدة ، وأنا أخدمه إذا كان النهار وأحرسه إذا جاء الليل ... فلمّا وصلنا
إلى بلده التي جاء منها ، ودخلنا بيته الذي كان أشبه بالقبر، رأيت رجالاً
كثيراً مثلي يخدمون الرجل ، وكان كلّ واحدٍ منهم يحمل في رقبته قلادةً بها
مفتاح ، فإذا جاء الليل دخل كلٌّ منهم سجنه وأغلق القفل بالمفتاح ثمّ نام ،
فصرت أفعل مثلما يفعلون ، فإذا نام القوم جعلت أنظر في المفتاح وأبكي ،
ذلك أنّه ليس بيني وبينك إلاّ أن أفتح هذا القفل بالمفتاح الذي معي ثمّ
أرحل إليك ..
ولقد رأيت من ظلم ذلك الرجل ما لم يخطر لي على بال
... فهو لا يعرف الرحمة ، ولا يكترث لعذاب البشر، وكم سمعت من كان معي من
الرجال يبكون كالأطفال ، ويرجونه أن يرفع عنهم ما أوقعه عليهم من السحر،
فكان يقول : أقسم بالله أنّي لا أعرف لهذه التعويذة من خلاص ، ولا ينجو
أحدكم بروحه إلاّ إذا مات وهو يخدمني وأنا عنه راض
ولقد كبر
الرجل وهرم ، فلمّا مرض وشارف على الموت كنت واقفاً بجانب سريره ، فقلت له :
يا سيّدي ، أنت الآن تموت ، ولا نعلم كيف يكون الخلاص من السحر الذي
ابتلينا به ...
ضحك الرجل ضحكةً ذكرتني بتلك الضحكة التي سمعتها
يوم رأيته أوّل يوم ، ثمّ قال : يا أيّها الأحمق ، أنا لا أعرف شيئاً من
السحر، وما تلك التماتم التي همستها في أذنك إلاّ كذبةٌ ابتدعتها ، لكنّ
نفسك الضعيفة جعلتك عبداً لي ، وخوفك من الهلاك جعلت روحك سجينةً في
زنزانةٍ أنت تغلقها بيديك، وقد أعطاك الله عقلاً كالمفتاح الذي وضعتّه في
عنقك ، ولولا أنّك رضيت لنفسك الذلّ والهوان لفتحت باب السجن الذي كنت
تُعذّب نفسك به ، وكنت أسمع صوت بكائك وأصحابك في الليل فأعجب من ضعف
عقولكم وقلّة حيلتكم ...
أسرعت إلى زنزانتي فالتقطتّ فأسي وعدتُ
إلى الرجل أريد أن أقتله فوجدتُه قد فارق الحياة ، ثمّ أخبرت الرجال ما جرى
فهرعوا إلى جسده فقطّعوه وأحرقوه...
ثمّ جئتكِ راكضاً ، تكاد أرجلي تسبقني اليك ..!
* الكثير منا يسجن روحه في سجن ما ،، قد يكون سجن الخوف أو الحزن أو الطمع أو الكراهية أو عدم الرضى ....
أو اليأس أو ... أو ،، كلها سجون تمنعنا من ال استمتاع بالحياة ...
بيدك ان تفتح القفل وتحرر نفسك من سجنها .
يُحْكَىْ أنَّ رجُلاً خرج يوماً ليعمل في الحقل كما كان يفعل كلّ يوم ... ودَّع زوجته وأولاده وخرج يحمل فأسه...
لكنَّ الرجل الذي اعتاد أن يعود لبيته مع غروب الشمس لم يعد... وعبثاً حاول النّاس أن يعثروا له على طريق....
لكن بعد
عشرين عاماً سمعت زوجته طرقاتٍ على الباب عرفت منها أنّ الغائب قد عاد...
فتحت الباب فوجدت شيخاً يحمل معوله وفي عينيه رأت رجلها الذي غاب عنها
عقدين من الزمان ...
دخل الرجل بيته الذي غاب عنه سنين طويلة...
وألقى بجسده المتعب على أوّل كرسيٍّ أمامه.... جلست زوجته على ركبتيها
أمامه ، ووضعت ذراعيها حول عنقه ثمّ همست في أذنه : أين كنت ؟
ثمّ قال ...
تذكرين يوم خرجت من البيت متوجّهاً إلى الحقل كما كنت أفعل كلّ يوم ... في
ذلك اليوم رأيت رجلاً واقفاً في الطريق وكأنّه يبحث عن شيء، أو ينتظر قدوم
أحد ، فلمّا رآني اقترب منّي ، ثمّ همس في أذني تماتم ما فهمت منها شيئاً ،
فقلت له : ماذا تقول؟
ضحك الرجل ضحكةً عالية ورأيت الشرّ يتطاير من
عينيه ، ثمّ قال : هذه تعويذة سحرٍ أسود ألقيت بها في أعماق روحك ، وأنت
اليوم عبدٌ لي ما بقيتَ حيّاً ، وإن خالفتَ لي أمراً تخطّفتك مردة الجانّ
فمزّقت جسدك وألقت بروحك في قاع بحر العذاب المظلم حيث تبقى في عذابك ما
بقي ملك الجانّ جالساً على عرشه...
ثمّ سار بي الرجل إلى بلادٍ
بعيدة ، وأنا أخدمه إذا كان النهار وأحرسه إذا جاء الليل ... فلمّا وصلنا
إلى بلده التي جاء منها ، ودخلنا بيته الذي كان أشبه بالقبر، رأيت رجالاً
كثيراً مثلي يخدمون الرجل ، وكان كلّ واحدٍ منهم يحمل في رقبته قلادةً بها
مفتاح ، فإذا جاء الليل دخل كلٌّ منهم سجنه وأغلق القفل بالمفتاح ثمّ نام ،
فصرت أفعل مثلما يفعلون ، فإذا نام القوم جعلت أنظر في المفتاح وأبكي ،
ذلك أنّه ليس بيني وبينك إلاّ أن أفتح هذا القفل بالمفتاح الذي معي ثمّ
أرحل إليك ..
ولقد رأيت من ظلم ذلك الرجل ما لم يخطر لي على بال
... فهو لا يعرف الرحمة ، ولا يكترث لعذاب البشر، وكم سمعت من كان معي من
الرجال يبكون كالأطفال ، ويرجونه أن يرفع عنهم ما أوقعه عليهم من السحر،
فكان يقول : أقسم بالله أنّي لا أعرف لهذه التعويذة من خلاص ، ولا ينجو
أحدكم بروحه إلاّ إذا مات وهو يخدمني وأنا عنه راض
ولقد كبر
الرجل وهرم ، فلمّا مرض وشارف على الموت كنت واقفاً بجانب سريره ، فقلت له :
يا سيّدي ، أنت الآن تموت ، ولا نعلم كيف يكون الخلاص من السحر الذي
ابتلينا به ...
ضحك الرجل ضحكةً ذكرتني بتلك الضحكة التي سمعتها
يوم رأيته أوّل يوم ، ثمّ قال : يا أيّها الأحمق ، أنا لا أعرف شيئاً من
السحر، وما تلك التماتم التي همستها في أذنك إلاّ كذبةٌ ابتدعتها ، لكنّ
نفسك الضعيفة جعلتك عبداً لي ، وخوفك من الهلاك جعلت روحك سجينةً في
زنزانةٍ أنت تغلقها بيديك، وقد أعطاك الله عقلاً كالمفتاح الذي وضعتّه في
عنقك ، ولولا أنّك رضيت لنفسك الذلّ والهوان لفتحت باب السجن الذي كنت
تُعذّب نفسك به ، وكنت أسمع صوت بكائك وأصحابك في الليل فأعجب من ضعف
عقولكم وقلّة حيلتكم ...
أسرعت إلى زنزانتي فالتقطتّ فأسي وعدتُ
إلى الرجل أريد أن أقتله فوجدتُه قد فارق الحياة ، ثمّ أخبرت الرجال ما جرى
فهرعوا إلى جسده فقطّعوه وأحرقوه...
ثمّ جئتكِ راكضاً ، تكاد أرجلي تسبقني اليك ..!
* الكثير منا يسجن روحه في سجن ما ،، قد يكون سجن الخوف أو الحزن أو الطمع أو الكراهية أو عدم الرضى ....
أو اليأس أو ... أو ،، كلها سجون تمنعنا من ال
بيدك ان تفتح القفل وتحرر نفسك من سجنها .