قصة سقط سهواً
تفتح الادراج، تخرج الملفات، تتقلب الاوراق، و عمال المكتب فى دهشة من أمرهم فقد غادر الموظفون منذ الساعة تقريبا، و لم يظهر امامهم أحد، فى البداية اعتقدوا انها مكيدة من أحدهم ليرهبهم و فى النهاية تملكهم الفزع و فروا هاربين.
فى اليوم التالى لم يصدق الموظفين ما رواه العمال، الكل تمم على عهدته و تأكد الجميع ان الادراج لم تفنح، فالملفات كما هى على قدمها و بلايتها و الاوراق صفراء مثلما كانت الا انها جميعا بلا كلام، لقد اذاب الزمن حبر الصفحات فعادت خاوية عدا من الصفرة التى أكسبتها اياها الايام و النفوس.
لم يصدق العمال ان الزمن مسح الاوراق صاحوا: انها الارواح السفلية التى فعلتها، استدعاهم المدير، عنفهم بقسوة، وبخهم، و صب عليهم كل ما بوسعه من جزاء، و قبل انتصاف النهار سقط من على السلم، كسرت ساقه و دب الرعب فى قلوب الجميع.
أحضروا العراف ليكشف لهم ما أحاط بهم، تمتم بغير المفهوم من الكلام، مر على الادراج، أغرق بعض الملفات فى الماء، حرق بعض الورقات، و فاجأهم بالسؤال: هل لديكم ملف لمن سقطوا سهوا؟ أشاروا بالايجاب، أحضروا الملف، انه لم يمحى مثل باقى الملفات، رفع العراف رأسه و قال ( انها أرواح من سقطوا سهوا عادت لتنتقم فبعد أن أنكرتها الملفات أنكرها الاحباب و الاصحاب فعادت لتثأر ممن حكموا عليها بالموت بين الاحياء و الجهل بين الاموات).
انتشرت الشائعات عن اختفاء السطور من السجلات فى أغلب الهيئات، و عن نبش القبور و اختفاء جثث الموتى من مجهولى الاسماء، وعن حوادث بشعة اصابت كل من كان يوما مسؤلا عن ملف (سقط سهوا)، فجأة فتحت مرة اخرى الادراج، خرجت امام الاشهاد السجلات، ركض الجميع و من خلفهم ركضت الاوراق من ادركته سقط صريعا و من نجا منها كتب له البقاء، هدأت ثورتها بعد أن كست الشوارع و المبانى و غطت النهر و البحر، حلت محل الخضرة فى الحقول و الزهور فى الحدائق، التقط البعض تلك الورقات، لم يجدوا فيها سوى القليل من الاسماء.
عادوا مرة أخرى للسجل الذى لم يمس، انها اسماء من سقطوا سهوا و قد وضعت فى موقعها بين السطور.
تفتح الادراج، تخرج الملفات، تتقلب الاوراق، و عمال المكتب فى دهشة من أمرهم فقد غادر الموظفون منذ الساعة تقريبا، و لم يظهر امامهم أحد، فى البداية اعتقدوا انها مكيدة من أحدهم ليرهبهم و فى النهاية تملكهم الفزع و فروا هاربين.
فى اليوم التالى لم يصدق الموظفين ما رواه العمال، الكل تمم على عهدته و تأكد الجميع ان الادراج لم تفنح، فالملفات كما هى على قدمها و بلايتها و الاوراق صفراء مثلما كانت الا انها جميعا بلا كلام، لقد اذاب الزمن حبر الصفحات فعادت خاوية عدا من الصفرة التى أكسبتها اياها الايام و النفوس.
لم يصدق العمال ان الزمن مسح الاوراق صاحوا: انها الارواح السفلية التى فعلتها، استدعاهم المدير، عنفهم بقسوة، وبخهم، و صب عليهم كل ما بوسعه من جزاء، و قبل انتصاف النهار سقط من على السلم، كسرت ساقه و دب الرعب فى قلوب الجميع.
أحضروا العراف ليكشف لهم ما أحاط بهم، تمتم بغير المفهوم من الكلام، مر على الادراج، أغرق بعض الملفات فى الماء، حرق بعض الورقات، و فاجأهم بالسؤال: هل لديكم ملف لمن سقطوا سهوا؟ أشاروا بالايجاب، أحضروا الملف، انه لم يمحى مثل باقى الملفات، رفع العراف رأسه و قال ( انها أرواح من سقطوا سهوا عادت لتنتقم فبعد أن أنكرتها الملفات أنكرها الاحباب و الاصحاب فعادت لتثأر ممن حكموا عليها بالموت بين الاحياء و الجهل بين الاموات).
انتشرت الشائعات عن اختفاء السطور من السجلات فى أغلب الهيئات، و عن نبش القبور و اختفاء جثث الموتى من مجهولى الاسماء، وعن حوادث بشعة اصابت كل من كان يوما مسؤلا عن ملف (سقط سهوا)، فجأة فتحت مرة اخرى الادراج، خرجت امام الاشهاد السجلات، ركض الجميع و من خلفهم ركضت الاوراق من ادركته سقط صريعا و من نجا منها كتب له البقاء، هدأت ثورتها بعد أن كست الشوارع و المبانى و غطت النهر و البحر، حلت محل الخضرة فى الحقول و الزهور فى الحدائق، التقط البعض تلك الورقات، لم يجدوا فيها سوى القليل من الاسماء.
عادوا مرة أخرى للسجل الذى لم يمس، انها اسماء من سقطوا سهوا و قد وضعت فى موقعها